أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة العاصمة الليبية طرابلس من أي محاولات أو اعتداءات عسكرية. وقال إن التغيير لا يمكن أن يحدث إلا عن طريق الانتخابات. والتقى الرئيس التركي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، حيث جرى بحث تطورات الملف السياسي وتوحيد الجهود الدولية والمحلية لدعم الانتخابات في ليبيا. كما تمت مناقشة عدد من الملفات الاقتصادية في القطاعين العام والخاص، وكذلك زيادة التعاون العسكري بين البلدين من خلال التدريب والتطوير لجميع القوات العسكرية في طرابلس والقوات المساندة، بحسب ما ذكر المكتب، والعديد من القضايا المتعلقة بالتعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية ومجال الطاقة.
وحضر اللقاء، الذي عقد في إسطنبول، من الجانب التركي رئيس المخابرات هاكان فيدان، ومستشار الرئيس المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين، ومن الجانب الليبي وزيرا الدولة لشؤون مجلس الوزراء والاتصال والشؤون السياسية، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير ومستشاره. وبحسب مصادر بالرئاسة التركية، أكد إردوغان، خلال اللقاء، ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة طرابلس من أي محاولات عسكرية وأن التغيير لا يتم إلا عبر الانتخابات، وشدد على دعم تركيا لليبيا واستعدادها لتعميق التعاون معها في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.
وذكر المكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية الليبية أن الدبيبة أكد أهمية دور تركيا في دعم الجهود الدولية للدفع بملف الانتخابات ودعمه ليكون أولوية دولية، معتبرا أن ما جرى في العاصمة طرابلس الأسبوع الماضي كان محاولة للاستيلاء على السلطة بواسطة السلاح والمؤامرات. وقال إنه «لا بديل لبلادنا عن الانتخابات».
وأضاف المكتب، في بيان عبر «فيسبوك»، أن إردوغان والدبيبة اتفقا على برنامج عمل يشمل التعاون العسكري ومجال الطاقة، وعودة الشركات التركية لاستكمال المشروعات المتوقفة منذ العام 2011. وتابع بأن الدبيبة وجه دعوة للرئيس التركي لحضور أعمال المنتدى التركي الليبي الأول المزمع انعقاده في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بحضور شركات تركية متخصصة. كما التقى الدبيبة في إسطنبول كلاً من وزير الدفاع خلوصي أكار ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ورئيس المخابرات التركية هاكان فيدان عشية اللقاء مع إردوغان.
وعقب لقائه مع إردوغان، قال الدبيبة في تصريحات لمجموعة من الصحافيين، إن الجانب التركي أكد ضرورة أن تكون نهاية خريطة الطريق في ليبيا عبر انتخابات تشرف عليها حكومة الوحدة الوطنية، لتسلم بعدها السلطة لجهة منتخبة، مشيراً إلى أن اجتماعاته مع المسؤولين الأتراك تطرقت إلى ثلاثة محاور: سياسي واقتصادي وعسكري. وأضاف الدبيبة أن «كل المجتمع الدولي أجمع على أن خريطة الطريق الليبية يجب أن تنتهي بانتخابات»، متوقعاً ألا تطول مدة انتظارها. وأكد أنه تلقى دعماً تركياً في هذا الإطار وأن الموقف التركي داعم، ويصبو للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد. وتابع الدبيبة بأنه «لا وجود لحكومتين. هناك حكومة واحدة هي حكومة الوحدة الوطنية وهي التي تتولى مقاليد الأمور في ليبيا كاملة».
وزار كل من الدبيبة وفتحي باشاغا تركيا، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك وسط تقارير ليبية أفادت باحتمال أن يرعى إردوغان لقاء بينهما للاتفاق على إنهاء الأزمة الراهنة في ليبيا بسبب وجود حكومتين متنازعتين. وذكرت وسائل إعلام ليبية أن باشاغا تحدث، السبت، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى نواب رئيس الحكومة علي القطراني وسالم الزادمة وخالد الاسطى، وعدد من وزراء المنطقة الغربية، فيما يعد أول ظهور له منذ وصوله إلى تركيا، وذلك لإطلاعهم على نتائج سلسلة اجتماعاته التي عقدها في زيارته الحالية لتركيا. وأكد باشاغا على النتائج الإيجابية لهذه اللقاءات التي لا تزال مستمرة وحثهم على التواصل وبذل المزيد من الجهود للتهدئة، مؤكدا ضرورة تفويت الفرصة على محاولات جر ليبيا من جديد إلى الصراع المسلح والفوضى.
وأكد باشاغا ضرورة الاستمرار في العمل السياسي والعمل مباشرة مع كل الأجسام والقوى السياسية الداخلية ومع المبعوث الأممي الجديد عبد الله بيتالي والأطراف الدولية من أجل استكمال تمكين الحكومة الليبية من مباشرة مهامها لتهيئة الأوضاع الملائمة للوصول بليبيا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال. وجاءت زيارتا باشاغا والدبيبة إلى تركيا بعد أيام من اشتباكات دامية في طرابلس بين قوات تابعة لحكومة الوحدة، وأخرى موالية لحكومة باشاغا، في طبرق، السبت الماضي، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً، أكثر من نصفهم مدنيون، وإصابة عشرات آخرين. وأفادت تقارير بأن الطائرات المسيرة التركية التي زودت بها حكومة الدبيبة حسمت الصدام الأخير في طرابلس لصالحه.
وتحتفظ تركيا بقواعد برية وبحرية وجوية وآلاف من قواتها و«المرتزقة» في غرب ليبيا، كما تقوم بتدريب القوات الليبية التابعة لحكومة طرابلس، بموجب مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني وقعها إردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الوطني السابقة فائز السراج بإسطنبول في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
الدبيبة يؤكد حصوله على دعم تركيا لـ«خريطة طريق»
أنقرة تتمسك بالتغيير عبر الانتخابات
الدبيبة يؤكد حصوله على دعم تركيا لـ«خريطة طريق»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة