أعلنت الولايات المتحدة أنها اتفقت مع تايوان على بدء محادثات ومفاوضات رسمية بشأن اتفاقية تجارية واقتصادية جديدة بين البلدين، في وقت مبكر من الشهر المقبل، وهو قرار يأتي وسط تصاعد التوترات مع الصين.
وأشار عدد من المسؤولين الأميركيين إلى أن الصين تعمل على الضغط على تايوان، وفرض حصار اقتصادي عليها، إضافة إلى المناورات العسكرية التي أجرتها عند مضيق تايوان، التي تُعدّ أكبر مناورات عسكرية، مما رفع من مستويات التوتر في العلاقات والقلق حول حرية الملاحة عند مضيق تايوان. وقال بيان صادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة، إن الاتفاقية الجديدة ستغطي أحد عشر مجالاً مختلفاً، بما في ذلك تيسير التجارة، والممارسات التنظيمية، ومكافحة الفساد، والزراعة، والتجارة الرقمية، وبيئة العمل، وكيفية عمل الشركات المملوكة للدولة.
وقالت سارة بيانكي، نائبة الممثل التجاري للولايات المتحدة، إن المفاوضات بين واشنطن وتايبيه ستعمل على «تعميق علاقاتنا التجارية والاستثمارية، وتعزيز أولويات التجارة المتبادلة على أساس القيم المشتركة، وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي الشامل لعمالنا وشركاتنا».
وذكر بيان صادر عن مكتب المفاوضات التجارية في تايوان أن المحادثات لن تهدف فقط إلى تعزيز الاستثمار والتجارة بين الولايات المتحدة وتايوان، ولكن أيضاً تعزيز القوة الاقتصادية الشاملة لتايوان ومساعدتها على زيادة مشاركتها في الاتفاقيات الدولية.
وقال وزير التجارة التايواني، جون دينج، للصحافيين خلال مؤتمر صحافي، أمس (الخميس)، إن البلدين سيناقشان كيفية معالجة «الإكراه الاقتصادي» الصيني.
وتشترك الولايات المتحدة وتايوان في علاقة تجارية واستثمارية طويلة الأمد. وتعد تايوان أيضاً مورداً عالمياً مهماً لبعض أشباه الموصلات الأكثر تقدماً المستخدمة في كل شيء، من الهواتف الجوالة وأجهزة الكومبيوتر المحمولة إلى السيارات والصواريخ، لكن أكبر شريك تجاري لتايوان حتى الآن لا يزال الصين. وشكلت صادرات تايوان إلى الصين خلال العام الماضي ما نسبته 42 في المائة في مقابل 15 في المائة للولايات المتحدة.
إلى ذلك، أشار دانييل كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي، للصحافيين خلال مؤتمر عبر الهاتف، صباح أمس (الخميس)، إلى أن السياسة الأميركية تجاه الصين لم تتغير، وما تغير هو إكراه بكين المتزايد لتايوان. وتوقع أن تكثف الضغوط الاقتصادية على تايوان في الأشهر المقبلة بعد التدريبات العسكرية التي قامت بها. وقال: «هذه الإجراءات جزء من حملة ضغط مكثفة لترهيب تايوان وإكراهها وتقويض قدرتها على الصمود».
وشدد مساعد وزير الخارجية على أن واشنطن سترد على عدوان الصين «بخطوات هادئة، ولكن حازمة»، لإبقاء مضيق تايوان مفتوحاً وسلمياً.
وتأتي تصريحاته بعد أن قال مسؤول عسكري كبير في البحرية الأميركية إن على واشنطن وحلفائها مواجهة إطلاق الصواريخ الباليستية الصينية على تايوان، التي وصفها بأنها «غوريلا في الغرفة».
وقد تضمنت التدريبات الصينية إطلاق صواريخ باليستية متعددة في المياه قبالة مضيق تايوان الذي يُعدّ أكثر طرق الشحن ازدحاماً في العالم. وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها الصين مثل هذه الخطوة منذ منتصف التسعينات.
وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية رصد 51 طائرة وست سفن صينية حول تايوان، أمس (الخميس)، بينها 25 طائرة عبرت الخط الفاصل لمضيق تايوان، الذي يُعتبر في الأوقات العادية حداً غير رسمي بين الجانبين، أو حلَّقت إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية.
وكانت تايوان أجرت تدريبات خاصة بها لمحاكاة الدفاع ضد الغزو، وعرضت، أول من أمس (الأربعاء)، مقاتلتها الأكثر تطوّراً، وهي طائرة حربية أميركية الصنع من طراز «إف - 16 في» مزوّدة بصواريخ، وذلك خلال طلعة ليلية نادرة.
وحمّل عناصر من سلاح الجو التايواني في قاعدة بمقاطعة هوالين (شرق) صواريخ أميركية الصنع مضادّة للسفن من طراز «هاربون إيه جي إم - 84»، تحت جناحي مقاتلة من طراز «إف 16 في»، وهي نسخة مطوّرة وأكثر تعقيداً من مقاتلات «إف - 16»، التي يعود تاريخها إلى التسعينات.
وفي إطار هذا التمرين على «الاستعداد القتالي»، أقلعت من القاعدة الجوية ليلاً ستّ طائرات من طراز «إف 16 في»، بينها اثنتان مسلّحتان بصواريخ، وذلك في مهمة استطلاع ليلي، بحسب ما أعلن سلاح الجو التايواني.
وقال سلاح الجو في بيان: «في مواجهة التهديد الناجم عن التدريبات العسكرية الأخيرة التي قامت بها القوات الشيوعية الصينية، ظللنا يقظين، مع ترسيخنا في الوقت نفسه مفهوم «ساحات القتال في أي مكان والتدريب في أي وقت (...)، وذلك لضمان الأمن القومي للبلاد».
واشنطن تبدأ محادثات تجارية مع تايبيه لمواجهة «الإكراه الصيني»
الخارجية الأميركية: سنرد على عدوان بكين «بخطوات هادئة لكن حازمة»
واشنطن تبدأ محادثات تجارية مع تايبيه لمواجهة «الإكراه الصيني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة