بايدن: أجندة ترمب تهديد للديمقراطية

بايدن ينزل من الطائرة الرئاسية في «قاعدة أندروز الجوية» في طريقه إلى واشنطن، أول من أمس (أ.ب)
بايدن ينزل من الطائرة الرئاسية في «قاعدة أندروز الجوية» في طريقه إلى واشنطن، أول من أمس (أ.ب)
TT

بايدن: أجندة ترمب تهديد للديمقراطية

بايدن ينزل من الطائرة الرئاسية في «قاعدة أندروز الجوية» في طريقه إلى واشنطن، أول من أمس (أ.ب)
بايدن ينزل من الطائرة الرئاسية في «قاعدة أندروز الجوية» في طريقه إلى واشنطن، أول من أمس (أ.ب)

مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ومخاوف تحقيق الجمهوريين مكاسب واسعة وحصد المزيد من المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ، بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن حملة ترويجية واسعة يزور خلالها عدداً من الولايات المتأرجحة، بأمل إقناع الناخبين بالتصويت لصالح أجندة الحزب الديمقراطي.
وتدور معركة انتخابية ساخنة لانتخابات المرشحين في مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، بعدما كان الديمقراطيون سيطروا على المجلسين خلال العامين الماضيين. وتتوقع استطلاعات الرأي فوزاً كبيراً للجمهوريين.
وسيزور بايدن خلال الأسبوع الجاري، ولثلاث مرات، ولاية بنسلفانيا، التي ستكون نتائج الانتخابات فيها حاسمة في قدرة الديمقراطيين على الاحتفاظ بمقاعدهم في مجلس الشيوخ أو انتقال الأصوات إلى الجمهوريين.
وكان بايدن بدأ حملته الأسبوع الماضي في ولاية ميريلاند الديمقراطية. وزار أولاً أمس الثلاثاء مدينة ويلكس باري بولاية بنسلفانيا حيث وضع قضية مكافحة العنف والمسلح وخفض جرائم استخدام السلاح على رأس أولوياته. ويروّج بايدن لأفكاره حول عمل الشرطة وكبح الجريمة وتقليل أعداد الأسلحة وتشديد شروط الحصول على السلاح. وتتطلب أجندة بايدن هذه أن يوافق الكونغرس على مبلغ 37 مليار دولار للسنة المالية التي تبدأ في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويتوجه بايدن غداً الخميس إلى فيلادلفيا التي تعد مدينة صنع التاريخ، كونها شهدت صياغة إعلان الاستقلال والدستور الأميركي. وتشهد ولاية بنسلفانيا صراعاً كبيراً بين مرشح الحزب الديمقراطي جون فيترمان (الذي لا يزال يتعافى من سكتة دماغية هددت حياته) والمرشح الجمهوري في مجلس الشيوخ محمد أوز، الذي يكافح بسبب أرقامه المتراجعة في استطلاعات الرأي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن خطاب الخميس في حديقة الاستقلال التاريخية الوطنية في فيلادلفيا سيركز على «المعركة المستمرة من أجل روح الأمة»، ويظهر كيف أن الرئيس يرى أن الحجة المركزية لترشيحه لعام 2020 لا تزال بارزة كما كانت دائماً مع انتخابات التجديد النصفي. وأوضح المسؤول أن الرئيس سيوضح كيف أن مكانة أميركا في العالم وديمقراطيتها معرضة للخطر، و«سيسلط الضوء على ما يراه تقدماً على مدار العامين الماضيين لحماية ديمقراطيتنا، لكنه لاحظ أن الحقوق والحريات لا تزال معرضة للخطر». وأضاف: «سيوضح من الذي يناضل من أجل تلك الحقوق، ويقاتل من أجل تلك الحريات، ومن يناضل من أجل ديمقراطيتنا».
ويوم الاثنين، يتوجه بايدن إلى مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا للاحتفال بعيد العمل ولإلقاء خطاب حول الدفاع عن الديمقراطية والدفاع عن حقوق العمال. كما يتوجه إلى ولاية ويسكونسن تليها ولاية أوهايو في 9 سبتمبر (أيلول) للترويج لخطة خلق مزيد من الوظائف الأميركية وأجندته التشريعية في تمرير مشروع لتصنيع شرائح الكومبيوتر وأشباه المواصلات.
وخلال مشاركته في فاعليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن عشر من سبتمبر (أيلول) في مدينة نيويورك، يشارك بايدن في عشاء للديمقراطيين لجمع التبرعات لمرشحي الحزب.
ويركز بايدن في حملته على الأجندة نفسها التي روّج لها خلال سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2020، حيث يروح لقيم الحرية والحق في الحياة والمساواة ونبذ الاستقطاب والحفاظ على روح الأمة الأميركية.
ويوجه بايدن هجوماً شرساً على الجمهوريين، فيما يتعلق بتوجهات الجناح اليمني المتطرف وحقوق الإجهاض، التي تلقى آذاناً صاغية من قاعدة واسعة من الناخبين. كما يهاجم المحافظين الذين يريدون محو الحماية الدستورية لحق الإجهاض وحقوق المثليين. وتستهدف حملة الرئيس الأميركي جمع الأموال والتبرعات لمرشحي الحزب الديمقراطي وطرح السياسات والقوانين الجديدة التي يستهدف سنّها خلال العامين المقبلين.
بايدن وترمب
وتحمل الانتخابات النصفية التي تجري بعد أقل من 70 يوماً، أهمية خاصة وتحدياً غير مسبوق لبايدن بسبب الحملة التي يشنها الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل الحزب الجمهوري ويروج لشعار «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» MAGA. إضافة إلى الترويج لتصريحاته السابقة بسرقة الانتخابات في عام 2020 وحملة الساحرات الشريرات التي تمارس ضدة لوقفه عن الترشح لانتخابات 2024، وهو ما يلقي تعاطفاً ومساندة كبيرة من قاعدة مناصريه ومؤيديه.
ولا شك أن بايدن سيوجه هجوماً وانتقادات لسلفه ترمب وأجندة «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» التي يسميها بالمتطرفة والتي تهدد سيادة القانون.
وليس واضحاً إلى أي مدى سيذهب بايدن في الهجوم على ترمب خاصة أن نصائح بعض مستشاريه في البيت الأبيض تؤكد قوة قبضة ترمب على الحزب الجمهوري، وما يمكن أن يكسبه من تعاطف عند الهجوم علية بضراوة. بينما يرى فريق آخر ضرورة الهجوم على انتهاكات ترمب للقوانين والقيم الأميركية بقوة بما يعزز فرص الديمقراطيين في حماية أغلبتهم في الكونغرس. وقد استخدم بايدن هذه النصيحة في خطابة في ولاية ميريلاند الأسبوع الماضي في اجتماع اللجنة الوطنية للديمقراطية حيث قال «إن الجمهوريين الذين يتبعون MAGA لا يهددون حقوقنا الشخصية وأمننا الاقتصادية فحسب، بل يشكلون تهديدا لديمقراطيتنا ذاتها». وأضاف أنهم يعتنقون العنف السياسي ولا يؤمنون بالديمقراطية.
ورفض الجمهوريون خطاب بايدن وهجومه على ترمب ووصفوه بالتحريض. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الجمهورية إيما فون: «الرئيس بايدن يحرض الجيران ضد بعضهم البعض، ووصف نصف الأميركيين بالفاشية، وشوّه أي فكرة عن وعده بـالوحدة». وهاجمت أجندة بايدن الاقتصادية وتراجع الوضع الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، وقالت: «لقد تركت إدارة بايدن العائلات في حالة ركود، وأسعار غاز مرتفعة، وأمة على المسار الخطأ».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
TT

