مصر تحاصر «لجان الأكابر» في امتحانات الثانوية العامة

شهدت غشاً وفوضى وتخطت مجاميع طلابها الـ90 %

الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري
الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري
TT

مصر تحاصر «لجان الأكابر» في امتحانات الثانوية العامة

الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري
الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري

أعلن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، اليوم السبت، أن لجان الثانوية العامة التي شهدت شغباً وغشاً هذا العام، لن تعقد فيها لجان ثانوية عامة مرة أخرى.
وعُرفت لجان الغش إعلامياً في مصر باسم «لجان أولاد الأكابر»، أو «أولاد الذوات»، وهي اللجان التي شهدت غشاً وفوضى بامتحانات الثانوية العامة 2022، وتخطت مجاميع غالبية طلابها الـ90 في المائة.
وحول اللجان البديلة لـ«لجان الأكابر»؛ أكد الوزير أنه ستتم مراعاة المسافات بحيث تكون اللجان البديلة داخل المركز نفسه، موضحاً أن «هناك تحويلات مكوكية للطلاب إلى لجان بعينها، ولن تقبل تحويلات إلا بموافقة اللجنة المشكلة من قبل الوزارة برئاسة رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي».
وأعدت وزارة التربية والتعليم قائمة بأسماء لجان امتحانات الثانوية العامة التي شهدت أعمال شغب وغشاً وعنفاً خلال امتحانات العام الماضي، بهدف زيادة الرقابة وتشديد الإجراءات الأمنية الخاصة بها هذا العام المقبل.
وشملت «قائمة الشغب» لجاناً بمحافظات (الجيزة والإسكندرية والبحيرة والقليوبية والدقهلية وكفر الشيخ والشرقية والمنوفية ودمياط وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان).
وطالبت الوزارة بضرورة التنبيه على مسؤولي الإدارات التعليمية التي تتبعها هذه اللجان بعدم التوقيع على أوراق تحويل أي طلاب جدد للامتحان فيها غير طلابها الأساسيين، قبل التأكد من أن الطالب مر على فترة إقامته بالمنطقة المحيطة باللجنة عام دراسي سابق، وأدى في اللجنة التي سجل عليها الاستمارة امتحانات الصف الثاني الثانوي، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتى لمنع أي محاولات غش أو شغب أو ترهيب للمراقبين.
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قد تداولوا عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة قوائم لنتائج بعض الطلاب بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، حصل خلالها الطلاب على مجاميع مرتفعة تخطت غالبيتها الـ90 في المائة، ما أثار جدلاً وتساؤلات العديد من المواطنين حول الرقابة على ذلك مطالبين بالنظر في تلك المجاميع المرتفعة.
وحينها؛ أكدت الوزارة أنها تتحقق من دِقة المعلومات المنشورة وخلفياتها، موضحة أنها شكلت لجنة قانونية للتحقيق في هذه الادعاءات وغيرها، وفي سير نظام الامتحانات في هذه اللجان، وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية الرادعة في حال ثبوت مخالفات للقانون من أي عنصر في المنظومة التعليمية أو من مروجي معلومات مُغرضة.
وتعليقاً على ذلك، قال وزير التعليم اليوم، إن التحقيقات ما زالت مستمرة وسيتم إعلان كافة التفاصيل فور الانتهاء منها.
من جانبه، قال الخبير التربوي الدكتور حسن شحاتة، لـ«الشرق الأوسط»، تعليقاً على قرارات الوزير، إن «أي إجراءات من شأنها أن تحقق العدالة في العملية التعليمية هي أمر مشروع، بل إنه يتوجب على كافة المسؤولين عن العملية التعليمية في مصر أن يتخذوا الإجراءات الاحترازية والاستباقية قبل وقوع المشكلات والأزمات مثل الغش، ومثل هذا القرار بعدم عقد لجان امتحانات للثانوية العامة مرة أخرى في اللجان التي شهدت غشاً العام الماضي يحقق مطلباً جماهيرياً، بعد أن نادى كثير من المواطنين بأهمية فرض الرقابة على كافة اللجان لتحقيق العدالة.
وأشار «شحاتة» إلى أن الغش هو صورة من صور التدليس، وبالتالي فإن محاصرة الغش والغشاشين بمثل هذه الإجراءات تحقق تكافؤ الفرص بين الطلاب، ويضع الأمور في نصابها الصحيح.
وطالب الخبير التربوي بوجود إجراءات رادعة أخرى، مثل استبعاد كل من يثبت أنه شارك في تسهيل الغش خلال السنوات الماضية من العملية التعليمية، ومعاقبته، حتى يكون عبرة لغيره من المسؤولين.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


نزاع الصحراء ومكافحة الإرهاب يتصدران محادثات الجزائر مع دول أفريقية

وزير خارجية أوغندا في استقبال وزير خارجية الجزائر (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية أوغندا في استقبال وزير خارجية الجزائر (الخارجية الجزائرية)
TT

نزاع الصحراء ومكافحة الإرهاب يتصدران محادثات الجزائر مع دول أفريقية

وزير خارجية أوغندا في استقبال وزير خارجية الجزائر (الخارجية الجزائرية)
وزير خارجية أوغندا في استقبال وزير خارجية الجزائر (الخارجية الجزائرية)

يجري وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، منذ الخميس الماضي، زيارات ماراثونية إلى جنوب غرب أفريقيا وشرقها، حيث بحث العلاقات الثنائية والأمن ومكافحة الإرهاب في القارة، ونزاع الصحراء، حسب بيانات منفصلة للخارجية الجزائرية.

واستقبل رئيس أنغولا، جواو مانويل غونسالفيس لورنسو، عطاف، السبت، بقصر الرئاسة بلواندا، حيث «تناول اللقاء مختلف أبعاد ومحاور العلاقات المتميزة بين الجزائر وأنغولا، وسبل إضفاء حركية متجددة عليها في سياق التحضير للاستحقاقات الثنائية رفيعة المستوى، تماشياً مع الإرادة القوية التي تحدو قائدي البلدين في توطيد التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتعزيز التنسيق البيني على مختلف الأصعدة»، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.

وزير خارجية الجزائر مع رئيس بورندي (الخارجية الجزائرية)

وذكر البيان نفسه، أن عطاف بحث مع الرئيس الأنغولي «أهم القضايا والملفات المطروحة على أجندة الاتحاد الأفريقي»، مبرزاً أن بلاده «على استعداد مطلق لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للرئيس جواو مانويل غونسالفيس لورنسو، خلال توليه الرئاسة الدورية للمنظمة القارية، بداية من شهر فبراير (شباط) المقبل»، علماً أنها في عهدة الرئيس الموريتاني حالياً، محمد ولد الشيخ الغزواني.

وكان عطاف وصل، الجمعة، إلى كامبالا، عاصمة أوغندا، حيث استقبله الرئيس يوويري موسيفيني، حسب بيان لـ«الخارجية الجزائرية»، أوضح أن الوزير استعرض مع الرئيس الأوغندي «النتائج الإيجابية التي تم إحرازها في إطار تنفيذ القرارات، التي اتخذها قائدا البلدين»، خلال زيارة موسيفيني للجزائر في مارس (آذار) 2023، بحسب البيان نفسه، مشيراً أيضاً إلى أنه «تم التطرق إلى أهم القضايا المدرجة على أجندة الاتحاد الأفريقي، ومناقشة القضايا الراهنة على الصعيدين القاري والدولي»، ذكر من بينها العدوان الإسرائيلي على غزة، المستمر منذ العام الماضي، ونزاع الصحراء.

اجتماع وزاري أفريقي بالجزائر عُقد في شهر ديسمبر الماضي لبحث تهديدات الإرهاب (الخارجية الجزائرية)

وبدأ عطاف جولته الأفريقية منذ الخميس، بزيارة بورندي، حيث ذكر بيان لـ«الخارجية الجزائرية» أنه بحث مع نظيره البوروندي ألبرت شينجيرو «واقع وآفاق العلاقات بين البلدين، وتم الاتفاق على تجسيد التدابير الكفيلة بإعطاء دفع للتعاون الثنائي، من خلال إثراء وتحسين الإطار القانوني، وتفعيل آليات التعاون المؤسساتية، وكذا تحديد المجالات ذات الأولوية على ضوء إمكانات البلدين وتطلعاتهما التنموية». كما تبادل الوزيران، وفق البيان نفسه، «الآراء والتحاليل بخصوص عدد من القضايا والملفات المطروحة على الصعيد القاري».

رئيس بوركينا فاسو يستقبل كاتبة الدولة الجزائرية للشؤون الأفريقية (الرئاسة البوركينابية)

وزارت كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية الجزائري، مكلفة الشؤون الأفريقية، سلمى منصوري، بوركينا فاسو (جنوب الصحراء)، الخميس الماضي، وأجرت مباحثات مع رئيس البلاد إبراهيم تراوري، تناولت وفق بيان لـ«الخارجية الجزائرية»، «تعزيز التعاون في مجالات متعددة، مثل التعاون الأكاديمي، وتنمية القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، والقضايا الإنسانية». ونقل البيان عن منصوري أن التعاون بين الجزائر وبوركينا فاسو «في حالة جيدة، وعلى البلدين العمل على تعزيزه بشكل أكبر». وأضافت: «نحن واعون بالوضع العام، ليس فقط في بوركينا فاسو، ولكن أيضاً في منطقة الساحل».

وشددت منصوري على أن بلادها «مستعدة لدعم جهود بوركينا فاسو في إطار مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الاستقرار الوطني والإقليمي».

وتواجه الجزائر مشكلات سياسية كبيرة مع جيرانها المباشرين في الساحل، خصوصاً مالي والنيجر. ففي مطلع العام الحالي، أعلنت باماكو إلغاء «اتفاق المصالحة» مع المعارضة في الشمال، الذي تقوده الجزائر منذ التوقيع عليه فوق أرضها في 2015. واتهمت الجزائريين بـ«التدخل في شؤون مالي الداخلية»، بحجة أن سلطات الجزائر استقبلت قيادات من المعارضة المالية، في إطار مساعي إخلال السلم في البلاد. وأبدت الجزائر استياءً شديداً من تحالف الحكم العسكري مع مجموعات «فاغنر» الروسية، ضد التنظيمات الطرقية المعارضة.

كما تدهورت العلاقة مع النيجر، إثر رفض السلطات المنبثقة عن انقلاب 26 يوليو (تموز) 2023، خريطة طريق جزائرية للخروج من الأزمة، بعد أن كان الانقلابيون وافقوا عليها.