محمد عبد المطلب... لماذا يعتبر أيقونة للأغنية الشعبية المصرية؟

حلول الذكرى الـ42 لوفاة صاحب «رمضان جانا»

محمد عبد المطلب وبليغ حمدي (فيسبوك)
محمد عبد المطلب وبليغ حمدي (فيسبوك)
TT

محمد عبد المطلب... لماذا يعتبر أيقونة للأغنية الشعبية المصرية؟

محمد عبد المطلب وبليغ حمدي (فيسبوك)
محمد عبد المطلب وبليغ حمدي (فيسبوك)

وصفه الدكتور طه حسين بأنه «صوت الحارة الشعبية الأصيل»، واعتبرته فاتن حمامة «مطربها المفضل»، بينما أكد الموسيقار عمار الشريعي أنه «أجبر جميع الملحنين على الدخول في جلباب صوته الذي لا مثيل له»؛ إنه المطرب المصري الراحل محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر، الشهير بـ«عبد المطلب» الذي تحل في شهر أغسطس (آب) من كل عام ذكرى ميلاده (13 أغسطس 1910)، وذكرى رحيله (21 أغسطس 1980).
قدم عبد المطلب نموذجاً غير مسبوق للغناء الشعبي، يعتمد على قوة هائلة للحنجرة، ومساحة عريضة للصوت، فضلاً عن كاريزما خاصة تتمثل في ضخامة البنيان، وكأننا أمام لاعب في حلبة المصارعة، وملامح وجه ليست شديدة الوسامة بالضرورة، فضلاً عن ارتدائه الجلباب البلدي والطربوش أحياناً.
https://www.facebook.com/comedia.zaman/videos/1359183790830218/?extid=CL-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&ref=sharing
ويرى الناقد الفني المصري محمود عبد الشكور في عبد المطلب «أحد أساتذة الأغنية الشعبية الكبار»؛ حيث لا تزال أغنياته حاضرة بقوة حتى اليوم؛ سواء التي غناها في الحفلات أو على المسرح، متسائلاً: «من يمكنه أن ينسى أغاني مثل: ودع هواك، وساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين، ورمضان جانا، والبحر زاد، ويا ليلة بيضا، وتسلم إيدين اللي اشترى، وحبيتك وبحبك، وقلت لأبوكي، ويا حاسدين الناس، ويا أهل المحبة، واسأل مرة عليا، والناس المغرمين، وشفت حبيبي، وما بيسألشي عليا أبداً، وأنا مالي، ويا حبايب هلوا».
التحق عبد المطلب بكُتاب قريته بمحافظة البحيرة (دلتا مصر)؛ حيث حفظ القرآن الكريم، ثم انطلق إلى القاهرة ليتتلمذ على يد رواد الفن آنذاك، مثل الملحن داود حسني، و«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب الذي عمل عبد المطلب عضواً ضمن «الكورال» الغنائي وراءه، كما التحق كذلك بفرقة المطربة بديعة مصابني صاحبة «كازينو بديعة» الذي كان بمثابة أكاديمية فنية لتفريخ عديد من المواهب.
وإلى جانب الغناء، كانت له تجربة مهمة في السينما؛ حيث قدم عدة أفلام مهمة، منها: «5 شارع الحبايب»، و«إديني عقلك»، و«لك يوم يا ظالم»، و«ليلة غرام»، و«علي بابا والأربعين حرامي».
وتميز عبد المطلب بخفة ظل تجسدت في عديد من المواقف الدرامية، مثل الديو الغنائي الذي يحمل عنوان «آلو يا همبكة» ويجمعه بـ«فتى السينما الشرير» توفيق الدقن، ضمن أحداث فيلم «بنت الحتة»، إنتاج عام 1964.
ويقول عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط»: «برع المطرب الراحل في إلقاء الموّال الذي يعد درة الغناء الشعبي مصرياً وعربياً، حتى أنه لُقب بـ(ملك المواويل)، وساعدته في ذلك إمكانات حنجرته التي تجمع بين العذوبة والقوة شبه المطلقة، حتى أنك تشعر بأنه يغني لمزاجه الشخصي ومتعته الشخصية قبل أي شيء».
وأكد عبد الشكور أن «كبار الملحنين على مر العصور تعاونوا معه، مثل: محمد عبد الوهاب، ومحمود الشريف، ومحمد فوزي، وبليغ حمدي، وكمال الطويل الذي لحن له أغنيته الشجية الجميلة (الناس المغرمين)، وبالتالي لم يكن غريباً أن نجد نجماً آخر في سماء الأغنية الشعبية هو محمد العزبي يختار تقليد عبد المطلب، عندما أتيحت له الفرصة للظهور في (ركن الهواة) وهو مراهق، بالإذاعة المصرية».
وارتبط اسم المطرب الكبير بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في أكثر من مناسبة، حسبما روى ابنه نور الذي رحل العام الماضي، قائلاً في تصريحات تلفزيونية: «صدر أمر ملكي باعتقال عبد المطلب، بسبب تفوهه بكلمات غاضبة في حق الديوان الملكي، نتيجة حذف اسمه في اللحظة الأخيرة وعلى نحو مفاجئ من حفل بدار الأوبرا؛ لكن قيام ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، جعل عبد الناصر يلغي أمر الاعتقال». كما كان عبد المطلب من المطربين القلائل الذين سمح لهم عبد الناصر بالغناء في حفل ذكرى الثورة السنوي، إلى جوار عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، وكذلك كرمه بمنحه «وسام الجمهورية»، لذلك لم يكن غريباً أن يفقد الرجل الوعي ويسقط أرضاً بمجرد سماعه خبر رحيل الرئيس.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
TT

