مقتل قيادي وعناصر محليين في ريف درعا الغربي

مزيد من الاغتيالات مع استمرار الانفلات الأمني

صورة نشرت على مواقع محلية لتشييع قتلى الكمين في طفس
صورة نشرت على مواقع محلية لتشييع قتلى الكمين في طفس
TT

مقتل قيادي وعناصر محليين في ريف درعا الغربي

صورة نشرت على مواقع محلية لتشييع قتلى الكمين في طفس
صورة نشرت على مواقع محلية لتشييع قتلى الكمين في طفس

على وقع صيحات التكبير وإطلاق الرصاص، شيّع أهالي مدينة طفس غربي درعا، أمس (الجمعة)، ضحايا كمين استهدف قادة وعناصر محليين من المدينة وبلدة اليادودة ليل الخميس - الجمعة. وقد تعرض عدد من قادة وعناصر المجموعات المحلية في ريف درعا الغربي لعملية اغتيال، راح ضحيتها القيادي خلدون البديوي الزعبي وأربعة عناصر محليين من مدينة طفس كانوا برفقته، وإصابة القيادي محمد جاد الله الزعبي ومقتل عنصر آخر من بلدة اليادودة، إثر استهدافهم من قبل مجهولين قرب منطقة الضاحية بدرعا المحطة على طريق المفطرة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن عملية الاستهداف كانت أثناء عودة القادة المحليين من اجتماع أمني مع مسؤول جهاز الأمن العسكري في جنوب سوريا العميد لؤي العلي لاستكمال اتفاق مدينة طفس غربي درعا الذي أُعلن عنه قبل أسبوع، وأن الحادثة وقعت قرب محطة الوقود في منطقة ضاحية درعا عند مدخل مدينة درعا الغربي، أي على الطريق الواصل بين مدينة درعا وبلدة اليادودة. وأُطلقت قذيفة «آر بي جي» على السيارات التي كان يستقلها القادة ومرافقوهم، أعقبها وابل من الرصاص واشتباكات استمرت لوقت قصير، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من القادة والعناصر المحليين.
وشهدت مدينة طفس بريف درعا الغربي عقب الحادثة استنفاراً لمقاتلين محليين، وسط إطلاق نار كثيف سمع في المدينة، مع استنفار لقوات النظام السوري في الثكنات العسكرية القريبة من مدينة طفس خوفاً من ردات فعل من المقاتلين المحليين.
ويعتبر خلدون الزعبي، أحد أبرز القادة المحليين في المنطقة الغربية من درعا، وعمل، قبل اتفاق التسوية، قيادياً في أحد الفصائل المعارضة التي كانت في المنطقة. وبعد اتفاق التسوية والمصالحة الذي شهدته المنطقة الجنوبية في يوليو (تموز) من عام 2018، حافظ على مجموعته ومقاره العسكرية في مدينة طفس، كما لجأ إليه عدد من المطلوبين للأجهزة الأمنية في المنطقة الغربية.
وكان لخلدون الزعبي دور بارز في المفاوضات الأخيرة في طفس عند محاولة اقتحام المدينة من قبل الجيش والأجهزة الأمنية. وكانت تتهمه اللجنة الأمنية باحتواء مطلوبين من خارج طفس تابعين لتنظيم داعش الإرهابي. بينما اتهمه آخرون بالتعاون مع الأجهزة الأمنية مؤخراً لتسليم المطلوبين بعد خروجهم من مدينة طفس، وتنفيذ مجموعته عمليات اغتيال وابتزاز في المنطقة طالت معارضين سابقين وأعضاء من اللجان المركزية للتفاوض. وكان خلدون الزعبي تعهد بعدم احتواء أي مطلوب أو غريب عن مدينة طفس، وأجرى اتفاقاً مع مسؤول الأمن العسكري نهاية الشهر الماضي، أفضى إلى وقف الأعمال العسكرية على المدينة وانسحاب التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى الأطراف الجنوبية من المدينة مؤخراً.
أما القيادي الآخر الذي أصيب بالكمين، فهو محمد جاد الله الزعبي، وهو من المطلوبين للأجهزة الأمنية في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي. وكانت الفرقة الرابعة طالبت بترحيله إلى الشمال السوري في عام 2021 بتهمة رفضه الخضوع لاتفاق التسوية وممارسة أفعال ضمن مجموعة خلدون الزعبي ضد قوات الجيش السوري.
وكان محمد جاد الله الزعبي قبل اتفاق التسوية قيادياً ضمن فصائل محلية معارضة في المنطقة الغربية من درعا. ثم انضم إلى المجموعة التي يقودها خلدون الزعبي وبقي في مدينة طفس منذ اتفاق التسوية في عام 2018.
وصباح الخميس الماضي، داهمت دورية أمنية مشتركة من قوات النظام السوري منزل العقيد المنشق عن الجيش السوري فواز الطياسنة في مدينة نوى بريف درعا الغربي. وقالت مصادر محلية من المدينة إن قوات النظام السوري داهمت منزل العقيد المنشق بهدف اعتقال ابنه، الذي لم يكن موجوداً في البيت. ودارت اشتباكات بين عناصر الدورية الأمنية ومسلحين محليين، تسببت بوقوع قتلى وجرحى بين عناصر المجموعة المقتحمة، كما أدت إلى إصابة العقيد المنشق إصابة خفيفة.
إلى ذلك، داهمت دورية أمنية مشتركة من الجيش والمخابرات الجوية المزارع والخيام المحيطة ببلدة المليحة الغربية بريف درعا الشرقي صباح الخميس، واعتقلت اثنين من أبناء العشائر البدوية واقتادتهما إلى قيادة اللواء 52 شرقي درعا. وعثر الأهالي صباح الخميس على جثتين تعود لمواطنين من بلدة محجة بريف درعا الشمالي، على الطريق الواصل بين بلدتي الدلي والسحيلية، وتظهر عليهما آثار إطلاق نار من مسافة قريبة. وشهدت منطقة الدلي قبل أيام استهداف دورية عسكرية تابعة لجهاز مخابرات أمن الدولة على طريق الدلي - برقة قرب مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي.
وتعرض أحد عناصر المجموعات المحلية التابعة لجهاز الأمن العسكري في درعا المدعو جميل السويدان الملقب بـ«جميل القسيم» لعملية اغتيال مساء يوم الأربعاء في بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي؛ حيث تم اغتياله رمياً بالرصاص من قبل مسلحين مجهولين.
والسويدان كان قيادياً ضمن الفصائل المحلية المعارضة المعتدلة التي كانت في المنطقة الجنوبية قبل خضوعه لاتفاق التسوية والمصالحة الذي شهدته محافظة درعا في عام 2018، وعمل بعد اتفاق التسوية ضمن مجموعة محلية تابعة لجهاز الأمن العسكري.
وقالت مصادر محلية في السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، إن هجوماً مسلحاً وقع فجر الخميس على أحد مشروعات آبار المياه في بلدة عتيل بريف السويداء، ما أسفر عن مقتل عامل البئر المدعو فراس شعبان. ورجحت المصادر أن الهجوم كان بدافع السرقة لاحتواء المشروع على معدات كهربائية ومضخات وأدوات ومعدات بناء ذات أسعار مرتفعة. كما أن مشروع البئر تعرض قبل أيام للسرقة.
وتعرض الشاب هشام أبو فخر لمحاولة اغتيال في بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي إثر تعرضه لإطلاق نار أمام منزله من قبل مجهولين، وتم نقله إلى المشفى العام في السويداء.
وما زال الانفلات الأمني وانتشار عمليات القتل والتصفية يخيم على مناطق جنوب سوريا، إذ شهدت خلال اليومين الماضيين عدة عمليات اغتيال استهدفت قادة وعناصر مجموعات محلية مسلحة ومدنيين وآخرين متهمين بتجارة المخدرات وعناصر من قوات النظام السوري، لا سيما مع انتشار المخدرات بكل أشكالها مع ظاهرة التعاطي في أعمار مختلفة، إضافة إلى انتشار السلاح العشوائي، وكثرة مروجي المخدرات وتجار السلاح في المنطقة.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

لا موعد لعودة هوكستين ولا مكان للتقدم لتطبيق الـ1701

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
TT

لا موعد لعودة هوكستين ولا مكان للتقدم لتطبيق الـ1701

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قبل اجتماعهما في مكتب رئيس الوزراء في القدس (د.ب.أ)

الترويج لمعاودة الوسيط الأميركي آموس هوكستين تحركه بين بيروت وتل أبيب للتوصل لوقف النار يبقى في إطاره الإعلامي، ما دام رئيسا المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لم يتبلغا بموعد عودته ولا بتحقيق بعض التقدم في زيارته الأخيرة لإسرائيل، وإلا فلماذا اضطر للعودة إلى واشنطن بدلاً من أن يعرج على بيروت لإطلاعهما على الأجواء التي سادت اجتماعه برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو؟

وتقول مصادر سياسية إن مواصلته للوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى وقف للنار تمهيداً لنشر الجيش اللبناني، إلى جانب قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب الليطاني لتطبيق القرار الدولي 1701 بعد الاتفاق على آلية تنفيذه، تبقى عالقة على نتائج السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض بين الرئيس السابق دونالد ترمب ومنافسته كامالا هاريس، والتي ستظهر تدريجياً في الساعات المقبلة.

وساطة هوكستين وسباق الرئاسة الأميركية

وتؤكد مصادر سياسية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن مصير الوساطة التي يتولاها هوكستين لنزع فتيل التفجير بين إسرائيل و«حزب الله» يتوقف على من سيحسم السباق الرئاسي الأميركي. وتقول إن انتخاب هاريس من شأنه أن يسهّل مهمته ويتيح له الاستقواء بوصولها إلى البيت الأبيض على نحو يمكّنه من وضع حد للابتزاز الذي يمارسه نتنياهو؛ لأنه سيكون في وسعها الاستعانة بالرئيس الحالي جو بايدن لوضع تطبيق الـ1701 على نار حامية، حتى قبل أن تبدأ ممارسة صلاحياتها الرئاسية في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، هذا في حال أنها حسمت أمرها وقررت إخراج الوساطة من المراوحة، أسوة بتلك التي أصابت مفاوضات غزة.

