استهداف عناصر من الأجهزة الأمنية في درعا واحتجاجات معيشية في السويداء

استهداف سيارة أحد العناصر الأمنية في مدينة درعا المحطة صباح الأحد بحسب مواقع محلية
استهداف سيارة أحد العناصر الأمنية في مدينة درعا المحطة صباح الأحد بحسب مواقع محلية
TT
20

استهداف عناصر من الأجهزة الأمنية في درعا واحتجاجات معيشية في السويداء

استهداف سيارة أحد العناصر الأمنية في مدينة درعا المحطة صباح الأحد بحسب مواقع محلية
استهداف سيارة أحد العناصر الأمنية في مدينة درعا المحطة صباح الأحد بحسب مواقع محلية

شهدت محافظة درعا، جنوب سوريا، صباح الأحد، عمليات استهدفت قوات من الأجهزة الأمنية السورية، في حوادث منفصلة، حيث هز انفجار قوي مركز مدينة درعا المحطة، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة أجرة عمومية يقودها مساعد أول في الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا محمد جمعة، عند الثانوية الصناعية على الشارع العام في حي الكاشف في درعا المحطة، ما أسفر عن مقتل سائق السيارة.
كما لحقت أضرار مادية بالمنازل والمحال التجارية في تلك المنطقة، وقالت مصادر محلية من مدينة درعا، إن العبوة الناسفة كانت موجودة في سيارة المستهدف؛ وأدى الانفجار إلى احتراق السيارة بشكل كامل، في حين أن المدعو محمد جمعة أحد عناصر الأمن السياسي يسكن في مدينة درعا المحطة، وهي من مناطق المربع الأمني في المدينة، وتنتشر فيها نقاط وحواجز عسكرية تابعة للأجهزة الأمنية والجيش، ولم تخرج عن سيطرة النظام السوري طيلة السنوات الماضية. وأن مكان الاستهداف في حي الكاشف بين منطقة البانوراما وحي المطار بالقرب من جهاز الأمن السياسي إلى الشرق يعد منطقة حيوية وطريقاً رئيسياً وعاماً في الحي، وألحق الانفجار أضراراً مادية كبيرة بممتلكات المواطنين هناك.
كما استهدف مجهولون صباح الأحد بعبوة ناسفة، دورية عسكرية تابعة لجهاز مخابرات أمن الدولة على طريق الدلي، برقة، قرب مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، ما أسفر عن وقوع إصابات بين عناصر النظام الذين كانوا يستقلون السيارة. وعثر الأهالي على جثة الشاب محمد الرفاعي الملقب بـ«الأصفر»، يوم السبت، على الطريق الواصل بين بلدة أم ولد وبلدة الكرك بريف درعا الشرقي، وعليها آثار تعذيب وطلق ناري بالرأس. يذكر أن الضحية يتحدر من بلدة أم ولد، وفقد قبل يوم من العثور عليه مقتولاً في ظروف غامضة بعد خروجه من مدينة بصرى الشام التي سكنها منذ بداية التسويات في المنطقة.
ووفقاً لإحصائيات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فقد بلغت حصيلة الاستهدافات في محافظة درعا، منذ مطلع شهر يناير (كانون الثاني)، 352 استهدافاً، جميعها جرت بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 296 شخصاً، بينهم 143 من المدنيين، و126 من العسكريين التابعين للنظام والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر من فصائل التسويات.
في ريف السويداء الجنوبي، تظاهر العشرات من أبناء بلدة الغربية صباح الأحد، أمام مركز البريد وناحية الشرطة، مطالبين بتحسين الأوضاع الخدمية في البلدة، بعد أن ساءت فيها جميع الخدمات المعيشية من كهرباء وماء ووقود وغاز، وانقطاع خدمات الهاتف مع انقطاع التيار الكهربائي، مهددين بتصعيد الحراك الاحتجاجي حتى يوم الأربعاء المقبل، والتنسيق مع قرى وبلدات أخرى لزيادة الضغط على الجهات الحكومية المسؤولة؛ إذا ما تجاهلت السلطة تحرك المواطنين في البلدة، وسيتم إغلاق كافة المراكز الخدمية في البلدة حتى الاستجابة لمطالبهم. وتحرك بلدة الغارية ليس الأول، إذ كان احتجاج أهالي الغارية على توزيع الخبز في نظام البطاقة الذكية، شرارة الاحتجاجات المعيشية التي شهدتها محافظة السويداء قبل أشهر قليلة.
كما تجمع العديد من أصحاب الجرارات الزراعية في مدينة شهبا شمال السويداء، بالقرب من مقر الشرطة العسكرية القديم منذرين بقطع طريق دمشق - السويداء، وجاء ذلك وفقاً لمصادر محلية بعد أن تأخر حصول المزارعين والآليات الزراعية في السويداء على مخصصاتها من مادة الديزل المدعوم بالسعر الحكومي، بينما يباع اللتر الواحد من مادة الديزل (المازوت) في السوق السوداء بـ650 ليرة سورية للتر الواحد.
وعقد قبل أسبوع اجتماع لقوى سياسية ومدنية في السويداء بدعوة من الجبهة الوطنية الديمقراطية «جود»، بهدف استنهاض الحراك الشعبي في السويداء من جديد ولدراسة المرحلة المقبلة، بعد العمليات العسكرية التي نفذتها فصائل محلية مسلحة ضد المجموعات المحلية المدعومة من الأجهزة الأمنية التي يصفها ناشطو السويداء بـ«الانتفاضة ضد العصابات»، وأن الاجتماع خلص إلى عدة توافقات، منها «استنهاض الحراك السلمي الشعبي مجدداً، وإعادة تقييم القوى السياسية والمدنية لصلتها بالشارع. ودعم الانتفاضة الشعبية الأخيرة لكونها أعادت للمجتمع روح الأمل والألفة والثقة مجدداً بالقدرة على مواجهة الفوضى والاضطراب اللذين تسببت بها ميليشيات الإجرام المنظم».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.