أثار استخدام وكالة أنباء إيرانية لقب «آية الله» لمجتبى خامنئي، الشكوك حول إعداده لخلافة والده في منصب المرشد الأعلى.
وفسر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع محاولة «وكالة راسا للأنباء» الترويج لنجل المرشد الأعلى، باعتباره «آية الله» على أنها تشير إلى أنه يجري إعداده للقيادة. وللاعتراف بأنه المرشد الأعلى، أعلى سلطة دينية في البلاد، يتعين منحه لقب «آية الله» من قبل «آيات الله» العظمى في البلاد.
وبحسب قناة «إيران إنترناشيونال»، فإن وكالة الأنباء استخدمت اللقب سالف الذكر (آية الله) في إعلان عن تسجيل مجتبي خامنئي لمقرر علم اللاهوت في «حوزة قم»، حيث كان يدرس وقام بالتدريس منذ بضع سنوات.
يعتبر «فقه خارج» أعلى مستوى في المعاهد الدينية الشيعية، و«آية الله» هو لقب شرفي لرجال الدين الشيعة الاثني عشرية رفيعي المستوى. على عكس الألقاب الأكاديمية التي يكتسبها المرء تلقائياً بعد الانتهاء من الدرجة العلمية، يتم تأكيد العلماء الشيعة عادة كـ«آيات الله» فقط عندما يخاطبهم أساتذتهم وأقرانهم على هذا النحو.
مجتبى خامنئي البالغ من العمر 53 عاماً، وهو ثاني أكبر أبناء خامنئي الأربعة، لم يُعترف به حتى الآن إلا كـ«حجة الإسلام»، وهي رتبة أقل بكثير في التسلسل الهرمي لرجال الدين الشيعة.
تأسست «راسا» عام 2003، وتعرف باسم «وكالة أنباء مدارس قم»، وتقع في مدينة قم، حيث توجد غالبية المعاهد الشيعية الإيرانية. تتولى «راسا» النشر باللغات الفارسية، والإنجليزية، والعربية، والأردية.
وتصف وكالة الأنباء نفسها بأنها وسيلة إعلامية خاصة أسسها علماء وباحثون في المعاهد الدينية، لكن بعض وسائل الإعلام الإيرانية المرتبطة بالإصلاحيين مثل موقع «جماران» الإخباري زعمت أن «راسا» يمولها ويديرها «الحرس الثوري» الإيراني، وانتقدتها «للتدخل في السياسة».
في وقت سابق من أغسطس (آب) الحالي، حذر مير حسين موسوي، الذي كان قيد الإقامة الجبرية منذ فبراير (شباط) 2011، الأمة من السماح بتوارث القيادة، في إشارة إلى نجل خامنئي، مجتبى. وأثار تحذير موسوي شائعات عن نشاط مجتبى وطموحه المزعوم لخلافة والده.
الجدير بالذكر أن المتشددين هاجموا بشدة موسوي، رئيس الوزراء الإيراني من عام 1981 إلى عام 1989، لأنه انتقد خامنئي ضمنياً.
وانتشرت الشائعات حول طموحات مجتبى خامنئي في إيران منذ عام 2005 عندما اتُهم لأول مرة بتزوير الانتخابات الرئاسية، في محاولة لجلب سياسيين متشابهين في التفكير إلى السلطة. ووُضِع موسوي، الذي شغل منصب أول رئيس وزراء للجمهورية الإسلامية من أكتوبر (تشرين الأول) 1981 إلى أغسطس 1989، في عهد الرئيس علي خامنئي، قيد الإقامة الجبرية بعد قرابة عامين من الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2009، عندما أعلن فوز محمود أحمدي نجاد في ظروف مريبة على حساب موسوي.
خلال الاحتجاجات التي تلت ذلك، غالباً ما هتف المتظاهرون ضد مجتبى خامنئي، الذي حملوه مسؤولية التدخل في نتيجة الانتخابات، ووصول أحمدي نجاد إلى السلطة، وقمع المتظاهرين. ورددوا هتاف: «مت، مجتبى، لن تصل إلى القيادة».
خلال السنوات الماضية، كانت هناك أيضاً شائعات حول تورط مجتبى في قضايا فساد مالي تتعلق بـ«الحرس الثوري» الإيراني. كما اتهمته الشائعات بأنه أشرف على مخابرات «الحرس» عندما ترأس التنظيم حسين تايب، الذي طرده خامنئي مؤخراً.
يعد مجتبى خامنئي شخصية غامضة، ولا يشغل أي منصب عام في الحكومة، ونادراً ما يظهر علناً، ولكن يقال إنه يتمتع بنفوذ أكبر بكثير من نفوذ أبناء القائد الآخرين في المنظمات القوية مثل مكتب والده، ومنظمة استخبارات «الحرس الثوري» الإيراني.
كما يتمتع مجتبى خامنئي، بنفوذ كبير في آلة الدعاية في البلاد، بما في ذلك الإذاعة الحكومية، والمعاملات السياسية خلف الكواليس.
الإيرانيون يرون منح لقب «آية الله» لابن خامنئي مؤشراً على «الخلافة»
الإيرانيون يرون منح لقب «آية الله» لابن خامنئي مؤشراً على «الخلافة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة