لبيد: الاتفاق السيئ سيمنح طهران 100 مليار دولار سنوياً لزعزعة استقرار الشرق الأوسط

لبيد يتحدث للصحافيين من مكتبه في القدس (أ.ب)
لبيد يتحدث للصحافيين من مكتبه في القدس (أ.ب)
TT

لبيد: الاتفاق السيئ سيمنح طهران 100 مليار دولار سنوياً لزعزعة استقرار الشرق الأوسط

لبيد يتحدث للصحافيين من مكتبه في القدس (أ.ب)
لبيد يتحدث للصحافيين من مكتبه في القدس (أ.ب)

حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، الدول الغربية، الأربعاء، بأن الاتفاق «السيئ» المطروح على الطاولة بشأن البرنامج النووي الإيراني، سيمنح خزائن إيران ما يعادل 100 مليار دولار سنوياً، مما «يقوض» استقرار الشرق الأوسط.
وقال لبيد، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، إن «على الطاولة الآن صفقة سيئة، ستمنح إيران 100 مليار دولار سنوياً». وأضاف أن هذه الأموال ستستخدمها فصائل مسلحة؛ مثل حركة «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد الإسلامي»؛ «لتقويض الاستقرار في الشرق الأوسط ونشر الرعب في جميع أنحاء العالم»، مشدداً على أنها «ستمول (الحرس الثوري) و(الباسيج) التي تقمع الشعب الإيراني، وستمول مزيداً من الهجمات على قواعد أميركية؛ إضافة إلى (تعزيز البرنامج النووي الإيراني)».
ونوه لبيد بأن «إسرائيل لا تعارض أي اتفاق مهما كان. نحن نعارض هذا الاتفاق؛ لأنه سيئ؛ ولأنه لا يمكن قبوله بنصه الحالي، ولا يلائم المعايير التي حددها الرئيس (الأميركي جو) بايدن نفسه، والتي تتعهد بمنع إيران من التحول إلى دولة نووية».
وقال لبيد: «نحن نجري حواراً مفتوحاً مع الإدارة الأميركية حول جميع القضايا المختلف عليها. أقدر استعداد الأميركيين للاستماع إلينا وللعمل معنا. الولايات المتحدة كانت وما زالت أقرب حليف لنا، والرئيس جو بايدن من أفضل الأصدقاء لإسرائيل على مر تاريخها».
وحاول لبيد تخفيف الانطباع بأن حكومته تهاجم الإدارة الأميركية، ووجه الهجوم إلى إيران نفسها وإلى أوروبا، وقال: «طرحت أوروبا قبل أسبوع أمام الإيرانيين ما سمته (المقترح النهائي للعودة إلى الاتفاق النووي). إنهم صرحوا بأنه يجب قبوله أو رفضه». وأضاف: «الإيرانيون كما فعلوا دائماً، لم يقولوا (لا). إنهم قالوا (نعم)؛ ولكن أرسلوا مسودة خاصة بهم تحتوي على تعديلات ومطالب أخرى».
وأضاف لبيد الذي تحدث إلى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الأيام الأخيرة: «أخبرتهم بأن هذه المفاوضات وصلت إلى النقطة التي يجب أن يتوقفوا فيها ويقولوا (كفى)».
وانتقد مسؤول إسرائيلي كبير في المؤتمر الصحافي النص المقترح؛ لأنه لا يتضمن تدمير أجهزة الطرد المركزي، وقال إنه يسمح لإيران «بإعادة تشغيلها» في الوقت الذي تراه مناسباً.
ووسط رفع مستوى الانتقادات للإدارة الأميركية، قرر وزير الدفاع، بيني غانتس، تخصيص جزء أساسي من زيارته إلى واشنطن (ابتداء من الخميس)، للموضوع الإيراني.
وحسب مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب؛ فإن غانتس «سيواصل محاولات إسرائيل إقناع الإدارة الأميركية بعدم التوقيع على الاتفاق الجديد، إلا إنه يدرك أن قدرات التأثير ضعيفة، وعليه أن ينظر إلى الأمد البعيد». وأضافت أن غانتس «سيتداول مع الأميركيين حول فترة ما بعد التوقيع على الاتفاق النووي، وإضافة بعض البنود للاتفاق، أو لملحق جديد للاتفاق، أو أي طريقة أخرى تضمن الإبقاء على أدوات الردع لإيران حتى لا تتراجع عن الاتفاق أو لا تخرقه أيضاً». وسينضم غانتس إلى رئيس «مجلس الأمن القومي» في حكومته، إيال حولاتا، الذي كان قد بدأ محادثات مع المسؤولين في واشنطن منذ مطلع الأسبوع. وسيلتقي غانتس وحولاتا معاً مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان.
وقد أرفق مسؤولون إسرائيليون سياسيون وأمنيون، رحلة غانتس بموجة تصريحات حادة ضد الإدارة الأميركية، التي كانت قد وعدت إسرائيل والدول العربية في المنطقة بأن الاتفاق النووي سيكون أفضل من نسخته في 2015، وأنه في حال عدم تحسينه؛ فإنها لن تتردد في وقف المفاوضات واللجوء إلى وسائل أخرى. وقد حظيت الإدارة الأميركية بدعم من أجهزة الأمن الإسرائيلية حول هذا الموقف، وهذا بدوره أثر على القيادة السياسية. ولكنهم صدموا بأن الاتفاق الجديد الذي تطرحه دول الاتحاد الأوروبي وتقبله واشنطن «أسوأ مما توقعوا في إسرائيل». وعلقوا على ذلك قائلين إنهم يشعرون بأنهم خدعوا وجرى تخديرهم بوعود غير صادقة.
وكشف المحلل العسكري في صحيفة «معريب»، طال ليف رام، عن أن «إسرائيل تطالب واشنطن بتعديل بعض البنود على الأقل، مثل أن يكون موعد انتهاء سريان الاتفاق النووي أطول من الاتفاق السابق، وإبقاء العقوبات على شركات تقيم علاقات اقتصادية مع (الحرس الثوري) الإيراني، وعدم الموافقة على مطلب إيران منح ضمانات بألا تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق في المستقبل، وعدم إغلاق 3 ملفات فتحتها (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) ضد إيران حول خرق الاتفاق النووي السابق».
وقال الوزير السابق، زلمان شوفال، الذي يعدّ مقرباً من رئيس الحكومة الأسبق، بنيامين نتنياهو، وشغل لديه منصب سفير إسرائيل في واشنطن، إن «المشكلة لا تقتصر على الإدارة الأميركية الحالية؛ بل تمتد جذورها إلى عهد الرئيس جيمي كارتر والرئيس رونالد ريغان. لكنها بلغت أوجها في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي ترك لطهران الحبل على غاربها». وأضاف: «يوجد في أميركا لوبي مؤيد لإيران، مؤلف من ذوي مصالح اقتصادية، ويضم عناصر قوية في المراكز الأكاديمية، وهو يعمل بلا كلل، ويمارس الضغوط، وينجح في تحقيق المكاسب، لصالح التوصل إلى اتفاق مع إيران».
ولكن، من جهة ثانية ما زال هناك تيار إسرائيلي يخالف الرأي السائد حالياً. ويقول إن على إسرائيل ألا تدخل في صدام أو مواجهة مع الإدارة الأميركية؛ بل تبني الموقف الأميركي القائل إن «قرار الرئيس (الأميركي السابق) دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق قبل 4 سنوات ليس فقط أنه لم يحقق الفانتازيا الإسرائيلية بجعل إيران تتنازل عن حلم السلاح النووي بسبب أعباء العقوبات والأزمة الاقتصادية الشديدة، وإنما اتضح أنه خطأ استراتيجي دفع قادة طهران إلى 4 سنوات مثمرة جداً في كل ما يتعلق بمجال تخصيب المادة الانشطارية».
وقال الرئيس السابق لـ«لجنة الخارجية والأمن» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، عوفر شيلح، إن «الهبة الإسرائيلية ضد الاتفاق لا تتسم بالحكمة الزائدة». وأضاف: «الاتفاق الذي يتبلور هو من دون شك سيئ؛ بل أسوأ من الاتفاق السابق. ولكن حتى هذا الاتفاق غير الجيد، إذا جرى توقيعه، أفضل من وضع لا يكون فيه اتفاق. فقد أثبتت إيران أنه لا يمكن التغلب عليها بواسطة عقوبات، وبهجمات سرية أو بتهديدات مهاجمتها عسكرياً». وشدد شيلح، وهو حالياً باحث كبير في «معهد أبحاث الأمن القومي» بجامعة تل أبيب، على أن «أهم هدف لنا اليوم يجب أن يكون إبعاد النظام الإيراني عن اتخاذ قرار بحيازة سلاح نووي. فقد أثبت التاريخ أن الدولة التي تقرر الوصول إلى القنبلة، مهما يحدث، تصل إليها فعلاً. ولقرار كهذا تبعات هائلة، ولذلك؛ فإن النظام الإيراني، مهما كان متطرفاً، امتنع عن اتخاذه حتى الآن. بينما سياسة إسرائيل الحالية تدفع به إليه. وحان الوقت للتفكير في سياسة (إسرائيلية) مختلفة».


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

تقرير: فشل مخطط الجيش الإسرائيلي في إغراق أنفاق «حماس»

مقاتل من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في نفق بغزة (أ.ف.ب)
مقاتل من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في نفق بغزة (أ.ف.ب)
TT

تقرير: فشل مخطط الجيش الإسرائيلي في إغراق أنفاق «حماس»

مقاتل من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في نفق بغزة (أ.ف.ب)
مقاتل من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في نفق بغزة (أ.ف.ب)

تبنت إسرائيل خطة قديمة وغير ملائمة، وتجاهلت النصائح المهنية والخطر المحتمل على المختطفين، وانتهت بهدوء بعد بضعة أشهر دون تحقيق أي نتائج ملموسة.

سلطت صحيفة «هآرتس» الضوء على مشروع «أتلانتس» والفشل العسكري المتوقع الذي لم يتم إيقافه حتى فوات الأوان. كان من المفترض أن تكون الخطة مبتكرة، حلاً جديداً وسريعاً نسبياً وقاتلاً لإحدى أكثر الجبهات تعقيداً في قطاع غزة.

أو كما وصفها الجيش الإسرائيلي: «اختراق هندسي وتكنولوجي كبير للتعامل مع التحدي تحت الأرض»، خلف كل هذه الأوصاف كان مشروع «أتلانتس»، نظاماً كان من المفترض أن يدمر أنفاق «حماس»، ويقتل كبار المسؤولين في الحركة عن طريق ضخ مياه البحر بكثافة عالية.

مقاتل من «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في نفق بغزة (أ.ف.ب)

بدء التنفيذ دون تحضير كافٍ

ولكن بعد نحو نصف عام من الكشف عن هذا النظام للشعب، تبين أن مشروع «أتلانتس» فشل؛ لم يعد قيد الاستخدام، ولا يستطيع أحد في الجيش أن يقول ما إذا كان هناك أي فائدة من هذا المشروع المكلف.

يكشف تحقيق «هآرتس»، استناداً إلى محادثات مع سلسلة من المصادر المختلفة التي شاركت بشكل وثيق في تطوير وتشغيل النظام، بالإضافة إلى وثائق ومحاضر مناقشات مغلقة شارك فيها ضباط كبار ومحترفون، عدداً كبيراً من الأخطاء في كيفية التعامل معه من قبل الجيش، ويقدم لمحة عن فشل متوقع.

تجاهل النصائح المهنية والمخاطر

تبين أن النظام بدأ يعمل حتى قبل الحصول على الآراء اللازمة التي طلبها الجيش، وأنه وراء النشاط المتسارع كان هناك قدر كبير من الضغط المفروض من الأعلى، من قائد القيادة الجنوبية، اللواء يارون فينكلمان؛ وأنه تم تشغيله مع احتمال تعريض حياة الإسرائيليين الذين كانوا أحياءً عند اختطافهم إلى القطاع.

قال مصدر دفاعي شارك بعمق في مشروع «أتلانتس»: «تم تشغيل النظام في نفق مركزي واحد على الأقل لـ(حماس)، كان يُستخدم بوضوح من قبل التنظيم خلال مراحل مختلفة من الحرب».

وأضاف: «ومن المحتمل جداً أن هناك رهائن كانوا هناك بوصفهم دروعاً بشرية».

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لأحد أنفاق حركة «حماس» في قطاع غزة أبريل الماضي (أ.ف.ب)

ضغوط وقرارات متسرعة

السؤال عن كيف تحول مشروع وصفته قوات الدفاع الإسرائيلية بأنه كسر التعادل إلى فشل متزايد لديه إجابة معقدة.

وفق التقرير، أحد الأسباب الرئيسية هو الخلفية. خلال الأيام الأولى من الحرب، قال مصدر دفاعي: «الإنجازات على الأرض ضد مسؤولي (حماس) كانت غير ذات أهمية، معظم قوات (حماس)، خصوصاً الجناح العسكري، دخلت الأنفاق وهذا خلق ضغطاً على القيادة العليا للجيش الإسرائيلي».

لهذا السبب، قال مصدر آخر تحدث إلى الصحيفة: «طلب فينكلمان حلولاً؛ طرق لضرب نشطاء (حماس) في الأنفاق... وكان هناك إحباط لأن القوات لم تكن تعتقد حقاً أننا سنبدأ في دخول كل الأنفاق... بدأوا أيضاً في إدراك أبعاد الأنفاق التي لم يكن المخابرات العسكرية تعلم عنها».

