احتفاء مصري بطلاب يلتمسون العلم في «خريف العمر»

إشادات بروسية تبلغ 68 عاماً تدرس في الأزهر

الروسية بوستانوفا مروة تؤدي امتحان الدور الثاني بالشهادة الثانوية الأزهرية
الروسية بوستانوفا مروة تؤدي امتحان الدور الثاني بالشهادة الثانوية الأزهرية
TT

احتفاء مصري بطلاب يلتمسون العلم في «خريف العمر»

الروسية بوستانوفا مروة تؤدي امتحان الدور الثاني بالشهادة الثانوية الأزهرية
الروسية بوستانوفا مروة تؤدي امتحان الدور الثاني بالشهادة الثانوية الأزهرية

احتفى الجمهور المصري خلال الساعات الماضية بأحد النماذج من الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف، التي كانت بطلتها بوستانوفا مروة، من دولة روسيا، والتي تبلغ من العمر 68 عاماً، والتي جاءت للأزهر من أجل طلب العلم.
وسلطت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الضوء على بوستانوفا من داخل لجنة الامتحان، تحت عنوان: «ما الفخر إلا لأهل العلم»، حيث ظهرت وهي تؤدي امتحان الدور الثاني بالشهادة الثانوية الأزهرية بمدينة البعوث الإسلامية.
وفيما ظهر بجوارها رئيس الإدارة المركزية للامتحانات بقطاع المعاهد الأزهرية، الشيخ أحمد عبد العظيم، أثناء مروره على لجان الامتحانات، علقت الصفحة: «التحقت الطالبة بوستانوفا مروة، من دولة روسيا، للدراسة بالأزهر الشريف عام 2016 م، فسكنت مدينة البعوث الإسلامية التابعة للأزهر، ودرست المرحلتين: الإعدادية والثانوية، وفي طريقها إلى الجامعة».
وهو ما أثنى عليه رواد الصفحة، مثمنين استثناء الأزهر الشريف للطلاب الوافدين من شرط السن، حيث يمكن لأي وافد مهما بلغت سنه، الدراسة في الأزهر الشريف وتعلم المنهج الأزهري.
https://www.facebook.com/photo?fbid=629780915173093&set=a.332872351530619
أوضح الدكتور أشرف رجب إبراهيم، مسؤول وحدة الرعاية الطلابية بمركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، لـ«الشرق الأوسط»، أن «عدد الطلاب الوافدين المتقدمين هذا العام للدراسة بالأزهر الشريف من كبار السن، من غير الناطقين باللغة العربية، يبلغ نحو 100 طالب، جميعهم تخطوا سن الثلاثين».
ولفت الدكتور إبراهيم إلى ازدياد عدد الراغبين في الالتحاق بالبرنامج، بعد قرار المجلس الأعلى للأزهر استحداث برنامج تأهيل الطلاب للالتحاق بجامعة الأزهر، مشيراً إلى أن «مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، يهدف إلى الوصول بالدارس الوافد إلى مستوى الكفاءة اللغوية الذي يمكنه من تحقيق النطق الصحيح والفهم الجيد، والسرعة المناسبة في أداء المهارات اللغوية».
وأشار إبراهيم إلى أن هناك أشخاصاً من جنسيات عديدة تنتمي إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا يلتحقون ببرنامج الأزهر، وبأعمار مختلفة، بينهم من تجاوز السبعين، ويدفعهم إلى ذلك الرغبة للدراسة في رحاب الأزهر الشريف.
وأوضح مسؤول وحدة الرعاية الطلابية أن مدة الدراسة بالبرنامج 4 سنوات، ومن الممكن أن تُختزل لعامين دراسيين فقط وفق مستوى الطالب، ويحق للطالب بعدها أداء امتحان الشهادة الثانوية، ثم الالتحاق بالجامعة.
* رحلة تعليمية شاقة
لم تكن بوستانوفا حالة فريدة لأهل العلم في سن الشيخوخة، أو ما يعرف بـ«خريف العمر»، حيث شهدت مصر خلال الأعوام الماضية نماذج مشابهة لطلاب كبار السن، اختاروا خوض رحلة التعليم الشاقة المليئة بالصعوبات، رغم بلوغهم من الكبَر عتياً، لتسلط عليهم وسائل الإعلام المصرية الضوء، وتستدعيهم الذاكرة المصرية مجدداً مع ظهور الطالبة الروسية.
فمن أشهر هؤلاء الطلاب المسنين كان فتحي مصطفى عبده، الشهير بـ«الدكتور فتحي»، الذي اعتبر أكبر طالب سناً على مستوى العالم، وكان يدرس في كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، حيث التحق بالكلية عام 1964م، وكان يتعمد الرسوب كل عام بالسنة النهائية لكي لا يغادر المدينة الجامعية بجامعة القاهرة.
وبعد أن زادت فترة دراسته للطب عن نصف قرن، توفي طالب الطب عام 2016 عن عمر يناهز 77 عاماً.
حالة أخرى بطلها شريف فتحي، البالغ من العمر 46 عاماً، الذي سجلته جامعة طنطا المصرية ضمن سجلاتها طالباً بالفرقة الأولى لكلية الهندسة خلال العام الماضي المنتهي 2021/2022، ليُعد أكبر طالب جامعي في مصر.
وكان «فتحي» قد حصل على درجة البكالوريوس من كلية اقتصاد قسم علوم سياسية في جامعة القاهرة عام 2002، إلا أن حبه لمجال الهندسة كان دافعاً له لمواصلة الدراسة، خصوصاً مجال «الميكاترونكس».
وكان المصري مصطفى والي نموذجاً آخر لطلب العلم، فلم يرض بالجلوس في المنزل بعد بلوغه سن التقاعد، وقرر أن يخرج عن المألوف، ويبدأ حياة عملية جديدة، ليقرر الالتحاق بعد عامه الستين بالدراسات العليا بكلية الحقوق في جامعة عين شمس، واستمر في الدراسة حتى حصل على الدكتوراه وهو في عمر الـ71.
كما شغل المؤلف والشاعر أيمن بهجت قمر الرأي العام في مصر أخيراً، بعد إعلانه الحصول على بكالوريوس سياحة وفنادق العام الحالي، وهو في الـ48.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر لتعزيز حضورها الأفريقي عبر مشروعات تنموية مع السنغال ونيجيريا

محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيرته السنغالية في القاهرة (الخارجية المصرية)
محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيرته السنغالية في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر لتعزيز حضورها الأفريقي عبر مشروعات تنموية مع السنغال ونيجيريا

محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيرته السنغالية في القاهرة (الخارجية المصرية)
محادثات وزير الخارجية المصري مع نظيرته السنغالية في القاهرة (الخارجية المصرية)

في إطار تعزيز مصر لحضورها الأفريقي عبر مشروعات تنموية مع السنغال ونيجيريا، أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، محادثات في القاهرة، السبت، مع نظيريه السنغالي ياسين فال، وكذا النيجيري يوسف توجار، تناولت سبل «تطوير العلاقات الثنائية، وقضايا الأمن والسلم بأفريقيا».

واستضافت العاصمة المصرية جولة مشاورات سياسية بين مصر ونيجيريا، على مستوى وزيري خارجية البلدين، اللذين ناقشا «سبل تعزيز التنسيق بين البلدين في مجالات التعاون الثنائي، والقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب العابر للحدود»، حسب إفادة لـ«الخارجية» المصرية. كما تناولت المشاورات «الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، وأمن الملاحة في البحر الأحمر»، إلى جانب «التطورات في الصومال والسودان وسوريا».

وأشار عبد العاطي في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره النيجيري، عقب المشاورات، إلى «توافق رؤى» بلاده مع نيجيريا، بشأن العمل المشترك للتوصل إلى حلول سلمية للأزمات في الصومال والسودان وأمن البحر الأحمر. بينما قال وزير الخارجية النيجيري إن المحادثات تناولت تعاون بلاده مع القاهرة في مجال الأمن الغذائي، وإدارة الموارد المائية بسبب الفيضانات السنوية في نيجيريا، مشيراً إلى أن «بلاده تتطلع للاستفادة من الخبرات المصرية في مشروعات الطاقة البديلة والمشروعات التنموية».

