اقترح متمردو تيغراي هدنة مشروطة لوقف الحرب في شمال إثيوبيا، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناطق باسم المتمردين الجمعة، في وقت أدى تجدد القتال إلى وقف إيصال المساعدات في إقليم تيغراي.
وأدى استئناف المعارك الشهر الماضي إلى انهيار هدنة بدأت في مارس (آذار)، بينما تبذل جهود دبلوماسية حثيثة حاليا لإيجاد حل سلمي للحرب التي اندلعت قبل نحو عامين.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتاريخ الأربعاء، دعا زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل إلى وقف مشروط للأعمال العدائية في ظل تصاعد القتال على جبهات عدة.
وبناء على نسخة من الرسالة اطلعت عليها وكالة الصحة الفرنسية وأكد صحّتها الناطق باسم الجبهة غيتاتشيو ريدا، قال ديبريتسيون إن الهدنة ستعتمد على أربعة شروط تشمل «وصول المساعدات الإنسانية دون قيود» وإعادة الخدمات الأساسية إلى تيغراي.
ودعا ديبريتسيون إلى «انسحاب القوات الإريترية من كل جزء من أراضي إثيوبيا وتيغراي، تحت رقابة دولية، إلى مواقع حيث لا يمكنها أن تشكل أي تهديد لنا». كما طالب مجلس الأمن الدولي بضمان انسحاب القوات من غرب تيغراي، وهي منطقة متنازع عليها يطالب بها سكان تيغراي وأمهرة على حد سواء، واحتلتها قوات أمهرة منذ اندلعت الحرب، ما أدى إلى نزوج جماعي وتحذيرات أميركية من عمليات تطهير عرقي.
وأثار استمرار القتال في إقليم تيغراي مخاوف إنسانية، عقب إعلان الأمم المتحدة «توقف» وصول المساعدات للإقليم منذ نهاية الشهر الماضي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن «العنف يؤثّر على حياة ومعيشة الأشخاص المستضعفين، وعلى إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة».
وأوضحت الأمم المتحدة، في بيان صحافي، نشرته وكالة الصحافة الفرنسية مساء الخميس، أن «آخر قافلة إنسانية دخلت تيغراي، كانت في 23 أغسطس (آب) الماضي، وضمت 158 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية وتشغيلية»، محذرة من «تفاقم الأوضاع الإنسانية في الإقليم جراء الحرب الدائرة بين الحكومة ومتمردي تيغراي منذ أكثر من عامين».
وكان القتال بين الحكومة و«جبهة تحرير شعب تيغراي» قد تجدد في 24 أغسطس الماضي، منهياً 5 أشهر من هدنة وصفت بـ«الهشة» بين الجانبين، تم الاتفاق عليها في مارس (آذار) الماضي، بعد 21 شهراً من القتال المستمر، الذي أدى إلى قتل الآلاف، بحسب البيانات الرسمية.
وبحسب الأمم المتحدة فإن «الرحلات الجوية التابعة للخدمات الإنسانية للأمم المتحدة بين أديس أبابا وميكيلي (عاصمة تيغراي)، والتي كانت تتم مرتين أسبوعياً، توقّفت في 26 أغسطس الماضي».
وأثار تجدد القتال في تيغراي قلقاً دولياً، وأوفدت واشنطن الأسبوع الماضي مبعوثها إلى القرن الأفريقي، مايك هامر، إلى إثيوبيا، لبدء جهود دبلوماسية لحل الأزمة.
ومنذ بدء الاشتباكات، تبادل الطرفان الاتهامات حول السبب في خرق الهدنة، وتعاني المنطقة الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا من «نقص حاد في الغذاء ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية»، بحسب التقارير الدولية.
وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الشهر الماضي، إن «ما يقرب من نصف سكان المنطقة البالغ عددهم ستة ملايين نسمة يعانون انعداماً شديداً للأمن الغذائي».
وقال مصدران دبلوماسي وأجنبي للوكالة الفرنسية الخميس إن القتال تكثّف على حدود تيغراي الشمالية، بينما تستهدف قوات مؤيدة للحكومة وجنود من إريتريا المجاورة التي دعمت الجيش الإثيوبي في المرحلة الأولى من الحرب، مواقع المتمرّدين.
متمرّدو تيغراي يدعون إلى هدنة مشروطة
طالبوا بإيصال «المساعدات الإنسانية دون قيود» إلى الإقليم وانسحاب «القوات الإريترية»
متمرّدو تيغراي يدعون إلى هدنة مشروطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة