بعد إنفاق نحو ملياري جنيه إسترليني (2.3 مليار دولار) على صفقات شراء اللاعبين، عبر 20 نادياً، يقف الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على أعتاب مرحلة جديدة من الإثارة وخيبة الأمل والاحتجاجات والاستغناء عن المدربين والفشل والمجد.
وجاءت الصفقات الخاصة بالدوري الإنجليزي مدفوعة بالدخل من صفقات البث العالمية الضخمة التي تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات جنيه إسترليني (11.8 مليار دولار) على مدى ثلاثة مواسم، حيث عادت أندية البريمييرليغ إلى مستويات الإنفاق قبل الوباء.
وبعد يوم واحد من آخر أيام فترة الانتقالات الصيفية التي أغلقت أبوابها فجر الجمعة بتوقيت غرينيتش، تستعد الفرق للعودة من جديد إلى أرض الواقع في الملاعب، حيث يفترض أن يظهر مدى تأثير صفقات الانتقالات على أداء كل فريق بصورة فعلية.
وتظهر تقديرات شركة «ديلويت» المالية العالمية أن إجمالي الإنفاق هذا الصيف بلغ 1.9 مليار جنيه إسترليني، متجاوزاً بـ487.8 مليون جنيه إسترليني الرقم القياسي السابق الذي تم إنفاقه عبر نوافذ الصيف وشهر يناير (كانون الثاني) لموسم 2017 - 2018.
ونشرت «التلغراف» البريطانية وفقاً لشركة «ديلويت»، أن إجمالي الإنفاق أعلى بنسبة 67 في المائة من 1.1 مليار جنيه إسترليني في فترة الانتقالات الصيفية السابقة، و34 في المائة أعلى من الرقم القياسي السابق (1.4 مليار جنيه إسترليني في صيف 2017). وقالت الشركة: «موسم 2022 - 23 لديه بالفعل أعلى إنفاق على الانتقالات منذ بدء موسم النافذتين، متجاوزاً الرقم القياسي السابق بنسبة 3 في المائة (1.86 مليار جنيه إسترليني 2017 - 18)».
وبحسب الأرقام غير الرسمية التي لم تصدر بعد عن الدوريات ذاتها، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز أنفق بحدود ملياري جنيه إسترليني، يليه الدوري الإيطالي الذي أنفقت أنديته 670 مليون جنيه إسترليني، ثم الدوري الألماني الذي صرف 435 مليون جنيه إسترليني، ثم الدوري الفرنسي 426 مليون جنيه إسترليني، فالدوري الإسباني 404 ملايين جنيه إسترليني.
وسيكون بوسع مشجعي إيفرتون السماح لأنفسهم بالتفاؤل بعد انضمام عدة لاعبين إلى الفريق، لكن بحلول ظهر اليوم (السبت)، سيلتقي فريق المدرب فرنك لامبارد مع الجار القوي ليفربول الذي يقوده المدرب الألماني يورغن كلوب في قمة منطقة مرسيسايد.
وصارع فريق لامبارد من أجل النجاة من الهبوط في الموسم الماضي ولم يحقق أي فوز في الموسم الحالي حتى الآن، لكنه تعاقد مع كثير من الوجوه الجديدة، من بينهم لاعبا الوسط إدريسا جاي وجيمس جارنر في آخر يوم من فترة الانتقالات أمس، إضافة إلى المهاجم نيال موبيه لاعب برايتون آند هوف ألبيون.
وفاز إيفرتون مرة واحدة فقط في آخر 26 مواجهة مع الجار ليفربول بجميع المنافسات.
وأنفق مانشستر يونايتد الذي فاز في آخر ثلاث مباريات أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني دفع أكثر من نصفها مقابل شراء البرازيليين كاسيميرو وأنتوني، لكنه غداً (الأحد)، سيلتقي مع آرسنال اللندني الفريق الوحيد في البطولة الذي حصد العلامة الكاملة حتى الآن.
وكانت الصفقة الأبرز من نصيب مانشستر يونايتد، الذي ضم البرازيلي أنتوني من أياكس الهولندي مقابل 95 مليون يورو (82.1 مليون جنيه إسترليني).
وتتضمن الصفقة خمسة ملايين يورو أخرى (4.3 مليون جنيه إسترليني) كإضافات محتملة، ليشكل أنتوني بذلك رابع أكبر صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
ووقع أنتوني عقداً يستمر حتى عام 2027، ويتضمن إمكانية التمديد لعام آخر.
وفي فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، تحرك آرسنال الذي يقوده المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا بذكاء، وتعاقد مع جابرييل جيسوس وأولكسندر زينتشنكو من مانشستر سيتي، لكن الرحلة إلى ملعب أولد ترافورد ستكون الاختبار الأصعب للفريق اللندني. وفي أستون فيلا، يتعرض المدرب ستيفن جيرارد لضغوط بعد أن خسر الفريق 4 من 5 مباريات خاضها حتى الآن، قبل أن يلتقي مع ضيفه مانشستر سيتي حامل اللقب اليوم (السبت). وضرب سيتي بطل الموسم الماضي ضربته في سوق الانتقالات، عندما تعاقد مع النرويجي إيرلينغ هالاند الذي أحرز له تسعة أهداف في أول خمس مباريات يشارك فيها، من بينها ثلاثيتان في آخر مباراتين.
وربما يبدأ مهاجم آرسنال السابق بيير إيمريك أوباميانغ مسيرته مع خط هجوم تشيلسي خلال قمة لندن في مواجهة وست هام يونايتد بعد إتمام صفقة انتقاله قادماً من برشلونة الإسباني فجر أمس، ليشكل واحدة من أبرز الصفقات إلى جانب صفقة انضمام أنتوني إلى مانشستر يونايتد. وكان أوباميانغ قد رحل عن آرسنال لينضم إلى برشلونة الإسباني في فبراير (شباط) الماضي، عقب فسخ عقده في ظل خلافات مع ميكيل أرتيتا المدير الفني لآرسنال.
وسجل أوباميانغ 11 هدفاً خلال 17 مباراة مع برشلونة في الدوري الإسباني، لكن في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها النادي الكاتالوني، اضطر برشلونة للاستغناء عن لاعبين، وكان أوباميانغ متاحاً للبيع في حال تلقي عرض له، حسبما أشارت إليه وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).
واستغل تشيلسي الفرصة ونجح في ضم المهاجم الغابوني البالغ من العمر 33 عاماً ليلعب من جديد تحت قيادة المدير الفني توماس توخيل، الذي سبق أن دربه في بوروسيا دورتموند الألماني. وعاد نوتنغهام فورست إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد غياب طويل استمر 23 عاماً، وبالنظر إلى نشاطه الهائل في مرحلة الانتقالات الصيفية الأخيرة، يبدو الفريق كأنه عاقد العزم على البقاء بين الكبار بعد تعاقده مع 21 لاعباً خلال فترة انتقالات واحدة وهو رقم قياسي غير مسبوق على مستوى الكرة الإنجليزية. وفي آخر أيام فترة الانتقالات الصيفية ليلة الجمعة، أكمل النادي الصاعد حديثاً إجراءات التعاقد مع المدافع ويلي بولي، ومع الجناح جوش بولر والمدافع لويك باد على سبيل الإعارة من رين الفرنسي.
وحسب أرقام موقع «ترانسفير ماركت»، فإن أكبر عدد من صفقات الانتقالات يبرمه فريق إنجليزي في فترة انتقالات واحدة كان 17 صفقة، وقد أبرمها كريستال بالاس في صيف 2013.
وأنفق فورست الذي يلتقي بورنموث اليوم (السبت)، نحو 150 مليون جنيه إسترليني (173 مليون دولار) في إعادة بناء فريقه الذي رحل عنه خمسة لاعبين في صفقات مجانية، بينما انتقل خمسة آخرون على سبيل الإعارة. وحطم فورست أيضاً الرقم القياسي خاصته على مستوى مبلغ الانتقالات، عندما تعاقد مع لاعب الوسط مورغان جيبس - وايت، مقابل مبلغ مبدئي قدرته تقارير بنحو 25 مليون جنيه إسترليني. وفي أول خمس جولات من موسم الدوري الممتاز، حصل فورست بقيادة مدربه ستيف كوبر على أربع نقاط، وحالياً يحتل المركز 15 بين فرق البطولة العشرين.
