قائد عسكري أميركي: تصرفات الصين حول تايوان تزيد المخاطر

تايبيه رصدت مواصلة بكين أنشطتها العسكرية واقترابها من الخط الفاصل

مقاتلات صينية خلال مناورات في محيط جزيرة تايوان في 7 أغسطس الحالي (أ.ب)
مقاتلات صينية خلال مناورات في محيط جزيرة تايوان في 7 أغسطس الحالي (أ.ب)
TT

قائد عسكري أميركي: تصرفات الصين حول تايوان تزيد المخاطر

مقاتلات صينية خلال مناورات في محيط جزيرة تايوان في 7 أغسطس الحالي (أ.ب)
مقاتلات صينية خلال مناورات في محيط جزيرة تايوان في 7 أغسطس الحالي (أ.ب)

فيما أثار إعلان الولايات المتحدة إجراء محادثات تجارية رسمية مع تايوان، جولة جديدة من التهديدات والإدانات من جانب الحكومة الصينية، حذر قائد القوات الأميركية الجنرال فرانك كيندال من أن تصرفات الصين تزيد من مستوى المخاطر. وفي تصعيد جديد لأنشطة بكين العسكرية بالقرب من الجزيرة، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية رصد 17 طائرة وست سفن حربية صينية اقتربت بشكل كبير من الخط الفاصل في مضيق تايوان أمس.
وشدد كيندال الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف من إقليم غوام الأميركي في المحيط الهادئ كجزء من رحلة إلى المنطقة تشمل أستراليا واليابان، «إننا نعيش في وقت خطير»، مشيراً إلى تدريبات الصين حول تايوان، والتي تضمنت إطلاق صواريخ فوق الجزيرة وعبور خط الوسط لمضيق تايوان بشكل متكرر. وقال إن تصرفات بكين كانت استفزازية للغاية.
وأجرت الصين، التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، تدريبات عسكرية هذا الشهر للتعبير عن غضبها من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه، وألقت باللوم على واشنطن في إثارة التوتر.
وقال كيندال «إن الأنشطة العسكرية التي شاركت فيها الصين خلال وقت زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، زادت من مستوى المخاطر وانتهكت عدداً من المعايير، وكان تجاوز الخط (الفاصل بين تايوان والصين) واحداً من انتهاك المعايير، كما كان إطلاق النار على المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان انتهاكا آخر».
وفي إشارة إلى التدريبات التي تجريها الصين حول تايوان، والتي تضمنت إطلاق صواريخ فوق الجزيرة وعبور الخط الفاصل، الذي يقسم مضيق تايوان، قال كيندال إن هذه «ليست إجراءات تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، بل إجراءات استفزازية للغاية وتزيد من مستوى المخاطر».
وإذ رفض التعليق مباشرة على تفاصيل عبور الصين للخط الفاصل، رأى كيندال أن الصين بالغت في رد فعلها على رحلة بيلوسي. أضاف «أتمنى أن يعود سلوكهم إلى المعايير المحددة من قبل».
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع في تايبيه أنها رصدت 17 طائرة وست سفن حربية صينية تعمل حول تايوان أمس في وقت واصلت بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة. وأوضحت أن ذلك شمل قيام ثماني طائرات بعبور الخط الفاصل في مضيق تايوان والذي يكون في الأوقات العادية بمثابة حدود غير رسمية بين الجانبين.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي في مقابلة مع صحيفة «نيكي» الاقتصادية أمس إن بلاده تبحث عقد اجتماع قمة بين رئيس الوزراء فوميو كيشيدا والرئيس الصيني شي جينبينغ.
ولوقت طويل تأثرت العلاقات الصينية - اليابانية بنزاع على مجموعة من الجزر الصغيرة غير المأهولة في بحر الصين الشرقي، وإرث العدوان الياباني في زمن الحرب، والتنافس الإقليمي.
وذكرت «نيكي» أن الاجتماع يمكن أن يتخذ شكل محادثات مباشرة أو محادثة هاتفية، لكن المرجح بشكل أكبر أن تكون مؤتمراً على الإنترنت هذا الخريف.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجدداً «التزام الولايات المتحدة الثابت» بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الكوري الجنوبي باك جين أمس الجمعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان إن بلينكن عبر عن تقديره لجهود كوريا الجنوبية لتحسين علاقتها باليابان والسعي لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل.
وأضاف برايس أن الوزيرين ناقشا أيضاً الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي، بما في ذلك مضيق تايوان.


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
TT

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)

رفضت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، طلب استئناف تقدمت به منغوليا ضد قرار أكد انتهاكها التزاماتها بعدم توقيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة أجراها للبلاد.

وزار الرئيس الروسي منغوليا في أوائل سبتمبر (أيلول) رغم صدور مذكرة توقيف بحقّه من المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرّاً، بشبهة الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين بعد غزو أوكرانيا عام 2022.

وقالت المحكمة في قرارها: «إنها رفضت طلب منغوليا بالحصول على إذن بالاستئناف»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية منغوليا، وهي دولة عضو، بالفشل في اعتقال بوتين، وأحالت المسألة على جمعية الدول الأطراف لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

وينص نظام روما، وهو المعاهدة التأسيسية للمحكمة التي وقّعتها جميع الدول الأعضاء، على التزام الدول بتوقيف المطلوبين.

مسؤول عن «جريمة حرب»

وبعد أيام من صدور القرار، تقدّمت منغوليا بطلب للحصول على إذن باستئنافه، فضلاً عن استبعاد اثنين من القضاة، لكن المحكمة رفضت، الجمعة، طلبي منغوليا.

وقال القضاة إن قرار المحكمة، وإحالة المسألة على جمعية الدول الأطراف، لا يمكن استئنافهما، لأنهما «لا يُشكلان حكماً رسمياً للمحكمة بشأن جوهر القضية أو بشأن مسألة إجرائية».

وأضاف القضاة أن القرار كان «تقييماً للامتثال في ما يتعلق بواجب التعاون مع المحكمة».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس (آذار) 2023. وقالت حينها إن هناك «أسباباً معقولة» للاعتقاد بأن بوتين «يتحمل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.

ورفضت موسكو مذكرة التوقيف وعَدّتها باطلة، لكن زيارة بوتين إلى منغوليا كانت الأولى لدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية خلال 18 شهراً منذ صدور المذكرة.

وألغى الرئيس الروسي العام الماضي زيارة إلى قمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، بعد ضغوط داخلية وخارجية على بريتوريا لتوقيفه.