مقتنيات «نادرة» ترى النور لأول مرة بمتحف مصري

عبر معرض «كنوز سوهاج المنسية»

جانب من معرض «كنوز سوهاج المنسية» (وزارة السياحة والآثار)
جانب من معرض «كنوز سوهاج المنسية» (وزارة السياحة والآثار)
TT

مقتنيات «نادرة» ترى النور لأول مرة بمتحف مصري

جانب من معرض «كنوز سوهاج المنسية» (وزارة السياحة والآثار)
جانب من معرض «كنوز سوهاج المنسية» (وزارة السياحة والآثار)

تحت عنوان «كنوز سوهاج المنسية»، يعرض متحف سوهاج القومي (أحد المتاحف الإقليمية جنوب مصر)، مجموعة من المقتنيات القبطية «النادرة»، و«غير المسجلة»، التي كانت محفوظة بالأديرة الأثرية، قبل أن تقرر وزارة السياحة والآثار المصرية، إخراجها وعرضها للجمهور للمرة «الأولى»، بالتعاون مع الأديرة القبطية بالمحافظة.

ويأتي المعرض، الذي يستمر حتى 20 سبتمبر (أيلول) المقبل، بهدف «تسليط الضور على الأيقونات القبطية غير المسجلة بالأديرة الأثرية»، بحسب علاء القاضي، مدير متحف سوهاج القومي، الذي أوضح، في بيان صحافي مساء الأربعاء، أن المعرض يضم «9 أيقونات تعرض للمرة الأولى، من أبرزها، أيقونتان تمثلان السيدة العذراء وهي تحمل السيد المسيح، وأيقونة رئيس الملائكة ميخائيل، وأيقونة الملاك غبريال، وأيقونة الأنبا بسادة والأنبا أباديون».

ويعتبر المعرض مؤشرا على «تفاهم مفقود» بين الآثار والأديرة القبطية، بحسب الدكتور لؤي محمود سعيد، مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، الذي قال، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم مثل هذا المعرض دليل على تخطي حاجز موجود منذ عقود طويلة بين الآثار والأديرة القطبية»، موضحا أن «الأديرة بها عدد كبير من الأيقونات غير المسجلة أثريا، وغير المرممة، والتي لم تدرس تاريخيا، ولم يكتب عنها علميا».
ويضيف سعيد أن «بعض هذه الأيقونات موجود داخل مخازن الأديرة، ولا يعرف أحد عنه شيئا، ومعظمها متوارث بين الأجيال»، مشيرا إلى أنه «يوجد حاليا داخل الأديرة ما يقرب من 25 متحفا تعرض مقتنيات غير مسجلة أثريا».

ويرجع سعيد سبب عدم تسجيل المقتنيات والأيقونات القبطية إلى «إشكالية تكمن في تخوف الأديرة من أن تنتزع ملكية هذه المقتنيات لصالح الآثار إذا ما تم تسجيلها، وهو ما يخرج الأيقونات التي تستخدم طقسيا داخل الدير من سياقها»، لافتا إلى أن «الأيقونات القبطية داخل الدير هي أيقونات (مدشنة) بمعنى أنها تستخدم في الطقوس الدينية، وبالتالي لا يجب انتزاعها من سياقها الديني»، ويقترح سعيد أن «يتم تسجيل وتوثيق وترميم وتصوير هذه الأيقونات والمقتنيات، مما يتيح دراستها، والحفاظ عليها، مع تركها في الدير لتستخدم دينيا».
واحتفل متحف سوهاج القومي يوم 12 أغسطس (آب) الجاري بمرور 4 أعوام على افتتاحه، وهو واحد من المتاحف الإقليمية المصرية، وتعود فكرة إنشائه إلى عام 1993، بهدف عرض المقتنيات الأثرية المكتشفة في المحافظة، وخاصةً ما تم استخراجه من مقبرة «ميريت آمون» التي اكتشفت عام 1982.

واستوحي تصميم المتحف، القابع على الضفة الشرقية لنهر النيل بمدنية ناصر بمحافظة سوهاج، من معبد الملك «سيتي الأول» بأبيدوس، ويتكون من بدروم، وطابقين، ويعرض المتحف 950 قطعة أثرية تلقي الضوء على ملوك وشخصيات من مصر القديمة، إضافة إلى شرح الحياة الاجتماعية والمطبخ، والصناعات والحرف التقليدية في العصور المختلفة، ومن بين القطع الأثرية الموجودة بالمتحف تمثال من الجرانيت الوردي للملك «رمسيس الثاني» من عصر الأسرة التاسعة عشر، وجزء من مقبرة «وني»، حاكم أبيدوس، والقائد الأعلى للجيش، من عصر الأسرة السادسة، ومفتاح دير الأنبا شنودة بسوهاج (الدير الأبيض)، ومصحف مذهب من العصر العثماني.

ويروي متحف سوهاج قصة الحج عبر العصور، بدءا من عصر الدولة القديمة، وصولا إلى الدولة الإسلامية، وتصنيع كسوة الكعبة، مستعرضاً طقوس الحج لدى المصريين القدماء في مدينة «أبيدوس»، والتي تخلد أسطورة إيزيس وأوزوريس. وتعد محافظة سوهاج، الواقعة جنوب مصر، «مهد الحضارة المصرية القديمة»، فالتاريخ المصري بدأ من هناك، حيث تعود أصول الأسرة الأولى إلى محافظة سوهاج، وبها مقابرهم في مركز «البلينة»، وتضم المحافظة 60 موقعا أثريا، من بينهم مدينة أخميم، وهي مدينة أثرية كاملة وكانت عاصمة الإقليم التاسع، ومعبد أبيدوس.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.