جعجع: عون أضعف رئيس في تاريخ لبنان... ونريد رئيس مواجهة وإنقاذ

دعا الكتل المعارضة إلى التقاط الفرصة المتاحة

صورة وزعها حزب «القوات» لرئيسه سمير جعجع ملقياً كلمته
صورة وزعها حزب «القوات» لرئيسه سمير جعجع ملقياً كلمته
TT

جعجع: عون أضعف رئيس في تاريخ لبنان... ونريد رئيس مواجهة وإنقاذ

صورة وزعها حزب «القوات» لرئيسه سمير جعجع ملقياً كلمته
صورة وزعها حزب «القوات» لرئيسه سمير جعجع ملقياً كلمته

شنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، هجوماً على رئيس الجمهورية ميشال عون، وصهره رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، داعياً إلى «انتخاب رئيس مواجهة إنقاذي، ولو أن البعض يعتبر أن نظرية (الرئيس القوي) قد سقطت، فالرئيس الحالي ليس رئيساً قوياً؛ بل أضعف رئيس في تاريخ لبنان، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية».
وجاءت مواقف جعجع في احتفال أقامه «القوات» إحياء لذكرى شهداء «المقاومة اللبنانية» برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي، وحضور شخصيات معارضة، بينما كان لافتاً غياب أي تمثيل للحزب «التقدمي الاشتراكي» الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط.
وتوجه جعجع إلى اللبنانيين بكلمة استهلها بالقول: «لهم لبنانهم، ولنا لبنانُنا... لبنانهم هو لبنان محور الممانعة وحلفائهم الذي نعيشه اليوم في التمام والكمال، بينما لبناننا فرأيناه وعشناه جزئياً في مرحلة انتفاضة الاستقلال»، مضيفاً: «لبنانهم لبنان الفوضى والخراب والدمار والفقر واللادولة، بينما لبنانُنا النظام والعمران والتقدم والحضارة والبحبوحة، والدولة». وتابع: «لبنانُهم طوابير الذلّ أمام محطّات البنزين والأفران والدواء المقطوع والكهرباء والمياه المقطوعة، لبنانُهم سرقة ودائع الناس والتصرف بها من دون معرفة أصحابها ولا إرادتهم، والتهريب وتصنيع الكبتاغون والتجارة فيه، بالتكافل والتضامن مع النظام السوري».
واعتبر جعجع أن «لبنانهم كله نسبيّ، نسبة لمصالح (حزب الله)، لا لمصالح الشعب اللبناني، لذا التفاوض غير المباشر مع العدو مشروع، أما التفاوض المباشر مع شقيقهم بشار الأسد (الرئيس السوري) فغير مشروع؛ لأنه يحرم (حزب الله) من علّة وجوده، ولو كان هذا التفاوض يعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا للبنان».
وتحدث جعجع عن استحقاق رئاسة الحكومة والانتخابات الرئاسية، قائلاً: «يعطّلون تشكيل حكومة جديدة، ويتحضرون كما دائماً لتعطيل الانتخابات الرئاسية، والأكيد المؤكد أن ذلك ليس من أجل طرح خطة إصلاحية معيّنة؛ بل محاولة للإتيان برئيس (التيار الوطني الحر) جبران باسيل، أو أي شخص محسوب عليه، رئيساً للجمهورية خلفاً للرئيس عون».

صورة وزعها حزب «القوات» لمشاركين يرفعون صور أبنائهم في الاحتفال

وانتقد رفع باسيل شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين، قائلاً: «المؤسف أنهم يدّعون أن ما يقومون به بحجّة تحصيل حقوق المسيحيين، وهذه هي الكذبة الأكبر المستخدمة من قبلهم باستمرار، في وقت لم يضر أحد بالمسيحيين أكثر منهم، وما من أحد رفع نسبة هجرتهم أكثر منهم». وأكد: «لن نقبل مهما حصل أي تغيير في وجه لبنان أو في دوره ورسالته وهويّته، كما لن نقبل أن يبقى بلدنا غريباً ومعزولاً عن بيئته العربية أو عن المجتمع الدولي، فنحن سنواجه أي مشروع يريد جره إلى مكان لا يشبهه، ولا علاقة له لا بماضيه ولا بتاريخه، ولا بطبيعة أهله، ويهدد وجوده ومستقبل شعبه»، مشدداً على «أننا لن نرضى بطمس تاريخ لبنان من قبل أحد، وتحويره ليتناسب وآيديولوجيته ونظريّاته، أو أن يتلاعب بالخصوصية اللبنانية ويقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا».
وعن الانتخابات الرئاسية، قال جعجع: «نريد رئيساً قوياً، ولو أن البعض يعتبر أن نظرية (الرئيس القوي) قد سقطت، فالرئيس الحالي ليس رئيساً قوياً؛ بل أضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار أنه خاضع، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية». وأضاف: «ارفعوا أيديكم عن رئاسة الجمهورية، وارفعوا أيديكم عن لبنان واللبنانيين. الناس تعدّ الأيام يوماً بعد يوم ولحظة بعد لحظة لنهاية العهد الحالي». وأكد: «نريد رئيساً يتحدّى كل من تسوّل له نفسه اتخاذ قرار سيادي واحد بدلاً من الدولة، إن كان قرار حرب أو سلم أو قراراً يتعلّق بالسياسة الخارجية».
من هذا المنطلق، قال رئيس «القوات»: «ننادي بأعلى صوت: إننا نريد رئيساً يتحدّى كل من أوصلنا إلى هنا، وكفّ يده عن مصالح الناس للبدء بمسيرة الإنقاذ، وهي الخلاص الوحيد للبنان بعدما وصلنا إلى مرحلة الغرق. نريد رئيس إنقاذ، وعملية الإنقاذ لن تتحقق إلا برئيس مواجهة إنقاذي، وهنا تقع المسؤولية كاملة على المجلس النيابي الذي سينتخب رئيساً جديداً للجمهورية».
وشدد جعجع على «أن الانتخابات الرئاسية لا تقررها إرادات خارجية، كما أنها ليست نتيجة معادلات إقليمية ودولية؛ بل هي نتاج إرادة داخلية وطريقة تصويت الـ128 نائباً في البرلمان اللبناني»، موضحاً: «المجلس الجديد يتضمن فئتين من النواب: نواب محور الممانعة بكل أنواعه وأجناسه من (حزب الله) لـ(التيار الوطني الحر)، وما بينهما، وهذه الفئة لا ننتظر منها في الأساس أي شيء؛ لأنها سبب الأزمة».
ورأى رئيس «القوات» أن «الخطوة الأولى على طريق الإنقاذ هي إيصال رئيس جمهورية إنقاذي». وتوجه إلى كل الكتل النيابية المعارضة، وعلى رأسها الحزب «التقدمي الاشتراكي»، وحزب «الكتائب اللبنانية»، إضافة إلى «التغييريين» بالقول: «مسؤولية إيصال الرئيس مسؤوليتنا، وبالتأكيد أن يكون إنقاذياً يوقف كلّياً ممارسات المنظومة الحاكمة، وإلا نخون الأمانة»، مؤكداً على «وجوب التقاط الفرصة المتاحة الآن كي لا نكون مسؤولينَ عن بقاءِ بلدِنا وشعبِنا في قعر جَهَنّم، فالتاريخُ لن يرحمَنا».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تكريم أحد المقاتلين اليمنيين في صفوف القوات الروسية (إعلام محلي)
تكريم أحد المقاتلين اليمنيين في صفوف القوات الروسية (إعلام محلي)
TT

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تكريم أحد المقاتلين اليمنيين في صفوف القوات الروسية (إعلام محلي)
تكريم أحد المقاتلين اليمنيين في صفوف القوات الروسية (إعلام محلي)

في تسجيل مصور مدته نحو دقيقة، يروي شاب يمني أنه تم التغرير به وبزملائه الذين يظهرون معه في الفيديو، للذهاب إلى روسيا للعمل لدى شركات أمنية خاصة، ليجدوا أنفسهم في جبهات الحرب الروسية مع أوكرانيا.

وأبدى الشاب الذي غطى وجهه، وزملاؤه رغبتهم في العودة إلى اليمن، ورفضهم أن يقتلوا كما قُتِل زملاؤهم.

وتكشّف، أخيراً، كثير من التفاصيل حول تجنيد القوات المسلحة الروسية لمئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا، من خلال عملية تهريب غامضة، تبين وجود كثير من أوجه التعاون المتنامية بين موسكو والجماعة الحوثية في اليمن.

كما كشفت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية في تقرير لها، الأحد الماضي، عن تفاصيل تحويل مئات الرجال اليمنيين إلى مقاتلين في صفوف الجيش الروسي، من خلال «عملية تهريب غامضة».

وفي هذه التسجيلات تتكشف جوانب من تفاصيل ما تمارسه مجموعة من المهربين الحوثيين الذين يستغلون الظروف الاقتصادية الصعبة لليمنيين لتنفيذ حملة تجنيد للمئات منهم، وإرسالهم للقتال إلى جانب القوات الروسية، وتعمل هذه المجموعة من داخل اليمن ومن دول عربية أخرى، بالتعاون مع آخرين داخل الأراضي الروسية.

وتسهل الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية في اليمن قبل نحو عشرة أعوام، تجنيدَ كثير من الشباب اليمنيين الذين نزحوا خارج البلاد وفشلوا في البحث عن فرص عمل أو الوصول إلى دول أوروبا، سواء بالهجرة الشرعية أو غير الشرعية لتقديم طلبات لجوء.

وتمكن السماسرة من تجنيد المئات من هؤلاء وإرسالهم للقتال في روسيا، وفق ما أكدته مصادر مقربة من عائلاتهم وأخرى في الحكومة اليمنية.

وفي مقطع مصور آخر، يظهر مجموعة من الشبان اليمنيين، ويذكر أحدهم أنهم كانوا يعملون في سلطنة عمان، وأن شركة للمعدات الطبية تابعة للقيادي الحوثي عبد الولي الجابري أغرتهم بالحصول على عمل لدى شركة روسية في المجال الأمني وبرواتب مجزية.

مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

ويضيف: «غرورا بنا بأنهم سيدفعون رواتب شهرية تعادل 2500 دولار لكل فرد، وعند وصولنا إلى المطار في روسيا، استقبلنا مندوبون عن وزارة الدفاع الروسية، وأبلغونا أنه سيتم توظيفنا حراسَ أمن في منشآت».

وبعد يومين من وصولهم، تم إرسالهم إلى معسكرات للتدريب، حيث يجري إعدادهم للقتال منذ شهرين، ولم يتقاضوا من الرواتب التي وُعِدوا بها سوى ما بين 185 دولاراً و232 دولاراً (ما بين 20 إلى 25 ألف روبل فقط).

ويؤكد الشاب أن الروس أخذوا 25 من زملائه إلى الجبهات، وأن هؤلاء جميعاً لقوا مصرعهم؛ إما داخل العربات التي كانوا يستقلونها، أو داخل المباني التي كانوا يتمركزون فيها، بينما هو وبقية زملائه ينتظرون، بقلق، نقلهم من موقع وجودهم في معسكر قريب من الحدود الأوكرانية، إلى الجبهات. وطالب الحكومة اليمنية بالتدخل لإعادتهم إلى بلدهم.

شركة أدوية للسمسرة

لكن أحد اليمنيين، واسمه أحمد، وهو على معرفة بإحدى المجموعات التي تم تجنيدها، يوضح أنه وأصدقاء له حذروا هؤلاء الشبان من الذهاب إلى روسيا؛ لأن هناك حرباً قد يتورطون فيها، إلا أنهم ردوا عليه بأنهم قادرون على الفرار إلى أوروبا لطلب اللجوء كما فعل المئات من اليمنيين سابقاً، حين وصلوا إلى روسيا البيضاء، ومن هناك تم تسهيل نقلهم إلى الأراضي البولندية.

أحد الشباب اليمنيين داخل عربة عسكرية روسية وتفيد المعلومات بمصرعه داخل العربة (فيسبوك)

وبحسب ما أفاد به أحد أعضاء الجالية اليمنية في روسيا لـ«الشرق الأوسط»، فإن سماسرة يقومون بإغراء شبان يمنيين للذهاب إلى روسيا للعمل لدى شركات مقابل رواتب تصل إلى 2500 دولار شهرياً، ويتم نقل الراغبين إلى عواصم عربية؛ منها مسقط وبيروت ودمشق، ليجري نقلهم إلى الأراضي الروسية.

ويتابع أنه، وبعد وصولهم، تم إدخالهم معسكرات للتدريب على الأسلحة، بزعم أنهم موظفون لدى شركة أمنية، لكنهم بعد ذلك يرسلون إلى جبهات القتال في أوكرانيا، حيث يوجد شبان عرب من جنسيات أخرى ذهبوا إلى روسيا للغرض نفسه.

ويقدر ناشطون وأفراد في الجالية اليمنية في روسيا بأن هناك نحو 300 شاب يمني يرفضون الذهاب إلى جبهات القتال ويريدون العودة إلى بلدهم، وأن هؤلاء كانوا ضحية إغراءات بسبب الظروف الاقتصادية التي يعيشها اليمن نتيجة الحرب المستمرة منذ عشرة أعوام.

وطبقاً لأحد الضحايا الذين نشروا أسماء وأرقام المتورطين في هذه العملية، فإن أبرز المتهمين في عمليات التجنيد، عبد الولي الجابري، وهو عضو في البرلمان التابع للجماعة الحوثية، ويساعده في ذلك شقيقه عبد الواحد، الذي عينته الجماعة مديراً لمديرية المسراخ في محافظة تعز.

القيادي الحوثي الجابري المتهم الرئيسي بتجنيد الشبان اليمنيين خلال زيارة صالح الصماد رئيس مجلس الحكم الحوثي السابق له بعد إصابته في المعارك (إعلام حوثي)

وتضم المجموعة، وفقاً لهذه الرواية، شخصاً يدعى هاني الزريقي، ومقيم في روسيا منذ سنوات، ومحمد العلياني المقيم في دولة مجاورة لليمن.

تخفّي السماسرة

ويتهم اثنان من أقارب المجندين الجابري ومعاونيه بترتيب انتقال المجندين من اليمن إلى البلد المجاور، ومن هناك يتم إرسالهم إلى موسكو، بحجة العمل لدى شركات أمنية خاصة، وأن هؤلاء السماسرة يحصلون على مبالغ بين 10 إلى 15 ألف دولار عن الفرد الواحد.

وانتقل القيادي الحوثي الذي يدير الشركة أخيراً إلى مكان غير معروف، وبدّل أرقام هواتفه وانقطع تواصله مع الضحايا، بعد انتشار مقاطع مسجلة لمناشداتهم الحكومة اليمنية التدخل لإعادتهم إلى بلدهم.

وعينت الجماعة الحوثية الجابري، إلى جانب عضويته بالبرلمان التابع لها، قائداً لما يسمى بـ«اللواء 115 مشاة»، ومنحته رتبة عميد، بينما صدر بحقه حكم إعدام في عام 2020 من محكمة في مناطق سيطرة الحكومة، كما أن ابن أخيه، جميل هزاع، سبق وعُيِّن في اللواء نفسه، في منصب أركان عمليات، وهو حالياً عضو ما يسمى مجلس الشورى التابع للجماعة.

ولا تقتصر مهام سماسرة التجنيد على إرسال شبان من اليمن للقتال في روسيا، بل تتضمن تجنيد عدد من اليمنيين المقيمين هناك للقتال في صفوف الجيش الروسي.

وأُعْلِن منتصف العام الحالي عن مقتل الدبلوماسي اليمني السابق في موسكو، أحمد السهمي، في إحدى الجبهات، حيث كان يقاتل إلى جانب القوات الروسية، وبحسب رواية زملاء له، أنه وبعد انتهاء فترة عمله، أقدم على المشاركة في القتال من أجل الحصول على راتب يمكنه من مواجهة التزاماته لعائلته وأطفاله.

ومنذ شهر، كرّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشاب اليمني، سعد الكناني، الذي قُتل في جبهة لوغانسك، وكان قد حصل على الجنسية الروسية قبل فترة قصيرة من التحاقه بالقتال في صفوف القوات الروسية.