غضب واتهامات للشرطة بالتقاعس بعد مقتل صحافي في أم الفحم

الجريمة في الوسط العربي تواصل حصد الأرواح

الصحافي المغدور نضال إغبارية (مواقع)
الصحافي المغدور نضال إغبارية (مواقع)
TT
20

غضب واتهامات للشرطة بالتقاعس بعد مقتل صحافي في أم الفحم

الصحافي المغدور نضال إغبارية (مواقع)
الصحافي المغدور نضال إغبارية (مواقع)

واصلت أعمال الجريمة في الوسط العربي في إسرائيل، حصد مزيد من الأرواح هناك، وطالت هذه المرة الصحافي نضال إغبارية (44 عاماً)، من أم الفحم، البلدة العربية شمال إسرائيل، في جريمة إطلاق نار على سيارته، والتي تمت بعد نحو عام على تعرض منزله لوابل من الرصاص في يونيو (حزيران) 2021.
وقُتل إغبارية متأثراً بجروحه الحرجة، خلال إصابته أثناء وجوده داخل سيارته في حي الكينا (البير) في أم الفحم.
وقدم طاقم طبي من «نجمة داود الحمراء» عمليات الإنعاش له، ثم جرى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى «هعيمك» في العفولة لتلقي العلاج، بيد أنه جرى الإعلان عن وفاته بعد فشل محاولات إنقاذ حياته.
وكان إغبارية مديراً لموقع «بلدتنا» المحلي في أم الفحم، وشكل قتله صدمة في الوسط العربي. وجاء في بيان عن بلدية أم الفحم: «صعقت مدينة أم الفحم بمقتل الصحافي المرحوم نضال إغبارية الذي لم يُعرف عنه إلا كل خير، وكل صدق». واستنكرت البلدية الحادث الإجرامي، وطالبت الشرطة «باتخاذ الخطوات والإجراءات المطلوبة، واعتقال المجرمين القتلة لمحاسبتهم ونيلهم العقوبة».
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد قالت إنها باشرت التحقيق في ملابسات جريمة القتل، دون أن تعلن عن اعتقال أي مشتبه به، على الرغم من أن الضحية كان قد سلمها تسجيلات تهدده بالقتل، على خلفية مطالبات مالية من أطراف لأحد أقاربه وليس له شخصياً. وأعلنت الشرطة أنها تشتبه بأن «الهدف كان شقيق الضحية، على خلفية تورطه في السوق السوداء».
وعُثر لاحقاً على مركبة أضرمت فيها النيران في منطقة قريبة، ويشتبه باستخدامها على يد الجناة. وسلطت الجريمة الجديدة الضوء أكثر على مستوى العنف في المجتمع العربي في إسرائيل، وفشل محاربته من قبل الشرطة الإسرائيلية. ورفع هذا القتل العدد الكلي إلى 73 منذ مطلع العام، بحسب جمعية «مبادرات إبراهيم» التي قالت إن بين القتلى 7 نساء.
ويستمر العنف في المجتمع العربي، على الرغم من احتجاجات واسعة قامت بها لجنة المتابعة العربية، وخطة وضعتها الشرطة الإسرائيلية لمكافحة الجريمة.
وكان «عرب 48» قد تظاهروا عدة مرات ضد الجريمة والعنف في الوسط العربي في السنوات القليلة الماضية، متهمين الشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ والتقاعس في مواجهة الجريمة العربية، مقابل العمل بحزم في الوسط اليهودي. وقال الصحافي حسن شعلان، في تصريحات صحافية، إن القتيل «كانت بحوزته تسجيلات ومكالمات هددت حياته، وتوجه عدة مرات إلى مركز الشرطة وسلمه ما بحوزته، لكن الشرطة لم تفعل شيئاً بسبب إهمالها وتقاعسها واستهتارها، وإن هذه الجريمة فيها تخطٍّ لكل الخطوط الحمراء، ولن نسكت عليها».
وجاء في بيان لمركز «إعلام»، أن المس بالصحافيين خرق لكل الخطوط الحمر، وتصعيد إضافي من قبل منظمات الإجرام التي تعيث بمجتمعنا فساداً. مضيفاً أن «الحديث ليس فقط عن المس بنضال الشخص، إنما بحرية التعبير وحق الجمهور في المعرفة». وأضاف: «تحاول منظمات الإجرام إسكات الصحافيين والمس بقدرتهم على التعامل مع جرائمهم على أرض الواقع، الجرائم التي حصدت حتى اليوم أرواح المئات».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

