عمدة لندن يناشد الحكومة البريطانية تخصيص حزمة من الدعم لمعالجة التضخم

المدارس تترقب الشتاء مع استمرار ارتفاع أسعار الطاقة

مشاة يسيرون على الضفة الجنوبية لنهر التايمز خلفها قصر وستمنستر في لندن (أ.ف)
مشاة يسيرون على الضفة الجنوبية لنهر التايمز خلفها قصر وستمنستر في لندن (أ.ف)
TT

عمدة لندن يناشد الحكومة البريطانية تخصيص حزمة من الدعم لمعالجة التضخم

مشاة يسيرون على الضفة الجنوبية لنهر التايمز خلفها قصر وستمنستر في لندن (أ.ف)
مشاة يسيرون على الضفة الجنوبية لنهر التايمز خلفها قصر وستمنستر في لندن (أ.ف)

حث عمدة لندن صديق خان الحكومة البريطانية على تخصيص «حزمة من الدعم على غرار الجائحة»، لمعالجة التفاوتات المالية الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة بالمملكة المتحدة.
وأضاف: «الدليل واضح: تفاقمت التفاوتات المالية في مدينتنا، بسبب الجائحة»، طبقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرغ»، أمس (الأحد).
وتابع خان: «لمنع تزايد هذه التفاوتات، ومساعدة سكان لندن، أصحاب الدخول المنخفضة على البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء، نحتاج إلى حزمة من دعم الرعاية الاجتماعية، على غرار الجائحة من الحكومة».
وفي مقابلة مع صحافية، قال عمدة لندن، وهو عضو بحزب «العمال»، إن أي مرشح من حزب المحافظين، يصبح رئيس الوزراء المقبل، يحتاج إلى فهم حجم التدخل المطلوب. وأضاف: «هذا يعني تقديم حزمة دعم للرعاية الاجتماعية على غرار الجائحة، على الفور، تستهدف بشكل مباشر أصحاب الدخول المنخفضة، لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة هذا الشتاء».
وتأتي مطالبات خان في وقت يزداد فيه الوضع صعوبةً على المدارس الحكومية البريطانية، التي تبحث عن حلول جذرية تسمح بتجنيب التلاميذ البرد الذي قد يضطرهم لارتداء معاطفهم، خلال الدروس، في الشتاء المقبل، وذلك في مواجهة الارتفاع الشديد في تكلفة الطاقة.
وتعاني المملكة المتحدة من تضخّم تخطّى العشرة في المائة، وهو المستوى الأعلى بين دول مجموعة السبع، فيما من المتوقَّع أن يزداد الوضع سوءاً، في ظل الزيادات المتوقّعة في أسعار الطاقة.
وفي حين تبدو الأسر محمية بسقف سعر تفرضه السلطات العامة سيزيد بنسبة 80 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، لا يوجد أي إجراء مشابه يتعلّق بالشركات والمؤسّسات العامة. وتؤثر الأزمة على جميع القطاعات... من الحانات إلى المستشفيات.
وبعد عامين طغت خلالهما جائحة «كوفيد» على العودة المدرسية، بات على مديري المدارس الآن التعامل مع أزمة جديدة، في ظلّ ميزانيات جرى تحديدها قبل الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة.
ويقول بول غوسلينغ مدير مدرسة ابتدائية في إكسموث (جنوب إنجلترا) ورئيس الرابطة الوطنية لمديري المدارس «مما أسمعه من مدارس أخرى، فإنّ الأسعار ستتضاعف مرّتين أو ثلاثاً على الأقل». ويأتي ذلك فيما يجب على المدارس أن تموّل زيادة رواتب موظفيها بنسبة 5 في المائة، أعلنت عنها الحكومة هذا الصيف، من دون مساهمة إضافية منها.
يشير ستيف شالكي، مؤسس مجموعة مدارس «أواسيس»، المكوّنة من 52 مدرسة، إلى أن «الكتب أغلى ثمناً، والطعام أغلى ثمناً، وكل شيء أغلى ثمناً». نتيجة لذلك، يبحث مديرو المدارس في كل مكان عن وسائل لتوفير المال. ويقول شالكي: «هذه خيارات صعبة»، لافتاً إلى احتمال زيادة أحجام الفصول الدراسية، وإلغاء الرحلات المدرسية، أو حتى خفض التدفئة درجة أو درجتين.
ويقول: «يقترح البعض اعتماد أسبوع من أربعة أيام. إغلاق المدارس ليوم واحد. ولكن لا يمكننا فعل ذلك إذا قمنا بذلك، كيف سيذهب الأهالي إلى العمل؟».
ويناشد الجميع رئيس الحكومة الجديد الذي سيُعيّن، اليوم (الاثنين)، ويقول بول غوسلينغ: «ستحتاج جميع الخدمات العامة إلى تحديد سقف للأسعار»، كما يجري مع الأفراد والأسر. ويشير، مثل غيره، من مديري المدارس، إلى سنوات من التقشّف في تمويل التعليم.
ويقول: «إذا لم تفعل الحكومة شيئاً، فستسعى المدارس إلى تحقيق توازن في ميزانيتها عبر اقتطاعات في إنفاقها»، خصوصاً عبر تقليل عدد موظفيها، مثل المساعدين التربويين. ويضيف: «لكن هذا ليس أمراً جيداً، لأنه سيعاقب التعليم الذي يتلقّاه الأطفال».
وتبدو وزارة التعليم «على علم بالضغوط التضخّمية التي تواجه المدارس»؛ فقد أعلنت الحكومة، في بيان وصل إلى «الصحافة الفرنسية»، أنها «زادت التمويل بمقدار أربعة مليارات جنيه إسترليني هذه السنة». كما قدّمت توصيات للمدارس بشأن عروض إمدادات الطاقة.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.