انتقلت بعض وقائع التعبير عن مشاعر الحب، والاعتذار، في مصر، من الأروقة الضيقة، والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية، إلى رحاب أوسع، وهي الشوارع، على نحو متزايد خلال السنوات العشر الأخيرة.
وجددت صورة لافتة تم تعليقها في أحد شوارع مدينة بورسعيد (شمال شرقي القاهرة)، الجدل على أسباب وجدوى تعليق مثل هذه اللافتات في ظل انتشار الكثير من وسائل التواصل، وكتبت فتاة مجهولة على اللافتة التي ذيلت بتوقيع «لولي»: «أنا آسفة... متزعلش مني، والله على عيني زعلك يكون مني، سامحني... ليت النوايا ترى).
واستحوذت الصورة على قدر كبير من اهتمام جمهور «السوشيال ميديا في مصر، وبعض المواقع الإلكترونية، إذ تم التعامل معها بقدر واسع من التندر والسخرية، وسط عدم وجود معلومات تخص صاحبة اللافتة أو التأكد من عدم وجود عمليات خداع. وقال شهود عيان لوسائل إعلام مصرية إنه تمت إزالة اللافتة بمعرفة السلطات المحلية.
وتعتبر الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، تكرار هذه الوقائع، أنها «تقليد أعمى لبعض مشاهد الأفلام، ومن بينها مشهد اعتذار هاني سلامة لحلا شيحة، في فيلم (السلم والثعبان) عن طريق تعليق لافتة بالشارع، وهي الطريقة التي قررت بعدها العودة إليه».
وكرر «الزعيم» عادل إمام الأمر نفسه في فيلم «مرجان أحمد مرجان» حيث أحاط «جيهان» التي قدمتها ميرفت أمين في الفيلم ببوسترات ومنشورات تعبر عن حبه لها، لتوافق في النهاية على الارتباط به».
وتقول فايد لـ«الشرق الأوسط»: «تراجع التعليم وعدم التعامل بأسلوب متحضر مع بعض الأزمات يقود إلى الابتعاد عن الخصوصية ما يؤدي إلى التندر برسائل هذه اللافتات والسخرية من محتواها في بعض الأحيان، بصرف النظر عن مدى جدوى الطريقة المستخدمة، والتي أعتبرها غير موفقة وتؤدي إلى تشوه اجتماعي»، لافتة إلى ضرورة تبني الدولة مشروعا ثقافيا جديدا يرتقي بالسلوك.
وتكرر تعليق لافتات تعبر عن «مشاعر الحب الفياضة، أو الاعتذار للحبيب أو الحبيبة»، أكثر من مرة في الشوارع المصرية، ففي عام 2015، علق شاب بمحافظة المنيا (صعيد مصر) لافتة كبيرة في شارع الخليفة بمدينة المنيا للتعبير عن حبه وشغفه بمحبوبته. وكتب «يا أغلى حاجة في حياتي هأفضل طول عمري بحبك، وعمري ما هسيبك أبداً لأن الحياة بالنسبة لي هي إنتي... بعشقك أصلاً».
وفي 2018، شهد محيط كلية الهندسة، بمدينة منوف بمحافظة المنوفية (دلتا مصر)، تعليق لافتة مكتوب عليها: «هاجر... حبيتك غصب عني ومش عارف أقولهالك»، وأثارت اللافتة ردود أفعال متباينة من المارة وقتئذ، وانتقلت الظاهرة خلال تلك الفترة من منوف إلى مدينة شبين الكوم (عاصمة المحافظة)، التي شهدت واقعتين مماثلتين.
في السياق ذاته، تسببت لافتة كبيرة تم تعليقها في عام 2019 بمدينة بنها (دلتا مصر)، في حدوث جدل واسع وغضب سكان المدينة التي تطل على نهر النيل، بعدما ظن كثيرون في البداية أنها لفتاة تحث حبيبها على خطبتها، بينما تم التأكد من أنها تعود لشاب قال إنه علقها بغرض الدعاية لشقق سكنية.
لافتات «الحب والاعتذار» تعزز تواجدها في الشوارع المصرية
تثير اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل
لافتات «الحب والاعتذار» تعزز تواجدها في الشوارع المصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة