الخارجية الفرنسية تحذر من «تواصل انهيار لبنان»

كولونا: باريس ستبقى متيقظة حتى يستجيب المسؤولون لتطلعات اللبنانيين

الوزيرة كاترين كولونا في طريقها إلى حضور اجتماع للحكومة الفرنسية (أ.ف.ب)
الوزيرة كاترين كولونا في طريقها إلى حضور اجتماع للحكومة الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

الخارجية الفرنسية تحذر من «تواصل انهيار لبنان»

الوزيرة كاترين كولونا في طريقها إلى حضور اجتماع للحكومة الفرنسية (أ.ف.ب)
الوزيرة كاترين كولونا في طريقها إلى حضور اجتماع للحكومة الفرنسية (أ.ف.ب)

بعد الرئيس إيمانويل ماكرون، جاء أمس دور وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لإلقاء خطابها أمام سفراء فرنسا عبر العالم في اجتماعهم السنوي بعد انقطاع عامين بسبب وباء كوفيد-19. وكما فعل ماكرون، جالت كولونا على الملفات الإقليمية الساخنة ومنها ملفات الشرق الأوسط بحيث تطرقت إلى الملف النووي الإيراني والعراق وسوريا والنزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي وأيضا لبنان الذي يحظى وضعه بمتابعة خاصة من باريس.
وكان لافتا في كلمتي ماكرون وكولونا أن أيا منهما لم يتناول المسألة الرئيسية التي تشغل الطبقة السياسية والشعب اللبناني ألا وهي ملف الانتخابات الرئاسية، وذلك على ضوء قرب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بعد أقل من شهرين. ورغم أن الموقف الفرنسي معروف وواضح وهو أن باريس تريد أن يتحاشى لبنان الفراغ المؤسساتي للسلطة التنفيذية في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) بحيث تفرغ الرئاسة، فيما يكون دور الحكومة الحالية تصريف الأعمال. وحتى اليوم، لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من تشكيل الحكومة الجديدة ولا شيء يشي أن تطورا كهذا سوف يتحقق في الأيام أو الأسابيع القادمة.
الرئيس ماكرون، في تناوله للملف اللبناني الذي خبره وعايشه منذ انتخابه للمرة الأولى ربيع عام 2017 وخصوصا بعد انفجاري المرفأ حيث زاره مرتين خلال شهر واحد، ركز على ضرورة تعزيز سيادة لبنان واستقراره ودعا إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها. ولم يفت ماكرون الإشارة إلى «هشاشة» الوضع اللبناني والتحذير من «ارتدادات الأزمات الإقليمية المزعزعة» للاستقرار.
وذهبت وزيرة الخارجية صباح أمس في الاتجاه عينه إذ اعتبرت أن لبنان «يعيش أزمة اقتصادية غير مسبوقة» ونبهت أنه من غير «استفاقة المسؤولين اللبنانيين، فإن انهيار لبنان سوف يتواصل». وأكدت كولونا أنه يتعين على فرنسا «مسؤولية توفير الدعم للشعب اللبناني المنهك: وأنه يتعين على باريس «استخدام نفوذها في لبنان من أجل وضع حد للإهمال وسوء التعاطي» اللذين يعاني منهما الشعب اللبناني. بيد أن الوزيرة الفرنسية لم تذهب إلى تفصيل التدابير التي تنوي اتخاذها علما أن باريس عمدت في العامين الأخيرين إلى اتخاذ «عقوبات» بحق سياسيين وغير سياسيين لبنانيين اعتبرت أنهم يشكلون عقبة دون نهوض لبنان من كبوته ويعرقلون الحياة الديمقراطية ويمنعون تحقق الإصلاحات. ولم تكشف السلطات الفرنسية قط عن لائحة الأشخاص المعنيين بالعقوبات. وخلاصة تصريحات كولونا أن فرنسا سوف تبقى «كاملة اليقظة» إزاء التطورات التي سيشهدها المشهد اللبناني وذلك حتى يستجيب «المسؤولون لرغبة اللبنانيين بالإصلاحات والعدالة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الجيش الإسرائيلي: لن نسمح بإعادة بناء البنى التحتية لـ«حزب الله» في لبنان

موقع بالضاحية الجنوبية تضرر نتيجة غارات إسرائيلية ويظهر فيه صورة لزعيم «حزب الله» الذي اغتالته إسرائيل حسن نصر الله (رويترز)
موقع بالضاحية الجنوبية تضرر نتيجة غارات إسرائيلية ويظهر فيه صورة لزعيم «حزب الله» الذي اغتالته إسرائيل حسن نصر الله (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: لن نسمح بإعادة بناء البنى التحتية لـ«حزب الله» في لبنان

موقع بالضاحية الجنوبية تضرر نتيجة غارات إسرائيلية ويظهر فيه صورة لزعيم «حزب الله» الذي اغتالته إسرائيل حسن نصر الله (رويترز)
موقع بالضاحية الجنوبية تضرر نتيجة غارات إسرائيلية ويظهر فيه صورة لزعيم «حزب الله» الذي اغتالته إسرائيل حسن نصر الله (رويترز)

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، اليوم الخميس، إن الجيش لن يسمح بإعادة بناء البنى التحتية التابعة لجماعة «حزب الله» في لبنان.

ونقل المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عن هاليفي قوله، خلال لقاء مع رؤساء السلطات المحلية في الشمال: «نحن نضرب البنى التحتية التي أقامها (حزب الله) منذ عام 2006، ونعمل ذلك بأكبر قوة ممكنة ولن نسمح بإعادتها».

وأضاف: «نواصل العمل بكثير من القوة والإصرار. يتعين علينا إعداد خطط واضحة لضمان أن الوضع هنا سيكون أفضل بكثير مما كان قبل الحرب».

وقال الجيش الإسرائيلي إن «حزب الله» أطلق نحو 125 قذيفة صاروخية صوب إسرائيل، اليوم الخميس.

وأضاف الجيش في بيان على «تلغرام» أنه «سيواصل الدفاع عن دولة إسرائيل وشعبها ضد التهديد الذي تشكله منظمة حزب الله».

وتتبادل إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية إطلاق النار منذ أكثر من عام، لكن وتيرة القتال تصاعدت في سبتمبر (أيلول) بعدما بدأت إسرائيل في قصف مساحات كبيرة من جنوب لبنان كما توغلت قواتها برياً في بلدات حدودية.