صوت لينا شاماميان يلامس جدران قلعة صلاح الدين في القاهرة

قدمت مؤلفات مصرية وسورية وموشحات شهيرة

لينا في قلعة صلاح الدين
لينا في قلعة صلاح الدين
TT

صوت لينا شاماميان يلامس جدران قلعة صلاح الدين في القاهرة

لينا في قلعة صلاح الدين
لينا في قلعة صلاح الدين

لامس صوت المطربة السورية لينا شاماميان جدران قلعة صلاح الدين التاريخية، في أجواء صيفية مبهجة، ومفعمة بالألوان والأنغام الساحرة، مساء الأحد، ضمن فعاليات مهرجان الدورة الـ30 لمهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء، وأطربت لينا الجمهور المصري، بمجموعة من أعمالها الخاصة والمؤلفات المصرية والسورية وعدد من الموشحات الشهيرة، من بينها «وبيبه، والحياة وردية، والبحر بيضحك ليه، ولما بدا يتثنى، وبالي معاك، وقبل العشا، وهنعيش ونشوف، ويا ظريف الطول، وشام، وهالأسمر، وآخر العنقود، ويا مال الشام، وحلالي چلالي».
وعززت شاماميان وجودها الفني في مصر خلال السنوات الأخيرة، عبر إحيائها حفلات موسيقية على مسارح القاهرة المختلفة، بجانب مشاركتها في غناء شارات مسلسلات مصرية، من بينها مسلسل «إلا أنا»، الذي اعتبرته المطربة السورية أنه «قرّبها من الجمهور المصري كثيراً»، وأعربت شاماميان، في حوار سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن سعادتها الكبيرة بانتشار أغنية «هنعيش ونشوف» شارة مسلسل «إلا أنا»، قائلة: «كنت سعيدة جداً بمشاركتي بالمسلسل المصري حيث لمست جيداً محبة الجمهور للأغنية»، مشيرة إلى أن «توقيت طرح الأغنية تسبب في حب الناس لها، فهي تحكي عن التفاؤل رغم الألم والخوف والعزلة»، على حد تعبيرها.
ورغم مشاركتها منذ عشر سنوات تقريباً في شارة فيلم «ألف ليلة وليلة» بطلب من المنتج تامر مرتضى، فإن الفيلم لم يرَ النور، ولكن بعد مرور كل تلك السنوات تمّ هذا التعاون مجدداً في غناء تتر «إلا أنا»، موضحة أنها تشعر بسعادة بالغة لمشاركتها في عمل يتحدث عن النساء اللاتي تواجهن العالم كل يوم بقوة.

ورغم أن أغنية «هنعيش ونشوف» تعد أول أغنية مصرية مسجلة للفنانة السورية، فإنها تؤكد أنها قدمت العديد من الأغاني المصرية على عدد من المسارح من قبل، لافتة إلى أن «اللهجة المصرية ليست صعبة، بل سهلة وتدخل القلب سريعاً».
وأكدت لينا أنها أولت كل أغنياتها نفس الاهتمام، رغم علمها أن بعض هذه الأغنيات تكون رائجة أكثر من سواها، تبعاً لاختلاف الدول والمناطق، فـأغنيات (شام، وبالي معاك، ولما بدا يتثنى) حققت رواجاً أكثر في مصر وتونس، بينما انتشرت أغنيتا (يا مسافرة وأنا سورية) في لبنان وسوريا بشكل لافت، و(حول يا غنام) راجت في العراق وفلسطين وغيرهما.
ويختتم مهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء الذي يتسم بطابعه الشعبي، فعالياته مساء الأربعاء المقبل بحفل للموسيقار المصري الكبير عمر خيرت، الذي من المقرر أن يقدم مجموعة من مؤلفاته الموسيقية الشهيرة على غرار «100 سنة سينما، وعارفة، وفيها حاجة حلوة، والبخيل وأنا، وخلي بالك من عقلك، وفاطمة، والحنش، وقضية عم أحمد، وضمير أبلة حكمت» وغيرها.
وشارك مطربون عدة من مصر وسوريا ولبنان على مدار أسبوعين في إحياء حفلات المهرجان، من بينهم تانيا قسيس، وتانيا صالح، ونوال الزغبي، ولينا شاماميان، بالإضافة إلى هشام عباس، وعلي الحجار، ومدحت صالح، والمنشد ياسين التهامي، ونادية مصطفى، وهاني شاكر، ونسمة محجوب، وحنان ماضي، ونوران أبو طالب، ومحمد محسن، وعدد من الفرق الشابة.