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

حظي مسلسل «رقم سري»، الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق، بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط إشادة بسرعة إيقاع العمل وتصاعد الأحداث رغم حلقاته الثلاثين.

ويُعرض المسلسل حالياً عبر قناتي «dmc» و«dmc drama» المصريتين، إلى جانب منصة «Watch IT» من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع، وهو من إخراج محمود عبد التواب، وتأليف محمد سليمان عبد الملك، وبطولة ياسمين رئيس، وصدقي صخر، وعمرو وهبة، وأحمد الرافعي.

ويعد «رقم سري» بمنزلة الجزء الثاني من مسلسل «صوت وصورة» الذي عُرض العام الماضي بطولة حنان مطاوع، للمخرج والمؤلف نفسيهما. وينسج الجزء الجديد على منوال الجزء الأول نفسه من حيث كشف الوجه الآخر «المخيف» للتكنولوجيا، لا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن تورط الأبرياء في جرائم تبدو مكتملة الأركان.

السيناريو تميز بسرعة الإيقاع (الشركة المنتجة)

وتقوم الحبكة الأساسية للجزء الجديد على قصة موظفة بأحد البنوك تتسم بالذكاء والطموح والجمال على نحو يثير حقد زميلاتها، لا سيما حين تصل إلى منصب نائب رئيس البنك. تجد تلك الموظفة نفسها فجأة ومن دون مقدمات في مأزق لم يكن بالحسبان حين توكل إليها مهمة تحويل مبلغ من حساب فنان شهير إلى حساب آخر.

ويتعرض «السيستم» بالبنك إلى عطل طارئ فيوقّع الفنان للموظفة في المكان المخصص بأوراق التحويل وينصرف تاركاً إياها لتكمل بقية الإجراءات لاحقاً. يُفاجَأ الجميع فيما بعد أنه تم تحويل مبلغ يقدر بمليون دولار من حساب الفنان، وهو أكبر بكثير مما وقع عليه وأراد تحويله، لتجد الموظفة نفسها عالقة في خضم عملية احتيال معقدة وغير مسبوقة.

وعَدّ الناقد الفني والأستاذ بأكاديمية الفنون د. خالد عاشور السيناريو أحد الأسباب الرئيسية وراء تميز العمل «حيث جاء البناءان الدرامي والتصاعدي غاية في الإيجاز الخاطف دون اللجوء إلى الإطالة غير المبررة أو الثرثرة الفارغة، فما يقال في كلمة لا يقال في صفحة».

بطولة نسائية لافتة لياسمين رئيس (الشركة المنتجة)

وقال عاشور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المخرج محمود عبد التواب نجح في أن ينفخ الروح في السيناريو من خلال كاميرا رشيقة تجعل المشاهد مشدوداً للأحداث دون ملل أو تشتت، كما أن مقدمة كل حلقة جاءت بمثابة جرعة تشويقية تمزج بين ما مضى من أحداث وما هو قادم منها في بناء دائري رائع».

وأشادت تعليقات على منصات التواصل بالمسلسل باعتباره «تتويجاً لظاهرة متنامية في الدراما المصرية مؤخراً وهي البطولات النسائية التي كان آخرها مسلسل (برغم القانون) لإيمان العاصي، و(لحظة غضب) لصبا مبارك؛ وقد سبق (رقم سري) العديد من الأعمال اللافتة في هذا السياق مثل (نعمة الأفوكاتو) لمي عمر، و(فراولة) لنيللي كريم، و(صيد العقارب) لغادة عبد الرازق، و(بـ100 راجل) لسمية الخشاب».

إشادة بتجسيد صدقي صخر لشخصية المحامي (الشركة المنتجة)

وهو ما يعلق عليه عاشور، قائلاً: «ياسمين رئيس قدمت بطولة نسائية لافتة بالفعل، لكن البطولة في العمل لم تكن مطلقة لها أو فردية، بل جماعية وتشهد مساحة جيدة من التأثير لعدد من الممثلين الذين لعبوا أدوارهم بفهم ونضج»، موضحاً أن «الفنان صدقي صخر أبدع في دور المحامي (لطفي عبود)، وهو ما تكرر مع الفنانة نادين في شخصية (ندى عشماوي)، وكذلك محمد عبده في دور موظف البنك».