توافق متزايد في «أوبك» حول الفكر السعودي لتوازن الأسواق

النفط يصعد بفعل مؤشرات تحسن الطلب

ارتفعت أسعار النفط مع التوافق المتزايد حول الرؤية السعودية لتوازن الأسواق (إ.ب.أ)
ارتفعت أسعار النفط مع التوافق المتزايد حول الرؤية السعودية لتوازن الأسواق (إ.ب.أ)
TT

توافق متزايد في «أوبك» حول الفكر السعودي لتوازن الأسواق

ارتفعت أسعار النفط مع التوافق المتزايد حول الرؤية السعودية لتوازن الأسواق (إ.ب.أ)
ارتفعت أسعار النفط مع التوافق المتزايد حول الرؤية السعودية لتوازن الأسواق (إ.ب.أ)

وسط دعم متزايد للفكر السعودي ورؤيته لتوازن أسواق النفط، قال مصدر مطلع لـ«رويترز»، أمس (الجمعة)، إن الإمارات تتفق مع تفكير السعودية بشأن أسواق النفط وتدعم تصريحاتها الأخيرة.
وأشارت المملكة، أكبر منتج في «أوبك»، يوم الاثنين، إلى إمكانية تطبيق تخفيضات في الإنتاج لتحقيق التوازن في سوق النفط التي وصفتها بأنها تعاني من «انفصام». وحظي تصريح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بشأن استعداد «أوبك» للتدخل وإعادة التوازن في سوق النفط بموجة من الدعم، وأدلى كل من العراق والجزائر وليبيا وكازاخستان وأذربيجان وفنزويلا والكونغو وغينيا الاستوائية بتصريحات مماثلة قبل اجتماع «أوبك»، الذي سيُعقد في الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل، ويضم الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» ومنتجين آخرين من بينهم روسيا.
كما أيَّد وزير الطاقة والنفط السوداني محمد عبد الله، التصريحات السعودية، وقال الوزير السوداني في بيان إن بلاده تدعم جهود «أوبك» للحفاظ على استقرار السوق في مواجهة التشوهات والتقلبات. كما شدد على أهمية التصريحات «التي أدلى بها وزير الطاقة السعودي بشأن عدم استقرار السوق وتقلبات الأسعار». وأضاف البيان أن السودان، وهو عضو في «أوبك»، عبّر أيضاً عن دعمه الكامل للآلية التي وضعها تحالف «أوبك»، «ووفّرت الأدوات اللازمة لتحفيز تعديل إنتاج النفط ومواجهة جميع تحديات السوق».
وفي الأسواق، صعدت أسعار النفط نحو دولار أمس، مدعومةً بمؤشرات على تحسن الطلب على الوقود، لكن المكاسب كانت محدودة مع ترقب السوق مؤشرات من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بخصوص توقعات رفع سعر الفائدة. وبحلول الساعة 10:51 بتوقيت غرينتش زادت العقود الآجلة لخام برنت 1.53 دولار أو 1.54% إلى 100.87 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.20 دولار أو 1.3% إلى 93.72 دولار للبرميل.
ونزل الخامان نحو دولارين للبرميل مساء الخميس، لكنهما في سبيلهما لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 4% لبرنت و3% للخام الأميركي. وساعدت بيانات أفضل من المتوقع بشأن الاقتصاد الأميركي على تبديد مخاوف الركود.
وانكمش الاقتصاد الأميركي بوتيرة أكثر اعتدالاً مما كان يُعتقد خلال الربع الثاني، إذ خفف الإنفاق الاستهلاكي بعضاً من الضغط الناجم عن التباطؤ الحاد في تراكم المخزون.
وعلى الرغم من الضبابية المرتبطة بوتيرة رفع الفائدة في الولايات المتحدة للسيطرة على التضخم، فإن المخاوف المتعلقة بتقويض الطلب على النفط انحسرت هذا الأسبوع، مما يضع عقود الخامين على مسار تسجيل مكاسب بنحو 3% خلال الأسبوع.
وتلقت الأسعار دعماً من السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتي أشارت، يوم الاثنين، إلى إمكانية خفض الإنتاج لتحقيق التوزان في سوق النفط ومعادلة تأثير زيادة الإنتاج الإيراني في حال توصلت طهران إلى اتفاق مع الغرب. وقال «كومرتس بنك» في مذكرة: «بإمكان المضاربين أن ينظروا إلى ذلك على أنها دعوة للمراهنة على ارتفاع الأسعار دون الحاجة إلى الخوف من أي انخفاضات أكبر».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«أميركان إكسبريس السعودية»: البنية التحتية المتطورة تدعم زيادة إنفاق السياح

TT

«أميركان إكسبريس السعودية»: البنية التحتية المتطورة تدعم زيادة إنفاق السياح

زوار في جناح شركة «أميركان إكسبريس السعودية» بمؤتمر «سيمليس» للمدفوعات الرقمية بالرياض (الشركة)
زوار في جناح شركة «أميركان إكسبريس السعودية» بمؤتمر «سيمليس» للمدفوعات الرقمية بالرياض (الشركة)

تشهد السعودية نمواً ملحوظاً في تطوير البنية التحتية للمدفوعات الرقمية، إذ زاد عدد نقاط البيع في المملكة بشكل كبير، ما يخدم السكان المحليين ويُسهم في تعزيز تجربة السياح. وقد شهد إجمالي إنفاق السياح ارتفاعاً لافتاً، خلال النصف الأول من العام الحالي، مما يعكس التوجهات الإيجابية لتعزيز قطاع السياحة، وفق ما ذكره الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس السعودية» فهد بن مبارك القثامي، لـ«الشرق الأوسط».

وقال القثامي إن نقاط البيع التابعة لـ«أميركان إكسبريس» في المملكة شهدت زيادة لتصل إلى نحو 1.8 مليون نقطة، مع إضافة 600 ألف نقطة جديدة، خلال الأشهر القليلة الماضية من هذا العام.

وأشار إلى أن هذا النمو في نقاط البيع لا يخدم فحسب المواطنين والمقيمين بالمملكة، بل يفيد أيضاً السياح القادمين، إذ بلغ إجمالي إنفاقهم، خلال النصف الأول من العام الحالي، أكثر من 143 مليار ريال (نحو 38 مليار دولار).

وتُعرف نقاط البيع «POS» بأنها الأنظمة أو الأجهزة التي تستخدم في تنفيذ ومعالجة عمليات الدفع في المتاجر، مما يسهّل تسجيل المبيعات وتقديم الإيصالات للعملاء.

الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس السعودية» فهد بن مبارك القثامي (الشركة)

وخلال الحوار، أشار الرئيس التنفيذي إلى أن الشركة أسهمت في توفير خيارات دفع أكبر للسياح القادمين إلى المملكة. وأشار إلى أن نمو عائدات السياحة، خلال النصف الأول من عام 2024، وصل إلى 92 مليار ريال (24.5 مليار دولار)، بزيادة قدرها 8 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لبيانات وزارة السياحة السعودية.

ويبلغ حجم سوق المعاملات والمدفوعات السنوية بالبطاقات الائتمانية في السعودية 146.8 مليار دولار في عام 2024. ومن المتوقع أن تشهد هذه السوق نمواً سنوياً مركباً يتجاوز 6 في المائة، خلال الفترة من 2024 إلى 2028، وفقاً لبيانات «غلوبال داتا».

وأشار الرئيس التنفيذي، خلال الحوار، إلى أن الشركة أسهمت في توسيع خيارات الدفع المتاحة للسياح القادمين إلى المملكة، وهو ما انعكس إيجاباً على نمو عائدات السياحة التي بلغت 92 مليار ريال (24.5 مليار دولار)، خلال النصف الأول من عام 2024، مسجلةً زيادة بنسبة 8 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات وزارة السياحة السعودية.

وفيما يتعلق بتوسيع نطاق الشبكات، أوضح القثامي أن استراتيجية «أميركان إكسبريس السعودية» تركز على الشراكة مع المؤسسات المالية والبنوك المحلية لتوسيع شبكة بطاقاتها، مما يسهم في تمكين العملاء من استخدام بطاقاتهم في مختلف الأماكن.

ووفق أرقام «البنك المركزي السعودي»، فإن أجهزة نقاط البيع شهدت ارتفاعاً بنسبة 12 في المائة، خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وزاد كذلك عدد العمليات المنفَّذة عن طريق أجهزة نقاط البيع، بنحو 16 في المائة، بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، على أساس سنوي.

شركات «الفنتك» الناشئة

ذكر القثامي أن «أميركان إكسبريس السعودية» قامت بتشكيل تعاون استراتيجي مع شركات التقنية المالية الناشئة «الفنتك»، وهو ما يعود بالفائدة على العملاء والشركات الناشئة و«أميركان إكسبريس»، على حد سواء.

وقال الرئيس التنفيذي إن «الشركة منذ 2017 وحتى الآن، عملت على تعزيز الابتكار في المدفوعات الرقمية والتجارة الإلكترونية، من خلال بناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات المحلية»، مشيراً إلى اتفاقيات جرى إبرامها مع شركة «المسافر» التي تقدّم خدمات إدارة السفر وباقات العطلات، و«أوتو للتكنولوجيا» التي تعمل في مجال المدفوعات عبر الإنترنت، بصفتها أمثلة على التوسع في هذا المجال.

الجدير بالذكر أن شركة «أميركان إكسبريس السعودية» هي شركة مساهمة تملكها بالمناصفة «أميركان إكسبريس (الشرق الأوسط)»، و«البنك السعودي للاستثمار». وتمتلك وتدير بطاقات وأعمال «أميركان إكسبريس» في المملكة.