«اشتباكات طرابلس»... «غنائم مليونية» وتغيُّرات بـ«خريطة الميليشيات»

المسلحون الموالون لـ«الوحدة» يستعرضون أسلحة وسيارات المناوئين

صورة للميليشياوي هيثم التاجوري وهو يستعرض السيارات التي استولى عليها (من مقطع فيديو بثته قناة المسار الليبية الخاصة)
صورة للميليشياوي هيثم التاجوري وهو يستعرض السيارات التي استولى عليها (من مقطع فيديو بثته قناة المسار الليبية الخاصة)
TT

«اشتباكات طرابلس»... «غنائم مليونية» وتغيُّرات بـ«خريطة الميليشيات»

صورة للميليشياوي هيثم التاجوري وهو يستعرض السيارات التي استولى عليها (من مقطع فيديو بثته قناة المسار الليبية الخاصة)
صورة للميليشياوي هيثم التاجوري وهو يستعرض السيارات التي استولى عليها (من مقطع فيديو بثته قناة المسار الليبية الخاصة)

احتفت عناصر من التشكيلات المسلحة الموالية لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بما «غنمته» من أسلحة وذخائر حديثة وسيارات فارهة من مراكز ومعسكرات مجموعات أخرى موالية لفتحي باشاغا، رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الليبي، فيما وصفه سياسيون بـ«الاستفزاز» والسعي وراء المكاسب الشخصية.
ووصف عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، هذه المشاهد بأنها «تجسيد لثقافة الغنيمة المتجذرة في سلوك تلك الميليشيات، وكشف حساب مختصر لنتائج الاشتباكات بالعاصمة طرابلس، حيث خسر سكان أرواحهم وممتلكاتهم، وغنمت الميليشيات المنتصرة، وتزايد ضياع الدولة».
وقال التكبالي لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الموالية لرئيسي الحكومتين المتصارعتين على السلطة لا تقاتل دفاعا عنهما بقدر ما كانت تسعى لتحقيق هدفها الرئيسي، وهو توسيع مناطق نفوذها وتعظيم مكاسبها، بالسيطرة على مراكز ومقرات ميليشيات أخرى، بما تضم من أثاث فاخر ومعدات وإمكانيات فنية حديثة، وما يتكدس بمخازنها من أسلحة وذخائر، وأيضا ما يتكدس بساحاتها من سيارات فارهة وعادية».
وتمكنت مجموعات مسلحة متحالفة مع الدبيبة، في مقدمتها قوات «جهاز دعم الاستقرار» برئاسة عبد الغني الككلي، وقوات «الردع الخاصة» برئاسة عبد الرؤوف كاره، من طرد اللواء (777) والكتيبة (92) بقيادة هيثم التاجوري المتحالف مع باشاغا من كافة مقراتهما بطرابلس، كما تم الاستيلاء أيضا على مقرات لواء (النواصي) برئاسة مصطفى قدور.
وقبل وجود الصراع على السلطة بين الدبيبة وباشاغا، كانت تلك الاشتباكات تنفجر بين الميليشيات بين الحين والآخر في العاصمة وتوقِع القتلى بصفوف المدنيين، وتُسبب دمارا بالممتلكات والمنشآت الحيوية، كما يشير التكبالي، والذي وصفها بأنها «عناصر غير احترافية، لا تجيد غير إطلاق النيران بشكل عشوائي».
ويتوقع التكبالي حدوث تغيير واضح بموازين قوى تلك الميليشيات المتمركزة بالعاصمة، موضحاً «بات كل من (النواصي) والتاجوري خارج المعادلة كونهما مطاردين حالياً، فيما تزايدت أسهم دعم الاستقرار والردع، وخاصة بعد الحصول من غنائم من المتوقع أن تزيد من تغول قوتيهما».
https://www.facebook.com/Tkyroogklshytk/videos/1074796353426270
وكان الدبيبة طالب في خطاب وجهه إلى وزير الداخلية والمدعي العام العسكري والأجهزة الأمنية، باتخاذ الإجراءات الفورية بالقبض على جميع المشاركين فيما وصفه بـ«العدوان على العاصمة» من عسكريين ومدنيين.
وتوقع رئيس مؤسسة سليفوم للدراسات والأبحاث الليبي، جمال شلوف، «تزايد أسهم قوات (الردع الخاصة)، والتي شكل انخراطها بالقتال إلى جانب الدبيبة مفاجأة غيّرت من موازين قوى المعركة، في ظل حرص تلك القوات ورئيسها عبد الرؤوف كاره بالوقوف على الحياد في خضم كل الصراعات التي نشبت مؤخراً، مرجحاً إمكانية قيامها مستقبلياً بخوض معارك لتثبيت سلطتها المنفردة على العاصمة، في ظل ما يردد عن دعمها من دول غربية كبرى».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، توقف شلوف، بالتحليل لمشاهد تفاخر عناصر « دعم الاستقرار» و«الردع» بالسلاح والذخائر التي غنموها، وقيامهما بنقل بعض السيارات والمدرعات من معسكرات التاجوري لمقراتهما، معتبرا أن «تلك السلوكيات تظهر أن الهدف الرئيسي لهؤلاء هو الارتزاق والحصول على الغنائم بما يشابه سلوك قطاع الطرق، بما في ذلك التنكيل المعنوي بالخصوم، وهو ما ترجم في وضع سيارة التاجوري الشخصية أمام حديقة الحيوان بطرابلس».
واستكمل «هذا ينطبق على الجميع، فالتاجوري ذاته تفاخر عند بداية الاشتباكات يوم الجمعة الماضي بتمكنه من السيطرة على مقر الأمن الداخلي بوسط العاصمة، وهو أحد المقرات التي تتبع عبد الغني الككلي، واستعرض ما به من سيارات، قائلا هذا رزق».
وأرجع شلوف، تجذر ثقافة الغنيمة لـ«القرارات التي أصدرتها المجالس الانتقالية والحكومات ممن تولوا السلطة بعد ثورة 17 فبراير 2011، والتي شرعنت في مجملها حصول (الثوار) عند قيامهم بتسليم أي سلاح أو الإرشاد عن ممتلكات وأصول تعود ملكيتها للدولة على نسبة من قيمتها المالية، فضلاً عن كثرة ما قدم لهؤلاء حينذاك من مكافآت ومنح».
https://www.facebook.com/6060News/videos/824705381870609
وتسابقت المواقع الإعلامية في نشر مقاطع مصورة لسكان عدة أحياء بالعاصمة، وهم يتساءلون بحسرة عن السر في امتداد الاشتباكات لمناطقهم البعيدة عن مقرات تلك الميليشيات الموالية لطرفي الصراع، مما تسبب في إزهاق أرواح أسرهم وجيرانهم، وتدمير ممتلكاتهم من سيارات ومحلات وأبنية.
فيما حذر محمد محمود البرغثي، وزير الدفاع الليبي السابق، في حكومة علي زيدان، من أن «قيام الحكومة بدفع التعويضات للمتضررين من الخزينة العامة للدولة، لا من خزائن الميليشيات ينذر بتجدد تعرض العاصمة لموجة جديدة من العنف».
وأوضح الوزير السابق لـ«الشرق الأوسط»: «في ظل حصد الميليشيات المنتصرة لعدد من السيارات الفارهة والمعدات التي قد يتم الاحتفاظ ببعضها والاستفادة بحصيلة بيع جزء منها وربما تهريبها للخارج، ستتزايد قوة هؤلاء، ومع إفلاتهم الدائم من العقاب، وعدم تأهيل وعلاج الشباب الصغير المستغل من قبل أمراء الحرب ليقوموا بقتل شعبهم لا الدفاع عنه، فالقادم ليس خيراً».
ويعارض أشرف بلها، رئيس حزب تجمع تكنوقراط ليبيا، الآراء السابقة، معتبرا أن «الردع» و«دعم الاستقرار» تتمتعان بأوضاع منضبطة منذ فترة طويلة، وابتعدتا كثيرا عن ثقافة الميليشيات. وأشار بلها لـ«الشرق الأوسط» إلى «تبعية القوتين لجهة رسمية هي المجلس الرئاسي، وتبعية قوات أخرى لوزارة الدفاع بحكومة (الوحدة الوطنية) كاللواء (444) والذي تتزايد شعبيته بالشارع لتنظيمه، وتدخله المتكرر بفض النزاعات».
وأوضح «هؤلاء جميعا ملتزمون بالقواعد والإجراءات القانونية، حتى عندما يشرعون بالقبض على أي مواطن، فإن ذلك يتم بالتنسيق مع النيابة العامة، وهناك مواطنون يقومون برفع قضايا ضد عناصرهم بالمحاكم».
وتكثر شكاوى المنظمات الحقوقية الليبية من تزايد حالات القبض على مواطنين من قبل مجموعات مسلحة لا يعرف على وجه الدقة تبعيتها لأي جهاز أمني مما يعوق جهود مباشرة القضية ومعرفة التهم الموجهة للمواطن ومتي سيتم عرضه على النيابة، أو متابعة أوضاعه ومعرفة مكان احتجازه لعدة أشهر.
ويرى بلها أن «التصرفات الخاصة بعرض سيارة التاجوري الفارهة أمام حديقة الحيوان، رد فعل على استفزاز الأخير عند سيطرته على مقر الأمن الداخلي»، مشيرا إلى أن «قرارات الحكومة بالقبض على كافة المتورطين بالاشتباكات أسهمت في تهدئة الغضب الناتج عن تلك الاستفزازات».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا الاثنين: «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة للخارجية المصرية.

