الحوثيون يهاجمون غروندبرغ ويرهنون إنهاء حصار تعز بـ«الرواتب»

بسبب إدانته تصعيد الميليشيات الأخير

من زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى صنعاء يونيو الماضي (إ.ب.أ)
من زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى صنعاء يونيو الماضي (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يهاجمون غروندبرغ ويرهنون إنهاء حصار تعز بـ«الرواتب»

من زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى صنعاء يونيو الماضي (إ.ب.أ)
من زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى صنعاء يونيو الماضي (إ.ب.أ)

شن رئيس وفد الميليشيات الحوثية المشارك في المفاوضات العسكرية التي ترعاها الأمم المتحدة (الخميس) هجوما حادا على المبعوث هانس غروندبرغ متهما إياه بـ«الانحياز» إلى جانب الحكومة اليمنية، وذلك على خلفية إدانته لتصعيد الميليشيات العسكري الأخير والواسع غرب تعز.
الهجوم الحوثي الذي جاء على لسان رئيس وفد الميليشيات العسكري يحيى الرزامي، بعد عودته من العاصمة الأردنية عمّان إلى مطار صنعاء، رافقه الإعلان عن إصرار الجماعة الانقلابية على الإبقاء على حصار تعز وعدم فتح الطرقات، ورهن ذلك بالحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية جديدة من بينها صرف الرواتب.
وقال القيادي الحوثي الرزامي إن جماعته تتمسك «بضرورة إنجاز وتنفيذ الملف الإنساني قبل أي مفاوضات عسكرية» على حد زعمه، إذ ترى الميليشيات إنهاء الحصار على تعز أو تخفيفه، بحسب بنود الهدنة السارية نوعا من الأعمال العسكرية وليس الإنسانية.
وزعم القيادي الحوثي في مؤتمر صحافي عقده في مطار صنعاء أن أولوية ميليشياته «إنجاز الملف الإنساني المتمثل في صرف المرتبات ورفع القيود عن المطارات والموانئ (...) بشكل كامل قبل الخوض في أي نقاشات أو اتفاقات أخرى في الملف العسكري حتى يتم البت في معالجة الملف الإنساني».
وأضاف أن جماعته أبلغت الوسطاء «بأن الهدنة دون مرتبات لا فائدة منها، ولا يمكن التغاضي عن المرتبات؛ كونها حقا شرعيا ومطلبا أساسيا». رغم أنها ليست من ضمن بنود الهدنة القائمة.
وزعم القيادي الحوثي أن ممثلي الجماعة العسكريين أجروا «عدداً من اللقاءات الاستثنائية غير الرسمية مع الوسطاء الأمميين دون تحقيق أي نتائج إيجابية»، متهما ممثلي الحكومة الشرعية بعدم تنفيذ التفاهمات المبرمة، وفق زعمه.
وكان ممثلو الحكومة اليمنية أعلنوا تعليق مشاركتهم في اللجنة العسكرية المشتركة في العاصمة الأردنية عمان برعاية مكتب المبعوث الأممي حتى إشعار آخر على خلفية الهجوم الحوثي الواسع غرب تعز، والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات، ويشكل - بحسب الحكومة - انتهاكا صارخا للهدنة.
واتهم القيادي الحوثي من وصفهم بـ«الوسطاء الأمميين» بأن لديهم مواقف سلبية، مستنكرا بيان غروندبرغ الذي ندد فيه بالهجوم غرب تعز، واصفا إياه بأنه «كان واضحا فيه بانحيازه للأطراف الأخرى».
وزعم ممثل الميليشيات الحوثية أن وفد جماعته المفاوض «بعث مخاطبات متكررة ورسائل وجهها إلى المبعوث الأممي ومستشاره العسكري بخصوص استحداثات عسكرية وأعمال عدائية في جبل هان بمنطقة الضباب بمحافظة تعز».
كما ادعى الرزامي أن زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي متمسك «بصرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ»، وهي قضايا تراوغ الجماعة الانقلابية حولها للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية، كما تقول الحكومة الشرعية.
وكان المبعوث الأممي غروندبرغ أدان الهجوم الذي قال إنه «انطلق من مناطق سيطرة الحوثيين ليلة الأحد في منطقة الضباب بتعز، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود».
وشدد المبعوث، عبر بيان، على أن الهجوم «يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين بشكل خطير». داعيا «الأطراف لاغتنام الفرصة التي تتيحها الهدنة لإظهار الالتزام الكامل بإنهاء النزاع الذي طال أمده في اليمن ومعاناة شعبه».
وحض غروندبرغ على الانخراط مع مكتبه «لمواصلة المناقشات من أجل الوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها بموجب الهدنة». وقال: «سأواصل جهودي للعمل مع الأطراف لتمهيد الطريق للتوصل إلى تسوية سياسية وسلمية شاملة للنزاع».
وأوضح المبعوث الأممي أنه اختتم الأربعاء زيارته التي التقى خلالها وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك ومسؤولين سعوديين وممثلين يمنيين، وأن المناقشات ركزت على التطورات الراهنة والهدنة، ولا سيما عن تعز وفتح الطرق لتخفيف الأوضاع الإنسانية، وفق ما جاء في بيان على «تويتر».
يشار إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن يأمل من خلال جهوده أن يمرر اتفاقا يتيح توسيع الهدنة الهشة القائمة مع تضمينها بنودا جديدة تتعلق بآلية لصرف الرواتب وإضافة وجهات جديدة من مطار صنعاء وإليه، مع السماح بتدفق كميات أكثر من الوقود إلى ميناء الحديدة، إلا أن ذلك لا يزال تحقيقه رهنا بموافقة الميليشيات الحوثية على تخفيف حصار تعز، وهو الحد الأدنى الذي تطلبه الحكومة اليمنية للشروع في نقاش الملفات الأخرى.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».