انتقادات في اليمين للتدخل الإسرائيلي الزائد في سوريا

جنود إسرائيليون في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)
جنود إسرائيليون في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)
TT
20

انتقادات في اليمين للتدخل الإسرائيلي الزائد في سوريا

جنود إسرائيليون في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)
جنود إسرائيليون في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود مع سوريا (رويترز)

ترتفع أصوات في إسرائيل، بما في ذلك التيار اليميني، ضد «التدخل الزائد» في سوريا، وتطالب باحترام رسائل التطمين القادمة من دمشق، ووقف «المغامرات السخيفة واحتلال الأراضي غير الضروري».

وقال البروفسور إيال زيسر، المعروف بأنه أحد الأعمدة العقائدية لليمين، إن «في الأشهر الثلاثة الأخيرة ارتكبت إسرائيل كل خطأ ممكن في سوريا، وصرنا ندفع، بأيدينا، سوريا إلى أذرع تركيا. ومن لا يريد منا أن يرى أحمد الشرع رئيساً فسيتلقى في سوريا رجب طيب إردوغان». وأضاف زيسر: «تتجه اليوم طاقة دولة إسرائيل، ليس كي تضمن تصفية (حماس) في غزة أو كي تهزم (حزب الله)، بل إلى الدفع قدماً بمغامرة في سوريا، وهي مغامرة سخيفة عديمة المنطق السياسي والعسكري، وستلحق الضرر فقط بنا في المستقبل».

وكانت أوساط سياسية في تل أبيب كشفت، يوم الأحد، أن إسرائيل وجّهت رسائل إلى دمشق تحذر فيها من تموضع مسلحي «هيئة تحرير الشام» في الجنوب السوري ومحاولتهم إعادة بناء المواقع العسكرية التي برحها جيش النظام السوري السابق. ووفقاً للمراسل العسكري في الموقع، أمير بوحبوط، فإن الرسائل احتوت على تحذير من بسط النفوذ التركي في سوريا وتلميحات بأن إسرائيل تفضل عودة الروس إلى قواعدهم في حميميم وطرطوس، وأنها مستعدة لإعادة التنسيق مع موسكو في الموضوع. وأكد أن تل أبيب تقيم اتصالات بهذا الشأن مع نائب رئيس أركان الجيش الروسي.

آلية إسرائيلية في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في الجولان المحتل مارس 2025 (أ.ف.ب)
آلية إسرائيلية في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في الجولان المحتل مارس 2025 (أ.ف.ب)

وذكرت أيضاً مصادر سياسية أن هذا الموقف يعبّر عن اتجاه متنامٍ داخل إسرائيل ضد هذه السياسة. إذ تقول هذه المصادر، وفق صحيفة «يسرايل هيوم» اليمينية: «لقد حرص نظام بشار الأسد على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود (مع إسرائيل)، لكنه سمح لإيران بالتموضع في بلاده وساعدها على أن تجعل (حزب الله) تهديداً خطيراً علينا».

وتابع قائلاً: «منذ أن استولى أحمد الشرع على الدولة، لا يمر يوم دون أن يبعث الشرع لنا برسائل تهدئة... كما أن العدو بالنسبة للشرع هو إيران و(حزب الله) اللذان لن يغفر لهما في سوريا دورهما في ذبح مئات آلاف السوريين». وأضاف: «في الوقت نفسه، ليس لإسرائيل أي مصلحة في جعل نفسها عدواً لسوريا الجديدة، طالما كانت هذه لا تبثّ عداء وعدواناً تجاهنا. احتلال أراضٍ في داخل سوريا يتم من دون أي حاجة أمنية لذلك. كما أن الإعلان عن إقامة منطقة مجردة من السلاح إعلانٌ فارغ لا مضمون له وغير عملي».

يذكر أن إسرائيل تعزز احتلالها الجديد، الذي بدأته قبل 3 أشهر في الأراضي السورية، وتقيم استحكامات ثابتة، وتشق وتعبّد طرقات، وتواصل عملياتها العسكرية لقصف مناطق يقترب منها رجال «هيئة تحرير الشام».