وأعاد عبد العاطي التأكيد على محددات الموقف المصري تجاه التطورات الإقليمية، التي تتضمن «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضور سيشمل تمثيلاً إقليمياً، من دول المنطقة، ودولياً، من المجتمع الدولي»، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وتجري القاهرة استعداداتها المكثفة لاستضافة المؤتمر، لضمان مشاركة واسعة فيه إقليمياً ودولياً، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن «مصر ما زالت تتلقى تأكيدات من الدول التي ستشارك»، وأوضحت أن «المؤتمر سيناقش الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة»، وأن «دعم عمل وكالة (الأونروا)، سيكون من فعاليات المؤتمر».

ويعقد المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتوقف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، عند عقد المؤتمر بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وقال إن «الفلسطينيين ينظرون بإيجابية لمؤتمر القاهرة الوزاري، أملاً في تحقيق اختراق لأزمة المساعدات الإنسانية، والتدخل لإنفاذ الدعم لسكان القطاع»، مشيراً إلى أن «استمرار الوضع الحالي، مع حلول موسم الشتاء، يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان بغزة».

وتحدث عبد العاطي عن الأهداف التي يأمل الفلسطينيون أن يحققها المؤتمر، ودعا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يحقق المؤتمر استجابة إنسانية سريعة لسكان القطاع، كما حدث في التدخلات المصرية السابقة»، إلى جانب «ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية»، كما طالب بـ«تشكيل تحالف دولي إنساني لدعم الإغاثة الإنسانية لغزة».

وتقول الحكومة المصرية إنها قدمت نحو 80 في المائة من حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، وفق تصريحات لوزير التموين المصري في شهر مايو (أيار) الماضي.

واستضافت القاهرة، في أكتوبر من العام الماضي، «قمة القاهرة للسلام»، بمشاركة دولية واسعة، بهدف «دفع جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والعمل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن «مؤتمر القاهرة الوزاري يستهدف إعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، مرة أخرى، في ضوء التطورات الإقليمية»، وقال إن «توقيت ومستوى التمثيل في المؤتمر، يقدمان رسائل تنبيه مبكرة لخطورة الوضع في القطاع، والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي».

وستتجاوز مناقشات المؤتمر حدود الدعم الإنساني والإغاثي لسكان قطاع غزة، وفقاً لفهمي، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، ويستهدف استعراض الجهود المبذولة، خصوصاً من الدول العربية، لوقف الحرب في القطاع»، مشيراً إلى أن «المؤتمر سيسعى لصياغة مقاربات جديدة للتعاطي مع الأزمة في غزة، والقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تولي إدارة دونالد ترمب مهامها الرسمية في أميركا».