لبنان يشكو إسرائيل لاستخدامها أجواءه لقصف سوريا

حكومة الرئيس اللبناني ميشال عون تقول إنها تنوي شكوى إسرائيل أمام مجلس الأمن (دالاتي ونهرا / د.ب.أ)
حكومة الرئيس اللبناني ميشال عون تقول إنها تنوي شكوى إسرائيل أمام مجلس الأمن (دالاتي ونهرا / د.ب.أ)
TT

لبنان يشكو إسرائيل لاستخدامها أجواءه لقصف سوريا

حكومة الرئيس اللبناني ميشال عون تقول إنها تنوي شكوى إسرائيل أمام مجلس الأمن (دالاتي ونهرا / د.ب.أ)
حكومة الرئيس اللبناني ميشال عون تقول إنها تنوي شكوى إسرائيل أمام مجلس الأمن (دالاتي ونهرا / د.ب.أ)

أعلن لبنان أمس، أنه سيتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، لاستعمالها المجال الجوي اللبناني لتنفيذ الغارات الأخيرة على سوريا.
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الاعتداء الإسرائيلي على سوريا، وقالت في بيان، إنها تستنكر بـ«شدة» قيام «العدو الإسرائيلي باستخدام الأجواء اللبنانية لقصف الأراضي السورية»، محذرة من «مغبة هذا السلوك العدواني، والانتهاك المستمر للسيادة اللبنانية، في خرق فاضح للقانون والمعاهدات الدولية». كما أعلنت أنها ستتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن، وتطالبه بالتدخل لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وطالبت قوى سياسية لبنانية متحالفة مع دمشق، السلطات اللبنانية بتقديم الشكوى، فاعتبر النائب في «كتلة التنمية والتحرير» (حركة أمل)، قاسم هاشم، أن «ما تتعرض له سوريا من اعتداءات من أجواء لبنان إنما هو اعتداء على لبنان وانتهاك للسيادة الوطنية»، مشيراً إلى أن «تكرار هذه الانتهاكات يتطلب من الحكومة اللبنانية تقديم شكوى للأمم المتحدة». بدوره، دعا النائب حسن مراد الحكومة إلى التقدم بشكوى عاجلة لمجلس الأمن. وقال: «مرة جديدة ينتهك العدو أجواء لبنان ليمارس إرهابه في الاعتداء على سوريا، وعليه، وحرصاً على السيادة ورفضاً لاستعمال الأجواء اللبنانية في الاعتداء على دولة شقيقة، ندعو الحكومة اللبنانية إلى التقدم بشكوى عاجلة لمجلس الأمن رفضاً للانتهاكات الصهيونية».
من جهته، استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، «الغارات الصهيونية على سوريا وانتهاك الأجواء اللبنانية في عدوان مزدوج على البلدين بعد سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات المتكررة التي نضعها برسم الأمم المتحدة المطالبة باتخاذ إجراءات رادعة ضد العدو الصهيوني وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والاستنكار وتسجيل أعداد الانتهاكات للقرار 1701 التي باتت تهدد استمرار مفاعيله». ورأى الخطيب، في بيان، أن «هذا العدوان الخطير يتماهى مع الحصار والعقوبات وسياسة تجويع الشعبين السوري واللبناني، ما يستدعي تعزيز التضامن والتعاون ورفع مستوى التنسيق بين البلدين الشقيقين».
وفي الإطار نفسه، دانت القيادة المركزية لحزب «البعث العربي الاشتراكي» في لبنان، الاعتداء الإسرائيلي على سوريا، ودعت في بيان، لبنان، إلى «تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي لخرق إسرائيل السيادة اللبنانية».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.