نواب يلوّحون بمقاطعة جلسة الانتخاب لمنع وصول رئيس مقرب من «حزب الله»

ستريدا جعجع لعدم التفريط في آخر فرصة متاحة للإنقاذ

TT

نواب يلوّحون بمقاطعة جلسة الانتخاب لمنع وصول رئيس مقرب من «حزب الله»

تكرر تلويح نواب معارضين لـ«حزب الله» بالعزوف عن المشاركة في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك بهدف إفقاد الجلسة نصابها القانوني ما يحول دون إيصال رئيس مقرب من «حزب الله» إلى الرئاسة، وذلك في ظل تعثر التوافق على رئيس جديد للجمهورية، والانقسام اللبناني حول هويته السياسية، بين من يريده إصلاحياً سيادياً، أو حيادياً، أو محسوباً على طرف سياسي.
ويحتاج انتخاب الرئيس إلى حضور ثلثي أعضاء البرلمان، كما يحتاج انتخابه دستورياً في الدورة الأولى إلى أكثرية ثلثي أعضاء مجلس النواب. واستخدم «حزب الله» سياسة مقاطعة الجلسات في عام 2014 ما أفقدها نصابها القانوني، حتى الاتفاق على انتخاب الرئيس ميشال عون في عام 2016.
وقال عضو الكتلة المدنية (التغييريون) النائب وضاح الصادق، إن «خيار إفقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية نصابها القانوني أمر مطروح، في حال رأينا أن البلد ذاهب إلى الهاوية»، مشيراً في تصريح لقناة «الجديد»، إلى «وجود أسماء جيدة يمكن الاتفاق عليها لرئاسة الجمهورية، وتنطبق عليها مواصفات الرئيس الوسطي، لأن من الصعب الدخول برئيس تحد لكونه لن يحصل على غالبية نيابية، بل ما نريده اليوم هو رئيس تحد قادر على جمع كل الأفرقاء».
وليس الصادق هو أول من يلوح بمقاطعة جلسات انتخاب الرئيس، فقد لوح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بهذا الخيار، ضمن خيارات مواجهة إيصال مرشح يمثل قوى «8 آذار» (حلفاء حزب الله) إلى الرئاسة.
وفي حال توافق نواب «القوات» (19 نائباً) و«الكتائب» (4 نواب) وأعضاء الكتلة المدنية (13 نائباً) ومستقلون سياديون وحلفاء لهم بما يوصل أعداد النواب المقاطعين إلى 43 نائباً، عندها تفقد جلسة انتخاب الرئيس نصابها القانوني، ما يحول دون انتخاب رئيس في الدورة الأولى أو الدورة الثانية التي تنص على اقتراعه بالغالبية المطلقة.
وتنص المادة 49 من الدستور على أنه «ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي».
يأتي ذلك في ظل انقسام حول الهوية السياسية للمرشحين. وأكدت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ستريدا جعجع، «أن مفتاح الحل في يدنا، لذا حذار تضييعه أو رميه هباء»، داعية النواب السياديين إلى انتخاب رئيس إنقاذ. وسألت جعجع: «ألا يرى نواب المعارضة الذين أعطاهم الشعب وكالته النيابية على أساس التغيير أنه إن لم يتحدوا مع الخيار السيادي، لن يتمكنوا من الإتيان برئيس تغييري فعلي مدعوم من أكثرية نيابية تكفل له الحكم، وتتمكن من الإتيان برئيس حكومة تغييري وحكومة تغييرية من أجل إنقاذ البلاد؟». وأضافت: «ألا يرى هؤلاء النواب أنه في حال العكس، أي عدم الوحدة، سنفرط على البلاد وعلى أنفسنا آخر فرصة متاحة من أجل الإنقاذ، وسنحكم على أنفسنا وعلى الشعب الذي أعطانا ثقته بالاستمرار في العذابات لست سنوات إضافية، هم ونحن بغنى عنها؟».
وشددت على أننا «نواب سياديون أمام خيار واحد، وهو أن نضع البلاد على سكة الإنقاذ عبر الإتيان برئيس سيادي إصلاحي، عازم على المواجهة والإصلاح ومكافحة الفساد، وتطبيق القوانين وحفظ الاستقلال والحرية وصونهما في هذه البلاد».
وفي سياق متصل، أصر رئيس حزب «الوطنيين الأحرار»، النائب كميل شمعون، على أن يكون الرئيس «سيادياً وحيادياً ومحترماً من بيئته المسيحية والوطنية، إذ إن فكرة الرئيس القوي قد سقطت وأثبتت الأيام أن رئيس البلاد يجب أن يكون هو الحكم بين جميع الأطراف».
يأتي ذلك في ظل تعثر في تشكيل الحكومة. ورأى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، أننا «لن نقبل بأي تسوية سياسية على حساب المسيحيين، خصوصاً في موضوع رئاسة الجمهورية، وعددُ نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يقاس بالميثاقية الوطنية وليس بشيء آخر، والحل يمر بحكومة وطنية لأن البلد يعاني من كارثة وطنية». وأعرب عن اعتقاده أن «مفتاح أي تسوية وطنية على مستوى رئاسة الجمهورية هو بيد الرئيس نبيه بري، فالإنقاذ الوطني ضرورة ماسة لانتشال البلد من الفراغ المدمر».
وطالب النائب عن «حزب الله» حسن عز الدين، بدوره، «بضرورة تشكيل حكومة حتى لو بقي شهر واحد من عهد رئيس الجمهورية، تكون كاملة الصلاحيات والأوصاف، لأنه يخشى حينئذٍ أن نكون أمام أزمة سياسية ودستورية ما لم تكن هناك حكومة ذات صلاحيات تامة تستطيع أن تقارب استحقاق رئاسة الجمهورية، كي لا نقع في الفراغ».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

مفوضية اللاجئين: السلطة السورية الجديدة أرسلت إشارات بنّاءة

تُظهر الصورة الجوية سوريين يحتفلون بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من تمثال السيف الدمشقي التاريخي بساحة الأمويين بوسط العاصمة (أ.ف.ب)
تُظهر الصورة الجوية سوريين يحتفلون بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من تمثال السيف الدمشقي التاريخي بساحة الأمويين بوسط العاصمة (أ.ف.ب)
TT

مفوضية اللاجئين: السلطة السورية الجديدة أرسلت إشارات بنّاءة

تُظهر الصورة الجوية سوريين يحتفلون بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من تمثال السيف الدمشقي التاريخي بساحة الأمويين بوسط العاصمة (أ.ف.ب)
تُظهر الصورة الجوية سوريين يحتفلون بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من تمثال السيف الدمشقي التاريخي بساحة الأمويين بوسط العاصمة (أ.ف.ب)

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الجمعة، أن الحكومة السورية الجديدة، التي تولت السلطة بعد سقوط بشار الأسد، أرسلت «إشارة بنّاءة» إلى المفوضية، عبر طلبها منها البقاء في سوريا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصرّح ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، خلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة: «تمكَّنا من إجراء اتصالات مع السلطات الانتقالية».

وأضاف، من دمشق، أن «الإشارات الأولى التي يرسلونها إلينا بنّاءة».

وبعد هجومٍ استمر 11 يوماً، سيطر تحالف من الفصائل المعارِضة تقوده «هيئة تحرير الشام» على دمشق، الأحد الماضي، مُنهياً بذلك أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد.

وأمام التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها الدولة المتعددة الأعراق والأديان، تحاول السلطات الجديدة طمأنة السوريين ودول الجوار والمجتمع الدولي.

وقال فارغاس يوسا إن الإشارات «بناءة؛ لأنهم يقولون إنهم يريدون منا البقاء في سوريا، وإنهم يقدّرون العمل الذي نقوم به منذ سنوات عدة».

وأضاف: «الأمر الأهم بالنسبة إلينا هو أنهم يقولون إنهم سيوفرون لنا الأمن اللازم لتنفيذ هذه الأنشطة».

وتعهّد رئيس الوزراء محمد البشير، الذي جرى تكليفه، الثلاثاء، بترؤس حكومة انتقالية حتى الأول من مارس (آذار) المقبل، بإقامة «دولة قانون».

وينخرط عدد من السوريين في رحلة بحث مؤلمة عن أقاربهم الذين اختفوا خلال عقود من القمع.

وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر في سوريا، ستيفان سكاليان، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، إن «عشرات الآلاف من العائلات» في مختلف أنحاء العالم ناشدت اللجنة الدولية، على مدى السنوات الـ13 الماضية، مساعدتها في العثور على أحبائها المفقودين في سوريا.

وأضاف، من دمشق، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنت من توثيق «أكثر من 35 ألف حالة»، لكن «هناك كل الأسباب لاعتقاد أن العدد أكبر من ذلك بكثير».

وبينما لا يزال الوضع، وفق وكالات الأمم المتحدة، «متقلباً جداً» على الأرض، فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تدعو إلى حماية الأرشيفات والمقابر، وكذلك الأماكن الأخرى التي ربما دُفن فيها أشخاص، قالت إنها مستعدة لمساعدة «كل الأطراف التي لديها سلطة في سوريا للبحث عن المفقودين».

وأضاف ستيفان سكاليان أن «ما نحتاج إليه الآن هو مناقشة عاجلة وأكثر تنظيماً مع الحكومة المؤقتة لمعرفة أفضل السبل لتنسيق هذه الجهود والحفاظ؛ ليس فقط على الوثائق، ولكن أيضاً على المقابر الجماعية، وأي معلومات أخرى قد تتوافر من قِبل الناس أنفسهم».