انطلاق المشروع دون تجهيزات كافية

في ذلك الوقت، كان الجيش الإسرائيلي لا يزال يتعلم عن الأنفاق التي واجهها في القطاع ونطاقها - مئات الكيلومترات، ووجد الجيش نفسه على الأرض يدرك أن «حماس» كانت تحت الأرض، ولم يكن لديه حل لإخراجهم من هناك.

وكانت الفكرة في الواقع إحياء خطة طوارئ كانت قد اقترحتها القوات البرية قبل سنوات من تولي فينكلمان منصبه، في ذلك الوقت كان الغرض منها التعامل مع نوع مختلف من الأنفاق، كانت فرص نجاحها في التعامل مع الأنفاق التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي في القطاع بدءاً من 7 أكتوبر (تشرين الأول) منخفضة. ولكن وفقاً لمصادر دفاعية تحدثت إلى «هآرتس»، أعطى فينكلمان الضوء الأخضر لأخذ الخطة القديمة وتكييفها مع الوضع الجديد.

عمليات إغراق الأنفاق دون تقييم

حصلت الخطة على التصاريح اللازمة (تتطلب عملية من هذا النوع موافقة رئيس الأركان والمستشار القانوني العسكري، من بين آخرين)، توجه الجيش الإسرائيلي إلى سلطة المياه الإسرائيلية طلباً للمساعدة، وسارعت السلطة إلى التعبئة للمهمة، وشكلت مجموعتين من الخبراء المدنيين في مجالات عدة، وُضعت مجموعة واحدة مسؤولة عن ضخ المياه في الأنفاق، وطُلب من المجموعة الثانية دراسة موضوع فقدان المياه عبر جدران النفق، بدأت كلتا المجموعتين العمل.

ولكن الجيش الإسرائيلي لم ينتظر النتائج، وفي هذه المرحلة بدأ بالفعل في المرحلة التالية، جرى اختيار فرقة 162 من القيادة الجنوبية كمقاول العملية، وجرى تكليف مقاتلي الكوماندوز البحريين من وحدة شايطيت 13 بأعمال البنية التحتية، والتي تحولت لبضعة أسابيع إلى وحدة أنابيب.

قال أحد القادة الذين شاركوا في المشروع: «خصصوا جنود القتال لأعمال السباكة وحراسة الأنابيب في جميع أنحاء القطاع، دون أن يكون لديهم أية فكرة عما إذا كان المشروع له أي جدوى عملياتية».

وأضاف: «لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي أي وسيلة لمعرفة ما إذا كان النظام يعمل، ماذا حدث في الأنفاق، ما هو وضع الإرهابيين في الداخل وما إذا كان هناك رهائن قد تضرروا نتيجة المياه. حتى هذه اللحظة لا يزال غير واضح ما هو الضرر الذي تسببت به الأنفاق، إن وجد. ببساطة لا يعرفون أي شيء».

ووفقاً لوثيقة أصدرتها الخبراء حول الموضوع، بعد نحو 3 أسابيع من بدء تشغيل «أتلانتس»: «لم يتم تفعيل العملية وفقاً لتوصيات المهنيين، ولم يتم الضخ وفقاً لنظرية القتال التي جرى تطويرها، لم يجرِ جمع النتائج ولم يجرِ أخذ القياسات الموصوفة... غضب الخبراء لأن خلال الفترة كلها كان هناك انفصال بين المصادر في الميدان والوحدة المرافقة من جهة والخبراء الذين خططوا طريقة العملية من جهة أخرى».

جنود إسرائيليون داخل أحد الأنفاق في قطاع غزة (أ.ف.ب)

يقول المهنيون: «في الواقع، كان الجيش الإسرائيلي يفتقر إلى المعلومات والبيانات المطلوبة عن الأنفاق، ولا كيفية إغراقها بطريقة تلحق الأذى بالداخل أو تجعلهم يهربون إلى السطح».

وخلال المشروع، أتيحت للمحققين من سلطة المياه فرصة الاطلاع على دراسة أعدها ناشط في «حماس»، خدم في نظام الأنفاق خلال العشر سنوات الماضية، وصف كيف تم بناؤها والمنطق وراءها، إلى جانب تصريحه بأن الأنفاق أصبحت النظام الرئيسي الذي أعدته المنظمة لمواجهة عسكرية مع إسرائيل (كنا نعلم أن الجيش الإسرائيلي سيدخل القطاع).

تحليل «هآرتس» لمشروع «أتلانتس»، كشف عن إخفاقات عديدة في التخطيط والتنفيذ، حيث لم يتم أخذ النصائح المهنية بعين الاعتبار، وتم تجاهل المخاطر المحتملة على المختطفين.