العراق: ترقب لقرار «الاتحادية» بشأن حل البرلمان... ومفاجأة الصدر التالية

أنصار الصدر خلف صورة كبيرة لرئيس السلطة القضائية فائق زيدان مكتوب عليها فاسد وعليها علامة إكس وبجانبها صورة عليها علامة إكس للمرشد الإيراني علي خامنئي وقيادات عراقية موالية لطهران في بغداد (أ.ف.ب)
أنصار الصدر خلف صورة كبيرة لرئيس السلطة القضائية فائق زيدان مكتوب عليها فاسد وعليها علامة إكس وبجانبها صورة عليها علامة إكس للمرشد الإيراني علي خامنئي وقيادات عراقية موالية لطهران في بغداد (أ.ف.ب)
TT

العراق: ترقب لقرار «الاتحادية» بشأن حل البرلمان... ومفاجأة الصدر التالية

أنصار الصدر خلف صورة كبيرة لرئيس السلطة القضائية فائق زيدان مكتوب عليها فاسد وعليها علامة إكس وبجانبها صورة عليها علامة إكس للمرشد الإيراني علي خامنئي وقيادات عراقية موالية لطهران في بغداد (أ.ف.ب)
أنصار الصدر خلف صورة كبيرة لرئيس السلطة القضائية فائق زيدان مكتوب عليها فاسد وعليها علامة إكس وبجانبها صورة عليها علامة إكس للمرشد الإيراني علي خامنئي وقيادات عراقية موالية لطهران في بغداد (أ.ف.ب)

تنظر المحكمة الاتحادية العليا في الدعاوى المقدمة إليها والتي تتعلق بحل البرلمان، بعدما كانت أرجأتها الأسبوع الماضي إلى الثلاثين من شهر أغسطس (آب) الحالي.
ورغم محاولة أنصار «التيار الصدري» اقتحام مجلس القضاء الأعلى بعد أيام من إصداره قراره الخاص بعدم صلاحيته بحل البرلمان، فإن مقتدى الصدر أعلن بعد سحب أنصاره من أمام بوابات المجلس أن لديه مفاجآت أخرى.
لقد كان من المفترض أن تعقد القوى السياسية العراقية جولة ثانية من الحوار الوطني، أول من أمس الخميس، برعاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لكن شروطاً كردية - سنية حالت دون إمكان حصول الجولة، الأمر الذي حمل الكاظمي على تأجيل المؤتمر إلى إشعار آخر.
وطبقاً لمعلومات مسربة من اللقاءات الجانبية لأقطاب العملية السياسية، واستناداً لما أفاد به مصدر سياسي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، فإن «القوى السياسية لا تعول على القرار المنتظر من قبل المحكمة الاتحادية لأنه لن يختلف عن قرار مجلس القضاء الأعلى الخاص بعدم صلاحيته حل البرلمان، كون الدستور رسم آلية لذلك لا يمكن القفز عنها».
وأوضح المصدر السياسي أن «المحكمة الاتحادية سوف تنظر بنوعين من الدعاوى أو الشكاوى بشأن حل البرلمان؛ إذ هناك دعاوى تطلب منها تفسيراً فيما إذا كان من صلاحيتها حل البرلمان من عدمه. بينما هناك دعاوى تطالبها بحل البرلمان من منطلق أنه أخفق في القيام بواجباته».
وأكد أن «السلطة القضائية لا تملك سوى اللجوء إلى الدستور في تفسير القوانين، وليس اتخاذ القرارات طبقاً لمتبنيات القوى السياسية، لا سيما أن القضاء ليس المسؤول عن حالة الانسداد السياسي التي أوصلت البلاد إلى هذه المرحلة. ناهيك عن أن المشرع لم يكن قد أخذ في الاعتبار أن الأمور يمكن أن تبلغ هذا المستوى المتدني الذي وصلته بحيث يعالج كل الإخفاقات».
إلى ذلك، واستناداً إلى الموقف الكردي - السني الجديد بشأن الحوار الوطني، فإن المعلومات المتداولة في الأروقة السياسية أن الموقف الكردي الذي يعبر عنه «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني و«تحالف السيادة» بزعامة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان يعكس موقفهما المسبق من قوى «الإطار التنسيقي». فالدعوات التي يطالبان بها بالحوار باتت مشروطة بحضور «التيار الصدري».
وفيما ترى أوساط سياسية عراقية أن موقفي «السيادة» و«الحزب الديمقراطي» الذي عاد يقترب كثيراً من موقف زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر يعني أن كلا الطرفين باتا يلوحان بتشكيل ثلث معطل جديد مناوئ لقوى «الإطار التنسيقي» التي بدأت تضغط باتجاه عقد جلسة للبرلمان العراقي خارج مقر المجلس الذي يحتله الصدريون منذ أكثر من شهر.
لكن القيادي البارز في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» هوشيار زيباري، وزير الخارجية الأسبق والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أعلن من جهته في تغريدة له على موقع «تويتر» أنه «لمعالجة الأزمة المتفاقمة في البلاد لا بديل عن الحوار الوطني». وأضاف زيباري أنه يفترض «تهيئة جادة لحوار شامل لجميع الأطراف المعنية وخصوصاً مشاركة الأطراف الفاعلة والمؤثرة من التيار الصدري»، موضحاً أنه في حال عدم تحقيق ذلك فإن الحوار «سيكون حوار الطرشان وبدون مخرجات لتهدئة الاحتقان الحاصل».
المراقبون السياسيون يرون أن الموقف الكردي - السني الجديد بات يصب في مصلحة الصدر. فالحلبوسي الذي باتت توجه إليه اتهامات بعدم التعاطي بجدية مع دخول الصدريين إلى البرلمان بعكس ما فعله رئيس السلطة القضائية فائق زيدان الذي تصرف بقوة لحماية المؤسسة القضائية، لا يزال يرفض عقد جلسة خارج المقر الرسمي للبرلمان. بينما موقف بارزاني الجديد، والذي عبر عنه أبرز قياديي حزبه هوشيار زيباري وهو في الوقت نفسه خاله ومرشحه لرئاسة الجمهورية قبل إقصائه من المحكمة الاتحادية العليا، عزز موقف الصدر حيال خصومه.
الصدر، من جهته، توعد خصومه في قوى «الإطار التنسيقي» بأنه سوف يتخذ خطوات تصعيدية جديدة بل وعد بما لا يتوقعه أحد. وهو ما جعل دائرة التوقعات والتكهنات تدور في شتى الاتجاهات مع بروز مخاوف من إمكانية أن يستغل طرف ثالث الأزمة الشيعية - الشيعية ليفجرها باتجاه خلق بيئة مناسبة لصدام شيعي - شيعي بات محتملاً أكثر من أي وقت مضى.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.