الماس الكهربائي... «متهم أول» بحرائق البنايات المصرية

شكوك حول «منتجات مقلدة» بعد تكرار الوقائع

الموظفون المصريون بدأوا أعمال الترميم والتقاط الأنقاض في كنيسة أبو سيفين المحترقة بعد اندلاع حريق كهربائي مميت خلال قداس الأحد في حي إمبابة بالجيزة الأسبوع الماضي (رويترز)
الموظفون المصريون بدأوا أعمال الترميم والتقاط الأنقاض في كنيسة أبو سيفين المحترقة بعد اندلاع حريق كهربائي مميت خلال قداس الأحد في حي إمبابة بالجيزة الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

الماس الكهربائي... «متهم أول» بحرائق البنايات المصرية

الموظفون المصريون بدأوا أعمال الترميم والتقاط الأنقاض في كنيسة أبو سيفين المحترقة بعد اندلاع حريق كهربائي مميت خلال قداس الأحد في حي إمبابة بالجيزة الأسبوع الماضي (رويترز)
الموظفون المصريون بدأوا أعمال الترميم والتقاط الأنقاض في كنيسة أبو سيفين المحترقة بعد اندلاع حريق كهربائي مميت خلال قداس الأحد في حي إمبابة بالجيزة الأسبوع الماضي (رويترز)

أطل تعبير «الماس الكهربائي» مجدداً ليثير جدلاً واسعاً عقب ما تشهده مصر من تكرار حوادث الحرائق التي طالت كنائس ومتاجر وبنايات عديدة، وخلف التتابع الزمني للحرائق أسئلة عديدة لدى خبراء الأمن الصناعي والسلامة المهنية حول تأثير استخدام «المنتجات المقلدة» في التوصيلات الكهربائية وغيرها بما يتسبب في اشتعالها.
وشهدت مصر مساء (السبت) ثلاثة حرائق في ثلاث بنايات مختلفة، منها حريقان محدودان بكل من كنيسة مارجرجس جزيرة بدران بحي شبرا «شرق القاهرة» وكنيسة الملاك روفائيل في منطقة غيط العنب بالإسكندرية «شمال مصر»، بينما تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على حريق أكبر بأحد المراكز التجارية بمدينة الإسكندرية دون وقوع خسائر.
وقال مصدر أمني لوسائل إعلام محلية (السبت) إن «فحص أجهزة الأدلة الجنائية للحريق الذي اندلع بأحد المراكز التجارية بالإسكندرية، أظهر أنه وقع نتيجة حدوث عطل بالكابل الرئيسي المغذي للمركز التجاري منذ 3 أيام، وعقب إصلاحه وتوصيل التيار الكهربائي ولزيادة الأحمال، أدى ذلك لحدوث ماس في إحدى التوصيلات الكهربائية الواصلة من الشفاط الرئيسي لأحد الشفاطات الفرعية، نتيجة لسوء الحالة الفنية للأسلاك الكهربائية».
ووفق المصدر الأمني «تبين من المعاينة أن بعض الأسلاك موصلة بطريقة يدوية، وبدون مراعاة مواصفات الأمان الفنية، ونظرا لوجود فوم مضغوط وطبقة عازلة من النسيج المقوى المغطى بالطلاء بسطح المركز، ساعد ذلك على انتشار الحريق».
وكان من أكثر الحرائق مأساوية حريق كنيسة أبو سيفين بمنطقة المنيرة بحي إمبابة في محافظة الجيزة، الذي اندلع في 14 أغسطس (آب) الجاري وراح ضحيته 41 شخصاً، و14 مصاباً.
وتبذل مصر جهوداً حثيثة للحد من استخدام المنتجات المقلدة وخاصة الأدوات والأسلاك الكهربائية عبر الرقابة على المصانع التي تعمل بدون ترخيص والمتاجر التي تبيع سلعاً غير أصلية، وأسفرت الحملات الأمنية عن ضبط الكثير من المخالفات خلال الفترة الماضية، منها ضبط مصنع للأدوات الكهربائية بمحافظة القليوبية يعمل دون ترخيص في 10 أغسطس (آب) الجاري، حيث عثرت مباحث التموين عقب مداهمة المصنع على منتجات مقلدة لعلامات تجارية معروفة، وخامات رديئة للمنتجات الكهربائية المختلفة، وأيضاً في 24 يونيو (حزيران) الماضي تمكنت مباحث التموين من ضبط منتجات كهربائية مقلدة وغير مطابقة للمواصفات في مصنع غير مرخص بحي منشأة ناصر «شرق القاهرة».
وتشكل المنتجات والأدوات الكهربائية المقلدة خطراً كبيراً وسبباً رئيسياً في حدوث الماس الكهربائي واندلاع الحرائق وفقاً للدكتور مجدي صليب المدير السابق للمركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «استخدام منتجات وأدوات كهربائية مقلدة أو رديئة هو ما يؤدي إلى حدوث ماس كهربائي، فعندما تستخدم مفتاحاً كهربائياً غير جيد من الطبيعي أن يحترق، وأيضا إذا استخدمت سلكاً كهربائياً غير جيد سيحترق أيضاً».
وتابع صليب: «من بين الأسباب الأخرى لاندلاع الحرائق الكهربائية عدم كفاءة من يقوم بتركيب التوصيلات، فمثلاً يقوم بتركيب سلك ضعيف على جهاز يحتاج مصدر كهرباء قوي، وتكون النتيجة أن يحترق السلك فيُحدِث ماساً كهربائياً بالتكييف قد يمتد إلى بقية المنشأة».
ويعتبر إهمال أعمال الصيانة - بحسب صليب - «من بين أسباب اندلاع الحرائق، فكل التوصيلات الكهربائية تحتاج صيانة دورية، خاصة تلك التي تستخدم في أجهزة تستهلك تياراً كبيراً، وبعض المفاتيح والأسلاك يجب تغييرها كل فترة، جزء من المشكلة أن من يقومون بعمل التوصيلات يستخدمون منتجات مقلدة لتوفير النفقات، ويجب أن تخضع كل المنشآت العامة والبنايات والمصانع إلى تفتيش دوري للتأكد من وجود ضمانات السلامة».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

«الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)
«الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)
TT

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

«الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)
«الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

«هل فعلاً يوجد متحور جديد يا جماعة؟»... في حين أبدى مصريون تخوفهم من انتشار متحور جديد لفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة.

وقالت الوزارة، في إفادة رسمية، الخميس، إنه «لا صحة لما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وإرساله بشكل ممنهج عبر مجموعات الـ(واتساب) من وجود فيروسات مجهولة تصيب الجهاز التنفسي وتؤدي إلى الوفاة».

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية ترجيحات بظهور متحور جديد لفيروس «كورونا» في مصر، وزعم بعض المستخدمين أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الإصابات بفيروس «كورونا»، وأن الأعراض التي يشعر بها المصابون تختلف عن أعراض نزلات البرد.

كما سادت حالة من الترقب بين أولياء أمور بعد وفاة طالبتين بالمرحلة الابتدائية بمحافظة بورسعيد (شمال شرقي القاهرة)، حيث عبَّرت مجموعات للمدارس والأمهات على تطبيق «واتساب» ومنصات التواصل الاجتماعي عن تخوفهم من وجود متحور جديد لفيروس «كورونا» أدى إلى وفاة التلميذتين، مطالبين المسؤولين باتخاذ قرارات للحافظ على سلامة الطلاب، إلا أنه تبين لاحقاً أن الوفاة نتيجة توقف عضلة القلب وهبوط بالدورة الدموية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.

وأكدت «الصحة» المصرية عدم رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة، نافية أي زيادات في أعداد الإصابات بالفيروسات التنفسية ومعدلات التردد على المستشفيات في هذا التوقيت من العام مقارنة بالأعوام السابقة.

وأوضحت الوزارة أن الموقف الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر تتم متابعته بصفة مستمرة من خلال الترصد الروتيني للأمراض التنفسية الحادة للحالات المترددة أو المحجوزة في المستشفيات التابعة لمنظومة الترصد من جميع المستشفيات وعددها 542 مستشفى بجميع المحافظات.

وأضافت أن متابعة الموقف الوبائي تتم أيضاً من خلال المواقع المختارة لترصد الأمراض التنفسية الحادة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا في 28 موقعاً موزعين جغرافياً على 14 محافظة من محافظات الجمهورية.

ويتم أخذ مسحات من الحالات المشتبهة في إصابتها وفحصها بالمعامل المركزية والمعامل الإقليمية بالمحافظات، وفق وزارة الصحة؛ للتعرف على مدى انتشار الفيروسات التنفسية وأنواعها.

ورغم الطمأنة الرسمية، سادت حالة من التخوف عبر «السوشيال ميديا» المصرية، وأبدى الكثير من الرواد قلقهم مما سموه «دور البرد المنتشر».

وتداول البعض الأعراض المرضية التي تصيبهم، وسط تساؤلات إن كانت أعراض للإنفلونزا أم «كورونا»؟

وكان الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم زارة الصحة والسكان، أشار في تصريحات صحافية، الأربعاء، إلى أن أعراض دور البرد المنتشر حالياً معتادة خلال فصل الشتاء من كل عام، وأنّها ليست ناتجة من انتشار متحور جديد عن فيروس «كورونا».

ولفت عبد الغفار إلى انخفاض ملحوظ في انتشار الفيروسات التنفسية؛ بناءً على التقارير الواردة عن نسب الانتشار، مقارنة بالعام الماضي، إذ انخفضت نسبته بنحو 10 في المائة.

ويشير رواد على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تزايد ظاهرة وضع «الكمامات»، وسط تخوف من العودة إليها مجدداً.

كما تناقل آخرون تحذيرات منظمة الصحة العالمية من زيادة انتشار معدلات الإصابة بمتحور COVID - 19 الجديد، XEC، لافتين إلى أعراضه وطرق الوقاية منه.

وكان الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، نفى خلال تصريحات متلفزة، الثلاثاء الماضي، وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن، وأوضح أن الفيروسات التنفسية التقليدية هي المنتشرة حالياً، مشيراً إلى أن الإصابة بنزلات البرد في هذا التوقيت، مع دخول فصل الشتاء: «أمر طبيعي يتكرر كل عام».