بايدن يوقع مشروع قانون «خفض التضخم»

بقيمة 430 مليار دولار... وسط اتهامات وانتقادات جمهورية حادة

بايدن خلال توقيعه لأكبر حزمة للمناخ في تاريخ الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
بايدن خلال توقيعه لأكبر حزمة للمناخ في تاريخ الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

بايدن يوقع مشروع قانون «خفض التضخم»

بايدن خلال توقيعه لأكبر حزمة للمناخ في تاريخ الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
بايدن خلال توقيعه لأكبر حزمة للمناخ في تاريخ الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن مشروع قانون بقيمة 430 مليار دولار ينظر إليه على أنه أكبر حزمة للمناخ في تاريخ الولايات المتحدة، ويستهدف تقليص انبعاثات الغازات المحلية‭ ‬وأيضا خفض أسعار الأدوية التي تباع بوصفة طبية.
وفي حفل أقيم في البيت الأبيض، قال بايدن مساء الثلاثاء: «في هذه اللحظات التاريخية، انحاز الديمقراطيون إلى الشعب الأميركي، وانحاز كل جمهوري للمصالح الخاصة... كل جهوري في الكونغرس صوت ضد مشروع القانون هذا»، في إشارة إلى قانون خفض التضخم.
ويهدف القانون الجديد لمحاربة تغير المناخ وخفض أسعار الأدوية التي تصرف بوصفة طبية وخفض انبعاث الغازات المحلية المسببة للاحتباس الحراري. ويقول الديمقراطيون إن القانون سيساعد أيضاً في محاربة التضخم من خلال خفض العجز الاتحادي.
وقال السيناتور ميتش مكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ إن القانون الجديد سيكون له تأثير معاكس. وأضاف قائلاً: «الديمقراطيون سرقوا الأميركيين العام الماضي بإنفاق دفع اقتصادنا إلى تضخم قياسي. هذا العام فإن الحل الذي يقدمونه هو عمل هذا مرة ثانية. المشروع الذي وقعه الرئيس بايدن ليصبح قانونا يعني ضرائب أعلى وفواتير أعلى للطاقة».
وكان بايدن يأمل في البداية في خطة استثمارية أكبر، لكن مجرد تمكنه من إصدار هذا الإصلاح يشكل شبه إحياء سياسي للديمقراطيين قبل انتخابات منتصف الولاية التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) ويخسرها تقليديا المعسكر الحاكم. وبعد مفاوضات شاقة مع الجناح اليميني للحزب الديمقراطي، أصبحت الخطة تقضي بتخصيص 370 مليار دولار لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 40 في المائة بحلول 2030. ووصف الحزب الجمهوري الإعفاءات الضريبية التي تصل إلى 7500 دولار لشراء سيارة كهربائية بأنها «احتيال»، لكن المنظمة المدافعة عن البيئة «سييرا كلوب» أشادت بالخطوة «الجريئة».
وقال رئيس هذه المنظمة غير الحكومية رامون كروز إن «الأجيال القادمة ستتذكر هذا اليوم على أنه اليوم الذي عكس فيه المد ضد قطاع صناعات الوقود الأحفوري من أجل مستقبل أكثر سلامة ونظافة وعدالة للجميع في جميع أنحاء البلاد».ويهدف الشق الثاني من هذه الخطة الاستثمارية الواسعة إلى تصحيح جزئي للتفاوت الهائل في الحصول على الرعاية الطبية في الولايات المتحدة، خصوصاً عبر خفض أسعار الأدوية. وللمرة الأولى، سيتمكن نظام «ميديكير» الصحي العام المخصص لكثيرين بينهم خصوصا الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر، من التفاوض بشأن أسعار بعض الأدوية مباشرة مع شركات الأدوية، وبالتالي الحصول على أسعار أكثر تنافسية.
ولتمويل هذه الاستثمارات، ينص الإصلاح على اعتماد حد أدنى للضريبة بنسبة 15 في المائة لجميع الشركات التي تتجاوز أرباحها المليار دولار. وتهدف هذه الضريبة الجديدة إلى منع بعض الشركات الكبيرة من استخدام الثغرات الضريبية التي تسمح لها حتى الآن بدفع ضرائب أقل بكثير من المعدل النظري.
وتفيد تقديرات بأن هذا الإجراء يمكن أن يدرّ عائدات تتجاوز 258 مليار دولار على الدولة الفيدرالية الأميركية خلال السنوات العشر المقبلة. وشهدت إدارة بايدن التي تضررت بالانسحاب الفوضوي من أفغانستان العام الماضي والموجات المتتالية من انتشار كوفيد وأعلى مستويات من التضخم منذ أربعين عاماً، سنة صعبة. إضافة إلى ذلك، أعيقت جهودها في معظم الأحيان بسبب الأغلبية الضئيلة جداً التي تتمتع بها في مجلسي النواب والشيوخ. وترجح استطلاعات الرأي فوز الجمهوريين بأغلبية كبيرة في مجلس النواب في نوفمبر، وحتى في مجلس الشيوخ، مما قد يجعل جو بايدن رئيساً صورياً حتى نهاية فترة ولايته في 2024، لكن بينما يبدو الجمهوريون غارقين في فضيحة هفوات دونالد ترمب بشأن وثائق «سرية للغاية» نقلها إلى مقر إقامته الشخصي في مارالاغو، حيث اضطر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إلى جلبها هذا الأسبوع، حقق جو بايدن نجاحات في الأسابيع الأخيرة.
ففي نهاية يونيو (حزيران)، وقع الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 79 عاماً قانوناً ينظم حيازة الأسلحة النارية هو الأهم منذ نحو ثلاثين عاماً. وفي بداية أغسطس (آب)، أفرج عن 52 مليار دولار من الإعانات لإعادة إطلاق إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة. كما وقع قانوناً يهدف إلى تحسين رعاية المحاربين القدامى المعرضين للدخان السام. وقال بايدن الثلاثاء: «أعلم أن هناك اليوم من لديهم نظرة قاتمة ويائسة لبلدنا، لكنني لست منهم». وأضاف أن إصلاح المناخ والرعاية الصحية الذي صوت جميع الجمهوريين بلا استثناء ضده، يكشف أن «الأميركيين انتصروا ومجموعات الضغط خسرت». وتابع أن «هذا هو الخيار المطروح أمامنا: يمكننا حماية الأقوياء أو يمكن أن نتحلى بالشجاعة لبناء مستقبل يؤمن فرصاً للجميع»، مؤكداً أن «هذه هي أميركا التي أؤمن بها».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

خلاف بين محامي ترمب والمحقق الخاص بشأن الجدول الزمني لقضيته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

خلاف بين محامي ترمب والمحقق الخاص بشأن الجدول الزمني لقضيته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

أظهرت وثائق قضائية أن المدعي الخاص الذي يلاحق دونالد ترمب بتهمة محاولة إلغاء نتائج انتخابات 2020 وفريق الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق على خلاف بشأن الجدول الزمني لإجراءات النظر في القضية.

وفي وثيقة أرسلوها إلى القاضية الفيدرالية تانيا تشوتكان، المسؤولة عن القضية، اقترح محامو المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) جدولاً زمنياً لمراجعة الطلبات الأولية يمتد إلى ما بعد تاريخ الاقتراع وانتقال السلطة في يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أعرب المحامون في الوثيقة التي نشرت، ليل الجمعة - السبت، عن قناعتهم بقدرتهم على إسقاط التتبعات قبل الوصول إلى المحاكمة، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جهته، لم يقترح المدعي الخاص جاك سميث موعداً، وهو سيقبل بقرار القاضية، ويقول إنه مستعد لتقديم حججه المكتوبة بشأن مسألة الحصانة الجنائية التي تذرع بها دونالد ترمب بوصفه رئيساً سابقاً «في أي وقت تراه المحكمة مناسباً».

وحدّدت القاضية تشوتكان جلسة استماع في 5 سبتمبر (أيلول).

ونشر المدعي الخاص، الثلاثاء، لائحة اتهام منقحة، لتأخذ في الاعتبار الحكم غير المسبوق الذي أصدرته المحكمة العليا في الأول من يوليو (تموز)، الذي يعترف بالحصانة الجنائية الواسعة لرئيس الولايات المتحدة، لكنها تحتوي على الاتهامات الثقيلة نفسها.

وبأغلبية ستة أصوات مقابل ثلاثة قضاة محافظين ضد التقدميين، اقرّت المحكمة العليا أن «الرئيس لا يتمتّع بأي حصانة لأفعاله غير الرسمية»، لكن «يحق له على الأقل امتلاك حصانة مفترضة من الملاحقة عن كل أعماله الرسمية».

وأعادت المحكمة القضية لتحديد الأفعال التي يحتمل أن تكون في مأمن من الملاحقة الجنائية.

لذلك اقترح جاك سميث على القاضية تشوتكان أن يوضح كيف أن الأفعال المشمولة في الدعوى تقع خارج نطاق ممارسة الوظائف الرئاسية «من خلال التمييز بين العمل الانتخابي الخاص للمتهم عن أفعاله الرسمية»، ومن ثم لا تغطيها الحصانة الجنائية. لكنه طلب منها درس هذه المسألة دون انتظار الحكم في مختلف الطعون التي قدمها الدفاع.

في المقابل، يطالب محامو ترمب بأخذ طعونهم الرامية إلى إلغاء التتبعات في الاعتبار أولاً قبل التطرق إلى مسألة الحصانة.

وقالوا إنه «يجب على المحكمة أن تتخذ كل قرار معقول ممكن للفصل في القضية على أسس قانونية قبل السماح بإجراء تحقيق عدواني في التصرفات الرسمية للرئيس ترمب في أثناء شغله المنصب».