أحزاب تونسية تحذر من «انهيار وشيك للوضع الاجتماعي»

نتيجة الارتفاع غير المسبوق للمواد الاستهلاكية وارتفاع بطالة الشباب

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

أحزاب تونسية تحذر من «انهيار وشيك للوضع الاجتماعي»

الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أ.ف.ب)

حذرت أحزاب ومنظمات تونسية الحكومة ورئاسة الجمهورية من «انهيار وشيك للوضع الاجتماعي»، ودعت السلطات إلى سرعة معالجة الملفات الاجتماعية والاقتصادية الشائكة لتجنب انفجار الأوضاع وعودة الإضرابات المتزامنة من جديد.
ويأتي هذا التحذير في سياق الصراع المحتدم بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، الذي يتهم السلطات بتعطيل المفاوضات حول الزيادة في الأجور، والتلكؤ في حل الملفات الاجتماعية العالقة، وعدم الاهتمام بالفئات المهمشة التي تراجعت قدرتها الشرائية بسبب الارتفاع غير المسبوق لأسعار جل المنتجات الاستهلاكية، علاوة على الأزمة السياسية المستفحلة.
وعبرت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر (معارض)، الذي يعد من أكبر معارضي خيارات الرئيس قيس سعيد، عن خشيتها من تدهور الوضع الاجتماعي الراهن، مؤكدة أن كل المؤشرات تشير إلى أن البلاد باتت تتجه نحو «انفجار اجتماعي وشيك»، خاصةً في ظل تزايد تدهور الوضع الاقتصادي بشكل غير مسبوق. وقالت بهذا الخصوص إنها أصبحت «محتارة في تأمين متطلبات العودة المدرسية لأبنائها»، وغير قادرة على اقتناء المنتجات الاستهلاكية الضرورية، خاصةً الدجاج واللحم. مضيفة أن التونسيين «أصبحوا يباعون حاليا في مزاد علني»، على حد تعبيرها.
وكانت عبير موسي قد شككت في شرعية استمرار الرئيس سعيد في رئاسة الجمهورية، بعد دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ، قائلة إن هذا الدستور «ينهي شرعية قيس سعيد كرئيس للجمهورية»، وأكدت خلال مؤتمر صحافي أنه «لم يعد رئيسا منتخبا للجمهورية التونسية، لأن اليمين الدستورية التي أداها عند انتخابه سنة 2019 مخالفة لليمين الدستورية المنصوص عليها في الدستور الجديد، بالإضافة إلى غياب المؤسسات التي يؤدي أمامها هذه اليمين»، داعية إلى إعلان شغور في منصب رئاسة الجمهورية، واعتبار الرئيس سعيد مجرد قائم بأعمال رئاسة الجمهورية، وهو ما يستدعي حسبها تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. كما اعتبرت موسي أن الحكومة الحالية، وأي حكومة يتم تعيينها «هي مجرد حكومة تصريف أعمال، وهو ما سيضاعف الأزمات في تونس».
من ناحيته، قال نجيب الشابي، القيادي في جبهة الخلاص الوطني، التي تدعم حركة النهضة تحركاتها، إن تشكيل جبهة وطنية عريضة «هو الحل للخروج من الأزمة، وهذا يتطلب انعقاد مؤتمر وطني للإنقاذ، تنبثق عنه حكومة إنقاذ وطني تتم تزكيتها من المجلس النيابي في جلسة استثنائية، وهو ما يعطيها إمكانية إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى إجراء انتخابات سابقة لأوانها، وهذا ما سيعيد الشرعية الانتخابية إلى مختلف المؤسسات التونسية، وينقذ تونس من مصير مجهول»، على حد قوله.
من جهته، انتقد «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» (منظمة حقوقية مستقلة)، تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في تونس، خلال تناوله ملف الهجرة غير الشرعية، وتنامي أعداد الشباب التونسي المشارك في رحلات الموت. وفي هذا الشأن قال رمضان بن عمر، المتحدث باسم المنتدى، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أغلب ركاب قوارب الموت ينتمون لفئات اجتماعية احترقت بنار اليأس والإحباط الجماعي، الناجم عن واقع مغرق في الضبابية، والإنهاك اليومي نتيجة تدهور الخدمات العمومية». مبرزا أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتعثر «عمق مستويات الفقر، وأفرز هشاشة في أسواق العمل، وعطل المصعد الاجتماعي، وجعل المستقبل ضبابيا، كما جعل خطر البحر ثانويا في نظر الحالمين بحياة أفضل لهم ولأبنائهم».
وانتقد بن عمر السياسة الأوروبية في تعاملها مع ملف الهجرة، وانخراط تونس في لعب دور «الحارس الأمين للحدود الأوروبية»، عبر خطة أمنية لم تنجح في وقف التدفقات، أو في إيقاف حوادث الموت»، وحمل رئاسة الجمهورية مسؤولية غياب أي رؤية متكاملة للتعامل مع ظاهرة الهجرة غير النظامية.


