إسرائيل ترفض طلباً أميركياً لتغيير قواعد الاشتباك في الضفة

اجتماع يقوده لبيد الخميس يناقش سبل تقوية السلطة الفلسطينية

فلسطينيون يشيِّعون يونس طايع الذي قتل برصاص إسرائيلي في الضفة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشيِّعون يونس طايع الذي قتل برصاص إسرائيلي في الضفة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل ترفض طلباً أميركياً لتغيير قواعد الاشتباك في الضفة

فلسطينيون يشيِّعون يونس طايع الذي قتل برصاص إسرائيلي في الضفة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشيِّعون يونس طايع الذي قتل برصاص إسرائيلي في الضفة (أ.ف.ب)

رفضت إسرائيل طلباً أميركياً بتغيير قواعد الاشتباك في الضفة الغربية، ضمن جهود معلنة لتخفيف التوتر وتحقيق الهدوء، وتدرس بدلاً من ذلك إمكانية تقوية مكانة السلطة الفلسطينية.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية البديل نفتالي بنيت، إن «قواعد اشتباك جنودنا يحددها فقط قادة الجيش الإسرائيلي، بمعزل عن أي ضغوطات داخلية أو خارجية. هذه الحقيقة: في أي لحظة هناك إرهابيون فلسطينيون يحاولون قتل الإسرائيليين. ليس العكس. يدنا ليست خفيفة على الزناد؛ لكن الأمر الأخلاقي هو استهداف الإرهابيين، ومن خلال ذلك إنقاذ الأرواح البشرية. كرئيس حكومة قدمت الدعم الكامل لمقاتلينا، وأنا أتوقع من أصدقائنا في العالم ألا يعظونا بالأخلاق، إنما بدعمنا في حربنا ضد الإرهاب».
وكان بنيت يرد على تصريحات للنائب الرئيسي للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل، قال فيها إن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطاً على إسرائيل لدراسة وتغيير تعليمات قواعد الاشتباك، وذلك في أعقاب الأحداث التي أدت إلى وفاة الصحافية شيرين أبو عاقلة في جنين.
وأضاف باتل: «سنواصل الضغوطات على شركائنا الإسرائيليين حتى يدرسوا بعمق السياسة والسلوك بكل ما يتعلق بقواعد الاشتباك، ودراسة خطوات إضافية لتجنب إصابة مواطنين، والدفاع عن الصحافيين، ومنع مزيد من المآسي في المستقبل».
والضغط الأميركي بهذا الشأن جزء من جهود أوسع بذلتها الإدارة الأميركية من أجل خفض التوتر في الضفة الغربية.
وكانت المسؤولة في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، قد زارت إسرائيل هذا الأسبوع، وطلبت من مسؤولين إسرائيليين خفض التوتر؛ لكن المسؤولين رفضوا ذلك، وأبلغوها أن الجيش الإسرائيلي سيستمر في حملة الاعتقالات في الضفة، بعدما عبَّرت عن قلقها من تصاعد التوترات في الضفة الغربية.
وبدأ الجيش العملية التي أطلق عليها عملية «كاسر الأمواج»، بعد سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل 19 شخصاً من منتصف شهر مارس (آذار) الماضي؛ لكن مقابل ذلك ضاعف الفلسطينيون عملياتهم أيضاً بطريقة تخشى معها إسرائيل من اندلاع انتفاضة ثالثة.
وقال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إنهم ينوون بخلاف الطلب الأميركي تكثيف العمليات في المناطق؛ لأنهم إذا أرادوا وقف هجوم محتمل داخل إسرائيل فيجب عليهم دخول نابلس وجنين، ولذلك من المتوقع أن نشهد على المدى القريب تعميق نشاط الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» في الضفة الغربية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مخاطر التصعيد المحتمل حالياً في الضفة الغربية أعلى من غيرها في المناطق الأخرى، لعدة أسباب، من بينها الصعوبة الرئيسية التي ظهرت هذا العام، في عدم القدرة على وقف دخول مهاجمين بشكل كامل عبر خطوط التماس مع إسرائيل، ومواجهة أعداد متزايدة من المسلحين في الضفة، أثناء تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات اعتقال واسعة في العمق، إضافة إلى ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية على الأحداث، ودخول تنظيمات محلية إلى الفراغ الموجود، ووجود كميات أسلحة كبيرة بأيدي الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الأربعاء، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد سيعقد اجتماعاً مع قادة المؤسسة الأمنية، الخميس، من أجل دراسة الوضع في الضفة الغربية، وإمكانية اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بهدف مساعدة السلطة الفلسطينية، وتعزيز قوتها في الوقت الذي بدأ فيه دورها وحضورها في التآكل.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي كبير لـ«هآرتس»، إن ثمة مشكلة داخلية متعلقة بضعف السلطة الفلسطينية شمال الضفة الغربية، وخصوصاً منطقتي جنين ونابلس، تنبع من واقع يتم فيه إضعاف رئيس السلطة محمود عباس، في ظل الخلاف على من يرثه، إلى جانب التآكل الطبيعي في عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وكلاهما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الأرض.
وعلق المصدر على تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، بأن ضعف السلطة في مناطق معينة في الضفة الغربية يشكل أرضاً خصبة «لنمو الإرهاب»، قائلاً: «كوخافي كان على حق».
وكان كوخافي قد قال، في تصريحات نشرها الجيش الإسرائيلي قبل أيام، إن «جزءاً من التصعيد في الإرهاب ينبع من عجز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، مما يؤدي إلى عدم وجود حكم في مناطق معينة في الضفة الغربية، وهذه (المناطق) هي أرض خصبة للإرهاب».
وبناء عليه، أكد المصدر أن مداولات كثيرة جرت وتجري في الجانب الإسرائيلي، حول كيفية مساعدة السلطة في إعادة استقرار مكانتها مجدداً: «وتوجد أفكار؛ لكن مدى تأثيرها ليس مؤكداً».
وقالت «هآرتس» إن «تعميق المساعدات الاقتصادية لرام الله هو الأداة المركزية التي تستخدمها الحكومة الإسرائيلية الحالية منذ تشكيلها، وذلك بواسطة زيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين في إسرائيل، إلى جانب ضخ مساعدات اقتصادية للسلطة من مصادر مختلفة».
وخلال سلسلة من المناقشات التي جرت حول هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة، تم تقديم مجموعة من المقترحات للمساعدة في تعزيز السلطة، ومع ذلك واجه المشاركون في هذه المناقشات المختلفة صعوبة في تحديد ما إذا كان للمقترحات تأثير حقيقي على الوضع الميداني، وستطرح القضية على نطاق واسع في المناقشة التي ستعقد الخميس.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

قائد «قسد»: اتفقنا مع السلطة الجديدة على رفض «مشاريع الانقسام»

عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)
TT

قائد «قسد»: اتفقنا مع السلطة الجديدة على رفض «مشاريع الانقسام»

عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «قسد» في منطقة دير الزور السورية (أرشيفية - رويترز)

قال مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تسيطر على مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا، إنه تم الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض «أي مشاريع انقسام» تهدد وحدة البلاد.

وفي تصريح مكتوب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال عبدي إن لقاء «إيجابياً» جمع قيادتي الطرفين نهاية الشهر الماضي في دمشق، مضيفاً: «نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد».

وتخضع مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا لسيطرة الإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وانسحاب القوات الحكومية منها من دون مواجهات.

وبنى الأكراد الذين تصدّوا لتنظيم «داعش»، مؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية. وحاولوا طيلة سنوات النزاع الحفاظ على مكتسباتهم، في وقت حملت عليهم السلطة السابقة نزعتهم «الانفصالية».

وكان وفد من قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري وتدعمها واشنطن، التقى قائد الادارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع في 30 ديسمبر (كانون الأول)، في أول محادثات بين الطرفين منذ إطاحة بشار الأسد في وقت سابق من الشهر ذاته.

وقال عبدي «ناقشنا معا المرحلة المستقبلية بعد سقوط نظام الأسد وكيفية النهوض مجددا بسوريا مبنية على ركائز متينة».

وأكد «دعم مساعي الادارة الجديدة لأن يكون هناك استقرار في سوريا من أجل تهيئة الأجواء لحوار بناء بين السوريين»، معتبراً أنه «يقع على عاتق الإدارة الجديدة التدخل من أجل وقف إطلاق النار في عموم سوريا».

ورفع الأكراد السوريون، بعد هزيمة الأسد، علم الاستقلال الذي تعتمده فصائل المعارضة، على مؤسساتهم، في بادرة حسن نية تجاه السلطة الجديدة، في خطوة رحّبت بها واشنطن.

وعلى وقع الهجوم المباغت الذي شنّته «هيئة تحرير الشام» بقيادة الشرع، وتمكنت بموجبه من الوصول الى دمشق خلال 11 يوما، تعرض المقاتلون الأكراد لهجمات شنتها فصائل سورية موالية لأنقرة في شمال سوريا وأدت الى انسحابهم من مناطق عدة.

وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه منظمة «إرهابية» ويخوض تمرداً ضدها منذ عقود. وتسعى تركيا، وفق محللين، لجعل الأكراد في موقع ضعيف في سوريا على ضوء الأحداث الأخيرة.
وقتل خمسة مدنيين وأصيب 15 آخرون الأربعاء جراء قصف تركي استهدف قوافل مدنية كانت في طريقها الى سد تشرين في ريف حلب الشرقي، بحسب الإدارة الذاتية، وذلك استجابة لدعوة وجهتها تنديدا بالقصف المستمر على المرفق الحيوي.

وأسفرت اشتباكات متواصلة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل سورية موالية لأنقرة في ريف منبج (شمال) رغم اعلان هدنة بوساطة اميركية، عن مقتل أكثر من مئة شخص خلال يومين حتى فجر الأحد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

منذ عام 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.
ولوّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الثلاثاء بشنّ عملية جديدة ما لم توافق القوات الكردية على شروط أنقرة لمرحلة انتقالية «غير دموية» بعد الأسد.