عمال قطاع النفط في ليبيا يهددون بالإضراب

طالبوا بزيادة رواتبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية

جانب من الوقفة الاحتجاجية لأعضاء الاتحاد العام لعمال النفط والغاز في ليبيا (الاتحاد)
جانب من الوقفة الاحتجاجية لأعضاء الاتحاد العام لعمال النفط والغاز في ليبيا (الاتحاد)
TT

عمال قطاع النفط في ليبيا يهددون بالإضراب

جانب من الوقفة الاحتجاجية لأعضاء الاتحاد العام لعمال النفط والغاز في ليبيا (الاتحاد)
جانب من الوقفة الاحتجاجية لأعضاء الاتحاد العام لعمال النفط والغاز في ليبيا (الاتحاد)

هدد الاتحاد العام لعمال النفط والغاز في ليبيا، بتنظيم إضراب عام عن العمل، لحين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في زيادة رواتبهم بنسبة 67 في المائة، إلى جانب العمل على تحسين أوضاعهم المعيشية. وبذلك يعود النفط، الذي لم يتعافَ من إغلاق الحقول والموانئ مؤخراً، إلى دائرة الضوء.
واحتشد رئيس وأعضاء الاتحاد العام ورؤساء الاتحادات والنقابات الفرعية بـ13 شركة في ميناء السد بمنطقة الهلال النفطي، مساء أول من أمس (الاثنين)، لرفع شكواهم إلى المؤسسة الوطنية للنفط، مشيرين إلى أن حقوق ومطالبات العمال «خط أحمر» لا يمكن التفريط فيها. وأكد أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد العام، في بيان تلاه أحد قيادات الاتحاد، أن «المطالب المشروعة» لعمال النفط والغاز «ليست للمساومة»، لافتين إلى أنه «تم تخويل الاتحاد لاستخدام جميع الوسائل المشروعة لانتزاع حقوق العاملين». وتابعوا: «الإضراب العام هو السلاح النقابي لانتزاع حقوق العاملين في حالة تعنت رب العمل في إعطائها بالطرق التفاوضية».
ومن بين النقابات الفرعية التي احتشد القائمون عليها، نقابات: عمال شركة الواحة للنفط، وسرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، وأكاكوس للعمليات النفطية، والزويتينة للنفط.
وأبدى المحتجون تمسكهم بضرورة تسوية «جميع الفروقات المالية وتطبيقها على جميع الشركات التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، التشغيلية والخدمية».
وربط المحتجون بين مطالبهم، والميزانية الاستثنائية المعتمدة لمؤسسة النفط، من المصرف المركزي، أول من أمس، مطالبين بالمسارعة في «معالجة أوضاعهم المالية، وصرف ساعات العمل الإضافي، والتعجيل بتنفيذ الخطط التدريبية».
وسبق لمصرف ليبيا المركزي، الكشف عن صرف ميزانية استثنائية للمؤسسة الوطنية للنفط تقدر بـ15.2 مليار دينار، خلال العام الجاري، وذلك من بين الترتيبات المالية الطارئة التي خصصتها حكومة «الوحدة» بإجمالي 34.3 مليار دينار في 16 أبريل (نيسان) 2022.
وسجل إنتاج النفط في ليبيا 1.224 مليون برميل في اليوم، لكنه تراجع خلال الأسبوع الماضي، مسجلاً 1.163 مليون برميل في اليوم، وأرجعت المؤسسة الوطنية للنفط ذلك إلى أسباب فنية تتعلق بانقطاع التيار الكهربائي في حقلي السرير ومسلة.
ودائماً ما يطالب الليبيون بـ«عدم تسييس» قطاع النفط، أو الإضرار به من أي الأطراف المتنازعة. وفي سيناريو متكرر، يتم إغلاق الحقول والموانئ النفطية بسبب خلافات سياسية أو احتجاجات عمالية أو تهديدات أمنية، ما يحرم الليبيين من «قوت الشعب»، الذي يشكل 98 في المائة من مصدر ثروتهم.
وعلى عكس السائد، يشتكي العاملون بقطاع النفط في ليبيا من أنهم لا يتقاضون «أجوراً عادلة»، مقارنةً بما يبذلونه من مهام وظيفية لا تخلو من «المشاق والخطورة».
وكانت النقابة العامة للعاملين في قطاع النفط قد لوّحت في إضرابات سابقة بتخفيض الإنتاج «إن لم تتم الاستجابة لمطالبها بزيادة رواتب منتسبيها». وقالت في مناسبات عديدة إنها ستتخذ «إجراءات تصعيدية، وستعلن انطلاق حراك لانتزاع حقوقها بكل الطرق والوسائل، بما فيها تخفيض الإنتاج التدريجي للنفط، بما يخوّله القانون والإعلان الدستوري، وبما تنص عليه الاتفاقات الدولية، حال عدم الاستجابة لمطالبها وتعمد مزيد من المماطلة».
وفي أزمة ذات صلة تتعلق بنقص إمدادات الغاز لمحطتي كهرباء الزويتينة والسرير الغربي والتي كانت السبب في فقدان 280 ميغاوات، حسب شركة الكهرباء، قالت المؤسسة الوطنية للنفط، أمس، إنها «حريصة على توفير الإمدادات المتاحة من الغاز للمستهلكين رغم ما تعانيه من عدم تنفيذ العمرات وأعمال الصيانة المجدولة خلال السنوات الماضية بسبب شح التمويل والظروف الأمنية».
وأضافت المؤسسة الوطنية أن «حقل الفارغ (المرحلة الثانية) هو الذي توقف فقط لمدة أقل من 12 ساعة، مع استمرار (المرحلة الأولى) دون توقف»، مشيرة إلى أنه «تم تعويض جزء من الغاز المفقود بتشغيل حقل الساحل».
وقالت المؤسسة إن هذه التوقفات «متوقعة بسبب طبيعة العمليات»، ورأت أن «المعالجة الصحيحة، تتمثل في ضرورة التنسيق المسبق مع الجهات المختصة لتوفير الوقود البديل اللازم لتوليد الكهرباء بشكل احتياطي لاستعماله عند الحاجة».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الجزائري: قطاع الزراعة حقق 37 مليار دولار العام الحالي

الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، إن قطاع الزراعة يساهم بـ15 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي، مقابل 5 في المائة فقط لقطاع الصناعة، بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وكشف تبون في كلمة له في احتفالية الاتحاد الجزائري للمزارعين بذكرى تأسيسه الـ50، عن أن قطاع الزراعة حقق العام الحالي ما قيمته 37 مليار دولار، مشيراً إلى أن ذلك «يبشر بالخير وصواب الأسلوب الذي تنتهجه الجزائر للتحرر من التبعية للمحروقات».

كما أكد الرئيس الجزائري أنه ينبغي للقطاع الزراعي والصناعي أن يسيرا بالتوازي، وأنه «لا فائدة من زراعة تسير بشكل مركزي، ولا تسيير ناجعاً خارج مبادرة المزارع». وقال بهذا الخصوص: «قد جعلت بلادنا من الأمن الغذائي رهاناً استراتيجياً، يتوجب علينا كسبه، في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيراً».

وأضاف الرئيس تبون: «علينا الوصول إلى تصدير منتجاتنا الزراعية. وانقطاع تموين السوق بالمنتج الزراعي من علامات التخلف التنموي. ولذلك آمر البنوك بفتح القروض لفائدة الفلاحين، لتشييد غرف التبريد، ولتخزين المنتج الزراعي بهدف ضمان استقرار السوق ومحاربة المضاربة»، كما أكد تبون أنه ستتم تسوية نهائية لملكية العقار الزراعي، وطي ملفه قبل نهاية 2025، لافتاً إلى تخصيص أكبر مخطط لاسترجاع المياه المستعملة المصفاة بنسبة لا تقل عن 30 في المائة. مشدداً على أن بلاده في مرحلة فارقة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، موجهاً الحكومة بعدم استيراد قنطار واحد من القمح الصلب خلال عام 2025.