الصين: أزمة الطاقة في سيتشوان تفاقم مشكلات المصنّعين

موجة حر شديد تضرب مقاطعات صينية نتيجة تغير المناخ (رويترز)
موجة حر شديد تضرب مقاطعات صينية نتيجة تغير المناخ (رويترز)
TT

الصين: أزمة الطاقة في سيتشوان تفاقم مشكلات المصنّعين

موجة حر شديد تضرب مقاطعات صينية نتيجة تغير المناخ (رويترز)
موجة حر شديد تضرب مقاطعات صينية نتيجة تغير المناخ (رويترز)

فعلت مقاطعة سيتشوان الصينية، أمس الأحد، أعلى مستويات الاستجابة لحالات الطوارئ، وذلك في ظل نقص «بالغ للغاية» في إمدادات الكهرباء، مما يفاقم من المشكلات التي يواجهها المصنعون في المنطقة.
وأوضحت المقاطعة، الواقعة في جنوب غربي الصين، في بيان أمس، أن درجات الحرارة المرتفعة للغاية وانخفاض هطول الأمطار منذ يوليو (تموز) الماضي، إلى جانب الطلب القياسي على الكهرباء، أمور تسببت في حدوث فجوات في إمدادات الطاقة.
كانت سيتشوان، التي تعدّ مركزاً لإنتاج الليثيوم، قد قررت تقنين إمدادات الكهرباء إلى المصانع يوم الثلاثاء الماضي وحتى يوم السبت (أول من أمس).
وتجاوزت درجات الحرارة في المقاطعة؛ التي تعدّ نحو 84 مليون نسمة، 42 درجة مئوية منذ الأسبوع الماضي. وتعتمد المنطقة على سدود تولد 80 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء، لكن أنهارها جفت هذا الصيف، وفق ما ذكرت وزارة الموارد المائية في بكين.
وتعهدت الحكومة المحلية بتقليل تأثير نقص الكهرباء على النمو الاقتصادي والإنتاج الصناعي والقطاع العائلي، وفقاً لما نقلته عنها وكالة «بلومبرغ». وهذه هي المرة الأولى التي تفعل فيها سيتشوان مثل هذا المستوى العالي من الطوارئ منذ أعلنت خطة لطوارئ إمدادات الطاقة في يناير (كانون الثاني).
وسيتشوان من أكثر المقاطعات الصينية اكتظاظاً بالسكان، كما أنها مركز تصنيع رئيسي للخلايا الإلكترونية للمركبات والألواح الشمسية.
ويفاقم نقص الكهرباء من الصعوبات التي تواجهها المصانع التي تكافح بالفعل من أجل الالتزام بقرار الصين بشأن «صفر كورونا»، والذي يشمل عمليات إغلاق مفاجئة واختبارات مستمرة وقيوداً على الحركة.
وأجبرت أزمة طاقة بإقليم سيتشوان الصيني بعض شركات الأسمدة على وقف الإنتاج، مما يزيد من الاضطرابات في التوريد العالمي لمغذيات المحاصيل المهمة للحفاظ على الإمداد الغذائي العالمي.
وارتفعت درجات الحرارة في سيتشوان، الواقع بجنوب غربي الصين، لأكثر من 40 درجة مئوية في بعض المناطق، مما يزيد الطلب على مكيفات الهواء ويجفف الخزانات وراء السدود المائية.
وفي حين أن ناتج الأسمدة المتضرر صغير مقارنة بالإنتاج على مستوى البلاد، فإنها علامة أخرى على الاضطراب في توريدات مغذيات المحاصيل.
كما اضطرت شركتا صناعة السيارات اليابانية «تويوتا موتور كورب» و«كونتمبراري أمبريكس تكنولوجي (كاتل)» أكبر منتج لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، إلى وقف تشغيل مصانعهما في إقليم سيتشوان الصيني بسبب نقص إمدادات الكهرباء بالإقليم على خلفية موجة الجفاف الشديد التي تضربه.
كانت شركة صناعة السيارات الألمانية «فولكس فاغن» قد أعلنت الأسبوع الماضي، تضرر مصنعها في مدينة شينجدو من أزمة الكهرباء، لكنها قالت إن الأمر لن يزيد على تأخير بسيط في تسليم السيارات إلى العملاء.
ويفيد العلماء بأن ظروف الطقس القاسية في أنحاء العالم باتت أكثر تواتراً بسبب تغير المناخ، ويرجح أن تزداد شدتها مع ارتفاع درجات الحرارة حول العالم.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

قال مصدر لوكالة «رويترز» للأنباء إن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مددت مهلة حتى يوم الاثنين المقبل، أمام إيلون ماسك، للرد على عرضها لحسم تحقيق في استحواذ الملياردير على «تويتر»، مقابل 44 مليار دولار في عام 2022.

وغرد ماسك، أمس (الخميس)، بنسخة من رسالة أرسلها محاموه إلى رئيس الهيئة، جاء فيها أن موظفي الهيئة منحوه 48 ساعة للموافقة على دفع غرامة أو مواجهة اتهامات.

وقال المصدر إن الهيئة أرسلت إلى ماسك عرض تسوية، يوم الثلاثاء، سعياً للحصول على رد في 48 ساعة، لكنها مددت العرض إلى يوم الاثنين بعد طلب مزيد من الوقت.

وانخرطت الهيئة وهي أعلى سلطة في تنظيم الأسواق الأميركية وماسك في معركة قضائية، معلنة عن التحقيق الذي أجرته الوكالة في استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي التي غيّر ماسك اسمها منذ ذلك الحين إلى «إكس».

ورفض متحدث باسم مكتب الشؤون العامة في هيئة الأوراق المالية والبورصات التعليق، ولم يرد محامي ماسك بعد على طلبات التعليق.

وكانت الهيئة تحقق فيما إذا كان ماسك قد انتهك قوانين الأوراق المالية في عام 2022 حين اشترى أسهماً في «تويتر»، بالإضافة إلى البيانات والملفات التي قدمها فيما يتعلق بالصفقة. وقد سعت إلى إنفاذ أمر استدعاء قضائي لإجبار ماسك على الإدلاء بشهادته بشأن هذه المسألة.

ويتعلق التحقيق بالملف الذي قدمه ماسك في الآونة الأخيرة إلى الهيئة بشأن مشترياته من أسهم «تويتر»، وما إذا كان أراد التربح أم لا.