مطالبات بإبعاد المعسكرات والمستودعات الإيرانية عن محيط المدن السورية

صورة للقصف الجوي الإسرائيلي على مواقع إيرانية غرب حماة نشرت على صفحات موالية على وسائل التواصل
صورة للقصف الجوي الإسرائيلي على مواقع إيرانية غرب حماة نشرت على صفحات موالية على وسائل التواصل
TT

مطالبات بإبعاد المعسكرات والمستودعات الإيرانية عن محيط المدن السورية

صورة للقصف الجوي الإسرائيلي على مواقع إيرانية غرب حماة نشرت على صفحات موالية على وسائل التواصل
صورة للقصف الجوي الإسرائيلي على مواقع إيرانية غرب حماة نشرت على صفحات موالية على وسائل التواصل

في وقت تتصاعد وتيرة القصف الجوي الإسرائيلي على أهداف ومواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا، تحديداً في محافظتي طرطوس وحماة وسط البلاد وغربها، بدأت تعلو أصوات المدنيين في هذه المناطق، مطالبة بإبعاد المستودعات والقطعات العسكرية التابعة لإيران عن المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، وذلك بعدما أدى القصف الجوي الإسرائيلي على مستودعات أسلحة إيرانية في ريف حماة الغربي أول من أمس إلى مقتل مدنيين وجرح آخرين بشظايا انفجارات طالت منازلهم.
القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مركز البحوث العسكرية ومعسكر الشيخ غضبان ومواقع أخرى قريبة في منطقة مصياف، على بعد 40 كيلومتراً غرب مركز مدينة حماة وسط سوريا، حيث تتخذ منها الميليشيات الإيرانية مقرات ومعسكرات تدريب ومخازن أسلحة وذخائر، أثار ذعر المدنيين في المنطقة والقرى المحيطة بها (طير جملة وبقراقة والكروم والوادي) بعدما طالتها أعداد من الشظايا تسببت بمقتل مدنيين وإصابة آخرين بجروح.
وحذرت الجهات المحلية المدنيين عبر مكبرات الصوت في مدينة مصياف، من التجول في الشوارع والوقوف على الأسطح حفاظاً على سلامتهم، بسبب تطاير الشظايا الناجمة عن الانفجارات في المواقع المستهدفة بالغارات الإسرائيلية. وقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل عدد كبير من عناصر الميليشيات الإيرانية الذين نقلوا إلى المشفى الوطني في حماة.
وقالت لمار عباس (اسم مستعار) وهي ناشطة في منطقة مصياف، لـ«الشرق الأوسط»، «شهدت المواقع الإيرانية في مركز البحوث العملية العسكرية ومعسكرات الشيخ غضبان ومواقع أخرى قريبة، في منطقة مصياف، غرب حماة، أعنف استهداف جوي إسرائيلي، مقارنة بالاستهدافات السابقة على مدار السنوات والفترات الماضية، نظراً للانفجارات داخل تلك المواقع جراء الاستهدافات، وتطاير الشظايا لبضع كيلومترات طال بعضها الأبنية السكنية في القرى والبلدات القريبة من الأماكن المستهدفة. وهو ما أسفر عن مقتل مدنيين وجرح آخرين في تلك القرى، وتسبب بحالة ذعر كبيرة في صفوف المواطنين، ونزوح أعداد كبيرة من العائلات إلى القرى المجاورة لم تطلها الشظايا».
أضافت: «مواصلة الطيران الإسرائيلي قصفه للمواقع الإيرانية في المنطقة، دفع أهالي منطقة مصياف والقرى القريبة بينها (طير جملة والكروم والشيخ غضبان والمحروسة وبرقراقة)، إلى عقد اجتماع مع مدير منطقة مصياف في شرطة النظام وشخصيات عسكرية وأمنية سورية مسؤولة في المنطقة، طالبوا فيه المسؤولين بضرورة نقل إيران مواقعها العسكرية من محيط المدن والقرى والمناطق المأهولة بالسكان المدنيين، لتجنيب أهلها الأضرار البشرية والمادية بالقصف الإسرائيلي الذي تزايد مؤخراً. ووعد المسؤولون بنقل مطالبهم للقيادة (الجهات العليا في مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية)».
وقال أبو حيدر، أحد أبناء منطقة مصياف، «عملت الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، خلال السنوات الماضية، على إنشاء أنفاق وكهوف داخل الجبال في منطقة دير شميل ومركز البحوث العسكرية ومعسكر الشيخ غضبان وبالقرب من طريق مصياف وادي العيون. ودعمت أبوابها بكتل إسمنتية مسلحة لحمايتها من الضربات الجوية الإسرائيلية، لا سيما أنها تتخذ من تلك المواقع والمنشآت العسكرية مخازن للأسلحة والذخائر ومعسكرات لتدريب عناصرها. فضلاً عن أنها منطقة تضمن حماية مصالحها وطرق إمدادها بالمعدات العسكرية واللوجيستية لـ(حزب الله) (اللبناني)، مروراً بمنطقة طرطوس السورية إلى لبنان. إلى جانب إمداد مواقع ميليشياتها في ريف حماة الغربي وسهل الغاب ومناطق في ريف اللاذقية الشرقي غرب سوريا». واستبعد قبول إيران بإغلاق ونقل مواقعها بعيداً عن المدن «رغم أن وجودها بالقرب من الأهالي واستهدافها المتكرر من قبل إسرائيل، يلحق الأذى بالمدنيين وممتلكاتهم وتعريض مساحات كبيرة من الأحراج للحريق».
كانت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، بينها وكالة «سانا»، نقلت عن مصادر عسكرية، أن الطيران الإسرائيلي «استهدف بعدد من الغارات الجوية، من جهة البحر في محافظة طرطوس غرب سوريا، عدداً من المواقع العسكرية في مناطق قريبة من منطقة مصياف وطرطوس، فيما تصدت الدفاعات الجوية للنظام للصواريخ وأسقطت عدداً منها قبل وصولها إلى أهدافها».
وأوضح مسؤول وحدة الرصد 80 (المعارضة) في حماة، أن «الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة استهدفت 3 مواقع عسكرية إيرانية رئيسية، وهي موقع البحوث العملية العسكرية ومعسكر الشيخ غضبان وموقع حير عباس، بالقرب من مدينة مصياف غرب حماة». وأكد أن الغارات «أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من مقار الميليشيات الإيرانية، وأوقعت عدداً من القتلى في صفوفها».
وشرح أن «الميليشيات الإيرانية وسعت خلال السنوات الماضية نفوذها في محافظة حماة وسط سوريا، من خلال إنشاء مقار ومواقع ونقاط عسكرية، بالإضافة إلى معسكرات لتدريب عناصر الميليشيات الموالية لإيران، بلغ عددها حتى منتصف العام الحالي نحو 26، وهي تنتشر في منطقة البحوث العملية في تقسيس وجبل براق جنوب حماة، ومعسكر الفروسية، ومطار حماة العسكرية، ومركز البحوث البيطري شمال حماة، وموقع جبل عين الزرقاء، ومعمل البصل في منطقة السملية، وسلسلة مواقع في منطقة أثريا شرق حماة، ومواقع صناعات عسكرية إيرانية وقيادية في منطقة مصياف، ما جعلها عرضة للاستهدافات الجوية الإسرائيلية بشكل متكرر».
وفي شهر مايو (أيار) الماضي، نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية خبراً وصوراً التقطتها أقمار صناعية، تظهر دماراً كاملاً تعرضت له مواقع للنظام السوري وميليشيات إيرانية جراء غارات جوية إسرائيلية بالقرب من مدينة مصياف بريف حماة وسط سوريا.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.