تباين مواقف في فرنسا بشأن مشروع تحديث الجيش الألماني

شكوك في نجاحه... وتخوف من تقويض التوازن بين البلدين

علما ألمانيا وفرنسا أمام المستشارية في برلين قبل لقاء بين المستشارة السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 15 مايو 2017 (رويترز)
علما ألمانيا وفرنسا أمام المستشارية في برلين قبل لقاء بين المستشارة السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 15 مايو 2017 (رويترز)
TT

تباين مواقف في فرنسا بشأن مشروع تحديث الجيش الألماني

علما ألمانيا وفرنسا أمام المستشارية في برلين قبل لقاء بين المستشارة السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 15 مايو 2017 (رويترز)
علما ألمانيا وفرنسا أمام المستشارية في برلين قبل لقاء بين المستشارة السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 15 مايو 2017 (رويترز)

تعتزم برلين أن تصبح القوة العسكرية التقليدية الرائدة في أوروبا، فعقب بدء اجتياح أوكرانيا، أعرب رئيس أركان الجيش الألماني عن أسفه لعدم امتلاك جيشه الوسائل اللازمة لتلبية احتياجات الأزمة، ومذاك بدأ التفكير في ألمانيا بتحديث الجيش، وصولاً إلى تأكيد المستشار الألماني أولاف شولتز في مايو (أيار) الماضي أن «ألمانيا ستمتلك قريباً أكبر جيش تقليدي في أوروبا»؛ تطور من شأنه أن يقوض التوازن الفرنسي - الألماني في أوروبا؛ وفق تقرير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
يرى النائب الفرنسي جان لوي تييريو، وهو نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان، أن على فرنسا أن تحرص حتماً على ألا تجد نفسها في موقع ثانوي بعد ألمانيا، قبيل بدء المناقشات هذا الخريف في فرنسا حول قانون البرمجة العسكرية المقبل، ويقول: «على الجيش الفرنسي أن يحافظ على التكافؤ مع ألمانيا».
أوضح التقرير أن ألمانيا بدأت بالفعل العمل على تعويض تأخرها في مجال تحديث جيشها، مشيراً إلى مبلغ 100 مليار يورو خصصته لهذا الأمر، ذاكراً أن الحكومة «ستصرف المبلغ بشكل تدريجي ابتداء من 8 مليارات يورو العام المقبل، وستستخدم 40 مليار يورو لشراء طائرات أميركية من طراز (إف35) قادرة على حمل الشحنات النووية المتمركزة في ألمانيا، كما سيتم تخصيص 20 مليار يورو لأنظمة القيادة، و20 ملياراً للبحرية، و16 ملياراً للجيش».
تعلق «لوفيغارو» على خطة الإنفاق العسكري الألمانية عادّةً أن «هذه المبالغ ستتيح تعويض التأخر المتراكم على مر السنين، فالجيش الألماني يفتقر إلى كل شيء، ولا تتوافق أنظمة الاتصالات الخاصة به مع تلك الموجودة في دول (الناتو) الأخرى»، وتعتبر
أن الجيش الألماني بعيد كل البعد من تجاوز القدرات الفرنسية أو البريطانية.
ويرحب جان لوي تييريو بتعزيز القدرات الأوروبية مع زيادة الإنفاق العسكري الألماني، لكنه يبدي قلقه بشأن العواقب الصناعية والتشغيلية والسياسية لهذا التحول.
* تقرير «معهد مونتين» الفرنسي
يتوقع «معهد مونتين الفرنسي للدراسات»، في تقرير له نُشر في يوليو (تموز) الماضي، أن تتغير الموازين العسكرية (نتيجة سياسة ألمانيا بتحديث جيشها). ويقول: «يجب أن تعزز الحركة التي جرى إطلاقها القدرة الذاتية للعمل العسكري الألماني»، مضيفاً أنه «من المرجح أن تستخدم ألمانيا قدرتها العسكرية للدفاع عن مصالحها الصناعية، ولتأكيد مسؤوليتها المتزايدة على الساحة الدولية».
وتخوف تقرير «معهد مونتين» من أن «يخل (هذا التحول) بالتوازنات الجيوستراتيجية في أوروبا منذ أن كانت فرنسا حتى الآن هي الوحيدة التي تمكنت من تحمل مسؤولية القيادة في الشؤون الدفاعية داخل الاتحاد الأوروبي، واستخدام هذه الرافعة على المستوى الدولي».
* الرادع النووي
أفاد تقرير «لوفيغارو» بأن المحرمات تسقط؛ بما في ذلك مسألة الردع النووي؛ إذ دعا وزير المالية الألماني السابق، فولفغانغ شويبله، هذا الصيف إلى «إيجاد رادع أوروبي (بمعنى رادع السلاح النووي)، تساهم من خلاله ألمانيا مالياً في الردع الفرنسي».
ولم يستبعد التقرير إعادة فتح النقاش في مسألة الردع الأوروبي المشترك، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أراد في فبراير (شباط) 2020 إشراك الأوروبيين بشكل أكبر في مهمات الردع الفرنسية، قبل تفشي جائحة «كورونا».
* شكوك في نجاح المشروع
في فرنسا؛ علق الجيش بحذر على طموحات الجيش الألماني. وقال رئيس الأركان الفرنسي، الجنرال بيار شيل، في يوليو الماضي خلال جلسة استماع في «الجمعية الوطنية الفرنسية»: «لا أعرف ما إذا كان الجيش الألماني سينجح في تحويل توافر الموارد إلى قدرات عسكرية فعالة».
ويرى بول موريس، المتخصص في الشأن الألماني،بأنه ليصبح الجيش الألماني ذا مصداقية، يجب أن يحرر نفسه، ويقول إن ميزانية الجيش الألماني العسكرية الجديدة لا جدوى منها إذا لم ترافقها استراتيجية، أو إذا كانت فقط لمجرد شراء عتاد.
ويخلص موريس إلى القول: «الجيش الألماني يجب ألا يكون فقط منفذاً لاستراتيجيات الآخرين».


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.