لبنان: لا إفراج قريباً عن هانيبال القذافي

شقيقه سيف الإسلام نفى وجود صفقة

صورة متداولة لهانيبال على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
TT

لبنان: لا إفراج قريباً عن هانيبال القذافي

صورة متداولة لهانيبال على صفحات أنصار النظام الليبي السابق
صورة متداولة لهانيبال على صفحات أنصار النظام الليبي السابق

نفت مصادر لبنانية مطلعة كلّ المعلومات التي تتحدَّث عن قرب الإفراج عن هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، وأكدت أنَّ هذه «المعلومات المضللة تتزامن مع ذكرى اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، للضغط على السلطات اللبنانية من أجل الإفراج عن القذافي الابن الموقوف في لبنان منذ عام 2015».
واعترفت المصادر بأنَّ «مفاوضات كانت انطلقت قبل أشهر بين محامي هانيبال ولجنة متابعة قضية الصدر، لكنَّها وصلت إلى حائط مسدود». وكشفت لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الجانب اللبناني «تعهد الإفراج عن القذافي الابن، مقابل تقديم معلومات دقيقة عن مصير الصدر ورفيقيه والوصول إليهم، لكن هانيبال أصرَّ على أن عبد السلام جلّود وحده الذي يعرف مصير الصدر، وأنَّ والده معمّر القذافي لم يقابل الإمام وأن الأخير ورفيقيه غادروا ليبيا إلى روما واختفوا هناك». وجزمت المصادر بأنَّ «هانيبال ليس متهماً بإخفاء معلومات فحسب، بل متهم بالمسؤولية عن مصير الصدر ورفيقيه».
في غضون ذلك، تردَّدت أنباء في ليبيا عن قرب إطلاق سراح هانيبال، بمقتضى صفقة عقدها شقيقه سيف الإسلام القذافي، لكن خالد الزائدي محامي الأخير نفى ذلك جملة وتفصيلاً. وقال الزائدي، في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام محلية، أمس، إنَّ «الخبر الذي أوردته مجلة (جون أفريك) الفرنسية (عارٍ تماماً) عن الصحة». وكانت المجلة نقلت عن ما وصفتها بمستشارة سيف الإسلام القذافي، العراقية - الفرنسية سهى البدري، قولها إنَّ إطلاق سراح هانيبال «وشيك وذلك بعد دفع كفالة تقدر بـ150 ألف دولار للسلطات اللبنانية، على أن يبقى هناك إلى حين محاكمته».
غير أنَّ الزائدي، قال، وفقاً لوكالة «ليبيا برس» الإخبارية، إنَّ البدري «ليست من ضمن فريق عمل الدكتور سيف الإسلام، ولا تحمل صفة مستشارة له كما نقلت المجلة».
... المزيد


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

آلاف السودانيين مهددون بالجوع بعد تجميد المساعدات الأميركية

طفل ورجل ينتظران الحصول على الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للأشخاص النازحين بسبب الحرب بالسودان في مروي بولاية شمال البلاد (أ.ف.ب)
طفل ورجل ينتظران الحصول على الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للأشخاص النازحين بسبب الحرب بالسودان في مروي بولاية شمال البلاد (أ.ف.ب)
TT

آلاف السودانيين مهددون بالجوع بعد تجميد المساعدات الأميركية

طفل ورجل ينتظران الحصول على الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للأشخاص النازحين بسبب الحرب بالسودان في مروي بولاية شمال البلاد (أ.ف.ب)
طفل ورجل ينتظران الحصول على الطعام في موقع أنشأته منظمة إنسانية محلية للتبرع بالوجبات والأدوية للأشخاص النازحين بسبب الحرب بالسودان في مروي بولاية شمال البلاد (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل عامين، تعجز مطابخ الحساء في السودان عن تقديم الطعام لأشخاص يعانون الجوع بعد تجميد المساعدات الإنسانية الأميركية التي يعتمد عليها الكثير مصدراً رئيسياً للدعم.

وقالت متطوعة في جمع التبرعات تحاول الحصول على المال لإطعام عشرات الآلاف من الأشخاص في الخرطوم: «سيموت كثير من الناس بسبب هذا القرار».

وأضافت متطوعة سودانية أخرى لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لدينا 40 مطبخاً في كل أنحاء البلاد تطعم ما بين 30 ألفاً و35 ألف شخص يومياً»، مشيرة إلى أن كل هذه المطابخ أُغلقت بعد تجميد المساعدات الخارجية الأميركية بقرار من الرئيس دونالد ترمب. وأضافت: «يتم رفض (إطعام) نساء وأطفال».

