تكثيف القوافل الدينية في المحافظات المصرية لنشر الوعي

تضم أنشطة ولقاءات جماهيرية لـ«تصويب المفاهيم الخاطئة»

جانب من القافلة الدينية إلى محافظة مطروح (مجمع البحوث الإسلامية)
جانب من القافلة الدينية إلى محافظة مطروح (مجمع البحوث الإسلامية)
TT

تكثيف القوافل الدينية في المحافظات المصرية لنشر الوعي

جانب من القافلة الدينية إلى محافظة مطروح (مجمع البحوث الإسلامية)
جانب من القافلة الدينية إلى محافظة مطروح (مجمع البحوث الإسلامية)

تتواصل القوافل الدعوية في ربوع مصر لنشر الوعي، عبر أنشطة ولقاءات جماهيرية لـ«تصويب المفاهيم الخاطئة». وتنطلق هذه القوافل في المحافظات من حين لآخر، ضمن خطط «تجديد الخطاب الديني»، في تحرك «لافت» على الأرض في ربوع البلاد. ووفق مراقبين فإن «القوافل الدينية تؤدي دوراً في التصدي لـ(الفكر المتطرف)».
ويواصل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر برنامج قافلته الدعوية إلى محافظة مطروح. ويقول الأزهر إن «القافلة تضم برنامجاً شاملاً وأنشطة جماهيرية مُكثفة». وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور نظير عياد أن «اللقاءات الحوارية الجماهيرية تعد ضرورة مجتمعية لما تتيحه من قراءة ما يدور في عقول الشباب من أفكار، ومن ثمَّ يتحقق التعامل الأمثل مع هذه الأفكار، خصوصاً إذا كان لهذه الأفكار أضرار لا تقتصر على إلحاق الضرر بالفرد ذاته فقط، وإنما تتعدى ذلك لإلحاق الضرر بالآخرين في المجتمع».
وأضاف عياد أن «القافلة تأتي في إطار اهتمام الأزهر بالتوعية المجتمعية لجميع فئات المجتمع المصري وبخاصة في المناطق الحدودية، وذلك من خلال تنفيذ الكثير من الأنشطة والفعاليات المختلفة وفق استراتيجية الأزهر بقيادة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والتي تسعى للحفاظ على وعي المجتمع، وتوعيته بالتحديات الحالية، وتحصينه من محاولات العبث بعقول الناس من جانب (تيارات التطرف الفكري)».
ويشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن «قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة (أهل الشر) الذين يحرّفون معاني النصوص ويُخرجونها من سياقها ويفسرونها وفق أهدافهم». ويولي السيسي قضية «تجديد الخطاب» الديني أهمية كبرى، وكثيراً ما تتضمن خطاباته الرسمية ومداخلاته في المناسبات العامة دعوة علماء الدين للتجديد.
وشهدت فعاليات القافلة الدينية لقاءً مع محافظ مطروح خالد شعيب، لبحث سبل تنشيط العمل الدعوي داخل المحافظة. وأكد شعيب «أهمية الدور العلمي والتوعوي الذي يقوم به الأزهر بجميع قطاعاته»، مشيراً إلى «حاجة المجتمع وبخاصة الشباب إلى ترسيخ القيم الأخلاقية التي يتميز بها المجتمع المصري، إضافةً إلى نشر الجانب المعرفي الذي يقوم على الوسطية والاعتدال». وتناول اللقاء الحديث «حول المبادرات التي يطلقها مجمع البحوث الإسلامية لمواجهة الظواهر والسلوكيات الخاطئة والانحرافات الفكرية التي تعيق عملية التنمية وتؤثر سلباً على الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة والرؤية المستقبلية التي تتبناها الدولة المصرية».
وأكد مصدر مطلع في الأزهر أن «القوافل الدينية تستهدف المواجهة الحاسمة للأفكار (الخاطئة) من خلال مناقشة حية مع الناس والاستماع إليهم وتصحيح المفاهيم (المغلوطة) لديهم؛ فضلاً عن توضيح القيم الأخلاقية وبيان دورها في بناء الوطن».
من جهته قال الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمود الهواري، خلال أحد اللقاءات الجماهيرية بمطروح، إن «وسائل التواصل الاجتماعي من معطيات العصر الذي ينبغي أن نستثمر كل مكوناته لصالح هويتنا وأن كل أدوات هذا العصر تحتاج إلى ميزان أخلاقي (ضابط) يضمن استعمالها فيما يفيد وبما ينفع». وحذر من «العزلة المجتمعية التي تتركها وسائل التواصل في الشخص»، موضحاً أن «الخلل القيمي الذي يهدد المجتمع جراء الاستجابة لمصادر (غير موثوقة) على بعض وسائل التواصل، يحتاج إلى ضرورة وجود متابعة حقيقية ورقابة أسرية مسؤولة لتعامل الشباب والفتيات مع هذه التقنيات الحديثة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.