أعلام القذافي تهدد العلاقة بين «الأعلى للقبائل» وحفتر

المجلس يهدد بسحب أبنائه من الجيش اعتراضاً على حصار «أبو هادي»

وفد من قبائل المنطقة الغربية للتضامن مع القذاذفة بسرت (المجلس الاجتماعي الأعلى لقبيلة القذاذفة في سرت وسبها)
وفد من قبائل المنطقة الغربية للتضامن مع القذاذفة بسرت (المجلس الاجتماعي الأعلى لقبيلة القذاذفة في سرت وسبها)
TT

أعلام القذافي تهدد العلاقة بين «الأعلى للقبائل» وحفتر

وفد من قبائل المنطقة الغربية للتضامن مع القذاذفة بسرت (المجلس الاجتماعي الأعلى لقبيلة القذاذفة في سرت وسبها)
وفد من قبائل المنطقة الغربية للتضامن مع القذاذفة بسرت (المجلس الاجتماعي الأعلى لقبيلة القذاذفة في سرت وسبها)

دخل المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية على خط أزمة منطقة أبو هادي (جنوب مدينة سرت)، التي يشتكي أهلها الحصار والاعتقالات والمنع من التنقل على يد قوات محسوبة على «الجيش الوطني» برئاسة المشير خليفة حفتر، مهدداً بسحب أبناء القبائل كافة من جميع المؤسسات العسكرية والأمنية بشرق ليبيا.
وقال المجلس الأعلى للقبائل والمدن، إنه «في حال عدم الاستجابة لمطالبه الشرعية والقانونية والاجتماعية، من بينها انسحاب القوات المحاصرة لـ«أبو هادي»، فإنه سيحرك أيضاً «دعاوى قضائية أمام المحاكم المحلية والدولية».
ويقول سكان منطقة أبو هادي (20 كيلومتراً من سرت بوسط البلاد)، التي تدين بالولاء لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، إنهم يتعرضون للحصار والتضييق منذ مطلع الأسبوع الجاري، من قبل قوات «كتيبة طارق بن زياد» التابعة لـ«الجيش الوطني»، بالإضافة إلى إغلاق المحال والمصارف والمخابز والصيدليات.
وأرجع نشطاء بالمنطقة أسباب الحصار، إلى «قيام بعض مواطني أبو هادي برفع الأعلام الخضراء المعبرة عن حكم القذافي، أعلى البنايات وعلى أعمدة الإنارة، استعداداً للاحتفال بذكرى «ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول)»، لكن مصدراً مقرباً من الكتيبة قال في تصريح صحافي لـ«الشرق الأوسط» اليوم، إن الأمر لا يعدو تمركزات أمنية تستهدف «تطهير المنطقة من مهربي الوقود والخارجين عن القانون».
والأول من سبتمبر، هو التاريخ الذي أعلن فيه القذافي، إزاحة الملك محمد إدريس السنوسي، عن حكم ليبيا، وأطلق عليه لاحقاً «ثورة الفاتح من سبتمبر»، ولا يزال بعد 11 عاماً من إسقاط النظام السابق يحرص أتباعه على الاحتفال به في مدن ليبية عدة.
وكانت الغرفة الأمنية المشتركة بسرت، نفت حصار أبو هادي، وقالت عقب تزايد شكاوى المواطنين، بأن «مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار على أحد تمركزات القوات المسلحة أكثر من مرة؛ وبعد معرفة هويتهم قدمت الجهات الأمنية كشوفات بأسماء المطلوبين منهم على ذمة قضايا، والمسجلين في محاضر جنائية وأمنية»، وقالت إن قواتها نصبت تمركزات أمنية على الطريق العام للقبض على المطلوبين، ولم تقم أي حواجز داخل الأحياء السكنية».
وقال المصدر، إن أحد الضباط الخمسة الذين أصيبوا بالرصاص في أحد التمركزات، إبراهيم عبد النبي، استشهد اليوم، فيما لا يزال باقي الجرحى يتلقون العلاج.
وتداول نشطاء سياسيون ومواطنون من المنطقة مقاطع فيديو لقوات أمنية تقتحم بعض المنازل وتقتاد مواطنين، وسط استغاثات من أسرهم، وعويل من أبنائهم.
ومن بين الموقوفين بالمنطقة، أطلق سراح محمد عبد السلام أجديات، بعد يوم من اعتقاله، وسط مطالبات بضرورة الإفراج عن 14 محتجزاً آخرين من أبناء المنطقة.
وللتضامن مع سكان المنطقة، قال المجلس الاجتماعي لقبيلة القذاذفة بسرت، إنه استقبل وفداً اجتماعياً من مشايخ وأعيان المنطقة الغربية، ضم مدن العجيلات والجميل وصبراتة ومسلاته والقربولي، بالإضافة لقبائل العبادلة وأولاد سليمان ورفلة، وذلك لبحث كيفية فك الحصار عن أبو هادي.
وأمام ما يقوله سكان المنطقة، ونفي الغرفة الأمنية المشتركة بسرت، قال المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، إنه يتابع «بقلق شديد الأحداث المأساوية الناتجة عن محاصرة أهالينا في أبو هادي بدعوى القبض على مطلوبين خارجين عن القانون».
وطالب المجلس «بسحب جميع القوات التي تحاصر المدنيين في أبو هادي فوراً دون شرط أو قيد، والسماح لهم بحرية التنقل ومزاولة أنشطتهم اليومية»، مستكملاً: «في حال عدم انسحاب القوات فإن المجلس الاجتماعي سيباشر رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم المحلية والدولية».
ومضى المجلس في تهديده، بأنه في حال عدم الاستجابة لمطالبة التي وصفها بـ«الشرعية والقانونية والاجتماعية»، فإنه «سيصدر الأوامر إلى أبناء القبائل كافة بالانسحاب من جميع القوات والمؤسسات العسكرية والأمنية».
ولفت المجلس الأعلى، إلى أن «الراية الخضراء جزء من موروث التاريخ الليبي، ولا يجوز مصادرة حق رفعها شأنها شأن علم برقة والأمازيغ». وترفع كثير من المدن الليبية وخصوصاً في جنوب ليبيا الأعلام الخضراء، في رمزية تدل على حبهم للنظام السابق، وتذكره في كل المحن والأزمات التي تمر بهم.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
TT