مقالات ذات صلة

الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

الاقتصاد الرئيس التونسي يعول على الفوسفات  لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

الرئيس التونسي يعول على الفوسفات لتفادي «إملاءات النقد الدولي»

حضّ الرئيس التونسي قيس سعيّد، على ضرورة تنشيط قطاع إنتاج الفوسفات، معتبراً أن من شأن ذلك تمكين اقتصاد بلاده من التعافي من دون اللجوء إلى الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية. وقال سعيّد، خلال إشرافه على مجلس الأمن القومي في مقطع فيديو نشرته الرئاسة ليل الأربعاء الخميس، إن تنشيط إنتاج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي في محافظة قفصة (وسط البلاد الغربي) «يمكن أن يمثل جزءاً كبيراً من ميزانية الدولة حتى لا نقترض من الخارج، وتتعافى الدولة التونسية والاقتصاد». واعتبر الرئيس التونسي أن تراجع عجلة الإنتاج في هذا القطاع الحيوي «وضع غير مقبول، خصوصاً أن نوعية الفوسفات بتونس من أفضل ما يوجد في العالم، ويجب

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

الاتحاد الأوروبي يناقش توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس

تناقش دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية، ملف توجيه مساعدات مالية عاجلة لتونس، في ظل تفاقم موجات تدفق المهاجرين غير الشرعيين؛ ولمنع الانهيار المالي الذي سيزيد في تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تونس. وتتقدم كل من إيطاليا وفرنسا قائمة الدول الأوروبية الداعمة للملف التونسي، في حين تعمل دول أخرى على ربط المساعدات المالية «بالعودة إلى المسار الديمقراطي، واحترام الحقوق والحريات، وإيقاف موجة الاعتقالات» التي طالت كثيراً من رموز المعارضة للمسار السياسي الذي يقوده الرئيس التونسي قيس سعيّد. وتدافع رئيسة الوزراء الإيطالية بحماس، عن الدعم العاجل للملف التونسي لمنع تفاقم الأزمة ا

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

مصرع 4 مهاجرين وفقدان 23 في حادثي غرق قبالة سواحل تونس

لقي أربعة مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء مصرعهم وفُقد ثلاثة وعشرون في حادثي غرق، يومي (الجمعة) و(السبت) قبالة سواحل تونس، فيما تم إنقاذ 53 آخرين، وفق ما أفاد متحدث باسم محكمة صفاقس (وسط شرق) وكالة الصحافة الفرنسية. بذلك ترتفع حصيلة حوادث الغرق إلى سبعة منذ بداية مارس (آذار)، وفق تعداد للوكالة الفرنسية. وأسفرت هذه الحوادث قبالة السواحل التونسية عن مصرع أو فقدان أكثر من 100 شخص.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

مفوض أوروبا للشؤون الاقتصادية يبحث في تونس حل الأزمة المتفاقمة

قال باولو جنتيلوني، المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، خلال زيارته إلى تونس أمس (الاثنين) إن المفوضية الأوروبية «لا تزال مصممة على دعم الشعب التونسي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة» التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن زيارته شكلت أيضاً فرصة لإعادة التأكيد على «التزام الاتحاد الأوروبي بقيم الديمقراطية وسيادة القانون». في المقابل، ورداً على تصريحات بوريل وبعض قادة أوروبا الذين حذروا من حالة الانهيار التي باتت تتهدد الاقتصاد التونسي، دعت وزارة الخارجية التونسية الاتحاد الأوروبي إلى «تفهم خصوصية الوضع ودقته، واعتماد خطاب مسؤول وبنّاء، يعكس حقيقة الواقع في تونس»، كما دعت إلى تثمين ما تم تحقيقه في إطار ال

المنجي السعيداني (تونس)
الاقتصاد البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

البنك الدولي يعلق التعاون مع تونس «حتى إشعار آخر»

علّق البنك الدولي «حتى إشعار آخر» محادثاته بشأن التعاون المستقبلي مع تونس، بعد الاعتداءات التي شهدتها ضد مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، في أعقاب خطاب ندّد فيه الرئيس قيس سعيّد بـ«جحافل المهاجرين غير النظاميين». وقال رئيس البنك ديفيد مالباس، في مذكرة بعثها إلى الموظفين، واطّلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية مساء الاثنين، إنّ خطاب سعيّد تسبّب في «مضايقات بدوافع عنصرية وحتى حوادث عنف»، وإنّ المؤسسة أرجأت اجتماعاً كان مبرمجاً مع تونس حتى تنتهي من تقييم الوضع. وعاد مئات المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم من تونس؛ خوفاً من موجة عنف إثر تصريحات الرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.