حفتر يعوّل على الشعب الليبي في «بناء خريطة الطريق»

وسط تقارير عن دعم تركي للدبيبة

صورة وزعها مكتب المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي لاستقباله في الكفرة
صورة وزعها مكتب المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي لاستقباله في الكفرة
TT

حفتر يعوّل على الشعب الليبي في «بناء خريطة الطريق»

صورة وزعها مكتب المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي لاستقباله في الكفرة
صورة وزعها مكتب المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي لاستقباله في الكفرة

لوّح المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، مجدداً بالتدخل لحسم الصراع الدائر على السلطة في العاصمة طرابلس بين حكومتي «الوحدة» المؤقتة بقيادة عبد الحميد الدبيبة، و«الاستقرار» الموازية برئاسة غريمه فتحي باشاغا، وسط زيارة مرتقبة لرئيسي مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» عقيلة صالح وخالد المشري إلى القاهرة.
ورأى حفتر، في تعليق غير مباشر، هو الأول له على اشتباكات العاصمة طرابلس الأخيرة، في كلمة له مساء أمس خلال استقباله في مدينة الكفرة بجنوب البلاد، أنه «يجب على الغافلين أن ينتبهوا، لم نبنِ (الجيش الوطني) ليقف متفرجاً على ليبيا العزيزة يجرها العابثون إلى الهاوية»، مشيراً إلى أن «الحل الحاسم يبقى بيد الشعب الذي عليه أن يقود المشهد بنفسه، ليسترد حقوقه ويبني دولته».
وبعدما طالب الليبيين بعدم انتظار طبقة سياسية أو جهة أجنبية لرفع المعاناة، أضاف: «لن ينقذ ليبيا ويفك أسرها ويبني خريطة طريقها إلا الشعب نفسه بحماية جيشه».
وحضّ حفتر القوى الوطنية على أن تعيد تنظيم نفسها وتجمع شتاتها لقلب الموازين لصالح الشعب، مؤكداً أن الشعب والجيش عليهما أن يتداركا الموقف قبل فوات الأوان، وقال إنهما يد واحدة قادرة على تحطيم أصنام السياسة، على حد تعبيره.
وأوضح حفتر، الذي انتقد ما وصفه بتهميش مناطق الجنوب، أن تضحيات الليبيين لم تكن يوماً من أجل أن تنعم جهة من الفاسدين بحياة الترف بالمال العام ويعيش المواطن الشريف تحت خط الفقر، مشيراً إلى أنه من حق الليبيين أن يتساءلوا أين تذهب أموال بلادهم، فلم يدفع الشهداء أرواحهم ليصبح الوطن غنيمة.
وعلى الرغم من استمرار توقف القتال في العاصمة، فقد بدأت عناصر من ميليشيات أسامة الجويلي المحسوب على باشاغا، التجمع غرب المدينة، بالتزامن مع تحشيدات لقوات موالية للدبيبة، بينما رصد سكان محليون تحليقاً مكثفاً لطائرات من دون طيار خلال قيامها بعمليات مسح وتأمين لمختلف ضواحي العاصمة.
وقالت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة إن وكيلها لشؤون المديريات بشير الأمين بحث مع مدير الإدارة العامة للدعم المركزي، الترتيبات لتأمين العاصمة طرابلس ومنع حدوث أي تجاوزات أمنية وفق خطة أمنية بالتعاون مع الجهات العسكرية لبسط الأمن والاستقرار.
بدورها، أعلنت بلدية طرابلس أنها طالبت حكومة الدبيبة بالاستجابة لمطالب أهالي وسكان عدة مناطق بإخلائها من التشكيلات والكتائب المسلحة غير المنضبطة التي تتخذ من مقرات تتابع الدولة تمركزات لها والاستفادة بها في المجال الخدمي والمدني، مشيرةً إلى مخاوف السكان من تجدد الاشتباكات التي شهدتها طرابلس مؤخراً وما نتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات، ورفضهم لوجود أي مقر أمني أو عسكري داخل مناطقهم.
وأشادت البلدية بجهود ميليشيات الردع المعروفة باسم «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة»، الذي سلمها مصيف اللييدو بعد طرد ميليشيات «النواصي» المحسوبة على باشاغا منه.
واحتجّ سكان المدينة القديمة بطرابلس على سيطرة ميليشيات الردع عليها، وطالبوا في مظاهرة برحيلها من المنطقة وعودة «كتيبة أبناء الغزاوي» التي كانت مسيطرة على المنطقة قبل الاشتباكات المسلحة التي اندلعت، السبت الماضي.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر تأكيدها على مشاركة القوات التركية في صد الهجوم الذي شنته ميليشيات تابعة لباشاغا على ميليشيات الدبيبة والدفاع عنها، ونشرت صوراً لبقايا صاروخ أعلى أسطح بعض المباني الواقعة في منطقة شارع الزاوية بالعاصمة طرابلس، بالإضافة إلى قذائف، قالت إن الطائرات المسيّرة التركية أطلقتها على أهداف عسكرية معادية لكتائب الدبيبة.
وتطابقت هذه المعلومات مع تقارير أفادت بمقتل عنصرين من مديرية الزاوية بضربة طيران «مسيّر تركي» في البوابة 27، التي كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة بين ميليشيات حكومتي الدبيبة وباشاغا.
في شأن آخر، التزم مجلس النواب الصمت حيال أنباء عن اجتماع قد تستضيفه القاهرة بين رئيسه عقيلة صالح، وخالد المشري رئيس مجلس الدولة، في محاولة جديدة لحل الخلافات العالقة بين الطرفين حول القاعدة الدستورية للانتخابات المؤجلة وحسم مصير السلطة التنفيذية بالبلاد.
يأتي ذلك وسط أصوات تصاعدت مؤخراً داخل مجلس النواب تطالب بتنصيب حكومة جديدة وثالثة تحل محل الحكومتين المتصارعتين على السلطة، كحل وسط لإنهاء الأزمة الراهنة.
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أنها تواصل متابعة الوضع عن كثب داخل طرابلس وفي محيطها، في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي وقعت يوم السبت الماضي.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم المنظمة الدولية خلال مؤتمر صحافي في نيويورك مساء أمس، إنها تجدد دعوة الأطراف لحماية المدنيين والامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات وتعميق الانقسامات.
بدورها، حضّت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، جميع الأطراف التي شاركت في الأعمال العدائية الأخيرة في طرابلس، إلى الامتناع عن أي تصعيد عسكري إضافي وحماية حقوق الإنسان للمدنيين، بما في ذلك حياتهم وممتلكاتهم وكذلك الامتثال للقانون الإنساني الدولي.
وقالت المنظمة الدولية إن محققي البعثة يتابعون التقارير عن القصف العشوائي الذي أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير هائل للممتلكات المدنية، بما في ذلك المركبات والمنازل والمباني والمرافق الطبية.
وأدانت بعثة تقصي الحقائق في ليبيا استخدام القوة والعنف بالأسلحة الثقيلة وفشل الجماعات المسلحة في اتخاذ تدابير لحماية المدنيين والممتلكات المدنية من آثار القتال، واتخاذ الإجراءات الاحترازية، مشيرة إلى أن الانتهاكات الناجمة عن مثل هذه الأفعال قد تشكل جرائم تستتبع مسؤولية دولية على مرتكبيها ومن يدعمهم.
وذكّرت البعثة جميع الأطراف بالتزاماتها الدولية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والأعيان المدنية على وجه الخصوص، من خلال احترام مبادئ القانون الإنساني الدولي المتمثلة في التمييز بين المدنيين والمقاتلين؛ وحظر الهجمات على من لا يشاركون في الأعمال العدائية؛ واحترام مبدأي الضرورة والتناسب.
كما حثت الأطراف الليبية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والدخول في حوار لحل الخلافات السياسية لتسهيل الانتقال إلى السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يتصدر ملفا «المساعدات المالية» و«الهجرة» محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، خلال زيارتها إلى القاهرة، الأربعاء والخميس.

ووفق إفادة لوفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر، الأربعاء، فإن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، و«المناقشات الجارية حول مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية الكلية، والوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط والمنطقة المجاورة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ووقع الاتحاد الأوروبي ومصر في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، اتفاقية تمويل استثماري بوصفها جزءاً من حزمة أكبر بقيمة 7.4 مليار يورو تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم استقرار مصر في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

وأكد بيان وفد الاتحاد الأوروبي أن اجتماعات ميتسولا في القاهرة «تعد فرصة لمناقشة العلاقات البرلمانية، بما في ذلك تنظيم الاجتماع البرلماني المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومصر في القاهرة، والمساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر التي تجري مناقشتها حالياً في البرلمان الأوروبي، وتدفقات الهجرة واللجوء».

صورة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ (د.ب.أ)

وأشار الوفد إلى أنه من المقرر أن تجتمع ميتسولا، الخميس، مع وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تتركز المناقشات على عدد من الموضوعات، من بينها «الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، والمساعدات المالية الكلية للاتحاد الأوروبي، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في غزة والتطورات الأخيرة في سوريا».

وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبي الوثيقة، ويعد «الأوروبي» أيضاً المستثمر الرائد في مصر، حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم نحو 38.8 مليار يورو، يمثل نحو 39 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. وتظل مصر ثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب معلومات بعثة الاتحاد الأوروبي إلى مصر عبر موقعها الإلكتروني.

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، قد أكد، الثلاثاء، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع البرلمان الأوروبي ومواصلة التشاور بين النواب البرلمانيين المصريين والأوروبيين، «بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الحوار البنَّاء، وتوطيد أواصر التعاون البرلماني بين الجانبين».

وأشاد الوزير المصري خلال استقباله في القاهرة سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثة الاتحاد إلى مصر، أنجلينا إيخهورست، «بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ صدور الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس الماضي، خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية للقاهرة»، مؤكداً «اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتطورات الإيجابية التي يشهدها التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب التنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».