هل يمكن لـ«الفيدرالي» حصار العملات المشفرة؟

تحركات كبيرة لـ«عالية الجودة» مدفوعة «بالذعر»

العملات الرقمية من ظاهرة متخصصة إلى ركيزة دائمة في السوق المالية في السنوات الأخيرة (رويترز)
العملات الرقمية من ظاهرة متخصصة إلى ركيزة دائمة في السوق المالية في السنوات الأخيرة (رويترز)
TT

هل يمكن لـ«الفيدرالي» حصار العملات المشفرة؟

العملات الرقمية من ظاهرة متخصصة إلى ركيزة دائمة في السوق المالية في السنوات الأخيرة (رويترز)
العملات الرقمية من ظاهرة متخصصة إلى ركيزة دائمة في السوق المالية في السنوات الأخيرة (رويترز)

بالتزامن مع تحذير مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) البنوك من المخاطر المرتبطة بالانخراط في قطاع الأصول المشفرة، يتوقع خبراء أنه مهما كان مصير العملات المشفرة اللامركزية على غرار «بيتكوين»، فإن الأشكال الأخرى من العملات المشفرة وتكنولوجيا «البلوك تشين» مستمرة.
وقال مجلس الاحتياطي إنه في حين أن القطاع الناشئ «يتيح فرصاً محتملة» للبنوك وعملائها والنظام المالي ككل، فإن الأنشطة المتعلقة بالأصول المشفرة قد تشكل أيضاً مخاطر تتعلق بالسلامة وحماية المستهلك والاستقرار المالي. وأضاف المجلس في رسالة إشرافية أنه «يراقب عن كثب» التطورات في القطاع «بالنظر إلى المخاطر المتزايدة والجديدة التي تشكّلها الأصول المشفرة». وأوضح أيضاً أن البنوك التي ترغب في الانخراط في قطاع الأصول المشفرة يجب أن تخبر مجلس الاحتياط الاتحادي عن مثل هذه الخطط في وقت مبكر. وينبغي للمؤسسات المصرفية أيضاً أن تتأكد من أن هذه الأنشطة قانونية قبل الانخراط فيها.
وتحولت العملات الرقمية مثل «بيتكوين» و«إيثر» من ظاهرة متخصصة إلى ركيزة دائمة في السوق المالية في السنوات الأخيرة، مع رغبة البنوك بشكل متزايد في المشاركة في القطاع الناشئ. وتتقلب أسعار العملات المشفرة بشكل كبير كما أن القطاع متقلب للغاية. وأدى انهيار سوق العملات المشفرة الواسع مؤخراً إلى معاناة صغار المستثمرين من أسوأ الخسائر.
ويتعرض المنظمون مثل مجلس الاحتياط الاتحادي لضغوط لسد الفجوات التنظيمية في القطاع، في الوقت الذي يتوقع فيه أن تخلق اللامركزية طرقاً مبتكرة لتقديم وتوسيع الوصول إلى المنتجات والخدمات المالية، بينما تجبر المنافسة المضافة المؤسسات التقليدية على تحسين كفاءتها.
ولا يمكن للمنظمين دائماً تقييد مقدار المخاطر التي يجب على المستثمر تحملها، في ظل شفافية «سلاسل الكتل» التي لا تُغني عن الإفصاح الذي يجعل مخاطر سلبيات العملات المشفرة مفهومة ومدعومة بخطوات لتعزيز المعرفة المالية.
ويرى خبراء أن العملات المشفرة المضمونة بالسندات الحكومية والأوراق المالية عالية الجودة تشهد تحركات كبيرة مدفوعة «بالذعر»، بما أن طلبات التصفية والاسترداد يمكن أن تؤدي إلى عمليات تصفية واسعة النطاق للضمانات نفسها، مما يؤثر بالسلب على الأوراق المالية الأساسية ويكون لها تأثير متتالٍ على النظام المالي.
ومن شأن القواعد البسيطة أن تمكّن الشركات الأحدث والأصغر من التنافس على مستوى متكافئ، مع المؤسسات المالية الكبرى في ظل الحفاظ على النظام المالي الأكبر.
وفي شأن قد يكون ذي دلالة على هشاشة العملات المشفرة، اعترف المؤسس المشارك لعملة «تيرا» الرقمية التي انهارت قيمتها في مايو (أيار) الماضي وبخّرت 40 مليار دولار من أموال المستثمرين، بأنه كان «مخطئاً»، لكنه قال إنه لم يتواصل بعد مع محققين كوريين جنوبيين.
وضرب انهيار عملة «تيرا يو إس دي» والعملة الرمزية الشقيقة «لونا» اللتين انخفضت قيمتهما إلى الصفر تقريباً، سوق العملات المشفرة ما تسبب في خسائر تزيد على 500 مليار دولار.
وصممت العملات المستقرة ليكون لها سعر مستقر نسبياً وعادةً ما تكون مرتبطة بسلعة معينة أو عملة حقيقية. وخسر الكثير من المستثمرين مدخراتهم عندما دخلت «لونا» و«تيرا» في «دوامة الموت» وانهارتا وفتحت السلطات الكورية الجنوبية تحقيقات جنائية في الحادث.
وفي أول تعليق علني له منذ ذلك الحين، تحدث دو كوون، المؤسس الكوري الجنوبي البالغ 31 عاماً لشركة «تيرافورم لابس»، إلى وسيلة الإعلام الرقمية «كويندج» من سنغافورة قائلاً إن الانهيار كان «قاسياً». وأضاف: «أعتقد أنه فيما يتعلق بتضميد الجروح، فإن أفضل ما يمكنني فعله هو أن أكون صريحاً في كل ما حدث. وأعترف فقط بأنني كنت مخطئاً».
ودهم ممثلو الادعاء في كوريا الجنوبية الشهر الماضي منزل دانيال شين شريك كوون، كجزء من تحقيق في مزاعم بوجود نشاط غير قانوني وراء انهيار «تيرا». كذلك، منعت السلطات موظفين رئيسيين سابقين وحاليين في «تيرافورم لابس» من مغادرة البلاد وطلبت من كوون إخطارهم لدى عودته... لكن كوون قال في المقابلة إن المدعين لم يتواصلوا معه، ولم يقرر ما إذا كان سيعود إلى كوريا الجنوبية للتعاون مع التحقيق. وتابع: «إنه قرار صعب لأننا لم نتواصل مع المحققين مطلقاً»، مضيفاً: «لم يوجهوا إلينا أي اتهامات».
وأشار كوون إلى أنه ما زال مؤمناً بـ«تيرا».
وبعد أسابيع فقط من انهيار هذه العملة، أطلق نسخة جديدة أطلق عليها «تيرا 2.0»، لكن قيمتها انخفضت بسرعة من 11 دولاراً إلى دولارين. وأضاف كوون: «سأقوم دائماً بعمل أشياء متمحورة حول (تيرا) ومن أجل مجتمع (تيرا). هذا منزلي وهذا هو المكان الذي أشعر فيه بأن هناك مستقبلاً أكثر إشراقاً». لكن مع وجود دعاوى وتحقيقات معلقة، يقول محللون إن مشاريع كوون التالية من غير المرجح أن تنجح.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

واشنطن: 8 شركات اتصالات وعشرات الدول تأثرت بالقرصنة الصينية

علما الولايات المتحدة الأميركية والصين (أرشيفية - أ.ب)
علما الولايات المتحدة الأميركية والصين (أرشيفية - أ.ب)
TT

واشنطن: 8 شركات اتصالات وعشرات الدول تأثرت بالقرصنة الصينية

علما الولايات المتحدة الأميركية والصين (أرشيفية - أ.ب)
علما الولايات المتحدة الأميركية والصين (أرشيفية - أ.ب)

قال البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، إن ما لا يقل عن ثماني شركات اتصالات أميركية، وعشرات من الدول تاثرت بحملة القرصنة الصينية.
وقدمت نائبة مستشار الأمن الوطني، آن نيوبيرغر، تفاصيل جديدة بشأن اتساع حملة القرصنة الصينية واسعة النطاق والتي منحت المسؤولين في بكين إمكانية الوصول إلى نصوص خاصة ومحادثات هاتفية لعدد غير معلوم من الأميركيين.
وكشفت نيوبيرغر عن مدى القرصنة بعد يوم من إصدار مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية إرشادات ترمي إلى المساعدة على التخلص من قراصنة الإنترنت ومنع عمليات التجسس الإلكتروني المشابهة في المستقبل.

وحذر مسؤولو البيت الأبيض من أن عدد شركات الاتصالات التي تأثرت ما زال قابلاً للزيادة.

«كمية كبيرة»

هذا قال مسؤول أميركي كبير للصحافيين، اليوم الأربعاء، إن «كمية كبيرة» من البيانات الوصفية للأميركيين سُرقت في حملة تجسس إلكتروني نفذتها مجموعة قرصنة صينية يطلق عليها (سولت تايفون).

وفي اتصال مع صحافيين، رفض المسؤول تقديم أرقام محددة، لكنه قال إن وصول الصين إلى شبكات الاتصالات الأميركية كان واسع النطاق، مضيفاً أن خطر «الاختراق المستمر» قائم.

وقال المسؤول إن البيت الأبيض جعل التعامل مع قراصنة «سولت تايفون» أولوية للحكومة الاتحادية، وإنه تم إطلاع الرئيس جو بايدن عدة مرات على الاختراقات.