منذ أبريل (نيسان) 2023، يشهد السودان حرباً بين الجيش و«قوات الدعم السريع» ما أدى إلى كارثة إنسانية هائلة نتج عنها مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، بينما يقف الملايين على حافة المجاعة.

ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان، وفقاً للأمم المتحدة.

ينتظر الناس الحصول على الطعام في مطابخ الحساء بالسودان (أ.ف.ب)

وقال جاويد عبد المنعم، رئيس الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود، في مدينة أم درمان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تأثير قرار وقف التمويل بهذه الطريقة الفورية له عواقب مميتة».

وأضاف: «هذه كارثة إضافية للسودانيين الذين يعانون أصلاً من تداعيات العنف والجوع وانهيار النظام الصحي واستجابة إنسانية دولية مزرية».

«كل الاتصالات الرسمية مقطوعة»

وأعلن دونالد ترمب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية، مع استثناءات قليلة تعد حيوية مثل تلك المتعلقة بالحؤول دون وقوع مجاعة في السودان، لكن المنظمات الإنسانية هناك اضطرت لتعليق عملياتها الأساسية المرتبطة بتوفير الغذاء والمأوى والصحة.

وقال منسق مساعدات سوداني آخر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كل الاتصالات الرسمية مقطوعة، بعدما وُضع موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في إجازة هذا الأسبوع».

وأفادت «أطباء بلا حدود»، وهي إحدى المنظمات المستقلة القليلة التي ما زالت موجودة في السودان، بأنها تلقت طلبات من الجهات المعنية المحلية للتدخل السريع.

يواجه أكثر من 8 ملايين شخص خطر المجاعة في السودان (أ.ف.ب)

لكن «منظمة أطباء بلا حدود لا تستطيع ملء الفراغ الذي تركه سحب التمويل الأميركي»، وفق عبد المنعم.

وكانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة للسودان العام الماضي مع تقديمها ما يصل إلى 45 في المائة من الأموال لخطة الاستجابة للأمم المتحدة.

أعمدة الدخان تتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية والجيش في الخرطوم (رويترز)

ويواجه أكثر من 8 ملايين شخص خطر المجاعة في السودان، وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة.

وتضرب المجاعة 5 مناطق سودانية فيما يتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو (أيار)، قبل حلول موسم الأمطار المقبل الذي سيؤدي إلى عدم وصول الغذاء لملايين الأشخاص في كل أنحاء البلاد.

الأموال تنفد

وقال منسق المساعدات، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه: «الأمر الأكثر تدميراً هو أنه قُطعت وعود كثيرة».

وبحسب الكثير من المتطوعين، عندما قرر دونالد ترمب خفض المساعدات الخارجية، كانت المنظمات الإنسانية قد قدمت ملايين الدولارات من المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والمأوى بناء على وعود التمويل الأميركية.

تضرب المجاعة 5 مناطق سودانية فيما يتوقع أن تمتد إلى أخرى بحلول مايو المقبل (أ.ف.ب)

وأوضح منسق المساعدات: «لقد دُفعت بعض النفقات. لكن الخوف هو ما سيحدث بعد ذلك. لديها (المنظمات) المال الآن، لكن ماذا عن الشهر المقبل؟ كم من الأشخاص سيجوعون؟».

في كل أنحاء البلاد، يستنفد متطوعو مطابخ الحساء ما تبقى لديهم من تمويل يكفي لبضع أسابيع.

أدى تجميد المساعدات من قِبَل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إبطال خطط إنقاذ الأرواح في السودان (أ.ف.ب)

وقالت المتطوعة في جمع التبرعات: «ليس هناك ما يكفي، لكن على الأقل هناك شيء يصل إلى الناس. الوضع من سيّئ إلى أسوأ»، مضيفة: «الناس يعانون سوء تغذية، النساء الحوامل يمتن بسبب عدم وجود دعم صحي. هناك انعدام للحياة حرفياً».

وسيزداد الوضع سوءاً. فقد أوقف عمل «فيوز نت» (FEWS Net) وهي منظمة لمراقبة الأمن الغذائي تموَّل بتعاون أميركي، ما أثار مخاوف من أن مراقبة المجاعة في السودان ستصبح أكثر صعوبة.