وترى المصادر ذاتها أن فوز ترمب بالرئاسة قد يؤدي إلى تمديد أمد المراوحة التي يحاول نتنياهو الإفادة منها لمواصلة تدمير القرى الأمامية التي لم تعد صالحة للإقامة فيها.

فوز ترمب يمدد فترة تفلت نتنياهو

وتخشى المصادر نفسها أن انشغال ترمب في تشكيل إدارته بالبيت الأبيض سيؤدي حتماً إلى تمديد فترة «السماح» لنتنياهو لترتيب الوضع في القرى الأمامية الحدودية، ولكن على طريقته، بما يمكّنه من انتزاع موافقة الحكومة اللبنانية للتسليم بتفسيره لتطبيق القرار الدولي استباقاً لإعادة ترتيب الوضع في المنطقة، آخذاً بعين الاعتبار إطباق الحصار على إيران والقضاء على أذرعها، بدءاً بـ«حزب الله»، بقطع كل أشكال الإمداد العسكري والمالي له، بالتلازم مع استهدافه للبنية الاقتصادية، ليس للحزب فقط، وإنما للطائفة الشيعية، وهذا ما يفسّر تدميره للأسواق والمصانع والمؤسسات والمرافق الحيوية التي لا غنى عنها للنهوض مجدداً بهذه المناطق.

وفي هذا السياق، تسأل المصادر عمّا إذا كان وصول ترمب يشكل محطة لاختبار مدى جديته بإنهاء الحروب، بدءاً بإعادة الهدوء المستدام إلى الجنوب، انسجاماً مع وعوده التي قطعها في لقاءاته مع الاغتراب اللبناني. فهل يضغط على إسرائيل لتطبيق الـ1701 بكل مندرجاته؟

استعصاء نتنياهو

وتستغرب المصادر السياسية وضع اللائمة على لبنان بتحميله مسؤولية إضاعته للفرص التي أتيحت لتطبيق الـ1701، وتقول إن نتنياهو هو من يستعصي ويتمرّد على الإدارة الأميركية برفضه التجاوب مع الإطار العام الذي اتفق عليه هوكستين مع بري لتسهيل تنفيذ القرار، وذلك بمطالبته بإدخال تعديلات عليه غير قابلة للتنفيذ، من وجهة النظر اللبنانية، كونها تجيز له استمرار تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي في الأجواء اللبنانية، وتعطيه الحق بالتوغل في منطقة جنوب الليطاني ولو من باب الشبهة، بذريعة أن هناك من يعدّ لتحرك يراد منه تهديد أمن إسرائيل.

وتكشف المصادر عن أن هوكستين كان قد أبلغ مسؤولين لبنانيين، وهو في طريقه إلى تل أبيب للقاء نتنياهو، أن الأجواء إيجابية وتفتح الباب أمام التوصل لوقف النار. وتقول إنه تحدث لاحقاً عن حصول تقدُّم بقي إعلامياً، مع أنه، كما نُقل عنه، أمهل نتنياهو بعض الوقت نزولاً عند رغبته، ما أوحى له بأن للبحث صلة على طريق إنهاء الحرب.

نتنياهو يسعى لترتيبات أمنية

لكن، تبين بحسب المصادر أن لا أساس للتقدم الذي تحدث عنه هوكستين، وإلا فلماذا يوسع نتنياهو تدميره وحرقه للقرى؟ ما يدعو للتساؤل عمّا إذا كان يود خوض المفاوضات على طريقته، وتحت النار، للضغط على لبنان للتسليم له بإدخال «ترتيبات أمنية» على الـ1701، يمكن أن تسمح له بتفريغه من مضامينه، مع أن لبنان أقر بأن لا مفر من تطبيقه على قاعدة الاعتراف بالاستعداد للدخول في مرحلة سياسية جديدة غير تلك القائمة حالياً، وأدت إلى تعطيل تنفيذ القرار.

وترى المصادر أنه لم يعد من مبرر للربط بين جبهتي غزة والجنوب، وأنه لا بد من الفصل بينهما لعدم توفير الذريعة لنتنياهو للتفلت من وقف حربه على لبنان بتطبيق الـ1701، مع أنه لم يكن من ضرورة لإسناد «حزب الله» لغزة، الذي شكل بتفرُّده بقرار السلم والحرب إحراجاً للحكومة عربياً ودولياً، باعتبارها صاحبة الصلاحية في اتخاذه، فيما افتقد الحزب إلى من يناصره، بخلاف وحدة الساحات التي يدعو لها محور الممانعة بقيادة إيران، وهذا ما ألقى عليه عبء المواجهة منفرداً.