مقالات ذات صلة

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهم مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما، طريقة موحدة لتأليف موسيقاه المتنوعة، وهي البحث في تفاصيل الموضوعات التي يتصدى لها، للخروج بثيمات موسيقية مميزة. ويعتز خرما بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، التي تم افتتاحها في القاهرة أخيراً، حيث عُزفت مقطوعاته الموسيقية في حفل افتتاح البطولة. وكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في بطولة العالم للجمباز، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13»، الذي يجري عرضه حالياً في دور العرض المصرية. وقال خرما إنه يشعر بـ«الفخر» لاختياره لتمثيل مصر بتقديم موسيقى حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز التي تشارك فيها 40 دولة من قارات

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

للمرة الأولى... تسجيل مراسم تتويج الملك البريطاني في ألبوم

تعتزم شركة تسجيلات بريطانية إصدار حفل تتويج ملك بريطانيا، الملك تشارلز الشهر المقبل، في صورة ألبوم، لتصبح المرة الأولى التي يتاح فيها تسجيلٌ لهذه المراسم التاريخية للجمهور في أنحاء العالم، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت شركة التسجيلات «ديكا ريكوردز»، في بيان اليوم (الجمعة)، إنها ستسجل المراسم المقرر إقامتها يوم السادس من مايو (أيار) في كنيسة وستمنستر، وأيضاً المقطوعات الموسيقية التي ستسبق التتويج، تحت عنوان «الألبوم الرسمي للتتويج»، وسيكون الألبوم متاحاً للبث على الإنترنت والتحميل في اليوم نفسه. وستصدر نسخة من الألبوم في الأسواق يوم 15 مايو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مزاد في سبتمبر على 1500 قطعة عائدة إلى المغني الراحل فريدي ميركوري

مزاد في سبتمبر على 1500 قطعة عائدة إلى المغني الراحل فريدي ميركوري

تُطرح للبيع في مزاد يقام في لندن خلال سبتمبر (أيلول) المقبل نحو 1500 قطعة عائدة إلى مغني فرقة «كوين» البريطانية الراحل فريدي ميركوري، من بينها أزياء ارتداها خلال حفلاته ومخطوطات لنصوص أغنيات، وكذلك لوحات لماتيس وبيكاسو، كما أعلنت دار «سوذبيز» اليوم الأربعاء. وستقام قبل المزاد معارض لأبرز هذه القطع في نيويورك ولوس أنجليس وهونغ كونغ في يونيو (حزيران)، ثم في لندن من 4 أغسطس (آب) إلى 5 سبتمبر (أيلول). ومن بين القطع التي يشملها المزاد تاج مستوحى من ذلك الذي يضعه ملوك بريطانيا في احتفالات تتويجهم، ورداء من الفرو الصناعي والمخمل الأحمر. وارتبطت هاتان القطعتان بصورة الفنان البريطاني الذي حقق شعبية واس

«الشرق الأوسط» (لندن)

روائع آدم حنين الباريسية ترى النور للمرة الأولى في مصر

مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)
مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)
TT

روائع آدم حنين الباريسية ترى النور للمرة الأولى في مصر

مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)
مشهد من معرض «آدم حنين... سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)

عبر 130 عملاً فنيّاً تتنوّع بين النحت والتصوير، يضمّها معرض «آدم حنين... سنوات باريس»، تحتفي مكتبة الإسكندرية بمرور 10 سنوات على إنشاء متحف الفنان المصري الراحل (1929-2020) بالحرانية في الجيزة (غرب القاهرة).

يتضمَّن المعرض عرض أعمال نفّذها حنين في باريس للمرة الأولى، إذ خُزِّنت في مكان يخصّ الفنان الراحل في العاصمة الفرنسية لأكثر من 20 عاماً؛ تركها في عهدة فنان فرنسي، تواصلت «مؤسّسة آدم حنين» معه لاستعادتها، وسط صعوبة عملية نقلها إلى القاهرة، وفق وَصْف مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنّية بمكتبة الإسكندرية، الدكتور جمال حسني، الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأعمال تحتاج إلى حماية خاصة، وحرص شديد، لتصل سليمة من دون أن تتضرَّر من عمليات النقل».

