مستجدات العلاج الخلوي والجيني

أحدث الإنجازات العالمية والإقليمية

مستجدات العلاج الخلوي والجيني
TT

مستجدات العلاج الخلوي والجيني

مستجدات العلاج الخلوي والجيني

العلاج الخلوي Cellular Therapy (CT) هو زرع الخلايا البشرية لاستبدال أو إصلاح الأنسجة و- أو الخلايا التالفة. ومع التقنيات الجديدة والمنتجات المبتكرة والخيال اللامحدود، أمكن استخدام الكثير من أنواع الخلايا المختلفة كجزء من علاج مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات. وتشمل بعض الخلايا التي يمكن استخدامها: الخلايا الجذعية المكونة للدم (hematopoietic)، والخلايا الجذعية للعضلات الهيكلية (skeletal)، والخلايا الجذعية الوسيطة (mesenchymal)، والخلايا الليمفاوية، والخلايا التغصنية (dendritic)، وخلايا جزر البنكرياس.
ومع تطور البحوث، سيتم تطوير أنواع مختلفة من الخلايا إلى علاجات، كعلاجات خلوية جديدة ودراستها للتطبيقات المحتملة. وتعد زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم (وتسمى أيضاً زرع نخاع العظم) العلاج الخلوي الأكثر استخداماً وتستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من سرطانات الدم وأمراض الدم.
تشمل التطبيقات المحتملة للعلاجات الخلوية علاج السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، ومشكلات المسالك البولية، والأمراض المعدية، وإعادة بناء الغضاريف التالفة في المفاصل، وإصلاح إصابات الحبل الشوكي، وتحسين نظام المناعة الضعيف، ومساعدة المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية، وفقاً للمنظمة الدولية لجمعية النهوض بالدم والعلاجات الحيوية (Association for the Advancement of Blood & Biotherapies, AABB).

- علاج خلوي
كيف يتم العلاج الخلوي؟ يقوم الباحثون بزراعة الخلايا الجذعية في المختبر، حيث تتم معالجتها لتتخصص في أنواع معينة من الخلايا، مثل خلايا عضلة القلب أو خلايا الدم أو الخلايا العصبية، ومن ثم يمكن زرع هذه الخلايا المتخصصة في الإنسان.
حالياً، تتكون منتجات الخلايا الجذعية الوحيدة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للاستخدام في الولايات المتحدة من الخلايا الجذعية المكونة للدم (المعروفة أيضاً باسم الخلايا السلفية progenitor cells المكونة للدم) والمشتقة من دم الحبل السري.
• منتجات العلاج الخلوي. ينظم مركز التقييم والبحوث البيولوجية (CBER) منتجات العلاج الخلوي والعلاج الجيني البشري وبعض الأجهزة المتعلقة بالعلاج بهما. يستخدم (CBER) كلاً من قانون خدمات الصحة العامة والقانون الفيدرالي للأدوية ومستحضرات التجميل كقوانين تمكينية للرقابة.
تشمل منتجات العلاج الخلوي العلاجات المناعية الخلوية ولقاحات السرطان وأنواع أخرى من الخلايا الذاتية autologous والخلايا الخيفية allogeneic لبعض المؤشرات العلاجية، بما في ذلك الخلايا الجذعية المكونة للدم والخلايا الجذعية البالغة والجنينية.

- العلاج الجيني
• العلاج الجيني البشري. يسعى إلى تعديل أو معالجة تعبير الجين أو تغيير الخصائص البيولوجية للخلايا الحية للاستخدام العلاجي. يستمر البحث والتطوير المتعلق بالعلاج الخلوي والجيني في الولايات المتحدة في النمو بمعدل سريع، مع تقدم عدد من المنتجات في التطور السريري. بالإضافة إلى الإشراف التنظيمي على الدراسات السريرية، فإن مركز (CBER) يقدم مشورة علمية وتنظيمية استباقية للباحثين الطبيين والمصنعين في مجال تطوير المنتجات الجديدة.
• الجينات والخلايا وكيفية تفاعلها. ترتبط الجينات والخلايا ارتباطاً وثيقاً، حيث يوجد داخل خلايا أجسامنا آلاف الجينات التي توفر المعلومات لإنتاج بروتينات معينة تساعد في تكوين الخلايا. أما الخلايا فهي اللبنات الأساسية لكل الكائنات الحية، فجسم الإنسان يتكون من تريليونات منها.
توفر الجينات المعلومات التي تجعل الخلايا المختلفة تقوم بأشياء مختلفة. تشكل مجموعات من الكثير من الخلايا أنسجة وأعضاء الجسم، بما في ذلك العضلات والعظام والدم. الأنسجة والأعضاء بدورها تدعم جميع وظائف الجسم.
• ما دور العلاج الجيني؟ تلعب الجينات الموجودة في خلايا الجسم دوراً رئيسياً في المحافظة على الصحة. في الواقع، يمكن للجين أو الجينات المعيبة أن تتسبب في الأمراض. وإدراكاً لذلك، عمل العلماء لعقود على محاولة تعديل الجينات أو تغيير الجينات المعيبة لأخرى صحيحة لعلاج أو منع مرض أو حالة طبية. ويؤتي هذا البحث ثماره، حيث تعمل التطورات في العلوم والتكنولوجيا على تغيير الطريقة التي نحدد بها المرض ونطور الأدوية ونصف العلاجات.
وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على الكثير من منتجات العلاج الجيني للسرطان ومؤشرات الأمراض النادرة.
• كيف يعمل العلاج الجيني؟ في بعض الأحيان يكون الجين كله أو جزءاً منه معيباً أو مفقوداً منذ الولادة، ويشار إلى هذا على أنه طفرة وراثية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للجينات الصحيحة أن تتغير على مدار حياتنا. يمكن أن تحدث هذه الطفرات المكتسبة بسبب التعرض البيئي. الخبر السار هو أن معظم هذه التغيرات الجينية (الطفرات) لا تسبب المرض. لكن بعض الطفرات الموروثة والمكتسبة يمكن أن تسبب اضطرابات في النمو وأمراضاً عصبية وسرطاناً.
اعتماداً على سبب الطفرة، يمكن للعلماء القيام بأشياء كثيرة في العلاج الجيني:
• استبدال الجين المفقود أو الذي سبب المشكلة.
• إضافة جينات إلى الجسم للمساعدة في علاج المرض.
• أو إيقاف عمل الجينات التي تسبب المشكلات.
لإدخال جينات جديدة مباشرةً في الخلايا، يستخدم العلماء وسيلة تسمى «ناقل vector» يتم تصميمه وراثياً لتوصيل الجينات اللازمة لعلاج المرض. ويجب أن تكون النواقل قادرة على توصيل المواد الجينية بكفاءة إلى الخلايا.
هناك أنواع مختلفة من النواقل، وتعد الفيروسات حالياً أكثرها شيوعاً في العلاجات الجينية لأنها تتمتع بقدرة طبيعية على توصيل المواد الجينية إلى الخلايا. وقبل استخدام الفيروسات لنقل الجينات العلاجية إلى الخلايا البشرية، يتم تعديلها لإزالة قدرتها على التسبب في مرض معدٍ.
يمكن استخدام العلاج الجيني لتعديل الخلايا داخل الجسم أو خارجه. عند الاستخدام داخل الجسم، يقوم الطبيب بحقن الناقل الذي يحمل الجين مباشرةً في المريض. أما عند الاستخدام خارج الجسم، فيأخذ الطبيب الدم أو نخاع العظام أو نسيجاً آخر إلى المختبر ليفصل أنواعاً معينة من الخلايا، يُدخل فيها الناقل الذي يحتوي على الجين المطلوب. تُحقن الخلايا لاحقاً في المريض، حيث يتم استخدام الجين الجديد لإنتاج التأثير المطلوب.
• هل العلاج الجيني سالم وفعال؟ قبل أن يتم تسويق العلاج الجيني للاستخدام في البشر، يجب اختبار المنتج في الدراسات السريرية للتأكد من سلامته وفاعليته حتى يتمكن علماء إدارة الغذاء والدواء من النظر فيما إذا كانت مخاطر العلاج مقبولة بالنظر إلى الفوائد المرجوة. يتسم المجال العلمي لمنتجات العلاج الجيني بخطى سريعة وتطور سريع -مما يبشر بنهج جديد لعلاج فقدان البصر والسرطان والأمراض الخطيرة والنادرة الأخرى. مع استمرار العلماء في تحقيق خطوات كبيرة في هذا العلاج، تلتزم إدارة الغذاء والدواء بالمساعدة في تسريع التطوير من خلال التفاعل مع تلك المنتجات المطورة ومن خلال المراجعة السريعة للعلاجات الرائدة التي لديها القدرة على إنقاذ الأرواح.

- مستجدات العلاج
وفيما يلي آخر المستجدات في العلاج الخلوي والجيني:
• أولاً- على المستوى العالمي. اعتماد أول علاج جيني قائم على الخلايا لعلاج مرضى ثلاسيميا - بيتا المحتاجين إلى نقل دم منتظم، إذ وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أخيراً، في يوم 17 أغسطس (آب) 2022 على أول علاج جيني قائم على الخلايا لعلاج المرضى البالغين والأطفال المصابين بالثلاسيميا بيتا (Beta - thalassemia) والذين يحتاجون إلى عمليات نقل منتظمة لخلايا الدم الحمراء، وهو عقار «زينتيغلو Zynteglo (betibeglogene autotemcel)». ووفقاً لتصريح الدكتور بيتر ماركس (Peter Marks)، مدير مركز تقييم وأبحاث البيولوجيا التابع لإدارة الغذاء والدواء في التقرير الذي نُشر في موقع (FDA)، فإن هذه الموافقة التزام من إدارة الغذاء والدواء بدعم تطوير العلاجات المبتكرة للمرضى الذين لديهم خيارات علاج محدودة، وتُعد تقدماً مهماً في علاج ثلاسيميا - بيتا، لا سيما لدى الأفراد الذين يحتاجون إلى عمليات نقل مستمرة لخلايا الدم الحمراء والمضاعفات الصحية المرتبطة بهذا المرض الخطير.
وثلاسيميا - بيتا هي نوع من اضطرابات الدم الموروثة التي تسبب انخفاض الهيموغلوبين الطبيعي وخلايا الدم الحمراء في الدم، من خلال الطفرات في وحدة بيتا - غلوبين الفرعية، مما يؤدي إلى عدم كفاية توصيل الأكسجين في الجسم. يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء إلى عدد من المشكلات الصحية بما في ذلك الدوخة والضعف والإرهاق وتشوهات العظام ومضاعفات أكثر خطورة. وتتطلب ثلاسيميا - بيتا المعتمدة على نقل الدم، وهي أشد أشكال المرض، عموماً عمليات نقل خلايا الدم الحمراء مدى الحياة كمسار قياسي للعلاج. يمكن أن ترتبط عمليات النقل المنتظمة هذه بمضاعفات صحية متعددة خاصة بها، بما في ذلك مشكلات في القلب والكبد والأعضاء الأخرى بسبب التراكم المفرط للحديد في الجسم.
«زينتيغلو Zynteglo» هو علاج جيني يُعطى كجرعة وحيدة ولمرة واحدة. وكل جرعة هي علاج مخصص يتم إنشاؤه باستخدام خلايا المريض (الخلايا الجذعية لنخاع العظم) المعدلة وراثياً لإنتاج بيتا غلوبين وظيفي، وهو جزء من الهيموغلوبين.
تم إثبات سلامة وفاعلية العقار في دراستين سريريتين متعددتي المراكز شملت المرضى البالغين والأطفال المصابين بالثلاسيميا - بيتا التي تتطلب عمليات نقل منتظمة. تم تحديد الفاعلية بناءً على تحقيق استقلالية نقل الدم، والتي يتم تحقيقها عندما يحافظ المريض على مستوى محدد مسبقاً من الهيموغلوبين دون الحاجة إلى أي عمليات نقل خلايا الدم الحمراء لمدة 12 شهراً على الأقل. وأظهرت الدراستان استقلالية نقل الدم بنسبة 89%.
ونظراً لوجود خطر محتمل للإصابة بسرطان الدم المرتبط بهذا العلاج؛ رغم عدم ظهور أي حالات في الدراستين، فقد تمت التوصية بأن يخضع المرضى الذين يتلقون «زينتيغلو Zynteglo» لمراقبة دمهم لمدة 15 عاماً على الأقل بحثاً عن أي دليل على الإصابة بالسرطان، ويجب أيضاً مراقبة المرضى بحثاً عن تفاعلات فرط الحساسية ومراقبة قلة الصفائح والنزيف في أثناء إعطاء العلاج.
• ثانياً- على المستوى المحلي والإقليمي. اعتماد أول برنامج علاج خلوي في المملكة. وفي إنجاز كبير، حصل برنامج زراعة الخلايا الجذعية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض في الأول من شهر يوليو (تموز) من هذا العام 2022 على اعتماد الجودة من المنظمة العالمية لاعتماد «العلاج الخلوي Foundation for the Accreditation of Cellular Therapy» (FACT)، والذي نُشر في موقع المنظمة (factglobal.org) في 16 أغسطس 2022. وبذلك، يُعد برنامج العلاج الخلوي الأول والوحيد في المملكة الذي تم الاعتراف به من المنظمة العالمية (FACT)، كما تُعد مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض أول مركز في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط يحصل على هذا الاعتماد، في زراعة الخلايا السلفية (Progenitor) المكونة لدم البالغين والأطفال والمكونة للدم الخيفي (Allogeneic) وذاتي المنشأ (Autologous)، ومجموعة منتجات العلاج الخلوي للنخاع والدم المحيطي الطرفي، ومعالجة منتجات العلاج الخلوي.
يشمل هذا الاعتراف برنامج زراعة الخلايا الجذعية وما يتضمنه من زراعة الخلايا الجذعية للكبار وللأطفال ومركز تجميع الخلايا الجذعية طرفياً أو من نخاع العظم بالإضافة إلى معالجتها في مختبرات المركز المتقدمة.
ويعد اعتماد (FACT) مرجعاً دولياً قائماً على الأدلة لأفضل الممارسات التي وضعتها الجمعيات الدولية للعلاج بالخلايا الجذعية والجينات وزراعة الأعضاء. وتخضع المراكز التي تسعى للحصول على الاعتماد لعمليات تقييم شاملة لضمان معايير طبية ومخبرية عالية الجودة في العلاج الخلوي. وهذا الإنجاز يؤكد التزام الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالتميز السريري من خلال فريق عمل من ذوي المهارات العالية والبنية التحتية الحيوية ونظام قوي لضمان أفضل جودة للرعاية والنتائج للمرضى، وفقاً للجمعية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية (SSBMT).
وهنأ الدكتور فيليس واركنتين (Dr. Phyllis Warkentin)، كبير المسؤولين الطبيين في مؤسسة (FACT) ورئيس لجنة الاعتماد، الفريق والقادة في المركز على هذا الإنجاز، وأضاف أن تحقيق اعتماد (FACT) يتطلب التفاني والمثابرة، ويثبت أن طاقم العمل في المركز قد وضعوا برنامجاً عالي الجودة في العلاج الخلوي المكون للدم وزرع الأعضاء.
* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

صحتك إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تحتوي بعض أنواع الأخشاب على تركيزات عالية من المركبات المضادة للميكروبات الطبيعية (أرشيفية - شبكة «إيه بي سي»)

هل الطهي بالملاعق الخشبية آمن لصحتنا؟ وهل تحبس البكتيريا؟

يختلف متابعون حول مدى صحة استخدام الملاعق الخشبية في الطهي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)
إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)
TT

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)
إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة التغذية البريطانية أن 37 في المائة من الآباء يجبرون أطفالهم على تناول كل ما في طبقهم «دائماً»، بينما يصر 23 في المائة آخرون «أحياناً» على أن ينهي أطفالهم كل ما يُقدم لهم.

وقال ما يقرب من نصف الآباء (48 في المائة) إن أطفالهم يطلبون طعاماً إضافياً بعد إنهاء وجباتهم، مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

كما وجد استطلاع أجرته شركة الإحصاء الإلكتروني العالمية «يوغوف» شمل 1065 من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تحت سن 18 عاماً، أن 32 في المائة من الآباء والأمهات يوافقون على اختيار أبنائهم للكمية المناسبة من الطعام «في بعض الأحيان» أو «نادراً»، مقابل 63 في المائة يتقبلون هذا الأمر «دائماً».

ووجد الاستطلاع أيضاً أن 7 في المائة من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال في سن الرابعة أو أقل، و11 في المائة من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، يعطون أطفالهم أحجام الحصص نفسها التي يعطونها لأنفسهم.

وقالت بريدجيت بينيلام، المسؤولة في مؤسسة التغذية البريطانية: «في إنجلترا، يعاني نحو ربع البالغين من السمنة، بينما يصنف أكثر من خمس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاماً على أنهم يعانون من هذه المشكلة الصحية».

وأضافت: «أظهرت الأبحاث أن إجبار الأطفال على تناول كميات كبيرة من الطعام قد تتسبب في تفاقم أزمة السمنة بما لها من أضرار صحية كبيرة، لذا فإن الحصول على أحجام الحصص الصحيحة يعد عنصراً مهماً في اتباع نظام غذائي متوازن يدعم وزن الجسم الصحي».

وتابعت بينيلام: «كقاعدة عامة، يحتاج الأطفال إلى أحجام حصص تعكس حجم أجسامهم ومتطلباتهم من السعرات الحرارية، لذلك نشجع الآباء على التحقق من أحجام الحصص التي يقدمونها لأطفالهم. إحدى الطرق لتحديد حجم الحصة بدقة هي مقارنة يديك ويد طفلك. على سبيل المثال، بالنسبة للبطاطس المخبوزة، نقترح وضع بطاطس بحجم قبضة يد الشخص الذي يتناول الطعام في طبقه».

كما اقترحت بينيلام البدء بوضع كمية صغيرة من الطعام للطفل ثم تقديم حصة إضافية له إذا كان ما زال جائعاً.