اليساري لولا دا سيلفا الأول في السباق الرئاسي البرازيلي

تبادل الاتهامات بالفساد والكذب مع الرئيس الحالي

المرشحة الرئاسية سيمون تابت في الوسط بين بولسونارو ولولا دا سيلفا خلال المناظرة التلفزيونية (د.ب.أ)
المرشحة الرئاسية سيمون تابت في الوسط بين بولسونارو ولولا دا سيلفا خلال المناظرة التلفزيونية (د.ب.أ)
TT

اليساري لولا دا سيلفا الأول في السباق الرئاسي البرازيلي

المرشحة الرئاسية سيمون تابت في الوسط بين بولسونارو ولولا دا سيلفا خلال المناظرة التلفزيونية (د.ب.أ)
المرشحة الرئاسية سيمون تابت في الوسط بين بولسونارو ولولا دا سيلفا خلال المناظرة التلفزيونية (د.ب.أ)

قبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية البرازيلية، شهدت المناظرة الأولى بين الرئيس اليميني جايير بولسونارو ومنافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تبادلاً عنيفاً للاتهامات بالفساد والكذب.
وبينما تظهر استطلاعات الرأي أن لولا هو الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات، بادر الرئيس اليميني المتطرف المنتهية ولايته بولسونارو إلى القول إن حكومة لولا السابقة «كانت الأكثر فساداً في تاريخ البرازيل». وكان قبل دقائق من بدء المناظرة التلفزيونية، قد وصف الرئيس السابق البالغ 76 عاماً بأنه «لص» في إشارة إلى قضية فساد في شركة «بتروبراس» النفطية البرازيلية العامة. ورد لولا بالدفاع عن أداء حكومته (2003- 2010) على صعيد الإصلاحات الاجتماعية، مؤكداً أن بولسونارو البالغ 67 عاماً «يدمر البرازيل».
وخلال الجزء الأول من المناظرة التي استمرت 3 ساعات، ركز لولا في كلامه على الدفاع عن البيئة ومنطقة الأمازون. وفي أحد أكثر المواقف توتراً خلال المناظرة، هاجم الرئيس المنتهية ولايته الصحافية فيرا ماغالاييس؛ لأنها أكدت خلال سؤال أنه «نشر معلومات خاطئة في شأن اللقاحات المضادة لـ(كوفيد-19)». وقال: «فيرا، تنامين وأنت تفكرين بي (...) لا يمكن الانحياز خلال نقاش كهذا وتوجيه اتهامات كاذبة إليَّ. تشكلين وصمة عار للصحافة البرازيلية». واتهمته مرشحة أخرى للانتخابات الرئاسية بـ«كره النساء»؛ إلا أن بولسونارو استخف بهذا الاتهام بإشارة من يده.
ويتصدر لولا استطلاعات الرأي بنسبة 47 في المائة، في مقابل 32 في المائة لبولسونارو وفق معهد «داتافوليا». وتظهر استطلاعات رأي أخرى أن الفارق بينهما أقل. وإلى جانب المرشحين الأوفر حظاً، دعا منظمو النقاش إلى مشاركة 4 مرشحين آخرين، بينهم وزير المال السابق سيرو غوميز اليساري الوسطي، وعضوة مجلس الشيوخ الوسطية سيمون تابت، اللذان يحتلان المركز الثالث والرابع في استطلاعات الرأي.
وشدد لولا طوال المناظرة على أن براءته ثبتت؛ لكن المرشحين الآخرين لم يترددوا في اتهامه بـ«الفساد». وقال المحلل السياسي أندري سيزار من شركة «هولد» لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن لولا «كان خجولاً وارتكب أخطاء على صعيد بعض الأمور. بولسونارو كان مرتاحاً أكثر وأقل تقيداً في كلامه وكان يضحك. على هذا الصعيد أرى أن بولسونارو فاز».
وكان الرئيس السابق قد سُجن من أبريل (نيسان) 2018 إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بعد إدانته بتهمة الفساد. واستعاد حقوقه السياسية كاملة في 2021، عندما ألغت المحكمة العليا هذه القرارات، معتبرة أن محكمة البداية التي نظرت في القضية كانت غير مختصة. ويشار من جهة ثانية إلى أنه في عام 2018 عندما انتُخب رئيساً، شارك بولسونارو في أول مناظرتين فقط؛ إذ إنه قبل شهر على موعد الدورة الأولى للانتخابات، تعرض للطعن خلال تجمع انتخابي، وخضع لعملية جراحية، ولم يشارك بعدها في المناظرات.
وفي حال لم يفز أي مرشح بأكثر من 50 في المائة من الأصوات في الدورة الأولى التي ستجرى في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، تنظم دورة ثانية في الثلاثين من الشهر نفسه.


مقالات ذات صلة

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

الرياضة رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

يُطلق نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو دوريا مخصصا لكرة قدم الشارع في جميع أنحاء العالم، وذلك لمنح اللاعبين الشباب الموهوبين فرصة لإظهار مهاراتهم واتباع نفس المسار نحو النجومية مثل لاعب برشلونة السابق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». قال المنظمون اليوم (السبت) إن دوري رونالدينيو العالمي لكرة قدم الشارع سيبدأ في «أواخر عام 2023»، وسيتضمن في البداية عملية اختبار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للاعبي كرة القدم في الشوارع من جميع الأعمار تحميل أفضل مهاراتهم وحيلهم في محاولة للانضمام إلى أحد فرق المسابقة. ستقام المباريات وجهاً لوجه في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، وستتنافس الفرق في الدور

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء في مدريد أن «تحديد الطرف الم»" في النزاع بين روسيا وأوكرانيا «لا يفيد في شي»، مؤكدا أن مفاوضات السلام لها الاولوية. وقال الرئيس البرازيلي الذي يزور اسبانيا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز «لا يفيد أبدا تحديد الطرف المحق والطرف الخاطئ (...). ما يجب القيام به هو إنهاء هذه الحرب»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أميركا اللاتينية لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

يعود لويس إينياسيو لولا إلى أوروبا، لكن رئيساً للبرازيل هذه المرة، بعد أن أثارت مواقفه وتصريحاته بشأن الحرب في أوكرانيا موجة من الاستغراب والاستياء في العديد من البلدان الغربية لاعتبارها منحازة إلى موسكو وبعيدة حتى عن موقف الأمم المتحدة. وكان لولا قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة البرتغالية، لشبونة، التي هي عادة البوابة التي يدخل منها البرازيليون إلى القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن ينتقل غداً إلى مدريد التي تستعد منذ فترة لتحضير القمة المنتظرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، في مستهل رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد خلال النصف الثاني من هذه السنة. وسيحاول الرئيس البرازيلي في محادثاته مع رئ

شوقي الريّس (مدريد)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، اليوم (السبت)، رفضه «المشاركة» في النزاع بشأن أوكرانيا، ورغبته في المساهمة بإيجاد «حل تفاوضي» بين كييف وموسكو، بعدما انتقد الغربيون تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب في أوكرانيا. وصرح لولا للصحافة عقب لقاء في لشبونة مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أنه «في الوقت الذي تدين فيه حكومتي انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ندافع أيضاً عن الحل التفاوضي للنزاع».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
أميركا اللاتينية بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بدأ الطوق القضائي يضيق حول الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، تمهيداً لإقصائه فترة طويلة عن العمل السياسي، بعد أن وجهت النيابة العامة الانتخابية طلباً إلى المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، لمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة لا تقل عن ثماني سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة. وكان بولسونارو قد انتقد النظام الانتخابي الإلكتروني، وشكّك في نزاهته خلال اجتماع مع السفراء الأجانب العام الماضي عندما كان لا يزال رئيساً. وتعود تلك التصريحات لبولسونارو إلى مطلع الصيف الماضي، عندما كانت البرازيل في بداية حملة الانتخابات الرئاسية.

شوقي الريّس (مدريد)

لولا يفرش السجاد الأحمر احتفاءً بالرئيس الصيني في برازيليا

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

لولا يفرش السجاد الأحمر احتفاءً بالرئيس الصيني في برازيليا

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)
شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

استقبل الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الذي يجري زيارة دولة إلى البرازيل، الأربعاء، احتفاءً بالتقارب بين بلديهما، على خلفية «الاضطرابات» المتوقعة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض. واستُقبل شي بفرش السجاد الأحمر وبالتشريفات العسكرية والنشيد الوطني. فبعد لقائهما بقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو، خصّ لولا، برفقة زوجته روزانجيلا دا سيلفا، نظيره الصيني باحتفاء مهيب قبل اجتماعهما في ألفورادا؛ مقر إقامته الرئاسي في العاصمة برازيليا، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وكتب الرئيس الصيني، في مقال نشر بالصحافة البرازيلية قبل الزيارة، إن «الجنوب العالمي يشهد حركة صعود جماعي».

سياق دولي معقّد

شي ولولا وقّعا اتفاقات ثنائية في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

ويتبع اجتماعهما في ألفورادا إعلان مشترك في سياق دولي مشحون كما اتضح خلال قمة «مجموعة العشرين»، التي هيمنت عليها أزمة المناخ والحرب في أوكرانيا. وتُنذر عودة دونالد ترمب بتحول انعزالي من جانب واشنطن؛ القوة العظمى في العالم، فضلاً عن موقف أكثر تشدداً تجاه الصين، خصوصاً في المسائل التجارية. وقال شي، على هامش اجتماع أكبر اقتصادات العالم، إن «العالم يدخل مرحلة جديدة من الاضطرابات والتغيير». وكما حدث في «قمة آسيا والمحيط الهادئ» قبل أيام قليلة في ليما، ظهر الرئيس الصيني بوصفه الرجل القوي في اجتماع ريو، حيث عقد لقاءات ثنائية عدّة في مقابل تراجع هالة جو بايدن المنتهية ولايته.

جانب من الاستقبال الرسمي الذي حظي به شي في برازيليا يوم 20 نوفمبر (د.ب.أ)

ويريد شي ولولا مزيداً من توطيد العلاقة القوية بين الصين والبرازيل؛ الدولتين الناشئتين الكبيرتين اللتين تحتلان المرتبتين الثانية والسابعة على التوالي من حيث عدد السكان عالمياً. ويعتزم الرئيس الصيني مناقشة «تحسين العلاقات التي تعزز التآزر بين استراتيجيات التنمية في البلدين»، وفق «وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)».

أما البرازيل، فتسعى إلى تنويع صادراتها بـ«منتجات برازيلية ذات قيمة مضافة أعلى»، وفق ما قال أمين شؤون آسيا بوزارة الخارجية البرازيلية، إدواردو بايس. ويُعدّ العملاق الآسيوي أكبر شريك تجاري للبرازيل التي تزوده بالمنتجات الزراعية. وتُصدّر القوة الزراعية في أميركا الجنوبية فول الصويا والمواد الأولية الأخرى إلى الصين، وتشتري من الدولة الآسيوية أشباه الموصلات والهواتف والسيارات والأدوية.

طرق الحرير

لولا وشي يصلان إلى المؤتمر الصحافي المشترك في برازيليا يوم 20 نوفمبر (أ.ف.ب)

مع ذلك، كانت حكومة لولا حذرة حيال محاولات الصين إدخال البرازيل في مشروع «طرق الحرير الجديدة» الضخم للبنى التحتية. وانضمّت دول عدة من أميركا الجنوبية إلى هذه المبادرة التي انطلقت في عام 2013، وتُشكّل محوراً مركزياً في استراتيجية بكين لزيادة نفوذها في الخارج.

أما الإدارة الديمقراطية في واشنطن، فتراقب ما يحدث بين برازيليا وبكين من كثب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ناتاليا مولانو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن واشنطن تنصح البرازيل بأن «تُبقي أعينها مفتوحة لدى تقييم مخاطر التقارب مع الصين وفوائده». وعقّب مصدر دبلوماسي صيني على ذلك بقوله إن «لدى الصين وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي القول الفصل في تطوير العلاقات بينهما». أما لولا، فهو يهدف إلى اتخاذ موقف دقيق متوازن، فيما يتعلق بهذه القضية كما هي الحال مع قضايا أخرى، وهذا ما عبر عنه قبل بضعة أشهر بقوله: «لا تظنوا أنني من خلال التحدث مع الصين أريد أن أتشاجر مع الولايات المتحدة. على العكس من ذلك؛ أريد أن يكون الاثنان إلى جانبنا».