زائر يتأمَّل جانباً من لوحات المعرض (مكتبة الإسكندرية)

وتضمُّ المجموعة المختارة أعمالاً متنوّعة ما بين الفرسك والتمبرا والمونوتيب والبردي والأردواز والطباعة، سواء الخشبية أو على الورق، فضلاً عن الرسم بأنواع متعدّدة من الأحبار؛ بينها الحبر الشيني. وتعكس كثيراً من السمات التي ميَّزت حنين في التصوير والنحت، إذ تكشف غلبة التجريد على لوحاته التصويرية، وسعيه إلى الوصول نحو آفاق روحية بالغة السمو والإنسانية. أما أعماله النحتية التي أنجزها أيضاً خلال إقامته في باريس، فحرص على أن تكون معبِّرة عن الخصوصية المصرية؛ ولعلَّ أبرزها تمثال «شيخ البلد»، الذي قدّمه الفنان المصري الراحل في نحت يكشف عن نوع من الأريحية وسعة العيش، والهدوء والاطمئنان للمستقبل.

تمثال «شيخ البلد» (مكتبة الإسكندرية)

«رغم إقامة حنين الطويلة في باريس، فإنه لم يتخلَّ عن مصريته ولا شخصيته»، وفق حسني. وأضاف: «ظلَّ يقدّم أعمالاً مُفعمة بالفنون المصرية القديمة، من بينها اهتمامه بتقديم أعمال نحتية للقطّ المصري الأسود بغموضه، وما يُعبّر عنه من مكانة خاصة في التراث المصري القديم، وقدرة على إضفاء الحماية، وغرس البشائر الطيّبة في النفوس».

وُصف حنين بأنه «سليل الفراعنة» (مكتبة الإسكندرية)

يضمُّ المعرض أيضاً قطعة منحوتة من النحاس على هيئة بومة برأسها المستدير، وجسمها الذي يشغل مساحة كبيرة، وسيقانها القوية المغطَّاة بالريش، فضلاً عن كثير من القطع الصغيرة التي تأخذ شكل الجراء والأحصنة والأسماك؛ وقد عُرضت ممزوجة بتماثيل لشخصيات بدت كأنها تتجاذب أطراف الحديث، وهو ما يظهر واضحاً في ركن تكوَّن من تمثال لشخص يلتفت ناحية تمثال لفرس النهر، ويرفع رأسه إلى أعلى فيما يُشبه الالتفاتة المفاجئة.

إحدى القطع النحتية في معرض «سنوات باريس» (مكتبة الإسكندرية)

المعرض الذي يستمر حتى 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، لا يضمّ كل القطع المُستعادة من فرنسا، وإنما نماذج منها، وهي أعمال نفَّذها الراحل أو بلور فكرتها خلال فترة إقامته الباريسية من 1971 إلى 1996. وتأتي أهمية هذه المجموعة بكونها تُمثّل نافذة على فنّ آدم حنين بالغ التنوّع.

ووفق حسني، فإنّ فكرة الحدث جاءت خلال اجتماع مجلس أمناء «مؤسّسة آدم حنين للفن التشكيلي»، بمناسبة بحث الاحتفال بمرور 10 سنوات على تأسيس متحفه بمنطقة الحرانية بالجيزة، وعُرض على المؤسّسة تنظيم معرض يحتفي بالمناسبة، واختيرت قطع المعرض ليراها الجمهور للمرّة الأولى، فقد كانت جميعها في مخازن المتحف، وشكّلت فرصة جيدة لإخراجها والاحتفال بها.

قطع نحتية من معرض آدم حنين (مكتبة الإسكندرية)

عشقَ حنين المولود في أسرة متوسّطة بحي باب الشعرية (وسط القاهرة) فنَّ النحت الذي برع فيه المصري القديم، وتعلّق به بعد زيارة للمتحف المصري وهو في المدرسة الابتدائية. وبعد رحلة مهنية طويلة سافر في بداية السبعينات إلى باريس مع زوجته عالمة الأنثروبولوجيا عفاف الديب؛ حيث قضى نحو ربع قرن تحوّل فنه خلالها إلى التجريد، قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1996.

زائر في جانب من المعرض (مكتبة الإسكندرية)

وحرصاً منه على استمرار رسالته الفنّية، حوَّل منزله في منطقة الحرانية بالجيزة متحفاً يعرض أعماله، ومؤسّسة فنّية تقدّم جائزة سنوية في فنّ النحت لتربية جيل جديد من النحاتين.

وودّعت مصر النحات والفنان العالمي الذي لُقِّب بـ«شيخ النحاتين» عام 2020 عن 91 عاماً، وتسبَّب خبر وفاته في حالة حزن بالأوساط التشكيلية المصرية؛ فقد وصفته وزارة الثقافة المصرية حينها بأنه «رمز عبقري، ومثال فذّ للفنّ التشكيلي المصري، وأحد أعلام النحت الحديث والمعاصر»، كما وصفته نقابة التشكيليين المصرية بأنه «سليل الفراعنة»، و«شيخ النحاتين»، و«راهب النحت».