وسجل أنتوني 25 هدفاً في 82 مباراة خاضها خلال عامين ونصف العام مع أياكس، لكنه يتطلع الآن إلى اللعب مجدداً تحت قيادة المدير الفني إريك تن هاغ الذي كان قد دربه في أياكس.
وانضم مارتين دوبرافكا حارس مرمى نيوكاسل إلى مانشستر يونايتد أيضاً بعقد إعارة لمدة موسم واحد مع إمكانية التعاقد معه بشكل نهائي، وسيخوض منافسة مع ديفيد دي خيا.
بينما انتقل لاعب خط الوسط جيمس جارنر (21 عاماً) من مانشستر يونايتد إلى إيفرتون بعقد لمدة أربعة أعوام في صفقة لم يجرِ الإعلان عن قيمتها.
واختار مانويل أكانجي طريق التتويج في إنجلترا، بالانضمام إلى مانشستر سيتي بعقد لمدة خمسة أعوام قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني.
أما ليفربول، فقد نجح في وقت متأخر في الحصول على خدمات آرثر ميلو من يوفنتوس الإيطالي، وذلك بعقد إعارة حتى نهاية الموسم الحالي.
وعزز يورغن كلوب المدير الفني لليفربول خياراته لخط الوسط لتعويض غياب جوردان هندرسون بسبب الإصابة في الفخذ. ونجح فولهام في حسم صفقة ضم دان جيمس (24 عاماً) من ليدز يونايتد بعقد إعارة لمدة موسم واحد، قبل غلق سوق الانتقالات. كذلك عزز ماركو سيلفا المدير الفني لفولهام صفوف الفريق بضم لاعب الظهير الأيسر لايفن كورزاوا من باريس سان جيرمان الفرنسي، بعقد إعارة لمدة موسم واحد، كما ضم ويليان المهاجم السابق لتشيلسي وآرسنال في صفقة انتقال حر. وأعلن برايتون التعاقد مع لاعب خط الوسط بيلي جيلمور (21 عاماً) من تشيلسي بعقد لمدة أربعة أعوام. كذلك أعلن ليستر سيتي التعاقد مع البلجيكي الدولي فوت فايس من استاد ريمس الفرنسي. وتعاقد وولفرهامبتون الذي سيواجه ساوثهامبتون اليوم (السبت)، مع لاعب خط الوسط المالي بوبكر تراوري من ميتز الفرنسي بعقد إعارة لمدة موسم واحد.
وتعاقد أستون فيلا الذي سيصطدم بمانشستر سيتي كذلك مع المدافع يان بيدناريك على سبيل الإعارة من ساوثهامبتون الذي أبرم أربع صفقات خلال اليوم الأخير من سوق الانتقالات.
ففي وقت متأخر من مساء الخميس، أعلن ساوثهامبتون تعاقده مع قلب الدفاع الكرواتي دويي كاليتا - كار، انتظاراً لتصريح العمل واكتمال الإجراءات. ووافق كاليتا - كار (25 عاماً) على توقيع عقد لمدة أربعة أعوام لينضم إلى ساوثهامبتون قادماً من مارسيليا الفرنسي.
كذلك تعاقد ساوثهامبتون مع إينسلي مايتلاند نيلز بعقد إعارة لموسم واحد من آرسنال، كما ضم اللاعبين الشابين خوان لاريوس وصامويل إدوزي من مانشستر سيتي.
بينما رحل جاك ستيفنز عن ساوثهامبتون وانضم إلى بورنموث على سبيل الإعارة.
أما نادي ليدز يونايتد الذي سيحل ضيفاً على برينتفورد، فقد أبدى مالكه أندريا رادريزاني حالة من الإحباط في صراع التعاقد مع المهاجم بامبا ديانغ من مارسيليا الفرنسي.