موسكو: بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء جمعهما في اليابان عام 2019 (رويترز)

كشفت موسكو، مؤخراً، عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتلقَّ دعوة لحضور حفل تنصيب دونالد ترمب الشهر المقبل.

أعلن الكرملين أنه لم يتلقَّ دعوة لحضور الرئيس الروسي حفل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب في العشرين من يناير (كانون الثاني)، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

في الوقت نفسه، دعا ترمب الرئيس الصيني شي جينبينغ لحضور حفل التنصيب في واشنطن العاصمة، على الرغم من تهديده بفرض رسوم جمركية ضخمة على السلع الصينية.

وأكدت السكرتيرة الصحافية الجديدة لترمب، كارولين ليفيت، أنه دعا شي لكنها قالت إنه «سيتم تحديد» ما إذا كان سيحضر.

وقالت ليفيت، خلال مقابلة على قناة «فوكس نيوز»: «هذا مثال على قيام الرئيس ترمب بإنشاء حوار مفتوح مع قادة الدول كلها - ليس مجرد حلفائنا، بل خصومنا ومنافسينا أيضاً... لقد رأينا هذا في ولايته الأولى... هو على استعداد للتحدث مع أي شخص وسيضع دائماً مصلحة أميركا في المقام الأول».

في مقابلة مع شبكة «إن بي سي نيوز»، الأسبوع الماضي، قال ترمب إنه «يتفق بشكل جيد للغاية» مع شي وإنهما «تواصلا مؤخراً هذا الأسبوع».

وسيكون من غير المسبوق أن يحضر أي من رئيسي روسيا أو الصين، المنافسين للولايات المتحدة، حفل التنصيب.

وقد شهد تنصيب ترمب الوشيك اندفاع الرئيس الأميركي جو بايدن للحصول على مليارات الدولارات الإضافية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ومحاولة إنهاء حرب إسرائيل على «حماس» في غزة.

أصر الرئيس المنتخب على أن تتوصل موسكو وكييف إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال إن أوكرانيا من المرجح أن تستعد لتلقي مساعدات عسكرية أميركية أقل.

قالت كل من إدارة بايدن المنتهية ولايتها وإدارة ترمب المقبلة إنهما تأملان في إنهاء الحرب بين إسرائيل و«حماس» قبل تنصيب الرئيس المنتخب في يناير، لكن أشهراً من محادثات وقف إطلاق النار تعثرت مراراً وتكراراً ولا يبدو أن هناك نهاية قريبة في الأفق.