أكبر حزب معارض يدعو إلى «وقف التسيير الأحادي لشؤون الجزائر»

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)
يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية رفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

دعا حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض في الجزائر، إلى ما وصفه بـ«وضع حد للتسيير الأمني والأحادي لشؤون البلاد، والانخراط في عملية إصلاحات كبرى، قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية، والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي»، حسب ما أورده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم السبت. وقال الأمين الوطني الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، يوسف أوشيش، خلال دورة استثنائية للمجلس الوطني، السبت، إنه «بات من الضروري تغيير المقاربات في ظل التغيرات الجيوستراتيجية الكبرى، التي يشهدها العالم»، داعياً إلى «تحديد مشروع وطني واضح وطموح، وإشراك جميع القوى الحية في البلاد فيه».

وأضاف أوشيش موضحاً أن ذلك يتم عبر «تبني وتشجيع الحوار، مع الاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، وتشكيل التوافقات من أجل الحفاظ على البلاد، وتعزيز وحدتها وتماسكها». واستطرد ليؤكد أن الاستقرار الحقيقي «لن يتحقق إلا من خلال تسيير سياسي حكيم، يعتمد على بناء إطار ديمقراطي، قادر على بعث الثقة وحماية المصلحة العليا للأمة. فهذا هو الحصن الأقوى ضد كل محاولات تقويض سيادتنا وتهديد وحدتنا الترابية».

يوسف أوشيش خلال حملته للانتخابات الرئاسية (حملة المترشح)

في سياق ذلك، ذكر أوشيش أن التسيير الأمني لشؤون المجتمع، بحجة الحفاظ على النظام العام، لن يؤدي إلا إلى «إضعاف أسس المجتمع الجزائري، وتغذية مناخ الشك، والخوف والانقسام، إذ تعلمنا التجارب أن سياسات الغلق تولد التوترات، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى أزمات اجتماعية وسياسية أكثر خطورة». وعلق أوشيش، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بتاريخ السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي على الأحداث المتسارعة في سوريا، بالقول: «يجب أن تشكل درساً لنا، وتذكرنا بحقيقة ثابتة غير قابلة للتأويل، وهي أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومدى قدرتنا على بناء منظومة قوية ومستقلة، تمكننا من حماية أنفسنا من هذه التحولات الجيوسياسية الكبرى الماثلة أمام أعيننا»، داعياً مسؤولي البلاد وجميع القوى الحية في المجتمع إلى تعزيز المؤسسات، وتطوير الاستقلالية الاستراتيجية، وضمان الاستقرار والسلم الداخلي من خلال حوكمة عادلة، شاملة ومسؤولة، مع «الانخراط في ورشة كبيرة للسيادة والقدرة الدائمة على التكيف».

وانتقد أوشيش ما وصفه بـ«نقاشات سامة وخبيثة»، مؤكداً أنه «تقع على عاتق السلطة مقاومة كل الإغراءات السلطوية، كما تقع أيضاً على عاتق المجتمع بأسره محاربة شياطين الانقسام والتفرقة»، معتبراً أن إقالة محمد شرفي، رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، «لا تعد ذا أثر كبير، ما لم تعقبها إعادة نظر في القوانين العضوية، وفي النصوص المؤطرة للحياة السياسية بصفة عامة، وللعملية الانتخابية بصفة خاصة، لإضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، ولاستعادة الثقة فيها، وضمان مشاركة مواطناتية فعلية».