كما عقد عبد العاطي محادثات مع نظيره السنغالي، في القاهرة، السبت، تناولت «الأوضاع في منطقة الساحل وغرب أفريقيا»، إلى جانب «المستجدات في القرن الأفريقي، والتطورات في الصومال والسودان، وقضية الأمن المائي المصري»، وحسب إفادة لـ«الخارجية» المصرية، فقد ناقش الوزيران «تعزيز العمل الأفريقي المشترك والتكامل الإقليمي وعدداً من المشروعات التنموية».

وتعكس التحركات المصرية الأخيرة في أفريقيا رؤية القاهرة لتطوير علاقاتها، وتعاونها مع دول القارة بمختلف القضايا، وفق تقدير نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الأفريقية»، السفير صلاح حليمة، الذي أوضح أن «تكثيف وزير الخارجية المصري لزياراته لعدد من دول القارة أخيراً، واتصالاته ولقاءاته مع نظرائه الأفارقة، كل ذلك يشير إلى إرادة القاهرة لتعميق تعاونها مع الدول الأفريقية، خصوصاً في القضايا التي تتعلق بأمنها ومصالحها الاستراتيجية».

وقال حليمة لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر تستهدف «تكثيف التعاون مع دول الغرب الأفريقي، إلى جانب دول حوض النيل»، مشيراً إلى «وجود ملفات سياسية مهمة للتنسيق المشترك، وعلى رأسها محاربة الإرهاب في منطقة الساحل والغرب الأفريقي»، إلى جانب «المشاركة مع هذه الدول في الملفات الاقتصادية والمشروعات التنموية».

مشاورات سياسية بين وزيري خارجية مصر ونيجيريا في القاهرة (الخارجية المصرية)

وحسب وزارة الخارجية المصرية، فقد بحث عبد العاطي مع نظيره السنغالي «تنفيذ الشركات المصرية مشروعات للبنية التحتية في السنغال، والاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات بناء المدن الجديدة والتشييد، ومشروعات شبكات الري، وبناء المصانع»، كما ناقشا «إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة بجوار ميناء (ندايان)، وتوسعة ميناء داكار لتحويله مركزاً لوجيستياً، وإنشاء خط ملاحي بين البلدين لتسهيل التبادل التجاري ونقل البضائع».

وتوقف حليمة عند تأثير التعاون المصري مع نيجيريا والسنغال، مشيراً إلى أن الدولتين «تتمتعان بثقل وتأثير إقليمي»، عادّاً تعاون القاهرة مع الدولتين «ضرورياً، خصوصاً لدعم القضايا التي تمس مصالحها الاستراتيجية، مثل الوضع في السودان والصومال».

وترى مديرة البرنامج الأفريقي في «مركز الأهرام للدراسات السياسية»، الدكتورة أماني الطويل، أن «القاهرة تحرص على التنسيق مع الدول ذات الثقل في القارة، مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا والسنغال في كل القضايا، خصوصاً تلك المرتبطة بأمنها القومي، وملفات التنمية، وشواغلها المختلفة خصوصاً في حوض النيل وشرق أفريقيا».

وقالت الطويل لـ«الشرق الأوسط»، إن التنسيق المصري مع نيجيريا والسنغال، تجاه ما يحدث في السودان «له أهمية كبيرة، لدعم موقف الخرطوم في الحرب القائمة، والعمل على استئناف عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي».

وخلال زيارة وزير الخارجية المصري لبورتسودان، الأسبوع الماضي، ناقش مع المسؤولين السودانيين جهود بلاده الهادفة لدعم الاستقرار بالسودان، واستئناف نشاطه في الاتحاد الأفريقي، حسب وزارة الخارجية المصرية.

وتوقفت الطويل مع التطورات السياسية التي تشهدها منطقة الساحل والغرب الأفريقي، وقالت إن تنسيق القاهرة مع الدول ذات الوزن في هذه المنطقة، «ضروري لمواجهة التهديدات الأمنية الناتجة عن نشاط التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل».