الحكومة المصرية للحد من «آثار تلوث الهواء»

بالتزامن مع استعدادها لاستضافة «كوب 27»

وزراء البيئة والتنمية المحلية والزراعة أثناء مناقشة خطة الحكومة المصرية لمواجهة تلوث الهواء (وزارة البيئة المصرية)
وزراء البيئة والتنمية المحلية والزراعة أثناء مناقشة خطة الحكومة المصرية لمواجهة تلوث الهواء (وزارة البيئة المصرية)
TT

الحكومة المصرية للحد من «آثار تلوث الهواء»

وزراء البيئة والتنمية المحلية والزراعة أثناء مناقشة خطة الحكومة المصرية لمواجهة تلوث الهواء (وزارة البيئة المصرية)
وزراء البيئة والتنمية المحلية والزراعة أثناء مناقشة خطة الحكومة المصرية لمواجهة تلوث الهواء (وزارة البيئة المصرية)

في إطار استعدادها لاستضافة قمة المناخ «كوب 27»، بدأت الحكومة المصرية العمل على إعداد خطة لمواجهة نوبات تلوث الهواء خلال عام 2022، والمعروفة إعلاميا باسم «السحابة السوداء». وفي هذا السياق عقد وزراء البيئة، والزراعة والتنمية المحلية اجتماعا لمناقشة جهود الحد من تلوث الهواء، بحسب بيان صحافي، الجمعة.
وعلى مدار السنوات الماضية تكررت شكاوى المصريين من «السحابة السوداء» التي تغطي سماء القاهرة، والتي ارتبطت بموسم «حرق قش الأرز» في الأراضي الزراعية. والتي ينتج عنها زيادة في نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يسبب تلوث هواء العاصمة المصرية.
وقالت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، في البيان الصحافي الصادر عن الوزارة، إن «مصر نجحت خلال العام الماضي في الحد من نوبات تلوث الهواء الحادة، بفضل التكامل والتنسيق المشترك بين الوزارات والجهات المعنية، الأمر الذي ساهم في تحويل التحدي الكبير إلى فرصة اقتصادية، وتحويل الأزمة إلى منتج اقتصادي يدر عائداً ماديا بدلاً من حرقه (قش الأرز) مسبباً انبعاثات ملوثة للهواء»، وأكدت وزيرة البيئة «أهمية استمرار جهود مكافحة السحابة السوداء خلال العام الجاري، بالتزامن مع استضافة مصر لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية (كوب27) بمدينة شرم الشيخ». واصفة منظومة مكافحة تلوث الهواء بأنها «قصة نجاح مصرية للتصدي للتغيرات المناخية».
اعتمدت منظومة الحد من تلوث الهواء في الأعوام الماضية على «زيادة وعي المزارعين بالأهمية الاقتصادية لقش الأرز، وأضرار حرقه، مع التعريف بسبل استغلاله اقتصاديا، الأمر الذي أدى إلى انخفاض معدل الحرق المكشوف لمخلفات الأرز، وزيادة نسبة الكميات المجمعة من القش الأرز لتصل إلى حوالي 622 طنا، إضافة إلى السيطرة على الحرق المكشوف للمخلفات البلدية، ووقف مكامير الفحم غير المطورة، وتشديد الرقابة على المقالب، والتعامل بشفافية وإتاحة البيانات والمعلومات لكافة وسائل الإعلام»، بحسب وزيرة البيئة المصرية.
في هذا الإطار يتم التنسيق بين وزارات البيئة والزراعة والتنمية المحلية والمحافظات والجهات المعنية الأخرى، لإصدار قرارات لتنظيم عمل الفواخير، والمكامير النباتية خلال فترة أزمة تلوث الهواء الحادة، مع تكثيف حملات التفتيش وإزالة المكامير العشوائية، وفقاً للبيان.
وقال السيد القصير، وزير الزراعة المصري، في البيان الصحافي، إن «منظومة جمع وتدوير قش الأرز تعد نموذجاً متميزاً للتكامل الحكومي، والتعاون المثمر والبناء بين أجهزة الدولة المختلفة باتباع منهج متكامل وتشاركي يضمن دمج البعد البيئي مع الاقتصادي»، مشيرا إلى «فرص العمل التي خلقتها في المناطق الريفية، لصغار المزارعين، والمؤسسات الأهلية، إضافة إلى زيادة دخل المزارعين». مشيرا إلى أن «الحكومة تسعى لتعظيم الاستفادة من كافة المخلفات الزراعية والحيوانية والسمكية والتصنيع الزراعي على مستوى القرى، وإعادة تدويرها في إنتاج أسمدة عضوية وأعلاف».
بدوره أشار هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، إلى أن «الوزارة بدأت التنسيق خلال الأيام الماضية مع محافظي القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، والدقهلية، لمتابعة ملف السحابة السوداء خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وقال إن «هناك متابعة دورية لإزالة نواتج تطهير الترع والمصارف ومنع تراكمات المخلفات داخل حرم الطرق العمومية، مع الاستمرار في خطط وجهود غلق المقالب العشوائية للقضاء على ظاهرة الحرق العشوائي للمخلفات بشكل عام». لافتاً إلى أنه «سيتم تفعيل آلية التدخل السريع للسيطرة على أي حرائق في المخلفات الزراعية أو الصلبة».
ويعتبر حرق المخلفات الزراعية والبلدية، وعوادم السيارات، والانبعاثات الصناعية أبرز أسباب ظاهرة «السحابة السوداء»، بحسب الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة.
وتتضمن الخطة الحكومية للعام 2022 عدة محاور، الأول جمع وكبس وفرم أكبر قدر من قش الأرز، واستمرار آليات تمويل المتعهدين، وتشجيع الفلاحين على إعادة التدوير، أما المحور الثاني فيشمل خفض الانبعاثات والأدخنة من المصادر المختلفة من خلال السيطرة على المقالب العمومية والعشوائية والتفتيش على المصانع، في حين يركز المحور الثالث على إحكام الرقابة والرصد عن طريق الأقمار الصناعية، والإنذار المبكر، ونظام تتبع السيارات، ومحطات الرصد اللحظي لجودة الهواء. ويتضمن المحور الرابع زيادة عدد حملات التوعية البيئية.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
TT

تشكيك فرنسي بـ«التزام الجزائر» إحياء العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (د.ب.أ)

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الأحد، أن بلاده تساورها «شكوك» حيال رغبة الجزائر في التزام إحياء العلاقات الثنائية، معرباً عن مخاوفه بشأن قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الموقوف منذ أسابيع.

وقال بارو في مقابلة مع إذاعة «آر تي إل» الخاصة: «لقد وضعنا في 2022 (...) خريطة طريق (...) ونود أن يتم الالتزام بها».

وأضاف: «لكننا نلاحظ مواقف وقرارات من جانب السلطات الجزائرية أثارت لدينا شكوكاً حيال نية الجزائريين التزام خريطة الطريق هذه. لأن الوفاء بخريطة الطريق يقتضي وجود اثنين».

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال (أ.ب)

وأضاف بارو: «مثل رئيس الجمهورية، أعرب عن القلق البالغ إزاء رفض طلب الإفراج الذي تقدم به بوعلام صنصال ومحاموه».

وصنصال (75 عاماً) المعارض للسلطة الجزائرية والمولود من أم جزائرية وأب ذي أصول مغربية، موقوف منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) بتهمة «تعريض أمن الدولة للخطر».

وأوضح بارو: «أنا قلق بشأن حالته الصحية و(...) فرنسا متمسكة جداً بحرية التعبير وحرية الرأي، وتعتبر أن الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجازه باطلة».

وتناول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمرة الأولى، الأحد الماضي، قضية توقيف الكاتب بالجزائر، واصفاً إياه بـ«المحتال... المبعوث من فرنسا».

وأوقِف مؤلف كتاب «2084: نهاية العالم» في نوفمبر بمطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تعدّ «فعلاً إرهابياً أو تخريبياً (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي».

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن بلاده «ترغب في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر (...) لكن هذا ليس هو الحال الآن».

وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو (تموز) الماضي، بعد تبني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقترح المغربي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية المتنازع عليها تحت سيادة المملكة، قبل أن يزور الرباط في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).