تصاعد القتال بين أميركا وإيران في سوريا... لإفشال الاتفاق النووي أم للانتقام؟

جانب من قاعدة «التنف» جنوب شرقي سوريا (أرشيفية - رويترز)
جانب من قاعدة «التنف» جنوب شرقي سوريا (أرشيفية - رويترز)
TT
20

تصاعد القتال بين أميركا وإيران في سوريا... لإفشال الاتفاق النووي أم للانتقام؟

جانب من قاعدة «التنف» جنوب شرقي سوريا (أرشيفية - رويترز)
جانب من قاعدة «التنف» جنوب شرقي سوريا (أرشيفية - رويترز)

بينما كانت الميليشيات المدعومة من «الحرس الثوري» الإيراني تضرب قاعدة عسكرية أميركية في جنوب سوريا بطائرات بدون طيار، تعرضت قاعدة أخرى يستخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالقرب من الحدود الشرقية السورية - العراقية لإطلاق صواريخ، في اليوم نفسه.
وقال مسؤولون أميركيون بأن الضربات المتتالية في 15 أغسطس (آب) أكثر تعقيداً من الهجمات السابقة ويخشون من أن المزيد آتٍ، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، وأدى ذلك إلى ما وصفته الصحيفة بـ«سلسلة من الهجمات الانتقامية» هذا الأسبوع، بما في ذلك الضربات الجوية الأميركية لثلاث ليال متتالية ضد أهداف إيرانية في سوريا.
إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤول أميركي حول الضربات الأميركية الأخيرة في سوريا، قوله إن «المسؤولين الأميركيين أكدوا لإيران عبر القنوات الخاصة والعامة، أنهم لا يعتزمون تصعيد الأعمال العدائية، لكنهم يسعون فقط لحماية المصالح الأميركية».
ووفقاً للصحيفة، تذكر المعارك الأخيرة بمدى توفير سوريا التي تمزقها الحرب، أرضاً خصبة لعدة حروب بالوكالة تلعبها كل من إيران وإسرائيل وأميركا وروسيا وتركيا ودول أخرى.
وقال مسؤولون أميركيون كبار، بحسب الصحيفة، إن هجمات 15 أغسطس على القاعدتين الأميركيتين في التنف قرب الحدود في جنوب سوريا «ربما كانت محاولة إيرانية للانتقام من هجوم إسرائيلي سابق من خلال استهداف أميركا حليفة إسرائيل»، رغم أن إيران نفت أي صلة لها بالجماعات في سوريا.
وقبلها بيوم، قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية في محافظتي دمشق وطرطوس في سوريا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود سوريين. استهدفت تلك الضربات قاعدة دفاع جوي للجيش السوري حيث تتمركز في الغالب مقاتلات مدعومة من إيران، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي الاقتتال الجديد في لحظة حساسة للغاية في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث يقترب الجانبان من إحياء الاتفاق النووي ما يرفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية.
ووفقاً للصحيفة، فإن أي هجمات تتسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا من كلا الجانبين قد تؤدي إلى انحراف المفاوضات النووية عن مسارها، رغم ذلك، أصر مسؤولون أميركيون وفق الصحيفة، على عدم وجود صلة بين الضربات في سوريا والمفاوضات النووية.
لكن مراقبين آخرين تساءلوا، بحسب الصحيفة، عما إذا كانت الهجمات التي تشنها القوات المتحالفة مع طهران يمكن أن تكون محاولة من قبل المتشددين الإيرانيين لتعطيل أي اتفاق. وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«نيويورك تايمز» إن «استخدام الطائرات المسيرة أشار بوضوح إلى تورط (الحرس الثوري)».
وتحدثت الصحيفة عن لقاء حصل قبل حوالي العام، ضم «تحالف معارض لإسرائيل تقوده إيران»، على حد وصفها، لمناقشة كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية المتزايدة داخل سوريا، وفقاً لغيث قريشي، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية والمطلع على استراتيجية الحرس الثوري في المنطقة، ضم اللقاء خبراء عسكريين من سوريا والعراق وقيادات من «حزب الله» في لبنان واليمن و«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.
وذكرت الصحيفة أنه ولسنوات، خاضت إسرائيل وإيران حرباً سرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتصاعدت الهجمات المتبادلة مؤخراً وتوسعت لتشمل الضربات البرية والجوية ومؤخراً في البحر.
وخلال اللقاء المذكور، خلص الخبراء العسكريون بحسب الصحيفة، إلى أنه رغم أن الجيش الأميركي قد تفوق على الجماعات التي تعمل بالوكالة في سوريا، فإن القرار اتخذ بأنه مقابل كل ضربة إسرائيلية على هدف إيراني في سوريا، ستكون هناك ضربة انتقامية ضد قاعدة أميركية في البلاد وخاصةً في التنف.
وقال عمر أبو ليلى، المدير التنفيذي لمؤسسة «دير الزور 24» الإخبارية: «تركيز إيران على التنف هو لأنها تعتبرها بقعة مزعجة بالنسبة لها. إنهم يريدون توسيع نفوذهم العسكري في تلك المنطقة بالكامل».


مقالات ذات صلة

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

جيفرز إلى بيروت مجدداً... و«حزب الله» يربط سلاحه بتحرير الجنوب

رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)
رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT
20

جيفرز إلى بيروت مجدداً... و«حزب الله» يربط سلاحه بتحرير الجنوب

رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)
رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)

يترقّب اللبنانيون ما سيحمله رئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف النار في جنوب لبنان الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز في لقاءاته، الأربعاء المقبل، برؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نواف سلام، للتأكد من أن تفهُّمه لتجاوب لبنان مع تنفيذ الاتفاق الأميركي - الفرنسي لإنهاء الحرب سيُترجم هذه المرة بالضغط على إسرائيل لإنقاذ الاتفاق، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، أم أن حضوره بعد طول غياب يأتي في سياق مواكبته للمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، والاطلاع على ما آل إليه التواصل بين الرئيس عون وقيادة «حزب الله» حول حصر السلاح بيد الدولة، ووضع القرار على سكة التطبيق عندما تتوافر الظروف.

والتزم لبنان بتطبيق وقف النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من جانب واحد، فيما تمردت إسرائيل على الاتفاق، وتمادت في خرق الأجواء اللبنانية، وأمعنت في مواصلة اغتيالها كوادر «حزب الله»، وإصرارها على منع الجنوبيين في القرى الحدودية من الاستعانة بالبيوت الجاهزة للإقامة فيها.

ويقول مصدر نيابي بارز بأن إسرائيل هي من تعطّل تطبيق القرار 1701 بعدم انسحابها من الجنوب، ورفضها التجاوب مع الجهود الدولية لإطلاق من لديها من الأسرى اللبنانيين، على الرغم من أن «حزب الله» لم يتمكن حتى الساعة من إحصاء عددهم في ظل الصعوبة التي يواجهها في كشف مصير المفقودين.

ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن لبنان لا يمانع، بالتفاوض مع إسرائيل، باتباع المعايير السياسية التي اتبعها عندما توصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، برعاية الوسيط الأميركي أموس هوكستين.

لقاء يجمع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بالمبعوث الأميركي آموس هوكستين رفقة السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون ورئيس لجنة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (إ.ب.أ)
لقاء يجمع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بالمبعوث الأميركي آموس هوكستين رفقة السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون ورئيس لجنة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (إ.ب.أ)

ويلفت إلى أن التفاوض برعاية دولية يهدف إلى تثبيت الحدود البرية بين البلدين التزاماً بما نصت عليه اتفاقية الهدنة. ويقول بأن لبنان اتخذ قراره بحصرية السلاح بيد الدولة، وأنّ لا عودة عنه، ويتصدّر التواصل بين الرئيس عون وقيادة «حزب الله»، وأن الانتقال إلى الحوار يتوقف على مدى استعداد إسرائيل لإطلاق الأسرى اللبنانيين والانسحاب من جنوب لبنان إلى الحدود الدولية.

ويؤكد المصدر النيابي أن الثنائي الشيعي يتعامل بارتياح مع موقف الرئيس عون، وهذا ما يعكسه الرئيس بري أمام زوّاره، ويقول بأن الجيش اللبناني انتشر بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية الموقتة «يونيفيل» في المنطقة التي انسحبت منها إسرائيل في جنوب الليطاني، وأن «حزب الله» يتعاون معه إلى أقصى الحدود. ويكشف أن الجيش تمكن أخيراً من السيطرة على بعض البلدات الواقعة في شمال الليطاني والمطلة على جنوبه.

ويرى المصدر أن سيطرة الجيش على بعض البلدات في شمال الليطاني، تحديداً تلك التي انطلقت منها الصواريخ باتجاه مستعمرتي المطلة وكريات شمونة، جاءت بالتعاون مع «حزب الله» وعلى خلفية قطع الطريق على إسرائيل في مطالبتها، وبدعم أميركي، بأن هذه البلدات تقع في النطاق الجغرافي لجنوب الليطاني، وبالتالي فهي مشمولة بخطة الانتشار.

ويقول المصدر إن موافقة الحزب على وقف النار، وتطبيق القرار 1701، وتأييده الخيار الدبلوماسي لإنهاء الاحتلال، وحصرية السلاح بيد الدولة، تعني حكماً أنه قرر إدراج سلاحه على طاولة الحوار، على أن يتم استيعابه في إطار الاستراتيجية الدفاعية. ويؤكد أن الثنائي الشيعي، بلسان بري، لن يسلّم السلاح قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من إسرائيل، وهو لن يتخلى عنه بلا تطبيق فعلي لوقف النار والذهاب إلى حوار حول مصيره.

بكلام آخر، فإن هذا السلاح لن يسلّم بدون ثمن سياسي، كما يقول المصدر، وأن الثمن المطلوب يكمن في انسحاب إسرائيل، وإطلاقها الأسرى اللبنانيين، ووقف اعتداءاتها وخروقها للأجواء اللبنانية.

ويلفت إلى أن السلاح يجب أن يُستخدم ورقةً لتحرير جنوب لبنان، كونه وحده يرفع الضغوط التي تحاصر الحزب من قبل حاضنته. ويقول بأن ربطه بالمفاوضات الإيرانية - الأميركية لتحسين شروط طهران قد لا يكون دقيقاً لأنه لن يبدّل من واقع الحال السياسي القائم في البلد.

إطلاق حوار أم تقطيع للوقت؟

المصدر نفسه يسأل ما إذا كان التوصّل إلى اتفاق سينعكس إيجاباً على لبنان، من زاوية إطلاق الحوار للتوصل إلى تفاهم يبقى محصوراً بحصرية السلاح.

يجيب مصدر دبلوماسي غربي على السؤال بقوله لـ«الشرق الأوسط» إن الجنرال الأميركي يسعى حالياً لتقطيع الوقت، وأن حضوره إلى بيروت يأتي بالتلازم مع مواصلة المفاوضات الأميركية - الإيرانية، مؤكداً أن ضغط واشنطن على تل أبيب يتلازم مع التوصل إلى اتفاق، وإلا فإن الإدارة الأميركية لن تحرك ساكناً، في المدى المنظور، للإبقاء على الضغط الإسرائيلي المفروض على «حزب الله» لمنعه من إعادة بناء قدراته العسكرية، على الرغم من أن الحصار المفروض عليه يقطع عنه الأكسجين، بالمفهوم السياسي للكلمة، ولن يكون في وسعه إعادة ترميم بنيته العسكرية والأمنية.

ويقول المصدر نفسه إن قيادة الحزب تخطئ، في حال قررت التعاطي مع توصّل واشنطن وطهران إلى اتفاق، وكأنه يشكّل محطة تعيده إلى ما كان عليه قبل أن يقرر إسناده لغزة الذي أوقعه في سوء تقديره لرد فعل إسرائيل، وترتب عليه تدمير الجنوب. ويرى أن الحزب يسعى لمقايضة سلاحه بإعادة إعماره، التي تتصدر الآن أولوياته، وأن تلويح قيادته بأنه بدأ يستعيد قوته يهدف إلى رفع معنويات محازبيه، من دون أن يكون لها مردود، سواء لجهة استعادته لتوازن الردع مع إسرائيل أو استرداده لقواعد الاشتباك التي لم تمنعها من توسيع عدوانها.

لذلك لم يعد من دور للحزب في الإقليم، وأن ما يهم قيادته الانصراف لإعادة إعمار الجنوب وربطه بالحوار الذي تستعد له للتوصل إلى اتفاق يتعلق بحصرية السلاح، لأن الحزب لم يعد له من خيارات سوى الانخراط في مشروع الدولة، شرط أن يتحول إلى حزب سياسي يقوده جناحه المدني، بعد أن أخطأ جناحه العسكري في تقديره لرد إسرائيل على إسناده لغزة، خصوصاً وأنه لم يعد له من حليف سوى الرئيس بري الذي يؤمّن له الحماية السياسية، ويرعى التفاوض عن بُعد لتحقيق التلازم بين حصرية السلاح وبين إخراج إسرائيل من الجنوب.