مبادرة لتنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني في ليبيا

تستهدف «مساندتها قانونياً وأمنياً خدمة للبلاد»

العقوري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي ملتقياً رئيسة مفوضية المجتمع المدني (مجلس النواب)
العقوري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي ملتقياً رئيسة مفوضية المجتمع المدني (مجلس النواب)
TT

مبادرة لتنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني في ليبيا

العقوري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي ملتقياً رئيسة مفوضية المجتمع المدني (مجلس النواب)
العقوري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي ملتقياً رئيسة مفوضية المجتمع المدني (مجلس النواب)

أطلق مجلس النواب الليبي، عبر لجنة الشؤون الخارجية، مبادرة تستهدف تنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني في البلاد، من خلال إزالة العوائق أمامها، بما يضمن مباشرة عملها بـ«معايير شفافة».
وقال يوسف العقوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إنه التقى مساء أمس، بمقر ديوان وزارة الخارجية بمدينة بنغازي (شرق البلاد)، رئيسة مفوضية المجتمع المدني، مبروكة بالتمر، وممثلين عن هيئتي الرقابة الإدارية ومكافحة الفساد؛ حيث ناقش اللقاء أبرز التحديات التي تواجه مؤسسات المجتمع المدني وسبل حلحلتها ومنها تعديل القانون رقم (19) لسنة 2001 بشأن إعادة تنظيم الجمعيات الأهلية.
وبدأ العمل المدني والأهلي ينشط في ليبيا عقب إسقاط النظام السابق، وأصبح أكثر حرية مما زاد في عدد الجمعيات والمنظمات غير الحكومية في ليبيا سواء كانت محلية أو دولية.
وأضاف العقوري أن الاجتماع تناول «متابعة آليات تمويل مؤسسات المجتمع المدني للتأكد من مطابقتها لمعايير الشفافية بخصوص التمويلات المقدمة من الجهات المحلية الدولية»، كما لفت إلى ضرورة متابعة «المشروعات التي تمولها تلك الجهات وتنفذها من خلال جمعيات أهلية وبما يراعي معايير الشفافية».
وسبق لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أن التقى رئيسة وأعضاء مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني، وممثلين عن مصرف ليبيا المركزي، والأجهزة الأمنية المعنية، واستعرض معهم أوضاع المفوضية، وبحث تمويل منظمات المجتمع المدني، وآلية عملها وإجراءات اعتمادها وتصاريح مزاولتها لأعمالها، بالإضافة إلى ملف توحيد المفوضية، وإنهاء حالة الانقسام التي تعانيه.
وفي الاجتماع الذي حضره أيضاً ممثلون عن جهازي الأمن الخارجي والداخلي، أمس، ناقش الحضور أهمية أن «يسمح مصرف ليبيا المركزي بفتح حسابات للمنظمات المحلية والأجنبية داخل ليبيا»، مشيرين إلى أنه «تم الاتفاق على أن يتابع مكتب دعم السياسات والبحوث البرلمانية في مجلس النواب العمل مع المفوضية للاتفاق على التعديلات القانونية المطلوبة».
ونوه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بأن إنشاء الجمعيات الأهلية هو «حق دستوري وإحدى ركائز التحول الديمقراطي»، متابعاً: «المبادرة تهدف إلى وضع الإطار القانوني والآليات الإدارية والأمنية المناسبة التي تدعم عمل تلك الجمعيات بحيث تصبح مؤسسات المجتمع المدني مثالاً في النزاهة وخدمة الصالح العام».
وتأسست المفوضية عام 2012، وكان مقرها في مدينة بنغازي، لكن فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي السابق لحكومة «الوفاق»، شكّل جسماً موازياً لها في مطلع 2019 فأصبحت تعاني انقساماً كباقي الأجسام السياسية في ليبيا.
وتطور أداء الإدارة الحكومية للمجتمع المدني منذ ذلك التاريخ حتى أصبحت في شكلها النهائي تحت اسم «مفوضية المجتمع المدني» وفق قرار للمجلس الرئاسي السابق لسنة 2018 حدد مهامها في ليبيا بإشهار منظمات المجتمع المدني واعتماد نظمها الأساسية ومتابعتها في أداء مهامها.
واعتمدت ليبيا 7 آلاف منظمة، بعضها يباشر العمل، والبعض الآخر متوقف لقلة الإمكانات، من بينها 35 منظمة دولية، وفروع لمنظمات دولية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.