الجيش الأميركي يقصف جماعات موالية لإيران في دير الزور

الضربات دمرت 11 مخبأ بعضها للواء «فاطميون»

دورية للقوات الأميركية قرب حقل الرميلان النفطي شمال شرقي سوريا مايو الماضي (أ.ف.ب)
دورية للقوات الأميركية قرب حقل الرميلان النفطي شمال شرقي سوريا مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يقصف جماعات موالية لإيران في دير الزور

دورية للقوات الأميركية قرب حقل الرميلان النفطي شمال شرقي سوريا مايو الماضي (أ.ف.ب)
دورية للقوات الأميركية قرب حقل الرميلان النفطي شمال شرقي سوريا مايو الماضي (أ.ف.ب)

شن الجيش الأميركي غارة جوية انتقامية في دير الزور، شرق سوريا، فجر أمس (الأربعاء)، استهدفت منشآت ومرافق بنية تحتية مرتبطة بـ«الحرس الثوري الإيراني»، فيما نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أي صلة لإيران بالمواقع المستهدفة.
وشمل القصف معسكرَيْ عياش والصاعقة، في رد أميركي على سقوط عدد من الصواريخ بالقرب من قاعدة عسكرية في شمال شرقي سوريا تضم قوات أميركية. وتُعدّ هذه الضربة العسكرية داخل الأراضي السورية، الثالثة في عهد الرئيس بايدن خلال عام ونصف العام من تسلمه الإدارة الأميركية.
الكولونيل جو بوتشينو المتحدث باسم «القيادة المركزية الأميركية»، قال إن الجيش الأميركي شن غارات جوية استهدفت مناطق في محافظة دير الزور، في شرق سوريا، بالقرب من الحدود العراقية، تسيطر عليها فصائل مدعومة من إيران.
وأشار إلى أن الضربات الدقيقة استهدفت «منشآت البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات التابعة لـ(الحرس الثوري الإسلامي الإيراني)»، مشدداً على أن الضربات «كانت إجراء متناسباً ومتعمداً وضرورياً لحماية الأفراد الأميركيين وتقليل أخطار التصعيد ومخاطر وقوع إصابات».
وقال بوتشينو، في بيان، إن الضربات جاءت بناءً على أوامر من الرئيس الأميركي جو بايدن، رداً على هجوم تم في 15 أغسطس (آب)، عندما أطلقت الميليشيات المدعومة من إيران، طائرات مسيرة استهدفت معسكر التنف الذي تستخدمه القوات الأميركية في بادية محافظة حمص. في ذلك الوقت، وصفت القيادة المركزية الأميركية، الهجوم، بأنه «لم يسفر عن خسائر بشرية ولا أضرار». وأضاف بوتشينو أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع، لكنها ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا والدفاع عنه، وأن القوات الأميركية باقية في سوريا لضمان الهزيمة الدائمة لـ(داعش)».
وقال عسكريون لشبكة «سي إن إن»، إن الضربات استهدفت 13 مخبأ ضمن مجمّع يُستخدم لتخزين الذخيرة ولأغراض لوجيستية. لكنها اكتفت بضرب 11 مخبأ لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، بعد مراقبة استمرت لأكثر من 400 ساعة.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الضربات الأميركية استهدفت مخيم عياش الذي يديره لواء «فاطميون»، وهي ميليشيا مكوَّنة من لاجئين أفغان شيعة، أرسلتهم إيران للقتال في الحرب السورية المستمرة إلى جانب النظام. وتحدث «المرصد»، عن قتل ما لا يقل عن ستة مسلحين سوريين وأجانب في الضربات.
في واشنطن، ربط المحللون بين هذه الضربة والضغوط الأميركية على إيران، في وقت يُتوقع فيه أن تقدم واشنطن ردّها الرسمي على تعديلات طلبت إيران إدخالها على مقترح أوروبي يهدف لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي.
وكانت مصادر قد تحدثت مؤخراً عن وقوع عشرات الهجمات الإيرانية بالقرب من القوات الأميركية الموجودة في سوريا، دون أن يكون هناك إصابات.
في هذه الأثناء، نقلت «رويترز» نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، على موقع الوزارة في تطبيق «تليغرام»، أمس (الأربعاء)، أي صلة لإيران بمواقع استهدفتها الولايات المتحدة في سوريا.
وأضاف كنعاني أن «الهجوم الأميركي على البنية التحتية والشعب السوري انتهاك لسيادة سوريا ووحدة أراضيها. المواقع المستهدفة لا صلة لها بالجمهورية الإسلامية».
وقال متحدث عسكري أميركي لـ«رويترز» إن ثماني مقاتلات أميركية؛ أربع طائرات «إف - 16»، وأربع طائرات «إف - 15 إي»، قصفت تسعة أهداف في سوريا. وأضاف المتحدث أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين.
وتم نشر قوات أميركية لأول مرة في سوريا خلال حملة نفذتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ضد تنظيم «داعش»، بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد. وينتشر نحو 900 جندي أميركي في سوريا، معظمهم في الشرق عند قاعدة التنف.
واكتسبت الجماعات المدعومة من إيران موطئ قدم لها في سوريا، أثناء قتالها لدعم الرئيس بشار الأسد، خلال الحرب السورية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.