أنقرة تتهم النظام والأكراد بالتحريض على التظاهر ضدها شمال سوريا

المعارضة تعهدت «محاسبة» المسؤولين عن حرق العلم التركي

من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أعزاز بريف حلب يوم الجمعة ضد إعلان تركيا عن لقاء بين وزير خارجيتها ونظيره السوري (رويترز)
من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أعزاز بريف حلب يوم الجمعة ضد إعلان تركيا عن لقاء بين وزير خارجيتها ونظيره السوري (رويترز)
TT
20

أنقرة تتهم النظام والأكراد بالتحريض على التظاهر ضدها شمال سوريا

من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أعزاز بريف حلب يوم الجمعة ضد إعلان تركيا عن لقاء بين وزير خارجيتها ونظيره السوري (رويترز)
من الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أعزاز بريف حلب يوم الجمعة ضد إعلان تركيا عن لقاء بين وزير خارجيتها ونظيره السوري (رويترز)

اتهمت تركيا النظام السوري وحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» ذراعه العسكرية، بتحريض السوريين في مناطق سيطرة القوات التركية و«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة للخروج في احتجاجات ضدها بعد تصريحات وزير خارجيتها عن لقاء عقده مع نظيره السوري وعن ضرورة التصالح بين النظام والمعارضة من أجل تحقيق السلام الدائم في سوريا.
واتهم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، «الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري، الذي تعتبره تركيا ذراعاً لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف منظمة إرهابية، والنظام السوري بالوقوف وراء المنشورات التي استهدفت تحريض السوريين في مناطق سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها في شمال سوريا على الاحتجاجات ضدها.
ونفى صويلو، في تدوينة على صفحته في «فيسبوك» في ساعة مبكرة السبت، ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي من تصريحات نُسبت إليه حول تخلي المعارضة السورية عن ثورتها ضد النظام وتسليمها الغوطة وحلب والجنوب (درعا) إليه. وأكد صويلو أن بلاده لن تترك الشعب السوري وحيداً فيما يعاني من «ظلم» الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي شمال سوريا وأغلبها يتبع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تشكلها «الوحدات» الكردية عمادها، نشرت في وقت سابق كلاماً على لسانه لم يتفوه به إطلاقا. وأضاف: «الأمر بات مفهوماً… هذا المخطط وراءه حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي والوحدات الكردية والنظام… وحتماً هم محرضون». وأكد أن بلاده «لم ولن تترك البشر الذين يئنون من ظلم النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي وحدهم… تركيا تصون إنسانيتها وصداقتها وجيرتها».
وأثار إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس الماضي، أنه التقى نظيره السوري فيصل المقداد على هامش اجتماع لدول عدم الانحياز في بلغراد في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وتأكيده ضرورة إجراء تصالح بين نظام الأسد والمعارضة السورية، لأن ذلك هو السبيل إلى تحقيق السلام الدائم في سوريا، غضباً واحتجاجات واسعة. وخرج آلاف السوريين في مظاهرات حاشدة عمت المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال وشمال غربي سوريا، تحت شعارات مثل «لا تصالح» و«نفنى ولا يحكمنا الأسد». وتخلل بعضها حرق علم تركيا.
وفي خطوة تهدف إلى تهدئة السوريين الغاضبين من موقفها الجديد، أكدت تركيا أن موقفها من النظام السوري لم يتغير. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلجيتش، في بيان الجمعة، تضمن تفسيراً لتصريحات الوزير جاويش أوغلو بشأن ضرورة التصالح بين النظام والمعارضة، إن تركيا تؤيد حلاً للأزمة السورية يلبي «التطلعات المشروعة» للشعب السوري. وأضاف أن «المسار السياسي لا يشهد تقدماً حالياً بسبب مماطلة النظام».
وفي مقابل الاحتجاجات ضد تركيا، أعلنت المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، تضامنها القوي معها في مواجهة ما وصفته بـ«المحاولات الاستفزازية» في مناطق شمال سوريا.
وأكد «الجيش الوطني السوري»، في بيان، أن علم الجمهورية التركية كعلم الثورة السورية «مصدر فخر وعنوان للنصر وشعار لشعب كبير ومكانه فوق رؤوس الشجعان وأجساد الشهداء». وشدد على ضرورة «محاسبة من تجاوز حدوده بالتطاول» على العلم التركي.
بدورها قالت وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية إن العلم التركي هو «رمز مقدس لمن سالت دماؤه على الأراضي السورية من الجيش والشعب التركيين». وتوعدت بمحاسبة بعض «الجهلاء ممن لا يمثلون ثوابت الثورة». وأضافت، في بيان، أن بعض الجهات في سوريا تهدف إلى «زعزعة الاستقرار في علاقات الأخوة والدم بين الشعبين التركي والسوري، خدمة للأعداء».
من جانبه، أكد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» رفضه حرق علم «الشعب التركي الذي يستضيف 4 ملايين سوري» والذي اختلطت دماؤه بدماء السوريين، بحسب «الائتلاف».
على صعيد آخر، قصفت القوات التركية المنتشرة في قواعد عسكرية بأطراف مدينة مارع شمال حلب، بعشرات القذائف الصاروخية محيط مدينة تل رفعت وقرى تل زويان وحربل والشيخ عيسى بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق انتشار قوات «قسد» والنظام.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف التركي جاء على خلفية تعرض القاعدة العسكرية التركية في حزوان بريف مدينة الباب إلى استهداف بصاروخ حراري، طال نقطة حراسة داخل القاعدة، وتعرض القاعدة العسكرية التركية في قرية تويس بريف مدينة مارع إلى قصف مدفعي، مصدره مناطق سيطرة «قسد» والنظام في ريف حلب الشمالي.
كما قصفت القوات التركية، السبت، مناطق في قرى الطويلة والكوزلية وتل اللبن الخاضعة لسيطرة «قسد» والنظام بريف تل تمر شمال غربي الحسكة.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: ارتياح عقب حكم بالسجن المؤبد لـ«ثمانيني» أُدين بـ«هتك عرض» طفل

دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

مصر: ارتياح عقب حكم بالسجن المؤبد لـ«ثمانيني» أُدين بـ«هتك عرض» طفل

دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)
دار القضاء العالي المصري وسط القاهرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

سادت حالة ارتياح في أوساط الرأي العام بمصر، الأربعاء، عقب الحكم بالسجن المؤبد (25 عاماً) على مسن «ثمانيني»، أُدين بـ«هتك عرض طفل بالقوة»، وهو حكم عدّه مراقبون «فريداً»، إذ صدر من أول جلسة لنظر القضية.

وتعود وقائع القضية، حسب التحقيقات التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، إلى يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، حين اتهم والد طفل (6 سنوات)، المشرف المالي بمدرسة «الكرمة» للغات في دمنهور بمحافظة البحيرة (78 عاماً)، بهتك عرض نجله أكثر من مرة، داخل المدرسة.

وتصدرت قضية الطفل الرأي العام على مدار الأيام الماضية، وسط حالة تعاطف كبير مع الطفل وعائلته، في حين تحوّلت أجواء التضامن إلى احتفاء بالحكم الذي صدر بسرعة غير متوقعة.

ومنذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء، احتشد المئات في محيط محكمة جنايات دمنهور، قبل بدء الجلسة لدعم أسرة الضحية، وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما حضر الطفل مرتدياً قناع «سبايدر مان».

وتصدر وسم «#حكم_المؤبد» الترند في مصر بمجرد صدور الحكم، حيث عبّر خلاله البعض عن احتفائهم بالقضاء المصري الذي أنصف الطفل بسرعة، رغم محاولات الضغط على أهله، في حين تساءل آخرون عن مصير أطراف أخرى «متهمة» في القضية، في مقدمتهم مديرة المدرسة وإحدى العاملات، قيل إنهما «تسترتا» على المجرم.

وقال محامي الضحية عصام مهنا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأطراف الأخرى لم تكن ضمن المتهمين المحالين جنائياً للمحكمة، ومن ثم فالجزاء الذي ينتظرهم – حال ثبت تورطهم - إداري أو تأديبي»، مشيراً إلى أن «الأسرة لم توجه الاتهام خلال التحقيقات بشكل مباشر سوى للمشرف المالي و(العاملة) التي كانت تصطحبه إليه، لكن النيابة لم تُحل سوى الأول للمحكمة».

وكانت وزارة التربية والتعليم قد قالت، في بيان الاثنين، إن «مديرية التربية والتعليم بمحافظة البحيرة ستتخذ مع الممثل القانوني والجهة المالكة للمدرسة جميع الإجراءات القانونية فور صدور حكم نهائي في القضية».

وأرجع مهنا سرعة صدور الحكم من أول جلسة لكون «أوراق القضية مستوفاة أمام القاضي»، مشيراً إلى أنه «اعتمد على تقرير الطب الشرعي الذي أثبت حدوث اعتداء على الطفل، بالإضافة إلى شاهدة إثبات وهي (ندا الغزالي) ولية أمر في المدرسة».

وعبرت الشاهدة ندا الغزالي، وهي أيضاً صديقة أسرة الضحية، عن سعادتها الشديدة بالحكم خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» عقب صدوره، وقالت إنه بمثابة «انتصار للطفل وأسرته».

ووصف رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال في نقابة المحامين الدكتور أحمد مصيلحي، صدور الحكم من أول جلسة بالفريد والمهم في ظل اهتمام الرأي العام، وقال لـ«الشرق الأوسط»، بشأن الخطوات المقبلة في القضية: «سيطعن محامي المُدان على الحكم الصادر ضده، ومن ثم سيعاد النظر في القضية من جديد أمام محكمة الاستئناف في دمنهور، التي ستعيد التحقيق ودراسة القضية وكل الاحتمالات واردة».

ولا يبدي محامي الضحية عصام مهنا أي قلق من الاستئناف، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن تؤيد محكمة الاستئناف نفس الحكم، وتقرير الطب الشرعي يتحدث عن إمكانية حدوث انتهاك أكثر من مرة».

وكان تقرير الطب الشرعي قد أفاد بأن توقيع الكشف الطبي على الطفل أثبت إمكانية حدوث اعتداء جنسي على الطفل مرة أو أكثر من مرة، لكنه أشار إلى أنه «لا يعد وحده دليلاً جازماً على وقوع الجريمة».