تركيا تجدد تمسكها بإقامة منطقة آمنة داخل سوريا

عودة دورياتها المشتركة مع روسيا في الحسكة

مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يحمّلون صواريخ لاستهداف نقاط على الجبهات مع مناطق (قسد) شمال حلب في 20 أغسطس (أ.ف.ب)
مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يحمّلون صواريخ لاستهداف نقاط على الجبهات مع مناطق (قسد) شمال حلب في 20 أغسطس (أ.ف.ب)
TT

تركيا تجدد تمسكها بإقامة منطقة آمنة داخل سوريا

مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يحمّلون صواريخ لاستهداف نقاط على الجبهات مع مناطق (قسد) شمال حلب في 20 أغسطس (أ.ف.ب)
مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا يحمّلون صواريخ لاستهداف نقاط على الجبهات مع مناطق (قسد) شمال حلب في 20 أغسطس (أ.ف.ب)

جددت تركيا تمسكها بإقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية لإقامة حزام أمني على حدودها الجنوبية، على الرغم مما يبدو أنه تراجع عن القيام بعملية عسكرية ضد مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» سبق أن أعلنت عنها في مايو (أيار) الماضي، بسبب رفضها من قبل الولايات المتحدة وروسيا، فضلاً عن الدول الأوروبية وإيران.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن «كفاح تركيا سيستمر حتى يتم تأمين الحدود الجنوبية بحزام يصل عمقه إلى 30 كيلومتراً في شمال سوريا».
وأضاف خلال مشاركته في فعاليات الذكرى السنوية الـ950 لمعركة «ملاذكرد» التاريخية، في ولاية بتليس شرق البلاد الخميس: «أعلن للعالم أجمع أن كفاحنا مستمر حتى نؤمن حدودنا الجنوبية بممر عمقه 30 كيلومتراً. تركيا ستواصل عملياتها وفق خططها وأولوياتها الأمنية على الحدود الجنوبية في أي مكان وبأي لحظة».
وفي مايو (أيار) الماضي أعلن إردوغان أن القوات التركية ستنفذ عملية عسكرية تستهدف مواقع «قسد»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعدّها أنقرة تنظيماً إرهابياً، غالبية قوامها، في كل من منبج وتل رفعت بهدف استكمال إقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية من أجل تأمين حدود تركيا الجنوبية. وقوبل الإعلان التركي برفض وتحذيرات من الولايات المتحدة، التي عدّت أن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى الإضرار بالقوات المشاركة في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، بينما حذرت روسيا وإيران بأن العملية العسكرية ستؤثر على استقرار المنطقة وستخدم الإرهابيين فقط، كما أعلن العديد من الدول الأوروبية رفض العملية التركية.
والاثنين الماضي، عدّ وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن من حق بلاده تنفيذ عمليات عسكرية خارج أراضيها للدفاع عن أمن حدودها بموجب القانون الدولي، قائلاً إن «تركيا فعلت ما يلزم، وستفعل ما يجب عندما يحين الأوان بغض النظر عمن يقف وراء التنظيمات الإرهابية أو أمامها... من المهم بالنسبة إلينا حماية حقوق ومصالح بلدنا».
وأضاف أكار أن «العملية العسكرية في الشمال السوري تجري فعلياً... كل شيء له مكان وزمان وله تكتيكات وتقنيات وهندسة... هدف القوات التركية من عملياتها الخارجية هو القضاء على التنظيمات الإرهابية فقط».
وصعدت تركيا من هجماتها على مواقع «قسد» والنظام السوري خلال الشهرين الماضيين، ونفذت هجمات بالطيران المسيّر استهدف قيادات في «الوحدات» الكردية و«قسد» في شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص في عين العرب (كوباني) والحسكة، فيما عده مراقبون تنسيقاً مع الولايات المتحدة وروسيا لمنح تركيا الفرصة لإضعاف التهديدات على حدودها بدلاً من القيام بالعملية العسكرية.
وتلقي أنقرة باللوم على واشنطن بسبب دعمها «الوحدات» الكردية بالأسلحة التي تعدّها حليفاً وثيقاً في الحرب على «داعش» في سوريا. كما تحمل واشنطن وموسكو المسؤولية عن عدم الالتزام بإبعاد «الوحدات» الكردية عن حدودها الجنوبية لمسافة 30 كيلومتراً، بموجب مذكرتي تفاهم منفصلتين استهدفتا وقف إطلاق النار في إطار عملية «نبع السلام» العسكرية التي أطلقتها تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وتدخلت الولايات المتحدة وروسيا بعد أيام لوقفها.
في السياق؛ استأنفت القوات التركية والروسية، الخميس، تسيير الدوريات المشتركة بريف الحسكة ضمن المناطق الحدودية في شمال شرقي سوريا، وهي الدورية الأولى منذ نحو 3 أسابيع عندما ألغت تركيا دوريتين سابقتين. وانطلقت الدورية من الدرباسية بريف الحسكة نحو ريف عامودا قرب الحدود السورية - التركية، وجابت العديد من القرى قبل أن تعود إلى نقطة انطلاقها.
في الوقت ذاته، صعدت القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري، الموالي لأنقرة، من هجماتهما على مواقع «قسد» والنظام السوري، بعدما سقطت قذائف صاروخية عدة بالقرب من القاعدة التركية في قرية الغوز غرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، مصدرها مناطق سيطرة «قسد» والنظام مساء الأربعاء.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتعرض قرى الشعالة والنيربية وردار الشعالة وتل العنب وتل جيجان وتل مضيق الخاضعة لسيطرة «قسد» والنظام بريف حلب، لقصف مدفعي وصاروخي مكثف من القوات التركية المتمركزة في قاعدة حزوان بريف الباب وثلثاتة بمدينة مارع، مما استدعى رداً بقصف محيط القاعدة التركية في حزوان بالمدفعية الثقيلة بشكل مكثف.
وقتل عنصران من «الفيلق الثالث» في «الجيش الوطني»، على خلفية الاستهدافات المتبادلة مع قوات «قسد» والنظام على محور كفركلبين بريف اعزاز شمال حلب. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الخميس، مقتل 8 من عناصر «قسد»، بعد إطلاق النار باتجاه منطقتي عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» في ريف حلب.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.