الأسر البريطانية موعودة بـ«شتاء صعب لم يسبق له مثيل»

تترقب مزيداً من الإضرابات وتهديدات الأغذية

تتزايد التحذيرات من أن الأسر في جميع أنحاء بريطانيا ستعاني من «شتاء لم يسبق له مثيل» ما لم تتصرف الحكومة بسرعة (د.ب.أ)
تتزايد التحذيرات من أن الأسر في جميع أنحاء بريطانيا ستعاني من «شتاء لم يسبق له مثيل» ما لم تتصرف الحكومة بسرعة (د.ب.أ)
TT

الأسر البريطانية موعودة بـ«شتاء صعب لم يسبق له مثيل»

تتزايد التحذيرات من أن الأسر في جميع أنحاء بريطانيا ستعاني من «شتاء لم يسبق له مثيل» ما لم تتصرف الحكومة بسرعة (د.ب.أ)
تتزايد التحذيرات من أن الأسر في جميع أنحاء بريطانيا ستعاني من «شتاء لم يسبق له مثيل» ما لم تتصرف الحكومة بسرعة (د.ب.أ)

منذ انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، مروراً بجائحة كورونا بعدها، ولاحقاً تبعات الأزمة الأوكرانية، لا تتوقف الأزمات المتوالية التي تواجه الأسر البريطانية، وأحدثها ما يهدد الطاقة خلال الشتاء المقبل.
وحذر مؤسس شركة «أوفو إينيرجي» للطاقة في المملكة المتحدة، ستيفن فيتزباتريك، من أن الأسر في جميع أنحاء بريطانيا ستعاني من «شتاء لم يسبق له مثيل»، ما لم تتصرف الحكومة بسرعة. ودعا فيتزباتريك إلى اتخاذ إجراء «جريء للغاية» للمساعدة في حماية العائلات من «أسوأ ارتفاع في الأسعار»، بحسب صحيفة «إيفيننغ ستاندارد» البريطانية.
ومن المتوقع أن يعاني ملايين الأشخاص من ارتفاع فواتير الطاقة الخاصة بهم من 1971 جنيهاً إسترلينياً إلى 3549 جنيهاً إسترلينياً في السنة بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ومن المحتمل أن ترتفع أكثر من ذلك خلال الشتاء.
وقال فيتزباتريك: «إذا لم نستخدم كل لحظة متاحة على مدار الأسابيع الـ12 المقبلة لحل هذه المشكلة، فسنشهد شتاءً لم يسبق له مثيل؛ حيث يعاني الناس من الجوع ويصابون بالبرد وترزح هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحت وطأة الآثار الصحية المترتبة على ذلك». كما حذر من أن البلاد قد تواجه «سنوات من ارتفاع الأسعار».
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته بوريس جونسون قد قال إن على بريطانيا «أن تصبح نووية»؛ حيث أعلن عن تمويل حكومي بقيمة 700 مليون جنيه إسترليني للمضي قدماً في مشروع محطة الطاقة النووية سايزويل سي في سوفوك، بتكلفة نهائية تبلغ 20 إلى 30 مليار جنيه إسترليني.
وعلى الفور، صرح وزير الخزانة نديم الزهاوي، بأنه لا ينبغي قطع إمدادات الطاقة عن أي أسرة بسبب الأزمة التي يُلقى باللوم فيها إلى حد كبير على خفض روسيا تدفقات الغاز إلى أوروبا، رداً على دعم هذه الأخيرة لأوكرانيا في العملية العسكرية الروسية.
وفي غضون ذلك، من المقرر أن يشارك 40 ألف عامل إضافي بقطاع السكك الحديدية في بريطانيا في إضراب مقرر في وقت لاحق الشهر الجاري، في ظل تصعيد النقابات العمالية الخلاف بشأن الأجور وإصلاحات مقترحة في القطاع.
وذكر الاتحاد الوطني للعاملين في مجال السكك الحديدية والملاحة والنقل أن العمال التابعين للاتحاد سوف ينظمون إضراباً عن العمل في 14 شركة للسكك الحديدية يومي 15 و17 سبتمبر (أيلول) الجاري.
وسوف ينضم العمال التابعون للاتحاد الوطني إلى سائقي القطارات من نقابة «أسليف» العمالية، التي أعلنت الأربعاء تنظيم إضراب عن العمل يوم 15 سبتمبر، يشمل وسائل النقل العام السطحية في لندن. ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن الأمين العام للاتحاد، مايك لينش، قوله إن «الحملة التي يقوم بها سوف تستمر طالما تطلب الأمر ذلك».
ويطالب عمال السكك الحديدية بزيادة ملموسة في الأجور بعد أن ارتفعت معدلات التضخم في بريطانيا بأكثر من 10 في المائة، ويتوقع محللون اقتصاديون أن تصل نسبة التضخم إلى 22 في المائة العام المقبل.
وإضافة إلى مشكلات الغلاء المباشرة، حذرت صناعة الأغذية البريطانية من تناقص إمدادات ثاني أكسيد الكربون، ليس بسبب استعداد شركة «سي إف اندستريز هولدنغز» لوقف مصنعها ببريطانيا، بل لأن منتجاً كبيراً آخر على وشك الإغلاق لإجراء عمليات صيانة.
كانت «سي إف» لإنتاج الأسمدة، التي تورد نحو 42 في المائة من ثاني أكسيد الكربون في بريطانيا، ذكرت الأسبوع الماضي أنها ستوقف مؤقتاً إنتاج الأمونيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.
ووفقا لوكالة «بلومبرغ»، تعتزم شركة «إنسس»، ثاني أكبر مورد لثاني أكسيد الكربون بالبلاد، وقف الإنتاج لأسابيع قليلة في سبتمبر الجاري لإجراء أعمال صيانة سنوية. وقالت كيت هاليويل، المديرة العلمية باتحاد الأغذية والمشروبات، إننا «قلقون بشكل متزايد حيال إمدادات ثاني أكسيد الكربون خلال الخريف، ومن عواقب محتملة على سلسلة إمدادات الأغذية والمشروبات البريطانية».
وقالت إن عمليات الصيانة في «إنسس» يمكن أن تترك منتجي الأغذية والمشروبات يعتمدون على واردات من أوروبا «التي هي نفسها غير مستقرة». ويذكر أن غاز ثاني أكسيد الكربون له استخدامات كثيرة، من بينها في تعليب اللحوم ووجبات الرضّع والأغذية الطازجة والمخبوزات، حيث يبقي الأغذية طازجة أثناء نقلها، وفي تحفيز نمو النباتات في البيوت الزجاجية وتخدير الحيوانات كالدجاج والخنازير قبل ذبحها.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قطاع السيارات يقود تراجع الأسهم الأوروبية وسط تصاعد التوترات التجارية

مخطط لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

قطاع السيارات يقود تراجع الأسهم الأوروبية وسط تصاعد التوترات التجارية

مخطط لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)

افتتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض يوم الثلاثاء، متأثرة بتراجع أسهم شركات السيارات، حيث أثار تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على أكبر شركاء التجارة للولايات المتحدة مخاوف من أن تشهد أوروبا مصيراً مشابهاً في حرب تجارية عالمية محتملة.

وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.5 في المائة بحلول الساعة 08:20 (بتوقيت غرينتش)، ليقطع سلسلة من المكاسب استمرت لثلاثة أيام. وتراجع قطاع السيارات بأكثر من 2 في المائة، مع تصدر شركتي «ستيلانتيس» و«فولكس فاغن» لقائمة الخاسرين، وفق «رويترز».

وكان ترمب قد تعهد بفرض رسوم جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، مما أثر سلباً على المعنويات الإيجابية التي سادت الأسواق عقب ترشيح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة الأميركية.

وارتفع الدولار، في حين تراجعت الأسهم العالمية. وتعرضت البنوك وتجار التجزئة وقطاع التعدين لأكبر الخسائر، حيث تراجعت أسهم هذه القطاعات بأكثر من واحد في المائة في كل منها.

من جهة أخرى، تراجعت أسهم شركة «روش» السويسرية بأكثر من واحد في المائة بعد فشل دراسة متأخرة لعلاج سرطان الرئة في تحقيق الهدف الأساسي للبقاء على قيد الحياة. كما أعلنت الشركة عن خطط للاستحواذ على شركة «بوسيدا ثيرابيوتيكس» الأميركية في صفقة مالية تصل قيمتها إلى 1.5 مليار دولار.

وفي المقابل، كانت شركة «ميلروز إندستريز» قد تصدرت المكاسب في مؤشر «ستوكس 600»، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 8 في المائة بعد أن قامت «جيه بي مورغان» بترقية أهداف الأسعار لأسهم الشركة المتخصصة في صناعة الطيران.