تركيا تتوعد اليونان بالرد على تحرشاتها في إيجه والمتوسط

وصفتها بـ«الجار السيئ» وأكدت عدم قبول «تهورها وعربدتها» العلنيين

من العرض العسكري التركي بمناسبة «يوم النصر» أمس (د.ب.أ)
من العرض العسكري التركي بمناسبة «يوم النصر» أمس (د.ب.أ)
TT

تركيا تتوعد اليونان بالرد على تحرشاتها في إيجه والمتوسط

من العرض العسكري التركي بمناسبة «يوم النصر» أمس (د.ب.أ)
من العرض العسكري التركي بمناسبة «يوم النصر» أمس (د.ب.أ)

أعلنت تركيا أنها لن تتهاون في الرد على أي تحرش بمقاتلاتها في أجواء بحر إيجة والبحر المتوسط من جانب اليونان التي وصفتها بـ«الجار السيئ».
هذا ما أعلنه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريحات خلال فعالية في وزارة الدفاع التركية بمناسبة يوم النصر الذي تحتفل به تركيا في 30 أغسطس (آب)، تعليقاً على تعرض مقاتلات تركية للتحرش من منظومة دفاع جوي يونانية من طراز «إس - 300» روسية الصنع أثناء قيامها بمهام في بحر إيجة وشرق المتوسط.
وقال الوزير أكار: «أود التوضيح مرة أخرى أن قواتنا البرية والبحرية والجوية لم ولن تتهاون في الرد على أي تحرش يطولها»، مضيفاً أن اليونان تقوم بالتحرش في بحر إيجة بالقوات التركية بطرق مختلفة. ولفت الوزير التركي إلى أن اليونان تقوم بتسليح الجزر في بحر إيجة بشكل يتناقض مع معاهدتي لوزان وباريس.
وأشار إلى أن اليونان قامت في 23 أغسطس الحالي بالتحرش بمقاتلات تركية عبر منظومة «إس - 300»، وذلك أثناء قيامها بمهام ضمن إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكداً ضرورة إزاحة الستار عما تقوم به «الجارة السيئة» (اليونان) وأنه «لا يمكن قبول هذا القدر من التهور والعربدة العلنية».
وعن تصريحات اليونان بأن أنظمتها لم تتعرف على المقاتلات التركية، قال أكار إن مخططات الطيران تمت مشاركتها مسبقاً مع الأطراف المعنية، و«رغم وضوح الأمر لهذه الدرجة، فإن الجارة السيئة لجأت إلى الكذب والإنكار».
وفي الوقت ذاته، انتقد أكار تباين المواقف من جانب الدول الأعضاء في «الناتو» إزاء اقتناء تركيا واليونان منظومة الدفاع الجوي الروسية.
واتهمت تركيا جارتها اليونان بـ«التحرش» بمقاتلات تابعة لها من طراز «إف 16» كانت في مهمة في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط عبر نظام الدفاع الجوي الصاروخي «إس» المقام في جزيرة كريت في البحر المتوسط، واصفة الحادثة بـ«العمل العدائي»، وفق ما تنص عليه قواعد الاشتباك في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، أن الحادثة وقعت يوم 23 أغسطس، بينما كانت المقاتلات التركية تقوم بطلعات في المجال الجوي الدولي فوق بحر إيجة وشرق المتوسط، و«أن الجانب اليوناني قام بالتحرش بالمقاتلات التركية، عبر تتبعها برادار منظومة إس – 300 منصوبة في جزيرة كريت، لكن المقاتلات التركية واصلت مهامها كما هو مخطط رغم التحرش، وعادت إلى قواعدها سالمة»
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر في وزارة الدفاع أن تتبع المقاتلات عبر رادار تعقب الأهداف وتوجيه الصواريخ، «يعد دليلاً على تفعيل اليونان لبطاريات إس – 300»، وأن قيام دولة بتعقب مقاتلات دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) كأهداف معادية عبر الرادارات، يمثل «تصرفاً عدائياً» وفق قواعد الاشتباك في «الناتو».
واتهمت المصادر اليونان بالتصرف «بشكل يتعارض مع روح التحالف»، مشيرة إلى انتهاج الدول الغربية «سياسة مزدوجة» بهذا الخصوص. وذكرت بمواقف الولايات المتحدة وبعض أعضاء «الناتو» الآخرين، إثر تزود تركيا بمنظومة «إس» الروسية، في يوليو (تموز) 2019 لتعزيز قدرات دفاعاتها الجوية، وفرض عقوبات عليها، رغم تزود اليونان، العضو في «الناتو» أيضاً، بالنسخة السابقة من هذه المنظومة قبل 23 عاماً.
والأسبوع الماضي، تجددت المناوشات بين الطيران الحربي التركي واليوناني في أجواء بحر إيجة، التي تشهد نزاعاً على الجزر بين البلدين الجارين.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع التركية إن اليونان «تلجأ إلى هذه السلوكيات بشكل مخطط ومتعمد»، وإن الجانب التركي أبلغ قيادة «الناتو» بالتحرش اليوناني الأخير، على غرار الحوادث المشابهة. وشددت على «أن التصرفات اليونانية لا تنسجم مع روح التحالف في إطار الناتو، وتعرض سلامة الطيران للخطر بدرجة كبيرة». ولفتت إلى أن طائرات يونانية «أقدمت، أيضاً، على تحرش مماثل بمقاتلات تركية شاركت بمهمة للناتو في شرق البحر المتوسط، الثلاثاء قبل الماضي، وأن وزارة الدفاع التركية استدعت الملحق العسكري اليوناني، وأعربت عن تنديدها بتعريض مهام الحلف للخطر».
وتأتي هذه الحوادث في ظل اتهامات تركيا لليونان بتسليح بعض الجزر اليونانية في بحر إيجة. وتشهد العلاقات التركية - اليونانية توتراً متصاعداً بسبب ما تقول أنقرة إنه «تسليح أثينا للجزر في بحر إيجة»، التي يفترض حسب المعاهدات الدولية أن تبقى منزوعة السلاح. وتهدد بفتح موضوع «سيادة اليونان على الجزر للنقاش».
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أعلن أن اتفاقيتي لوزان 1923 وباريس عام 1946 أُعطيت بموجبهما الجزر في بحر إيجة لليونان بشرط عدم تسليحها، وأن تركيا بعثت برسالتين للأمم المتحدة حول هذا الانتهاك، وبعدما عجزت اليونان عن الإجابة عن الرسالتين اللتين تم إرسالهما للأمم المتحدة في إطار القانون الدولي، أصبحت عدوانية وتوجه اتهامات لتركيا.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية اليونانية إن تصريحات جاويش أوغلو تظهر أن تركيا «تهددنا».
وانتقد الاتحاد الأوروبي التصريحات التي شكك فيها بسيادة اليونان على جزر بحر إيجة. وقال الناطق باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، إن «تصريحات وزير الخارجية التركي هي خطوة هدامة تتعارض مع جهود خفض التصعيد التي دعت إليها مخرجات اجتماعات المجلس الأوروبي» في 23 مارس (آذار) وفي 24 و25 يونيو (حزيران) 2021.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إسرائيل تستعد لـ «رد قاسٍ» على إيران

دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تستعد لـ «رد قاسٍ» على إيران

دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
دمار في أحد شوارع حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بعد غارة إسرائيلية أمس (إ.ب.أ)

يستعد الجيش الإسرائيلي لـ «رد جاد وقاسٍ» على الهجوم الباليستي الإيراني، إذ أكدّت قيادته أن الضربة التي شنتها طهران «لن تبقى دون رد». جاء ذلك في وقت قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «تعرضنا لأكبر هجوم في التاريخ ولا يمكن لأي دولة أن تقبل ذلك، ولهذا سنرد»، مضيفاً: «وعدتكم (أي الإسرائيليين) بتغيير موازين القوى ونحن نقوم بذلك الآن».

وفيما أجرى الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين، دعا الرئيس جو بايدن تل أبيب إلى تجنب استهداف المنشآت النفطية الإيرانية. بدوره، أكد الرئيس السابق المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترمب، تأييده ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

من ناحية ثانية، استمر الغموض حول مصير هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله»، بعد غارة إسرائيلية استهدفته في ضاحية بيروت الجنوبية؛ حيث كان مجتمعاً مع ضباط في «الحرس الثوري» الإيراني. وفيما أفادت مصادر لبنانية بفقدان الاتصال معه، قال «حزب الله» إنه يتعرض لـ «حرب نفسية» تتعلق بمصير قادته. كذلك التزمت طهران الصمت حيال تقارير تحدثت عن إصابة قائد «فيلق القدس»، إسماعيل قاآني، في الغارة.

في غضون ذلك، توعد رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي، بـ«مواصلة الضغط على (حزب الله)»، بعدما كان الحزب أعلن استهدافه شركة «صناعات عسكرية» إسرائيلية شرق عكا، وإطلاقه أكثر من مائة صاروخ على شمال إسرائيل منذ صباح السبت.