أكدت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، دعم سكان الجنوب، من خلال أنشطة إعادة الإعمار والتعافي والتنمية المستدامة، وذلك بقصد التعاطي مع معاناتهم المعيشية، في ظل شكاياتهم «عدم التوزيع العادل للموارد».
وأطلع وفد من الجنوب الليبي البعثة، أمس، على أهم الأزمات التي تعانيها مناطقهم بسبب «ضعف الخدمات الحكومية، وعدم التوزيع العادل للموارد، بالإضافة إلى التمييز والإقصاء السياسي».
وقالت البعثة الأممية، في بيانها، إن القائم بأعمال رئيس البعثة ريزدون زينينغا، استقبل برفقة المنسقة المقيمة منسقة الشؤون الإنسانية جورجيت غاغنون، وفداً من جنوب ليبيا، حيث أطلعوا البعثة على «مخاوف أهالي المنطقة، من أمور عدة، بما في ذلك عدم التوزيع العادل للموارد، والحرمان من المشاركة السياسية».
ورأى إدريس إحميد، المحلل السياسي الليبي، أن الوضع الذي تعاني منه ليبيا بسبب الانقسام السياسي وتأثيره على كل مناطقها، انعكس بشكل كبير على الجنوب وسكانه أيضاً، مشيراً إلى أن الأمر وصل إلى «انتشار الفوضى وانتهاك الحدود وتدفق المهاجرين غير النظاميين على مدنه بشكل لافت».
وأضاف إحميد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الجنوب الليبي «يعاني منذ 11 عاماً نقص الخدمات، وانعدام الأمن، بالإضافة إلى عدم وجود سلطة حقيقية هناك»، مستدركاً: «على الرغم من أن قوات (الجيش الوطني) تقوم بمجهودات مهمة، لكن يبقى الوضع مرتبط بالمركزية في الخدمات الحكومية، وما يتعلق بالمصارف والوقود والتعاطي مع متطلبات المواطنين».
وهذه هي المرة الثانية خلال الشهر الحالي يلتقي فيها وفدان من الجنوب البعثة الأممية. وكان الوفد الأول ضم أعضاء من مجلس النواب، وممثلين عن المجتمع المدني في الجنوب، وبحث مع زينينغا، في الرابع من أغسطس (آب) الحالي، ما يعانيه سكان مناطقهم من «إقصاء وتمييز ونقص الخدمات الحكومية»، داعين إلى إجراء تحقيق في ملابسات انفجار ناقلة الوقود في بلدية «بنت بية».
وقالت البعثة الأممية في بيان مساء أمس، إن وفد الجنوب الليبي، أعرب عن «رفضه لاندلاع حرب في طرابلس»، داعياً إلى إجراء انتخابات شاملة «في أسرع وقت ممكن».
ونقلت البعثة عن زينينغا، تأكيده هذا الموقف، مستعرضاً «جهود الأمم المتحدة المستمرة لمعالجة مخاوف الجنوب؛ وشجّع الحاضرين على مواصلة الدعوة للتغيير».
في السياق ذاته، أكدت غاغنون، التزام الأمم المتحدة «بدعم مواطني الجنوب من خلال أنشطة إعادة الإعمار والتعافي والتنمية المستدامة التي تركز على تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية وحقوق الإنسان والتماسك الاجتماعي».
يشار إلى أن وفدا من سكان الجنوب قدموا جملة من المطالب خلال لقائهم فرحات بن قدارة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في 17 أغسطس (آب) الحالي. وتضمنت المطالب افتتاح فرع المؤسسة الوطنية للنفط بمدينة سبها، والاهتمام بمستشفى أوباري، لتوفير احتياجاتهم، وإنشاء محطات وقود تابعة لشركة البريقة في جميع بلديات الجنوب، وتسديد ديون الشركات المحلية الخاصة بالمنطقة الجنوبية.
الأمم المتحدة تؤكد التزامها دعم الجنوب الليبي بـ«التنمية»
مواطنوه يشتكون عدم التوزيع العادل للموارد
الأمم المتحدة تؤكد التزامها دعم الجنوب الليبي بـ«التنمية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة